الْقَوْلُ فِي الْبَيَانِ عَنْ مَعَانِي هَذِهِ الْأَخْبَارِ

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

الْقَوْلُ فِي الْبَيَانِ عَنْ مَعَانِي هَذِهِ الْأَخْبَارِ إِنْ قَالَ لَنَا قَائِلٌ : أَخْبِرْنَا عَنْ هَذِهِ الْأَخْبَارِ الَّتِي ذَكَرْتَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قِيلِهِ : الْحَرْبُ خُدْعَةٌ ، وَأَنَّ الْكَذِبَ فِيهَا وَفِي الْمَعْنَيَيْنِ الْآخَرَيْنِ اللَّذَيْنِ رَوَيْتَ عَنْهُ أَنَّهُ رَخَّصَ فِيهِمَا الْكَذِبَ ، أَسَقِيمَةٌ أَمْ صَحِيحَةٌ ؟ فَإِنْ كَانَتْ سَقِيمَةً ، فَمَا الَّذِي أَسْقَمَهَا ؟ وَإِنْ كَانَتْ صَحِيحَةً فَمَا وَجْهُهَا ؟ وَمَا مَعْنَاهَا ؟ وَقَدْ عَلِمْتَ مَا

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1468 حَدَّثَكَ بِهِ ابْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَرْقِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : أَلَا وَإِيَّاكُمْ وَرَوَايَا الْكَذِبِ ، فَإِنَّ الْكَذِبَ لَا يَصْلُحُ بِالْجِدِّ وَلَا بِالْهَزْلِ ، وَلَا يَعِدِ الرَّجُلُ صَبِيَّهُ مَا لَا يَفِي لَهُ بِهِ ، أَلَا إِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ ، وَالْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ ، وَالصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ ، وَالْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ ، وَإِنَّهُ يُقَالُ لِلصَّادِقِ : صَدَقَ وَبَرَّ ، وَلِلْكَاذِبِ : كَذَبَ وَفَجَرَ ، أَلَا إِنَّ الْعَبْدَ يَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَاذِبًا ، وَيَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1469 وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ ، يُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّهُ قَالَ : إِنَّ شَرَّ الرَّوَايَا رَوَايَا الْكَذِبِ ، إِنَّ الْكَذِبَ لَا يَصْلُحُ فِي جِدٍّ وَلَا هَزْلٍ ، وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ ، وَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ ، وَيُقَالُ لِلصَّادِقِ صَدَقَ وَبَرَّ وَيُقَالُ لِلْكَاذِبِ كَذَبَ وَفَجَرَ , وَإِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ الرَّجُلَ يَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ صِدِّيقًا ، وَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ كَذَّابًا

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1470 وَحَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْهَمْدَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ الْأَشْدَقِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَرَادٍ ، قَالَ : قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ يَسْرِقُ الْمُؤْمِنُ ؟ قَالَ : قَدْ يَكُونُ ذَلِكَ . قَالَ : فَهَلْ يَزْنِي الْمُؤْمِنُ ؟ قَالَ : بَلَى ، وَإِنْ كَرِهَ أَبُو الدَّرْدَاءِ قَالَ : هَلْ يَكْذِبُ الْمُؤْمِنُ ؟ قَالَ : إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ مَنْ لَا يُؤْمِنُ ، إِنَّ الْعَبْدَ يَزِلُّ الزَّلَّةَ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى رَبِّهِ فَيَتُوبُ ، فَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِ قِيلَ : قَدِ اخْتَلَفَ السَّلَفُ مِنْ عُلَمَاءِ الْأُمَّةِ قَبْلَنَا فِي الْكَذِبِ الَّذِي أَبَاحَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَفِي مَعَانِي هَذِهِ الْأَخْبَارِ الَّتِي رَوَيْنَاهَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، نَذْكُرُ فِي ذَلِكَ أَقْوَالَهُمْ ، ثُمَّ نُتْبِعُ جَمِيعَ ذَلِكَ الْبَيَانَ عَنْهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ . فَقَالَ بَعْضُهُمُ : الْكَذِبُ مَحْظُورٌ حَرَامٌ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ ، غَيْرُ جَائِزٍ اسْتِعْمَالُهُ فِي شَيْءٍ : لَا فِي حَرْبٍ ، وَلَا فِي غَيْرِهَا . قَالُوا : وَالَّذِي أَذِنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ مِنْ مَعَانِي الْكَذِبِ الْمُتَعَارَفِ بَيْنَ النَّاسِ خَارِجٌ . قَالُوا : وَإِنَّمَا الَّذِي أَذِنَ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ ، كَالَّذِي فَعَلَهُ بِالْأَحْزَابِ عَامَ الْخَنْدَقِ ، إِذْ رَاسَلَتْ يَهُودُ قُرَيْظَةَ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ مُشْرِكِي قُرَيْشٍ لِلْغَدْرِ بِمَنْ فِي الْآطَامِ مِنْ ذَرَارِيٍّ الْمُسْلِمِينَ وَنِسَائِهِمْ ، كَالَّذِي

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1471 حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي يُونُسُ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : أَرْسَلتْ بَنُو قُرَيْظَةَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْأَحْزَابِ يَوْمَ الْخَنْدَقِ : أَنِ اثْبُتُوا ، فَإِنَّا سَنُغِيرُ عَلَى بَيْضَةِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ وَرَائِهِمْ . فَسَمِعَ ذَلِكَ نُعَيْمُ بْنُ مَسْعُودٍ الْأَشْجَعِيُّ ، وَهُوَ مُوَادِعٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَ عِنْدَ عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنٍ حِينَ أَرْسَلَتْ بِذَلِكَ بَنُو قُرَيْظَةَ إِلَى الْأَحْزَابِ ، فَأَقْبَلَ نُعَيْمٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَأَخْبَرَهُ خَبَرَ مَا أَرْسَلَتْ بِهِ بَنُو قُرَيْظَةَ إِلَى الْأَحْزَابِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَلَعَلَّنَا نَحْنُ أَمَرْنَاهُمْ بِذَلِكَ ، فَقَامَ نُعَيْمٌ بِكَلِمَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ لَيُحَدِّثَ بِهَا غَطَفَانَ ، وَكَانَ نُعَيْمٌ رَجُلًا لَا يَمْلِكُ الْحَدِيثَ فَلَمَّا وَلَّى نُعَيْمٌ ذَاهِبًا إِلَى غَطَفَانَ , قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَذَا الَّذِي قُلْتَ إِمَّا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَأَمْضِهِ ، وَإِمَّا هُوَ رَأْيٌ رَأَيْتَهُ ، فَإِنَّ شَأْنَ بَنِي قُرَيْظَةَ هُوَ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَقُولَ شَيْئًا يُؤْثَرُ عَلَيْكَ فِيهِ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بَلْ هَذَا رَأْيٌ رَأَيْتُهُ ، إِنَّ الْحَرْبَ خُدْعَةٌ . ثُمَّ أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إِثْرِ نُعَيْمٍ فَدَعَاهُ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ : أَرَأَيْتَكَ الَّذِي سَمِعْتَنِي أَذْكُرُ آنِفًا ؟ اسْكُتْ عَنْهُ فَلَا تَذْكُرْهُ لِأَحَدٍ . فَانْصَرَفَ نُعَيْمٌ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى جَاءَ عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ غَطَفَانَ ، فَقَالَ لَهُمْ : هَلْ عَلِمْتُمْ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : شَيْئًا قَطُّ إِلَّا حَقًّا ؟ قَالُوا : لَا ، قَالَ : فَإِنَّهُ قَدْ قَالَ لِي فِيمَا أَرْسَلَتْ بِهِ إِلَيْكُمْ بَنُو قُرَيْظَةَ : فَلَعَلَّنَا نَحْنُ أَمَرْنَاهُمْ بِذَلِكَ ، ثُمَّ نَهَانِي أَنْ أَذْكُرَهُ لَكُمْ ، فَانْطَلَقَ عُيَيْنَةُ حَتَّى لَقِيَ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ , فَأَخْبَرَهُ بِمَا أَخْبَرَهُ نُعَيْمٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ، فَقَالَ : إِنَّمَا أَنْتُمْ فِي مَكْرٍ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ . قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : فَنُرْسِلُ إِلَيْهِمْ نَسْأَلُهُمُ الرَّهْنَ ، فَإِنْ دَفَعُوا إِلَيْنَا رَهْنًا مِنْهُمْ فَصَدِّقُوا ، وَإِنْ أَبَوْا فَنَحْنُ مِنْهُمْ فِي مَكْرٍ . فَجَاءَهُمْ رَسُولُ أَبِي سُفْيَانَ يَسْأَلُهُمُ الرَّهْنَ , فَقَالَ : إِنَّكُمْ أَرْسَلْتُمْ إِلَيْنَا تَأْمُرُونَ بِالْمُكْثِ , وَتَزْعُمُونَ أَنَّكُمْ سَتُخَالِفُونَ مُحَمَّدًا ، وَمَنْ مَعَهُ ، فَإِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَأَرْهِنُونَا بِذَلِكَ مِنْ أَبْنَائِكُمْ ، وَصَبِّحُوهُمْ غَدًا . قَالَتْ بَنُو قُرَيْظَةَ : قَدْ دَخَلَتْ عَلَيْنَا لَيْلَةُ السَّبْتِ ، وَلَسْنَا نَقْضِي فِي لَيْلَةِ السَّبْتِ وَلَا فِي يَوْمِهَا أَمْرًا ، فَأَمْهِلُوا حَتَّى يَذْهَبَ السَّبْتُ . فَرَجَعَ الرَّسُولُ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ بِذَلِكَ ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ : وَرُءُوسُ الْأَحْزَابِ مَعَهُ : هَذَا مَكْرٌ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ ، فَارْتَحِلُوا . فَبَعَثَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَيْهِمُ الرِّيحَ حَتَّى مَا كَادَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يَهِدِّي إِلَى رَحْلِهِ ، فَكَانَتْ تِلْكَ هَزِيمَتَهُمْ فَبِذَلِكَ يُرَخِّصُ النَّاسُ الْخَدِيعَةَ فِي الْحَرْبِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1472 حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ عَطَاءٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ : قَالُوا كَذَا ، وَفَعَلُوا كَذَا ، صَنَعُوا كَذَا فَذَهَبَ الْعَيْنُ فَأَخْبَرَهُمْ ، فَهُزِمُوا ، وَلَمْ يَكْذِبْ ، وَلَكِنْ قَالَ : أَفَعَلُوا كَذَا ، أَصَنَعُوا كَذَا ؟ اسْتِفْهَامٌ . قَالَ : فَذَكَرْتُهُ لِمُغِيرَةَ فَأَعْجَبَهُ قَالُوا : فَالَّذِي رَخَّصَ فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْخَدِيعَةِ فِي الْحَرْبِ ، نَحْوُ الَّذِي رُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ فَعَلَهُ فِيهَا مِنَ الْقَوْلِ الَّذِي يَقُولُ الْقَائِلُ فِيهَا مِمَّا يَحْتَمِلُ مَعَانِيَ ، مُوهِمًا بِذَلِكَ مَنْ سَمِعَهُ مَا فِيهِ الْوَهَنُ عَلَى الْعَدُوِّ ، كَايَدَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ قِيلِهِ ، كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنُعَيْمِ بْنِ مَسْعُودٍ إِذْ أَخْبَرَهُ بِرِسَالَةِ الْيَهُودِ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ : فَلَعَلَّنَا نَحْنُ أَمَرْنَاهُمْ بِذَلِكَ ، فَقَالَ قَوْلًا مُحْتَمِلًا ظَاهِرُهُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ أَنَّ الْيَهُودَ فَعَلُوا مَا فَعَلُوا ، مِنْ إِرْسَالِهِمُ الرُّسُلَ فِيهِ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ بِمَا أَرْسَلُوا بِهِ ، إِمَّا عَنْ أَمْرِهِ ، أَوْ عَنْ غَيْرِ أَمْرِهِ . وَذَلِكَ ، لَا شَكَّ ، أَنَّهُ كَمَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَنَّ الْقَوْمَ لَمْ يَفْعَلُوا إِلَّا عَنْ أَحَدِ ذَيْنِكَ الْوَجْهَيْنِ ، إِمَّا عَنْ أَمْرِهِ ، وَإِمَّا عَنْ غَيْرِ أَمْرِهِ , وَذَلِكَ هُوَ الصِّدْقُ الَّذِي لَا مِرْيَةَ فِيهِ . وَإِنَّمَا كَانَ يَكُونُ ذَلِكَ كَذِبًا لَوْ قَالَ : إِنَّمَا أَرْسَلَتِ الْيَهُودُ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ بِمَا أَرْسَلَتْ بِهِ إِلَيْهِ ، بِأَمْرِنَا إِيَّاهُمْ بِذَلِكَ ، فَأَمَّا قَوْلُهُ : فَلَعَلَّنَا نَحْنُ أَمَرْنَاهُمْ بِذَلِكَ ، فَمِنَ الْكَذِبِ بِمَعْزِلٍ قَالُوا : وَمِنَ الْخَدِيعَةِ الَّتِي أَذِنَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا فِي الْحَرْبِ مَا رُوِيَ عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَرَادَ غَزْوَ قَوْمٍ وَرَّى بِغَيْرِهِمْ . قَالُوا : وَكَالَّذِي رُوِيَ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ ، كَانَ يَفْعَلُ أَهْلُ الدِّينِ وَالْفَضْلِ فِي مَغَازِيهِمْ ، قَالُوا : وَمِنْ ذَلِكَ مَا

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1473 حَدَّثَنِي بِهِ يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ ، أَنَّ تَمِيمَ بْنَ سُحَيْمٍ ، شَيْخًا مِنْ أَهْلِ مِصْرَ حَدَّثَهُمْ قَالَ : غَزَوْتُ مَعَ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَثْعَمِيِّ وَعُقِدَ لَهُ عَلَى الصَّائِفَةِ مَقْتَلَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ فَسَمِعْتُهُ يَقُومُ فِي النَّاسِ كُلَّمَا أَرَادَ أَنْ يَرْتَحِلَ ، فَيَحْمَدِ اللَّهَ وَيُثْنِي عَلَيْهِ , ثُمَّ يَقُولُ : إِنِّي دَارِبٌ بِالْغَدَاةِ ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، دَرْبَ كَذَا وَكَذَا . فَتَفَرَّقُ عَنْهُ الْجَوَاسِيسُ بِذَلِكَ ، فَإِذَا أَصْبَحَ تَوَجَّهَ إِلَى غَيْرِهِ . قَالَ : وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا ، فَسَمِّتْهُ الرُّومُ : الثَّعْلَبَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1474 وَحَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ ، قَالَ : قِيلَ عِنْدَ مُحَمَّدٍ : إِنَّهُ يَصْلُحُ الْكَذِبُ فِي الْحَرْبِ ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ وَقَالَ : مَا أَعْلَمُ الْكَذِبَ إِلَّا حَرَامًا . قَالَ ابْنُ عَوْنٍ : فَغَزَوْتُ ، فَخَطَبَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ فَقَالَ : اللَّهُمَّ انْصُرْنَا عَلَى عَمُّورِيَّةَ وَهُوَ يُرِيدُ غَيْرَهَا ، فَلَمَّا قَدِمْتُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِمُحَمَّدٍ فَقَالَ : أَمَّا هَذَا فَلَا بَأْسَ وَقَالَ : لَيْسَ كُلُّ الْعِلْمِ أُوتِيَ مُحَمَّدٌ قَالُوا : وَهَذَا النَّوْعُ مِنَ الْكَلَامِ جَائِزٌ اسْتِعْمَالُهُ فِي الْحَرْبِ وَغَيْرِهَا . قَالُوا : وَقَدِ اسْتَعْمَلَ مِثْلَ ذَلِكَ فِي غَيْرِ الْحَرْبِ أَئِمَّةٌ مِنْ سَلَفِ الْأُمَّةِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،