ذِكْرُ بَعْضِ مَا حَضَرَنَا ذِكْرُهُ مِنْ ذَلِكَ



: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

2786 حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ ، يَقُولُ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ : { وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ } يَعْنِي لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ - ، ثُمَّ رَجَعَ مِنْ لَيْلَتِهِ ، فَكَانَتْ فِتْنَةً لَهُمْ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

2787 حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ : { وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ } ، قَالَ : هَذَا حِينَ أُسْرِيَ بِهِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، افْتُتِنَ فِيهَا أُنَاسٌ ، فَقَالُوا : يَذْهَبُ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَيَرْجِعُ فِي لَيْلَةٍ ، وَقَالَ : لَمَّا أَتَانِي جِبْرِيلُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ بِالْبُرَاقِ لِيَحْمِلَنِي عَلَيْهَا ، صَرَّتْ بِأُذُنَيْهَا وَانْقَبَضَ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فَقَالَ : وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدَهُ ، مَا رَكِبَكَ أَحَدٌ مِنْ وَلَدِ آدَمَ خَيْرٌ مِنْهُ ، قَالَ : فَصَرَّتْ بِأُذُنَيْهَا وَارَّفَضَّتْ عَرَقًا حَتَّى سَالَ مَا تَحْتَهَا ، وَكَانَ مُنْتَهَى خَطْوِهَا عِنْدَ مُنْتَهَى طَرَفِهَا ، فَلَمَّا أَتَاهُمْ بِذَلِكَ ، قَالُوا : مَا كَانَ مُحَمَّدٌ لِيَنْتَهِيَ حَتَّى يَأْتِيَ بِكَذِبَةٍ تَخْرُجُ مِنْ أَقْطَارِهَا فَأَتَوْا أَبَا بَكْرٍ ، فَقَالُوا : هَذَا صَاحِبُكَ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا ، فَقَالَ : أَوَقَدْ قَالَ ذَلِكَ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، فَقَالَ : إِنْ كَانَ قَالَ ذَلِكَ فَقَدْ صَدَقَ ، فَقَالُوا : تُصَدِّقُهُ أَنْ ، قَالَ : ذَهَبَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَرَجَعَ فِي لَيْلَةٍ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : نَزَعَ اللَّهُ عُقُولَكُمْ ، أُصَدِّقُهُ بِخَبَرِ السَّمَاءِ ، وَالسَّمَاءُ أَبْعَدُ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، وَلَا أُصَدِّقُهُ بِخَبَرِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ؟ قَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّا قَدْ جِئْنَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَصِفْهُ لَنَا ، فَلَمَّا قَالُوا ذَلِكَ ، رَفَعَهُ اللَّهُ عَزَّ ذِكْرُهُ وَمَثَّلَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ، فَجَعَلَ يَقُولُ هُوَ كَذَا ، وَفِيهِ كَذَا ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : وَأَبِيكُمْ ، إِنْ أَخْطَأَ مِنْهُ حَرْفًا قَالَ : فَقَالُوا : هُوَ رَجُلٌ سَاحِرٌ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

