الْحَجَّاجُ بْنُ عِلَاطٍ . . . لَنْ نَقْتُلَهُ حَتَّى نَبْعَثَ بِهِ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ ، قَالَ : فَصَاحُوا بِمَكَّةَ , وَقَالُوا : قَدْ جَاءَكُمُ الْخَبَرُ , فَقُلْتُ : أَعِينُونِي عَلَى جَمْعِ مَا لِي عَلَى غُرَمَائِي ، فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَقْدَمَ فَأُصِيبَ مِنْ غَنَائِمِ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ قَبْلَ أَنْ يَسْبِقْنِيَ التُّجَّارُ إِلَى مَا هُنَاكَ ، فَقَامُوا , فَجَمَعُوا لِي مَالِي كَأَحَثِّ جَمْعٍ سَمِعْتُ بِهِ وَجِئْتُ صَاحِبَتِي وَكَانَ لِي عِنْدَهَا مَالٌ , فَقُلْتُ لَهَا : مَالِي لِعَلِّي أَلْحَقُ بِخَيْبَرَ فَأُصِيبُ مِنَ الْبَيْعِ قَبْلَ أَنْ يَسْبِقْنِيَ التُّجَّارُ ، وَسَمِعَ بِذَلِكَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , فَانْخَزَلَ ظَهْرُهُ , فَلَمْ يَسْتَطِعِ الْقِيَامَ , فَدَعَا غُلَامًا لَهُ يُقَالُ لَهُ : أَبُو زَبِيبَةَ , فَقَالَ : اذْهَبْ إِلَى الْحَجَّاجِ , فَقُلْ : يَقُولُ لَكَ الْعَبَّاسُ : اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ مِنْ أَنْ يَكُونَ الَّذِي تُخْبِرُهُ حَقًّا ، فَجَاءَهُ , فَقَالَ الْحَجَّاجُ : قُلْ لِأَبِي الْفَضْلِ أَحِلْنِي فِي بَعْضِ بُيُوتِكَ حَتَّى آتِيَكَ ظَهْرًا بِبَعْضِ مَا تُحِبُّ ، وَاكْتُمْ عَنِّي , فَأَتَاهُ ظُهْرًا , فَنَاشَدَهُ اللَّهَ لَيَكْتُمَنَّ عَلَيْهِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ , فَوَاثَقَهُ الْعَبَّاسُ عَلَى ذَلِكَ ، قَالَ : فَإِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَلِي مَالٌ عِنْدَ امْرَأَتِي وَدَيْنٌ عَلَى النَّاسِ , وَلَوْ عَلِمُوا بِإِسْلَامِي لَمْ يَدْفَعُوا إِلَيَّ شَيْئًا ، تَرَكْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ فَتَحَ خَيْبَرَ , وَجَرَتْ سِهَامُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ فِيهَا وَتَرَكْتُهُ عَرُوسًا بِابْنَةِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ ، وَقَتَلَ بَنِي أَبِي الحُقَيْقِ . فَلَمَّا أَمْسَى الحَجَّاجُ مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ خَرَجَ وَأَقْبَلَ الْعَبَّاسُ بَعْدَمَا مَضَى الْأَجَلُ , وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ , وَقَدْ تَخَلَّقَ بِخَلُوقٍ , وَأَخَذَ فِي يَدِهِ قَضِيبًا , وَأَقْبَلَ يَخْطِرُ حَتَّى وَقَفَ عَلَى بَابِ الْحَجَّاجِ بْنِ عِلَاطٍ , فَقَرَعَهُ ، وَقَالَ : أَيْنَ الْحَجَّاجُ ؟ فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ : انْطَلَقَ إِلَى غَنَائِمِ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ لِيَشْتَرِيَ مِنْهَا ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ : فَإِنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ لَكَ بِزَوْجٍ إِلَّا أَنْ تَتَّبِعِي دِينَهُ , إِنَّهُ قَدْ أَسْلَمَ وَحَضَرَ الْفَتْحَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , ثُمَّ انْصَرَفَ الْعَبَّاسُ إِلَى الْمَسْجِدِ , وَقُرَيْشٌ يَتَحَدَّثُونَ بِحَدِيثِ الْحَجَّاجِ بْنِ عِلَاطٍ ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ : كَلَّا وَالَّذِي حَلَفْتُمْ بِهِ ، لَقَدِ افْتَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ , وَتُرِكَ عَرُوسًا عَلَى ابْنَةِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ , فَضَرَبَ أَعْنَاقَ بَنِي أَبِي الْحُقَيْقِ الْبِيضَ الْجِعَادَ الَّذِينَ رَأَيْتُمُوهُمْ سَادَةَ النَّضِيرِ مِنْ يَثْرِبَ وَخَيْبَرَ ، وَهَرَبَ الْحَجَّاجُ بِمَالِهِ الَّذِي عِنْدَ امْرَأَتِهِ , قَالُوا : مَنْ أَخْبَرَكَ هَذَا ؟ قَالَ : الصَّادِقُ فِي نَفْسِي الثِّقَةُ فِي صَدْرِي الْحَجَّاجُ , فَابْعَثُوا إِلَى أَهْلِهِ . فَبَعَثُوا , فَوَجَدُوا الْحَجَّاجَ قَدِ انْطَلَقَ بِمَالِهِ , وَوَجَدُوا كُلَّ مَا قَالَ لَهُمُ الْعَبَّاسُ حَقًّا ، فَكُبِتَ الْمُشْرِكُونَ وَفَرِحَ الْمُسْلِمُونَ ، وَلَمْ تَلْبَثْ قُرَيْشٌ خَمْسَةَ أَيَّامٍ حَتَّى جَاءَهُمُ الْخَبَرُ بِذَلِكَ . هَذَا كُلُّهُ حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ رِجَالِهِ الَّذِينَ رَوَى عَنْهُمْ غَزْوَةَ خَيْبَرَ

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

الْحَجَّاجُ بْنُ عِلَاطٍ .. .
لَنْ نَقْتُلَهُ حَتَّى نَبْعَثَ بِهِ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ ، قَالَ : فَصَاحُوا بِمَكَّةَ , وَقَالُوا : قَدْ جَاءَكُمُ الْخَبَرُ , فَقُلْتُ : أَعِينُونِي عَلَى جَمْعِ مَا لِي عَلَى غُرَمَائِي ، فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَقْدَمَ فَأُصِيبَ مِنْ غَنَائِمِ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ قَبْلَ أَنْ يَسْبِقْنِيَ التُّجَّارُ إِلَى مَا هُنَاكَ ، فَقَامُوا , فَجَمَعُوا لِي مَالِي كَأَحَثِّ جَمْعٍ سَمِعْتُ بِهِ وَجِئْتُ صَاحِبَتِي وَكَانَ لِي عِنْدَهَا مَالٌ , فَقُلْتُ لَهَا : مَالِي لِعَلِّي أَلْحَقُ بِخَيْبَرَ فَأُصِيبُ مِنَ الْبَيْعِ قَبْلَ أَنْ يَسْبِقْنِيَ التُّجَّارُ ، وَسَمِعَ بِذَلِكَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , فَانْخَزَلَ ظَهْرُهُ , فَلَمْ يَسْتَطِعِ الْقِيَامَ , فَدَعَا غُلَامًا لَهُ يُقَالُ لَهُ : أَبُو زَبِيبَةَ , فَقَالَ : اذْهَبْ إِلَى الْحَجَّاجِ , فَقُلْ : يَقُولُ لَكَ الْعَبَّاسُ : اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ مِنْ أَنْ يَكُونَ الَّذِي تُخْبِرُهُ حَقًّا ، فَجَاءَهُ , فَقَالَ الْحَجَّاجُ : قُلْ لِأَبِي الْفَضْلِ أَحِلْنِي فِي بَعْضِ بُيُوتِكَ حَتَّى آتِيَكَ ظَهْرًا بِبَعْضِ مَا تُحِبُّ ، وَاكْتُمْ عَنِّي , فَأَتَاهُ ظُهْرًا , فَنَاشَدَهُ اللَّهَ لَيَكْتُمَنَّ عَلَيْهِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ , فَوَاثَقَهُ الْعَبَّاسُ عَلَى ذَلِكَ ، قَالَ : فَإِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَلِي مَالٌ عِنْدَ امْرَأَتِي وَدَيْنٌ عَلَى النَّاسِ , وَلَوْ عَلِمُوا بِإِسْلَامِي لَمْ يَدْفَعُوا إِلَيَّ شَيْئًا ، تَرَكْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ فَتَحَ خَيْبَرَ , وَجَرَتْ سِهَامُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ فِيهَا وَتَرَكْتُهُ عَرُوسًا بِابْنَةِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ ، وَقَتَلَ بَنِي أَبِي الحُقَيْقِ .
