زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لَوذان (بن عمرو) بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار وأمه النوار بنت مالك بن صِرمة بن مالك بن عدي بن عامر
6409 قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي معمر بن راشد ، ومحمد بن عبد الله ، عَنِ الزهري ، عَنْ أنس بن مالك قَالَ : أمر عثمان بن عفان زيد بن ثابت وسعيد بن العاص ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، أن يكتبوا المصاحف وقال لهم : إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في عربية منه فاكتبوه بلسان قريش ، فإن القرآن نزل بلسان قريش ، فاختلفوا في التابوت فقال القرشيون : التابوت , وقال زيد بن ثابت : التابوه ، فرفعوه إلى عثمان بن عفان فقَالَ : اكتبوه التَّابُوت كما قالت قريش ، فإن القرآن نزل بلسانهم.
6413 قَالَ : وأَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عَنْ أبيه ، وإبراهيم بن يحيى بن زيد بن ثابت ، قالا : لما حُصِرَ عثمان أتاه زيد بن ثابت ، فدخل عليه الدار ، فقال له عثمان : أنت خارجٌ أَنْفَعُ لي منك ها هنا فَذُبَّ عني ، فخرج ، فكان يَرُدّ الناس ويقول لهم فيه ، حتى رجع لقوله أناس من الأنصار ، وجعل يقول يا للأنصار ! كونوا أنصار الله ، مرتين ، انصروه ، والله إن دمه لحرام ، فجاء أبو حنة المازني مع ناس من الأنصار فقَالَ : ما يصلح لنا معك أمر ، فكان بينهما كلام ثم أخذ بتلبيب زيد بن ثابت هو وأناسٌ معه فمر به ناس من الأنصار فلما رأوه أرسلوه ، وجعل رجل منهم يقول لأبي حنة : أتصنعُ هذا برجل لو مات الليلة ما دريت ما ميراثُك من أبيك؟!
6408 قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عَنْ هشام بن عروة ، عَنْ أبيه قَالَ : لما قُتل أهل اليمامة أمر أبو بكر الصديق عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت , فقَالَ : اجلسا على باب المسجد فلا يأتيكما أحد بشيء من القرآن تُنكرانه يشهد عليه رجلان إلا أثبتُّماه ، وذلك أنه قُتل باليمامة ناسٌ من أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قد جمعوا القرآن.
6396 قَالَ : أَخْبَرَنا يحيى بن عباد قَالَ : حَدَّثَنا حماد بن سلمة ، عَنْ قتادة ، عَنْ أنس بن مالك قَالَ : قال لي رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : انظر من ترى في المسجد ، فنظرت فإذا بزيد بن ثابت فدعوته ، فأكلا تمرًا وشربا من الماء ثم خرجا إلى الصلاة. قال مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : كان زيد بن ثابت يكتب الكتابين جميعًا ، كتاب العربية وكتاب العبرانية ، وأول مشهد شهده زيد بن ثابت مع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم الخندق وهو ابن خمس عشرة سنة ، وكان ممن ينقل التراب يومئذٍ مع المسلمين ، فقال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : أما إنه نعم الغلام.وغلبته عيناه يومئذٍ فرقد ، فجاء عمارة بن حزم فأخذ سلاحه وهو لا يشعر ، فقال له رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : يا أبا رقاد ، نمت حتى ذهب سلاحك ، وقال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : من له عِلْمٌ بسلاح هذا الغلام؟ فقال عمارة بن حزم : يا رسول الله ، أنا أخذته فرده ، فنهى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يومئذٍ أن يُرَوَّع المؤمن ، أو أن يُؤخذ متاعة لاعبًا جداً. قَالَ : وكانت راية بني مالك بن النجار في تبوك مع عمارة بن حزم ، فأدركه رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وأخذها منه فدفعها إلى زيد بن ثابت , فقال عمارة : يا رسول الله , بلغك عني شيء؟ قَالَ : لا ولكن القرآن يُقَدَّم . وكان زيد أكثر أخذًا منك للقرآن.