حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عَمْرو بن زيد مناة بن عدي بن عَمْرو بن مالك بن النجار ، شاعر رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ويكنى أبا الوليد

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عَمْرو بن زيد مناة بن عدي بن عَمْرو بن مالك بن النجار ، شاعر رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ويكنى أبا الوليد.
وأُمُّه الفُرَيْعَة بنت خالد بن حُبَيْش بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة ، ويقال : بل أم حسان بن ثابت ، الفريعة بنت خبيش بن لوذان ، أخت خالد بن حبيش ، وَعَمْرو بن حبيش.
فولد حسان بن ثابت : عبد الرحمن.
وأُمُّه سيرين القبطية ، أخت مارية أم إبراهيم ابن رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم .
وأم فراس بنت حسان ، وأمها شعثاء بنت هلال بن عُويمر بن حارثة بن مالك بن ثعلبة ، من خُزاعة ، وكان عبد الرحمن بن حسان أيضًا شاعرًا ، وكان ابنه سعيد بن عبد الرحمن أيضًا شاعراً.
وكان حسان بن ثابت قديم الإسلام ، ولم يشهد مع النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم مشهدًا وكان يُجَبَّن ، وكانت له سن عالية ، توفي وله عشرون ومائة سنة ، عاش ستين سنة في الجاهلية وستين سنة في الإسلام.

أخبرنا مالك بن إسماعيل النهدي قال : حدثنا عمر بن زياد ، عن عبد الملك بن عمير قال : جاء حسان بن ثابت إلى النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : أُسْمِعُكَ يا رسول الله ، قال : قل حقًا ، قال : شَهِدتُ بإذن الله أن محمدًا ...
رسولُ الذي فوق السموات من عَلُ فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : وأنا أشهد.
وأن الذي عادى اليهود ابن مريم ...
نبيٌ أتى من عند ذي العرش مرسلُ فقال : وأنا أشهد.
وأن أبا يحيى ويحيى كلاهما...
له عملٌ في دينه متقبَّلُ فقال : وأنا أشهد.
وأن أخا الأحقاف إذ يعذِلُونه ...
يُجاهد في ذات الإله ويَعدِلُ فقال : وأنا أشهد.
وأن التي بالجزع من بطن نخلةٍ ...
ومن دانها فلّ عن الخبر معزِلُ فقال : وأنا أشهد.

أخبرنا محمد بن عبد الله بن نمير قال : حدثنا محمد بن الفضيل ، عن مجالد ، عن الشعبي ، قال : سمعت جابر بن عبد الله يقول : قال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : من يحمي أعراض المسلم ؟ فقال عبد الله بن رواحة : أنا ، وقال كعب بن مالك : أنا ، فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : إنك تُحسن الشعر ، وقال حسان بن ثابت : أنا ، قال : فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : اهجهم فإن روح القدس سيُعينُك.

أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال : حدثنا ابن عون ، عن محمد ، أن النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إذا نُصر القوم بسلاحهم وأنفسهم فألسنتهم أحق ، فقام رجل فقال : يا رسول الله ، أنا ، فقال : لست هناك ، فجلس ثم قام آخر فقال : يا رسول الله أنا ، قال ابن عون بيده ، يعني اجلس ، فقام حسان بن ثابت فقال : يا رسول الله ، والله ما يَسُرّني به ، يعني لسانه ، مِقْوَلٌ بين صنعاء وبُصرى ، أو قال : مكة ، شك ابن عون ، وإنك والله ما سببت قومًا قط بشيء هو أشد عليهم من شيء يعرفونه ، فَمُرْ بي إلى من يعرف أيامهم وبيوتاتهم حتى أضع لساني ، قال : فأمر به إلى أبي بكر.
قال محمد : كان ثلاثة من الأنصار يهاجون عن رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : حسان بن ثابت ، وعبد الله بن رواحة ، وكعب بن مالك ، فأما حسان فكان يذكر عيوبهم وأيامهم ، وأما عبد الله بن رواحة فكان يُعَيّرهم بالكفر وتَرَدّدهم فيه ، وأما كعب فكان يذكر الحرب ، فيقول : فعلنا ونفعل ونفعل ويهددهم.