الْقَوْلُ فِي الْبَيَانِ عَمَّا فِي هَذِهِ الْأَخْبَارِ مِنَ الْغَرِيبِ فَمَنْ ذَلِكَ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : رَأَيْتُ مُوسَى صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ آدَمَ أَسْحَمَ ، يَعْنِي بِالْآدَمَ ، فِي لَوْنِهِ ، وَأَنَّهُ يَضْرِبُ إِلَى الْبَيَاضِ ، وَكَذَلِكَ كُلُّ لَوْنٍ ضَرَبَ إِلَى الْبَيَاضِ مِنْ أَيِّ لَوْنٍ كَانَ أَحْمَرَ أَوْ غَيْرَهُ ، وَلِذَلِكَ قِيلَ لِلظِّبَاءِ أُدْمٌ ، لِمَيْلِ حُمْرَتِهَا إِلَى الْبَيَاضِ ، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي سُلْمَى فِي وَصْفِهِ الظِّبَاءَ بِذَلِكَ :
بِهَا الْعِينُ وَالْآرَامُ وَالْأُدْمُ خِلْفَةً
وَأَطْلَاؤُهَا يَنْهَضْنَ مِنْ كُلِّ مَجْثَمِ
يَعْنِي بِالْأُدْمِ ، جَمْعَ أَدْمَاءَ ، وَهِيَ مَا وُصِفَتْ مِنَ الظِّبَاءِ الَّتِي تَضْرِبُ حُمْرَتُهَا إِلَى الْبَيَاضِ ، وَيُرْوَى ذَلِكَ :
بِهَا الْعِينُ وَالْآرَامُ يَمْشِينَ خِلْفَةً
وَأَمَّا الْأَسْحَمُ ، فَإِنَّهُ الْأَسْوَدُ ، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ أَعْشَى بَنِي قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ :
إِذَا بُزِلَتْ مِنْ دَنِّهَا فاحَ رِيحُهَا
وَقَدْ أَخْرَجَتْ مِنْ أَسْحَمِ الْجَوْفِ أَدْهَمَا
يَعْنِي بِأَسْحَمِ الْجَوْفِ ، أَسْوَدَهُ ، وَمِنْهُ أَيْضًا قَوْلُ الْعَجَّاجِ :
يَمُدُّهُ آذَيُّ بَحْرٍ عَيْلَمِ
خَضْرَاءَ تَرْمِي بِالْغُثَاءِ الْأَسْحَمِ
وَمِنْهُ قِيلَ لِابْنِ السَّحْمَاءِ : ابْنَ السَّحْمَاءِ ، لِسَوَادِ أُمِّهِ ، فَنُسِبَ إِلَيْهَا ، وَإِنَّمَا وَصَفَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسُّحْمَةِ ، وَقَدْ وَصَفَهُ بِالْأُدْمَةِ ، مُرِيدًا بِوَصْفِهِ إِيَّاهُ بِالسُّحْمَةِ سُحَمَةَ شَعْرِهِ إِنَّ شَاءَ اللَّهُ ، وَبِوَصْفِهِ بِالْأُدْمَةِ أُدْمَةَ بَشْرَةِ جَسَدِهِ وَأَمَّا وَصَفُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ بِأَنَّهُ ضَرْبٌ مِنَ الرِّجَالِ ، فَإِنَّهُ عَنَى بِذَلِكَ أَنَّهُ خَفِيفُ اللَّحْمِ غَيْرُ غَلِيظٍ وَلَا ثَقِيلٍ ، وَبِذَلِكَ يُوصَفْ كُلُّ خَفِيفِ الْجِسْمِ ذَكِيِّ الْقَلْبِ مِنَ الرِّجَالِ ، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ طَرَفَةَ بْنِ الْعَبْدِ فِي وَصْفِهِ نَفْسَهُ بِذَلِكَ :
أَنَا الرَّجُلُ الضَّرْبُ الَّذِي تَعْرِفُونَهُ
خَشَاشٌ كَرَأْسِ الْحَيَّةِ الْمُتَوَقِّدِ