فَلَمَّا أَمْسَى الحَجَّاجُ مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ خَرَجَ وَأَقْبَلَ الْعَبَّاسُ بَعْدَمَا مَضَى الْأَجَلُ , وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ , وَقَدْ تَخَلَّقَ بِخَلُوقٍ , وَأَخَذَ فِي يَدِهِ قَضِيبًا , وَأَقْبَلَ يَخْطِرُ حَتَّى وَقَفَ عَلَى بَابِ الْحَجَّاجِ بْنِ عِلَاطٍ , فَقَرَعَهُ ، وَقَالَ : أَيْنَ الْحَجَّاجُ ؟ فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ : انْطَلَقَ إِلَى غَنَائِمِ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ لِيَشْتَرِيَ مِنْهَا ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ : فَإِنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ لَكَ بِزَوْجٍ إِلَّا أَنْ تَتَّبِعِي دِينَهُ , إِنَّهُ قَدْ أَسْلَمَ وَحَضَرَ الْفَتْحَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , ثُمَّ انْصَرَفَ الْعَبَّاسُ إِلَى الْمَسْجِدِ , وَقُرَيْشٌ يَتَحَدَّثُونَ بِحَدِيثِ الْحَجَّاجِ بْنِ عِلَاطٍ ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ : كَلَّا وَالَّذِي حَلَفْتُمْ بِهِ ، لَقَدِ افْتَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ , وَتُرِكَ عَرُوسًا عَلَى ابْنَةِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ , فَضَرَبَ أَعْنَاقَ بَنِي أَبِي الْحُقَيْقِ الْبِيضَ الْجِعَادَ الَّذِينَ رَأَيْتُمُوهُمْ سَادَةَ النَّضِيرِ مِنْ يَثْرِبَ وَخَيْبَرَ ، وَهَرَبَ الْحَجَّاجُ بِمَالِهِ الَّذِي عِنْدَ امْرَأَتِهِ , قَالُوا : مَنْ أَخْبَرَكَ هَذَا ؟ قَالَ : الصَّادِقُ فِي نَفْسِي الثِّقَةُ فِي صَدْرِي الْحَجَّاجُ , فَابْعَثُوا إِلَى أَهْلِهِ .
فَبَعَثُوا , فَوَجَدُوا الْحَجَّاجَ قَدِ انْطَلَقَ بِمَالِهِ , وَوَجَدُوا كُلَّ مَا قَالَ لَهُمُ الْعَبَّاسُ حَقًّا ، فَكُبِتَ الْمُشْرِكُونَ وَفَرِحَ الْمُسْلِمُونَ ، وَلَمْ تَلْبَثْ قُرَيْشٌ خَمْسَةَ أَيَّامٍ حَتَّى جَاءَهُمُ الْخَبَرُ بِذَلِكَ .
هَذَا كُلُّهُ حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ رِجَالِهِ الَّذِينَ رَوَى عَنْهُمْ غَزْوَةَ خَيْبَرَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

5175 قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَغْزُوَ مَكَّةَ بَعَثَ إِلَى الْحَجَّاجِ بْنِ عِلَاطٍ وَالْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ السُّلَمِيِّ يَأْمُرُهُمَا بِقُدُومِ الْمَدِينَةِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : وَهَاجَرَ الْحَجَّاجُ بْنُ عِلَاطٍ , وَسَكَنَ الْمَدِينَةَ بِبَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ , وَبَنَى بِهَا دَارًا وَمَسْجِدًا يُعْرَفُ بِهِ , وَهُوَ أَبُو نَصْرِ بْنُ الْحَجَّاجِ , وَلَهُ حَدِيثٌ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،