أخبرنا هَوْذَةُ بن خليفة ، قال : حدثنا عوف ، عن محمد قال : هجا رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وأصحابه ثلاثةٌ من كفار قريش : أبو سفيان بن الحارث ، وعَمْرو بن العاص ، وابن الزِّبعْرَي.
قال : فقال قائل لعلي : اهجُ عنا هؤلاء القوم الذين قد هجونا ، قال : فقال علي : إن أذن لي رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فعلت ، فقال الرجل : يا رسول الله ائذن لعلي كيما يهجو عنا هؤلاء القوم الذين قد هجونا ، فقال : ليس هناك ، أو ليس عنده ذلك ، ثم قال للأنصار : ما يمنع القوم الذين قد نَصَروا رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم بسلاحهم وأنفسهم أن ينصروه بألسنتهم ؟ فقال حسان بن ثابت : أنا لها يا رسول الله ، وأخذ بطرف لسانه ، فقال : والله ما يسرُّني به مِقْول بين بصرى وصنعاء ، فقال له رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : وكيف تهجوهم وأنا منهم ؟ قال : إني أسُلّك منهم كما تُسَلُّ الشعرة من العجين.
قال : فكان يهجوهم ثلاثة من الأنصار ويجيبونهم : حسان بن ثابت ، وكعب بن مالك ، وعبد الله بن رواحة ، قال : فكان حسان بن ثابت وكعب بن مالك يعارضانهم بمثل قولهم بالوقائع والأيام والمآثر ، ويعيرونهم بالمثالب ، قال : وكان ابن رواحة يعيرهم بالكفر وينسبهم إلى الكفر ، ويعلم أنه ليس فيهم شيء شر من الكفر ، قال : فكانوا في ذلك الزمان أشد القول عليهم قول حسان وكعب بن مالك ، وأهون القول عليهم قول عبد الله بن رواحة ، قال : فلما أسلموا وفقهوا الإسلام كان أشد القول عليهم قول عبد الله بن رواحة.

أخبرنا عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي من باهلة ، قال : حدثنا حاتم بن أبي صَغِيَرة ، عن سماك ، رفع الحديث إلى النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، أو حدثناه عن السدي ، عن البراء بن عازب ، عن النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، أوحدثناه عنهما كليهما ؛ أن النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم أتى فقيل يا رسول الله : إن أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يهجوك ، فقام ابن رواحة فقال : يا رسول الله ائذن لي فيه ، فقال : أنت الذي تقول : ثَبَّت الله ؟ قال : نعم يا رسول الله ، قلت : فَثَبَّتَ الله ما آتاك من حَسَنٍ ...
تثبيتَ موسى ونصرًا كالذي نُصِروا قال : وأنت ، ففعل الله بك مثل ذلك ، قال : ثم وثب كعب فقال : يا رسول الله ، ائذن لي فيه ، فقال : أنت الذي تقول : هَمّت ؟ قال : نعم يا رسول الله ، قلت : هَمّت سَخِينَةُ أن تغالِب ربها ...
فليغلبنَّ مغالب الغُلاّبِ قال : أما إن الله لم ينس ذلك لك ، قال : ثم قام حسان الحسام فقال : يا رسول الله ائذن لي وأخرج لسانًا له أسود ، فقال : يا رسول الله ، لو شئت لفريت به المزاد ائذن لي فيه ، فقال : اذهب إلى أبي بكر فليحدثك حديث القوم وأيامهم وأحسابهم ، واهجهم وجبريل معك.

أخبرنا أبو معاوية الضرير قال : حدثنا أبو إسحاق الشيباني ، عن عدي بن ثابت ، عن البراء بن عازب قال : قال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم لحسان بن ثابت : اهج المشركين فإن جبريل معك.

