قيس بن سعد بن عبادة

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    ومن بني ساعدة بن كعب بن الخزرج
قيس بن سعد بن عبادة بن دُلَيْم بن حارثة بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة.
وأُمُّه فُكَيْهة بنت عبيد بن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة.
َالَ : أَخْبَرَنا موسى بن إسماعيل قَالَ : حَدَّثَنا جرير بن حازم قَالَ : حَدَّثَنا منصور بن زاذان ، عَنْ ميمون بن أبي شبيب ، عَنْ قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري : أن أباه دفعه إلى النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يخدمه قَالَ : فخرج علي النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وقد صليت ركعتين واضطجعت فضربني برجله ، وقَالَ : ألا أَدُلُّكَ على باب من أبواب الجنة ؟ قلت : بلى ، قَالَ : لا حول ولا قوة إلا بالله.

فجعل عمر يقول : واعجباه لهذا الغلام ، لا مال له يَدَّانُ في مال غيره ، فوجد رجلاَّ من جُهينة يعطيه ما سأل ، وقَالَ : والله ما أعرفك ، من أنت ؟ قَالَ : أنا قيس بن سعد بن عبادة بن دليم ، فقال الجهني : ما أَعْرَفَنِي بنسبك ، فابتاع منه خمس جزائر كل جزور بوسقين من تمر ، فقال الجهني : أشهد لي ، فقال قيس : أَشْهِدْ من تحب ، فكان فيمن أشهد عمر بن الخطاب ، فقَالَ : لا أشهد ، هذا يَدَّانُ ولا مال له ، إنما المال لأبيه ، فقال الجهني : والله ما كان سعد لَيُخْنِي بابنه في سقةٍ من تمر ، وأرى وجهًا حسنًا ، وفعالاَّ شريفًا (فكان بين عمر وبين قيس كلام حتى أغلظ له قيس الكلام) وأخذ قيس الجُزُر فنحرها في مواطن ثلاثة ، كل يوم جزورًا ، فلما كان اليوم الرابع نهاه أميره ، وقَالَ : تريد أن تخفر ذمتك ولا مال لك ؟ (وأقبل أبو عبيدة بن الجراح ومعه عمر بن الخطاب ، فقَالَ : عزمت عليك ألا تنحر ، أتريد أن تخفر ذمتك ولا مال لك ؟) فقال قيسٌ : يا أبا عبيدة أترى أبا ثابت وهو يقضي ديون الناس ، ويحمل الكَلّ ، ويطعم في المجاعة ، لا يقضي عني سِقَةً من تمر لقومٍ مجاهدين في سبيل الله ، وبلغ سعدًا ما أصاب القوم من المجاعة فقَالَ : إن يكن قيسٌ كما أعرف فسوف ينحر لهم ، فلما قدم قيس لقيه سعدٌ فقَالَ : ما صنعت في مجاعة القوم حيث أصابتهم ؟ فقَالَ : نحرت ، قَالَ : أصبت (انحر) ،
ثم ماذا ؟ قَالَ : ثم نحرت قَالَ : أصبت انحر ، قَالَ : ثم ماذا ؟ قَالَ : ثم نحرت ، قَالَ : أصبت انحر ، قَالَ : ثم ماذا ؟ قَالَ : نهيت ، قَالَ : ومن نهاك ؟ قال : أبو عبيدة بن الجراح أميري ، قَالَ : ولِمَ ؟ قَالَ : زعم أنه لا مال لي وإنما لأبيك ، فقلت : أبي يقضي عَنِ الأباعد ، ويحمل الكَلَّ ، ويطعم في المجاعة ، ولا يصنع هذا بي ، قَالَ : فلك أربع حوائط ، قَالَ : وكتب له بذلك كتابًا وأتى بالكتاب إلى أبي عبيدة بن الجراح فشهد فيه (وأتى عمر فأَبَى أن يشهد فيه و) أدنى حائط منها يجدُّ خمسين وسقًا (و) قدم البدوي مع قيس ، فأوفاه سِقَتَهُ وحَملَهُ وكساه.
فلما قدم الأعرابي على سعد بن عبادة قَالَ : يا أبا ثابت ، والله ما مثل ابنك صنعت ولا تركت بغير مال ، فابنك سيدٌ من سادة قومه ، نهاني الأمير أن أبيعه ، وقَالَ : لا مال له ، فلما انتسب إليك عرفته فتقدمت عليه لما أعرف أنك تسمو إلى معالي الأخلاق وجسيمها ، وأنك غير مذم بمن لا معرفة له لديك .
قَالَ : فأعطى سعد ابنه يومئذ تلك الحوائط الأربع.
وبلغ النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فعل قيس فقَالَ : إنه في بيت جودٍ.

قَالَ : أَخْبَرَنا الفضل بن دكين ، والحسن بن موسى قالا : حَدَّثَنِي زهير بن معاوية ، عَنْ أبي أسحاق ، عَنْ يريم أبي العلاء ، وكان إمام مسجد حيهم ، قَالَ : كنت مع قيس بن سعد بن عبادة في شرطته وهم عشرة آلاف بعثه عَلِيّ وكان خادم رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ونحن نزول على شط دجلة ، فبال وعليه خفان من أرندج ثم أتى شط دجلة فتوضأ ومسح على خفيه ، قَالَ : فأنا رأيت أثر أصابعه عليهما ، قَالَ أبو إسحاق : وعندي أبو ميسرة ، فقال أبو ميسرة : أنت رأيته يا أبا العلاء؟ قَالَ : نعم.

قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا مفضل بن فضالة المعافري ، عَنْ يزيد بن أبي حبيب قَالَ : استعمل علي بن أبي طالب رضي الله عنه قيس بن سعد على مصر ، وكان من ذوي الرأي ، فكان قد ضبط مصر وقام فيها قيامًا مُجزيًا , ووادع أهل خِرِبْتَا وأدرَّ عليهم أرزاقهم وكف عنهم وأحسن جوارهم ، وكان عمرو بن العاص ، ومعاوية بن أبي سفيان قد شق عليهما وعلى أهل الشام ما يصنع قيس من مناصحة عليّ ، وما ضيق على أهل الشام فلا يحمل إليهم طعامًا ، وكان عمرو بن العاص ومعاوية جاهدين أن يخرجا قيسًا من مصر ويغلبا عليها ، وكان قيس قد امتنع منهما بالمكيدة والدهاء ، فمكرا بعلِيِّ في أمره ، فكتب معاوية كتابًا في قيس إليه يذكر فيه ما أتى إلى عثمان من الأمر العظيم ، وأنه على السمع والطاعة ، ثم نادى معاوية : الصلاة جامعةٌ فاجتمع الناس في السلاح ، فحمد الله وأثنى عليه وقَالَ : يا أهل الشام إن الله ينصر خليفته المظلوم ، ويخذل عدوه أبشروا ، هذا قيس بن سعد نابُ العرب قد أبصر الأمر ، وعرفه على نفسه ، ورجع إلى ما عليه من السمع والطاعة ، والطلب بدم خليفتكم ، وكتب إليّ بذلك كتابًا ، وأمر بالكتاب فَقُرِىء ، وقد أمر بحمل الطعام إليكم ، فادعوا الله لقيس بن سعد ، وارفعوا أيديكم ، وابتهلوا له في الدعاء بالبقاء والصلاح ، فعجُّوا وعجّ معاوية وعمرو ، ورفعوا أيديهم ساعةً ثم افترقوا ، فأخذ معاوية بيد عمرو بن العاص وقَالَ : تحين خروج العيون اليوم إلى عليٍّ ، يسير الخبر إليه سبعًا أو ثمانيًا فيكون أول من يعزل قيس بن سعد ، فكلُّ من ولّى أهون علينا من قيس ، فتحينوا خبر عليٍّ ، فما ورد الخبر عليه كان أول من حمله إليه محمد بن أبي بكر ، فأخبره بما صنع قيس ، ورفده الأشتر ، ونالا من قيس , وقالا : ألا استعملت رجلاَّ له جراء ، فجعل عليٌّ لا يقبل هذا القول على قيس بن سعد ، ويقول : إن قيسًا في سَرٍّ وشرف في جاهليةٍ وإسلامٍ ، وقيسٌ رجل العرب ، ويأبى محمد بن أبي بكر أن يقصر عنه ، فعزله عليٌّ عليه السلام.

قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي يحيى بن عبد العزيز بن سعيد بن سعد بن عبادة ، قَالَ : قدم قيس بن سعد المدينة فأرسلت إليه أم سلمة تلومه وتقول : فارقت صاحبك ، قَالَ : أنا لم أفارقه طائعًا هو عزلني ، فأرسلت إليه : إني سأكتب إلى علي في أمرك ، وراح قيسٌ إليها فأخبرها الخبر ، فكتبت إلى عليّ تخبره بنصيحة قيس وأبيه في القديم والحديث وتلومه على ما صنع ، فكتب عليٌّ إلى قيس يعزم عليه إلا لحق به ، فقَالَ : والله ما أخرج إليه إلا استحياءً وإني لأعلم أنه مقتول , معه جند سوءٍ لا نية لهم ، فقدم عَلَى عَلِيٍّ فأكرمه وحباه.

قَالَ : أَخْبَرَنا يعلي بن عبيد ، قَالَ : حَدَّثَنا الأجلح ، عَنْ أبي إسحاق ، عَنْ يريم بن سعد ، قَالَ : رأيت قيس بن سعد على شرطة الخميس قَالَ : ثم أتى دجلة فتوضأ ومسح على الخفين ، فكأني أنظر إلى أثر الأربع أصابع على الخف ، ثم تقدم فأم الناس.
قال مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وكان قيس يكنى أبا عبد الملك ، ولم يزل مع عليّ حتى قُتل عليٌّ فرجع قيس إلى المدينة ، فلم يزل بها حتى توفي في آخر خلافة معاوية بن أبي سفيان.

قال مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : أَخْبَرَنا عبد الله بن يزيد الهذلي قَالَ : مات سهل بن سعد بالمدينة سنة إحدى وتسعين وهو ابن مائة سنة ، وهو آخر من مات من أصحاب النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ليس بيننا في ذلك اختلافٌ ، وقد روى عَنْ أبي بكر وعمر.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،