بَابُ مَنَازِلِ الشُّهَدَاءِ
160 حَدَّثَنَا أَبُو زُبَيْدٍ , وَابْنُ فُضَيْلٍ , عَنِ الْأَشْعَثِ , عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : لِلْقَتِيلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ : يُغْفَرُ لَهُ ذُنُوبُهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ مِنْ دَمِهِ , وَيُجَارُ مِنَ الْعَذَابِ , وَيُحَلَّى حُلَّةَ الْإِيمَانِ , وَيُزَوَّجُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ , وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ , وَيُؤَمَّنُ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ |
161 حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ شُعْبَةَ , عَنْ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ , عَنْ حُجْرٍ الْهَجَرِيِّ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِهِ : { فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ } قَالَ : هُمُ الشُّهَدَاءُ هُمْ حدثنيَّةُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مُتَقَلِّدِينَ السُّيُوفَ حَوْلَ الْعَرْشِ |
162 حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ يَزِيدَ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلَاءِ , عَنْ مُسْلِمٍ , عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ , عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ : الشُّهَدَاءُ فِي قِبَابٍ فِي رِيَاضٍ بِفِنَاءِ الْجَنَّةِ , يُبْعَثُ إِلَيْهِمْ ثَوْرٌ وَحُوتٌ فَيَعْتَرِكَانِ فَيَلْهُونْ بِهِمَا فَإِذَا احْتَاجُوا إِلَى شَيْءٍ عَقَرَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ , فَيَأْكُلُونَ مِنْهُ فَيَجِدُونَ فِيهِ طَعْمَ كُلِّ شَيْءٍ فِي الْجَنَّةِ |
163 حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : الشُّهَدَاءُ عَلَى بَارِقٍ - نَهْرٍ بِبَابِ الْجَنَّةِ - فِي رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ يَخْرُجُ عَلَيْهِمْ رِزْقُهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ بُكْرَةً وَعَشِيًّا |
164 حَدَّثَنَا يُونُسُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ : حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ قَالَ : حَدَّثَنِي بَعْضُ , أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : الشُّهَدَاءُ ثَلَاثَةٌ فَأَدْنَى الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَنْزِلَةً رَجُلٌ خَرَجَ مُسَوِّدًا بِنَفْسِهِ وَرَحْلِهِ لَا يُرِيدُ أَنْ يُقْتَلَ وَلَا يَقْتُلَ , أَتَاهُ سَهْمٌ غَرْبٌ فَأَصَابَهُ , فَأَوَّلُ قَطْرَةٍ تَقْطُرُ مِنْ دَمِهِ يُغْفَرُ لَهُ بِهَا مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ , ثُمَّ يُهْبِطُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَيْهِ جَسَدًا مِنَ السَّمَاءِ فَيُجْعَلُ فِيهِ رُوحُهُ , ثُمَّ يُصْعَدُ بِهِ إِلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَمَا يَمُرُّ بِسَمَاءٍ مِنَ السَّمَاوَاتِ إِلَّا شَيَّعَتْهُ الْمَلَائِكَةُ حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَإِذَا انْتُهِيَ بِهِ إِلَيْهِ وَقَعَ سَاجِدًا , ثُمَّ يُؤْمَرَ بِهِ فَيُكْسَى سَبْعُونَ رَدْحًا مِنَ الْإِسْتَبْرَقِ , ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَأَحْسَنِ مَا رَأَيْتُمْ مِنْ شَقَائِقِ النُّعْمَانِ , أَوْ حَدَّثَ ذَلِكَ كَعْبُ الْأَحْبَارِ مِنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ كَعْبٌ : أَجَلْ كَأَحْسَنِ مَا رَأَيْتُمْ مِنْ شَقَائِقِ النُّعْمَانِ , ثُمَّ يُقَالُ : اذْهَبُوا بِهِ إِلَى إِخْوَانِهِ مِنَ الشُّهَدَاءِ فَاجْعَلُوهُ مَعَهُمْ , فَيُؤْتَى إِلَيْهِمْ وَهُمْ فِي قُبَّةٍ خَضْرَاءَ فِي رَوْضَةٍ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ يَخْرُجُ عَلَيْهِمْ حُوتٌ وَثَوْرٌ مِنَ الْجَنَّةَ لِغَدَائِهِمْ , فَيَلْعَبَانِ بِهِمْ حَتَّى إِذَا كَثُرَ عَجَبُهُمْ مِنْهَا طَعَنَ الثَّوْرُ الْحُوتَ بِقَرْنِهِ فَبَقَرَهُ لَهُمْ عَمَّا يُدْعَوْنَ , ثُمَّ يَرُوحَانِ عَلَيْهِمْ لِعَشَائِهِمْ فَيَلْعَبَانِ بِهِمْ حَتَّى إِذَا كَثُرَ عَجَبُهُمْ مِنْهُمَا طَعَنَ الْحُوتُ الثَّوْرَ بِذَنَبِهِ فَبَقَرَهُ لَهُمْ عَمَّا يُدْعَوْنَ , فَإِذَا انْتَهَى إِلَى إِخْوَانِهِ سَأَلُوهُ كَمَا تَسْأَلُونَ الرَّاكِبَ يَقْدَمُ عَلَيْكُمْ مِنْ بِلَادِكُمْ , فَيَقُولُونَ : مَا فَعَلَ فُلَانٌ ؟ فَيَقُولُونَ : أَفْلَسَ , فَيَقُولُ : فَمَا أَهْلَكَ مَالَهُ فَوَاللَّهِ إِنْ كَانَ لَكَيِّسًا جَمُوعًا تَاجِرًا , فَيَقُولُونَ : إِنَّا لَا نَعُدُّ الْمُفْلِسَ مَا تَعُدُّونَ , إِنَّمَا نَعُدُّ الْمُفْلِسَ مِنَ الْأَعْمَالِ , فَمَا فَعَلَ فُلَانٌ وَامْرَأَتُهُ فُلَانَةُ ؟ فَيَقُولُ : طَلَّقَهَا , فَيَقُولُونَ : فَمَا الَّذِي نَزَلَ بَيْنَهُمَا حَتَّى طَلَّقَهَا ؛ فَوَاللَّهِ إِنْ كَانَ بِهَا لَمُعْجَبًا , فَيَقُولُونَ : فَمَا فَعَلَ فُلَانٌ ؟ فَيَقُولُ : مَاتَ أَيْ مَاتَ قَبْلِي بِزَمَانٍ , فَيَقُولُونَ : هَلَكَ وَاللَّهِ فُلَانٌ وَاللَّهِ مَا سَمِعْنَا لَهُ بِذِكْرٍ ، إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى طَرِيقَيْنِ : أَحَدُهُمَا عَلَيْنَا ، وَالْأُخْرَى مُخَالِفٌ بِهِ عَنَّا , فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِعَبْدٍ خَيْرًا أَمَرَ بِهِ عَلَيْنَا فَعَرَفْنَا مَتَى مَاتَ , وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ شَرًّا خُولِفَ بِهِ عَنَّا فَلَمْ نَسْمَعْ لَهُ بِذِكْرٍ , هَلَكَ وَاللَّهِ فَلَانٌ ؛ فَإِنَّ هَذَا أَدْنَى الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً وَالْآخَرُ خَرَجَ مُسَوِّدًا بِنَفْسِهِ وَرَحْلِهِ يُحِبُّ أَنْ يُقْتَلَ وَيَقْتُلُ أَتَاهُ سَهْمٌ غَرْبٌ فَأَصَابَهُ فَذَلِكَ رَفِيقُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَحُكُّ رُكْبَتَاهُ رُكْبَتَيْهِ , وَأَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ رَجُلٌ خَرَجَ مُسَوِّدًا بِنَفْسِهِ وَرَحْلِهِ يُحِبُّ أَنْ يُقْتَلَ وَيَقْتُلَ , فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ قَنْصًا فَذَاكَ يَبْعَثُهُ اللَّهُ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَاهِرًا سَيْفَهُ يَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ لَا يَسْأَلُهُ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ |
165 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ , حدثنا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ الْقُرَشِيُّ , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ : إِذَا قُتِلَ الرَّجُلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَانَ أَوَّلُ قَطْرَةٍ تَقَعُ عَلَى الْأَرْضِ مِنْ دَمِهِ يُغْفَرُ لَهُ بِهَا ذُنُوبُهُ كُلُّهَا فَيُرْسِلُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَيْهِ بِرِيطَةٍ مِنَ الْجَنَّةِ فَتُقْبَضُ فِيهَا نَفْسُهُ وَيُجَسَّدُ مِنَ الْجَنَّةِ فَتُرَكَّبُ فِيهِ رُوحُهُ , ثُمَّ يَعْرُجُ مَعَ الْمَلَائِكَةِ كَأَنَّمَا كَانَ مِنْهُمْ مُنْذُ خَلَقَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَتَّى يُؤْتَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ فَيُفْتَحَ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ فَلَا يَمُرُّ بِمَلَكٍ إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ وَشَيَّعَهُ حَتَّى يُؤْتَي بِهِ الرَّحْمَنُ فَيَسْجُدُ قَبْلَ الْمَلَائِكَةِ , ثُمَّ تَسْجُدُ بَعْدَهُ الْمَلَائِكَةُ , ثُمَّ يُغْفَرُ لَهُ وَيُطَهَّرُ , ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِ إِلَى الشُّهَدَاءِ فَيَجِدُهُمْ فِي رِيَاضِ خُضْرٍ وَقِبَابٍ مِنْ حَرِيرٍ عِنْدَهُمْ حُوتٌ وَثَوْرٌ يَلْعَبَانِ لَهُمْ كُلَّ يَوْمٍ لُعْبَةً لَمْ يَلْعَبَا بِهَا الْأَمْسَ يَظَلُّ الْحُوتُ يَسْبَحُ فِي أَنْهَارِ الْجَنَّةِ يَأْكُلُ مِنْ كُلِّ رَائِحَةٍ فِي الْجَنَّةِ فَإِذَا أَمْسَى وَكَزَهُ الثَّوْرُ بِقَرْنِهِ فَذَكَّاه فَأَكَلُوا مِنْ لَحْمِهِ يَجِدُونَ فِي طَعْمِ لَحْمِهِ كُلَّ رَائِحَةٍ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ يَبِيتُ الثَّوْرُ نَافِشًا فِي الْجَنَّةِ يَأْكُلُ مِنْ كُلِّ ثَمَرَةٍ فِي الْجَنَّةِ فَإِذَا أَصْبَحَ غَدَا عَلَيْهِ الْحُوتُ فَوَكَزَهُ بِذَنَبِهِ فَذَكَّاه فَأَكَلُوا مِنْ لَحْمِهِ يَجِدُونَ فِي طَعْمِ لَحْمِهِ طَعْمَ كُلِّ ثَمَرَةٍ فِي الْجَنَّةِ يَنْظُرُونَ إِلَى مَنَازِلِهِمْ فِي الْجَنَّةِ يَدْعُونَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِقِيَامِ السَّاعَةِ . قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : قَالَ هَنَّادٌ : النَّفَشُ الْأَكْلُ بِاللَّيْلِ |