وَأَمَّا قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْهُ ، فِي وَصْفِهِ مُوسَى صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ بِأَنَّهُ جَعْدٌ أَقْنَى ، فَإِنْ عَنَى بِقَوْلِهِ : أَقْنَى ، أَنَّهُ مُرْتَفِعُ وَسَطِ الْأَنْفِ عَنْ طَرَفَيْهِ ، سَائِلَةٌ أَرْنَبَتُهُ ، وَذَلِكَ صِفَةُ الْقَنَا فِي الْأَنْفِ ، يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا كَانَ أَنْفُهُ كَذَلِكَ : رَجُلٌ أَقْنَى ، وَلِلْمَرْأَةِ امْرَأَةٌ قَنْوَاءُ ، بَيِّنَةُ الْقَنَا ، مِنْ قَوْمٍ قُنْو ، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ فِي صِفَةِ نَاقَةٍ :
قَنْوَاءُ فِي حَرَّتَيْهَا لِلْبَصِيرِ بِهَا
عِتْقٌ مُبِينٌ وَفِي الْخَدَّيْنِ تَسْهِيلُ
وَأَمَّا قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَصْفِهِ إِبْرَاهِيمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : وَلَا أَنْظُرُ إِلَى إِرْبٍ مِنْ آرَابِهِ إِلَّا نَظَرْتُ إِلَيْهِ مِنِّي ، فَإِنَّهُ يَعْنِي بِالْإِرْبِ : الْعُضْوَ مِنْ أَعْضَائِهِ ، وَهُوَ مِنْ قَوْلُهُمْ : قَطَعَهُ إِرْبًا إِرْبًا ، إِذَا قَطَّعَهُ عُضْوًا عُضْوًا ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ : فُلَانٌ عَظِيمُ الْآرَابِ ، مُرَادٌ بِهِ عَظِيمُ الْأَعْضَاءِ ، وَيُقَالُ : أَعْطِهِ عَظْمًا مُؤَرَّبًا ، فَيُعْطِي عَظْمًا تَامًّا لَمْ يُكْسَرْ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الْكُمَيْتِ بْنِ زَيْدٍ الْأَسَدِيِّ :
وَلَا انْتَشَلَتْ عُضْوَيْنِ مِنْهَا يُحَابِرُ
وَكَانَ لِعَبْدِ الْقَيْسِ عُضْوٌ مُؤَرَّبُ
وَقَوْلُ أَبِي زُبَيْدٍ الطَّائِيِّ :
وَأَعْطَى فَوْقَ النِّصْفِ ذُو الْحَقِّ مِنْهُمُ
وَأَظْلَمُ بَعْضًا أَوْ جَمِيعًا مُؤَرَّبَا
وَأَمَّا الْأَرَبُ بِفَتْحِ الْأَلْفِ وَالرَّاءِ ، فَإِنَّهُ الْحَاجَةُ ، يُقَالُ مِنْهُ : لِي فِيهِ أَرَبٌ وَإِرْبَةٌ ، إِذَا كَانَتْ لَكَ فِيهِ حَاجَةٌ ، وَمِنْ الْإِرَبَةِ قَوْلُ اللَّهِ جَلَّ حدثناؤُهُ : { أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرُ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ } ، وَأَمَّا الْأُرْبَةُ بِضَمِّ الْأَلِفِ وَسُكُونِ الرَّاءِ فَإِنَّهَا الْعُقْدَةُ , يُقَالُ مِنْ ذَلِكَ , أَرِّبْ عُقْدَتَكَ ، إِذَا أَمَرَهُ بِشَدِّهَا وَأَمَّا قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خَبَرِهِ عَنْ جِبْرِيلَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : فَشَقَّ مِنَ النَّحْرِ إِلَى مَرَاقِّ الْبَطْنِ ، فَإِنَّهُ يَعْنِي بِالنَّحْرِ ، اللَّبَّةَ وَهِيَ الثَّغْرَةُ ، وَهُوَ مَوْضِعُ الْقِلَادَةِ مِنْ صَدْرِ الْمَرْأَةِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
وَالزَّعْفَرَانُ عَلَى تَرَائِبِهَا
شَرِقًا بِهِ اللَّبَّاتُ وَالنَّحْرُ
وَقَوْلُ عَنْتَرَةَ بْنِ شَدَّادٍ :
مَازِلْتُ أَرْمِيهِمْ بِثَغْرَةِ نَحْرِهِ
وَلَبَانِهِ حَتَّى تَسَرْبَلَ بِالدَّمِ
وَأَمَّا الْمَرَاقُّ ، فَإِنَّهُ أَسْفَلُ الْبَطْنِ وَالذَّكَرِ وَمَا حَوْلَهُ ، حَيْثُ اسْتَرَقَّ الْجِلْدُ وَمَجَامِعُ أَوْصَالِ الْإِنْسَانِ وَعُرُوقِهِ فِي بَطْنِهِ .
