بَابُ قَتْلِ السَّاحِرِ
18076 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , قَالَ : أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ , أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَتَبَ إِلَى جَزْءِ بْنِ مُعَاوِيَةَ - عَمِّ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ وَكَانَ عَامِلًا لِعُمَرَ - : أَنِ اقْتُلْ كُلَّ سَاحِرٍ وَكَانَ بَجَالَةُ كَاتَبَ جَزْءًا قَالَ بَجَالَةُ : فَأَرْسَلْنَا فَوَجَدْنَا ثَلَاثَ سَوَاحِرَ فَضَرَبْنَا أَعْنَاقَهُنَّ |
18077 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ , وَابْنِ عُيَيْنَةَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ , قَالَ : سَمِعْتُ بَجَالَةَ , يُحَدِّثُ أَبَا الشَّعْثَاءِ , وَعَمْرَو بْنَ أَوْسٍ عِنْدَ صُفَّةِ زَمْزَمَ فِي إِمَارَةِ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ , قَالَ : كُنْتُ كَاتِبًا لِجَزْءٍ عَمِّ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ فَأَتَانَا كِتَابُ عُمَرَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ : اقْتُلُوا كُلَّ سَاحِرٍ , وَفَرِّقُوا بَيْنَ كُلِّ ذِي مَحْرَمٍ مِنَ الْمَجُوسِ , وَانْهَهُمْ عَنِ الزَّمْزَمَةِ فَقَتَلْنَا ثَلَاثَ سَوَاحِرَ , قَالَ : وَصَنَعَ طَعَامًا كَثِيرًا وَأَعْرَضَ السَّيْفَ ثُمَّ دَعَا الْمَجُوسَ فَأَلْقَوْا قَدْرَ بَغْلٍ أَوْ بَغْلَيْنِ مِنْ وَرِقِ أَخِلَّةٍ , كَانُوا يَأْكُلُونَ بِهَا , وَأَكَلُوا بِغَيْرِ زَمْزَمَةٍ |
18078 قَالَ وَلَمْ يَكُنْ عُمَرُ أَخَذَ مِنَ الْمَجُوسِ الْجِزْيَةَ حَتَّى شَهِدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَهَا مِنْ مَجُوسِ أَهْلِ هَجَرَ |
18079 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ , أَوْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ : أَنَّ جَارِيَةً لِحَفْصَةَ سَحَرَتْهَا , وَاعْتَرَفَتْ بِذَلِكَ فَأَمَرَتْ بِهَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدٍ فَقَتَلَهَا , فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهَا عُثْمَانُ , فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : مَا تُنْكِرُ عَلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ امْرَأَةٍ سَحَرَتْ وَاعْتَرَفَتْ فَسَكَتَ عُثْمَانُ |
18080 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ , قَالَ : سَمِعْتُ بَجَالَةَ التَّمِيمِيَّ , قَالَ : وَجَدَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مُصْحَفًا فِي حِجْرِ غُلَامٍ فِي الْمَسْجِدِ فِيهِ : النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَهُوَ أَبُوهُمْ , فَقَالَ : احْكُكْهَا يَا غُلَامُ , فَقَالَ : وَاللَّهِ لَا أَحُكُّهَا وَهِي فِي مُصْحَفِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فَانْطَلَقَ إِلَى أُبَيٍّ فَقَالَ لَهُ : إِنِّي شَغَلَنِي الْقُرْآنُ , وَشَغَلَكَ الصَّفْقُ بِالْأَسْوَاقِ إِذْ تَعْرِضُ رِدَاءَكَ عَلَى عُنُقِكَ بِبَابِ ابْنِ الْعَجْمَاءِ |
18081 قَالَ : وَلَمْ يَكُنْ عُمَرُ يُرِيدُ أَنْ يَأْخُذَ الْجِزْيَةَ مِنَ الْمَجُوسِ حَتَّى شَهِدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَهَا مِنْ مَجُوسِ هَجَرَ |