أخبرنا عفان بن مسلم ، وهشام أبو الوليد الطيالسي ، ويحيى بن عباد ، والفضل بن دكين ، قالوا : حدثنا شعبة ، قال : أخبرني عدي بن ثابت قال : سمعت البراء يقول : سمعت رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يقول لحسان بن ثابت : اهجهم وهاجهم وجبريل معك.

أخبرنا هَوذة بن خليفة قال : حدثنا عوف ، عن محمد قال : قال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ليلة ، وهو في سفر : أين حسان بن ثابت ؟ فقال : لبيك يا رسول الله وسعديك ، قال : خُذ ، فجعل يُنشده ويصغي إليه وهو سائق راحلته ، حتى كاد رأس الراحلة يمس المُورِك حتى فرغ من نشيده ، فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : لهذا أشد عليهم من وقع النبل.

أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، قال : حدثنا ابن جريج قال : حدثني محمد بن السائب بن بركة ، عن أمه ، أنها كانت تطوف مع عائشة ومعها عاتكة بنت خالد بن العاص ، وأم عبد الوهاب بن عبد الله بن أبي ربيعة ، قالت : فذكرنا حسان بن ثابت ، ذكرناه بسبه إياها ، فقالت : ابن الفُرَيعَة تَسْبُبْنَ ؟ قلنا : نعم ، قال لك .
فبرأته من ذلك وقالت : أليس الذي يقول : هجوت محمدًا فأجبتُ عنه ...
وعند الله في ذاك الجزاءُ فإن أبي ووالِدَه وعِرْضي ...
لِعِرْض محمد منكم وِقَاءُ
أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي قال : أخبرنا إياس السُّلمي ، عن ابن بريدة ؛ أن جبريل أعان حسان بن ثابت على مدحته النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم بسبعين بيتاً.

أخبرنا عبد الله بن إدريس الأودي قال : حدثنا هشام ، عن ابن سيرين ؛ أن عائشة كانت تأذن لحسان بن ثابت وتلقي له الوسادة وتقول : لا تقولوا له إلا خيرًا ، فإنه قد كان ينصر رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ويرد عنه.

أخبرنا معن بن عيسى قال : حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن ابن شهاب (ح) قال : وأخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس قال : حدثنا سليمان بن بلال ، عن إسماعيل بن أُمَية ، عن ابن شهاب قال : قال حسان بن ثابت لأبي هريرة : أنشدك الله ، هل سمعت رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : أجب عني ، اللهم أيده بروح القدس ؟ قال : نعم.

أخبرنا الفضل بن دكين قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة قال : مرّ عُمر بحسان وهو ينشد في المسجد فلحظ إليه ، نظر إليه ، فقال : قد كنت أنشد وفيه من هو خير منك ، فسكت ، ثم التفت حسان إلى أبي هريرة فقال : أنشدك بالله ، أسمعت رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : أجب عني ، اللهم أيده بروح القدس ؟ قال : نعم.

أخبرنا عارم بن الفضل قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب , عن محمد ؛ أن عائشة كانت تأذن لحسان بن ثابت وتدعو له بالوسادة وتقول : لا تؤذوا حسانًا فإنه كان ينصر رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم بلسانه ، وقال الله تعالى : { وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} وقد عمي ، والله قادر أن يجعل ذلك العذاب العظيم عماه.

أخبرنا محمد بن معاية النيسابوري قال : حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه (ح) وعن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ؛ أن النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وضع لحسان بن ثابت منبرًا في المسجد ينشد ثم قال : إن الله أيد حسان بروح القدس ما نفح عن نبيه.

أخبرنا عفان بن مسلم ، وعارم بن الفضل ، قالا : حدثنا حماد بن زيد قال : حدثنا يزيد بن حازم ، عن سليمان بن يسار ، قال : رأيت حسان بن ثابت وله ناصيةٌ قد سدلها ، قال عفان : بين عينيه.
قال محمد بن عمر : مات حسان بن ثابت في خلافة معاوية بن أبي سفيان وهو ابن عشرين ومائة سنة.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،