وَأَمَّا قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ فِيهَا جَارِيَةً لَعْسَاءَ ، فَإِنَّ اللَّعَسَ سَوَادٌ فِي الشَّفَتَيْنِ ، يُقَالُ مِنْهُ : شَفَةٌ لَعْسَاءُ ، وَحَمَّاءُ ، وَلَمْيَاءُ ، وَحَوَّاءُ ، وَشِفَاهُ لُعْسٌ ، وَحُمٌّ ، وَلُمْيٌ ، وَحُوٌّ ، وَذَلِكَ مِمَّا يُسْتَحَبُّ فِي الشِّفَاهِ ، وَمِنَ اللَّعَسِ وَاللَّمَى وَالْحُوَّةِ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ فِي صِفَةِ امْرَأَةٍ :
لَمْيَاءُ فِي شَفَتَيْهَا حُوَّةٌ لَعَسٌ
وَفِي اللِّثَاتِ وَفِي أَنْيَابِهَا الشَّنَبُ
وَمِنْهُ أَيْضًا قَوْلُ الْعَجَّاجِ :
بِفَاحِمٍ دُوِّيَ حَتَّى اعْلَنْكَسَا
وَبَشَرٍ مَعَ الْبَيَاضِ أَلْعَسَا
وَمِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ :
يَضْحَكْنَ عَنْ مَثْلُوجَةِ الْأَفْلَاجِ
فِيهَا لَمًى مِنْ لُعْسَةِ الْإدِعَاجِ
وَأَمَّا قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خَبَرِهِ عَنْ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، عَنِ الْجَنَّةِ أَنَّهَا تَقُولُ : رَبِّ آتِنِي مَا وَعَدْتَنِي ، فَقَدْ كَثَّرْتَ عَرْفِي وَإِسْتَبْرَقِي وَأَكْوَابِي وَصِحَافِي ، فَإِنَّ الْعَرْفَ ، فِي كَلَامِ الْعَرَبِ ، الرَّائِحَةُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ، وَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ طَيِّبًا وَغَيْرُ طَيِّبٍ ، وَأَمَّا فِي هَذَا الْمَوْضِعِ فَإِنَّهُ الرَّائِحَةُ الطَّيِّبَةُ ، وَمِنَ الْعَرْفِ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
أَبْصَرَتْ عَيْنِي عِشَاءً ضَوْءَ نَارٍ
مِنْ سَنَاهَا عَرَفُ هِنْدِيٍّ وَغَارِ
يَعْنِي بِالْعَرْفِ : الرَّائِحَةَ .
وَأَمَّا الْأَكْوَابُ ، فَإِنَّهَا جَمْعُ كُوبٍ ، والْكُوبُ : كُلُّ إِنَاءٍ لَا عُرْوَةَ لَهُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ أَعْشَى بَنِي قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ :
صَرِيفِيَّةً طَيِّبًا طَعْمُهَا
لَهَا زَبَدٌ بَيْنَ كُوبٍ وَدَنْ
وَمِنْهُ قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : { يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ .
بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ
}
وَأَمَّا قَوْلُهِ مُخْبِرًا عَنْ قَوْلِ ، جَهَنَّمَ فَقَدْ كَثُرَ ضَرِيعِي وَغَسَّاقِي ، فَإِنَّ الضَّرِيعَ : نَبْتٌ يُسَمَّى مَا دَامَ رَطِبًا شَبْرَقًا ، فَإِذَا يَبِسَ سُمِّيَ ضَرِيعًا ، وَهُوَ فِيمَا يُقَالُ سُمٌّ ، وَأَمَّا الْغَسَّاقُ ، فَإِنَّ فِيهِ لُغَتَيْنِ : التَّشْدِيدُ فِي سِينِهِ ، فَإِذَا شُدِّدَ كَانَ صِفَةً ، مِنْ قَوْلِهِمْ : غَسَقَ الشَّيْءُ يَغْسِقُ غُسُوقًا ، وَذَلِكَ إِذَا سَالَ ، وَقِيلَ : إِنَّ ذَلِكَ هُوَ مَا يَسِيلُ مِنْ صَدِيدِ أَهْلِ جَهَنَّمَ ، فَيَجْتَمِعُ فِي بَعْضِ حِيَاضِهَا ، وَالتَّخْفِيفُ فِيهَا ، وَإِذَا خُفِّفَتْ كَانَ اسْمًا مَوْضُوعًا لِذَلِكَ ، وَقِيلَ : إِنَّهُ الشَّيْءُ الْمُنْتِنُ بِلِسَانِ أَهْلِ بُخَارِسْتَانَ ، وَقِيلَ : إِنَّهُ الشَّيْءُ الَّذِي قَدْ تَنَاهَتْ شِدَّةُ بَرْدِهِ ، فَلَا شَيْءَ أَبْردُ مِنْهُ وَأَمَّا قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : صَلَّيْتُ لِأَصْحَابِي صَلَاةَ الْعَتْمَةِ بِمَكَّةَ مُعَتِّمًا ، فَإِنَّهُ - يَعْنِي بِالْمُعَتِّمِ - ، الْمُبْطِئَ ، يُقَالُ مِنْهُ : عَتَّمَ فُلَانٌ فِي هَذَا الْأَمْرِ ، إِذَا أَبْطَأَ فِيهِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ بْنِ الْعَجَّاجِ :
سَهْلٌ يَلِينُ بَابُهُ وَخَدَمُهْ
لِذِي غِنًى أَوْ لَضَعِيفٍ يَرْحَمُهُ لَا يَقْطَعُ الرِّفْدَ وَلَا يُعَتِّمُهْ
يَعْنِي بِقَوْلِهِ : وَلَا يُعَتِّمُهُ : لَا يُبْطِئُ بِالرِّفْدِ وَأَمَّا قَوْلُهُ : فَشَرِبْتُ حَتَّى قَدَعْتُ بِهِ جَبِينِي ، فَإِنَّهُ - يَعْنِي بِقَوْلِهِ : قَدَعْتُ بِهِ - : ضَرَبْتُ بِهِ ، وَدَفَعَتْ بِهِ ، وَأَصْلُ الْقَدْعِ ، الدَّفْعُ وَالْكَفُّ ، وَمِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ بْنِ الْعَجَّاجِ :
أَقْدَعَهُ عَنِّي لِجَامُ يُلْجِمُهُ
وَعَضُّ مَضَّاغٍ مُجِدٍّ مَعْذَمُهْ يَدُقُّ أَعْنَاقَ الْأَسْوَدِ فَرْصَمُهْ
وَمِنْهُ أَيْضًا قَوْلُ الطِّرِمَّاحِ بْنِ حَكِيمٍ :
إِذَا مَا رَآنَا شَدَّ لِلْقَوْمِ صَوْتَهُ
وَإِلَّا فَمَدْخُولُ الْخِبَاءِ قَدُوعُ
وَأَمَّا قَوْلُ أَبِي بَكْرٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَقَدِ الْتَمَسْتُكَ فِي مَظَانِّكَ ، فَإِنَّهُ - يَعْنِي بِالْمَظَانِّ : الْمَوَاضِعَ الَّتِي يَظُنُّ أَنَّهُ يَكُونُ بِهَا ، وَاحِدَتُهَا : مَظَنَّةٌ - وَأَمَّا قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَإِنَّهَا مِنَ اللَّهِ صِرَّى ، فَإِنَّهُ يَعْنِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ أَنَّ ذَلِكَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَزِيمَةٌ .
مِنْ قَوْلِ الْقَائِلِ : أَصَرَّ فُلَانٌ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ ، إِذَا ثَبَتَ عَلَيْهِ ، وَعَزَمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ ، وَمِنْ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ : { وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا } بِمَعْنَى : لَمْ يَثْبُتُوا عَلَيْهِ ، وَلَكِنَّهُمْ تَابُوا مِنْهُ مِنْ قَرِيبٍ ، وَمِنْهُ قَوْلُ سُؤْرِ الذِّئْبِ : لَمَّا رَأَيْتُ أَنَّهَا أُصْرِي وَأَنَّمَا يُرَاوِدُونَ ضُرِّي قُلْتُ : بِأَشْخَابِ عِقَابٍ دُرِّيٌّ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،