18082 قَالَ : وَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى جَزْءِ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَمِّ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ : أَنِ اقْتُلْ كُلَّ سَاحِرٍ , وَفَرِّقْ بَيْنَ كُلِّ امْرَأَةٍ وَحَرِيمِهَا فِي كِتَابِ اللَّهِ , وَلَا يُزَمْزَمَنَّ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِسَنَةٍ قَالَ : فَأَرْسَلَنَا فَوَجَدْنَا ثَلَاثَ سَوَاحِرَ , فَضَرَبْنَا أَعْنَاقَهُنَّ , وَجَعَلْنَا نَسْأَلُ الرَّجُلَ : مَنْ عِنْدَكَ ؟ فَيَقُولُ : أُمُّهُ , أُخْتُهُ , ابْنَتُهُ , فَيُفَرَّقُ بَيْنَهُمْ , وَصَنَعَ جَزْءٌ طَعَامًا كَثِيرًا , وَأَعْرَضَ السَّيْفَ فِي حِجْرِهِ , وَقَالَ : لَا يُزَمْزِمَنَّ أَحَدٌ إِلَّا ضَرَبْتُ عُنُقَهُ , فَأَلْقَوْا أَخِلَّةً مِنْ فِضَّةٍ كَانُوا يَأْكُلُونَ بِهَا , حِمْلَ بَغْلٍ مَا سَدَّهَهَا |
18083 قَالَ : وَأَمَّا شَأْنُ أَبِي بُسْتَانٍ فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِجُنْدُبٍ : جُنْدُبٌ وَمَا جُنْدُبٌ يَضْرِبُ ضَرْبَةً يُفَرِّقُ بِهَا بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ فَإِذَا أَبُو بُسْتَانٍ يَلْعَبُ فِي أَسْفَلِ الْحِصْنِ عِنْدَ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ وَهُوَ أَمِيرُ الْكُوفَةِ وَالنَّاسُ يَحْسَبُونَ أَنَّهُ عَلَى سُورِ الْقَصْرَ - يَعْنِيَ وَسْطَ الْقَصْرِ - فَقَالَ جُنْدُبٌ : وَيْلَكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ أَمَا يَلْعَبُ بِكُمْ , وَاللَّهِ إِنَّهُ لَفِي أَسْفَلِ الْقَصْرِ , إِنَّمَا هُوَ فِي أَسْفَلِ الْقَصْرِ , ثُمَّ انْطَلَقَ , وَاشْتَمَلَ عَلَى السَّيْفِ , ثُمَّ ضَرَبَهُ , فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ : قَتَلَهُ , وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ : لَمْ يَقْتُلْهُ , وَذَهَبَ عَنْهُ السِّحْرُ , فَقَالَ أَبُو بُسْتَانٍ : قَدْ نَفَعَنِي اللَّهُ بِضَرْبَتِكَ وَسَجَنَهُ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ وَتَنَقَّصَ ابْنَ أَخِيهِ أَثِيَّةَ وَكَانَ فَارِسَ الْعَرَبِ حَتَّى حَمَلَ عَلَى صَاحِبِ السِّجْنِ فَقَتَلَهُ وَأَخْرَجَهُ فَذَلِكَ قَوْلُهُ : أَفِي مَضْرَبِ السُّحَّارِ يُسْجَنُ جُنْدُبٌ وَيُقْتَلُ أَصْحَابُ النَّبِيِّ الْأَوَائِلُ فَإِنْ يَكُ ظَنِّي بِابْنِ سَلْمَى وَرَهْطِهِ هُوَ الْحَقُّ يُطْلَقُ جُنْدُبٌ أَوْ يُقَاتَلُ فَنَالَ مِنْ عُثْمَانَ فِي قَصِيدَتِهِ هَذِهِ , فَانْطَلَقَ إِلَى أَرْضِ الرُّومِ , فَلَمْ يَزَلْ بِهَا يُقَاتِلُ , حَتَّى مَاتَ لِعَشْرِ سَنَوَاتٍ مَضَيْنَ , مِنْ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ وَكَانَ مُعَاوِيَةُ يَقُولُ : مَا أَحَدٌ بِأَعَزَّ عَلَيَّ مِنْ أَثِيَّةَ , نَفَاهُ عُثْمَانُ فَلَا أَسْتَطِيعُ أُؤَمِّنُهُ وَلَا أَرُدُّهُ قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ : وَأَثِيَّةُ الَّذِي قَالَ الشِّعْرَ وَضَرَبَ أَبَا بُسْتَانٍ السَّاحِرَ |
18084 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَالِكٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ أُمِّهِ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ عَائِشَةَ أَعْتَقَتْ جَارِيَةً لَهَا , عَنْ دُبُرٍ مِنْهَا , ثُمَّ إِنَّهَا سَحَرَتْهَا , وَاعْتَرَفَتْ بِذَلِكَ , قَالَتْ : أَحْبَبْتُ الْعِتْقَ فَأَمَرَتْ بِهَا عَائِشَةُ ابْنَ أَخِيهَا أَنْ يَبِيعَهَا مِنَ الْأَعْرَابِ مِمَّنْ يُسِيءُ مِلْكَتِهَا , قَالَتْ : وَابْتَعْ بِثَمَنِهَا رَقَبَةً فَأَعْتِقْهَا فَفَعَلَ |