عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم ويكنى أبا عبد الله وأمه النابغة بنت خزيمة سبية من عنزة وأخواه لأمه عمرو بن أثاثة بن عباد بن المطلب بن عبد مناف بن قصي وعروة بن أبي أثاثة وأرنب بنت عفيف بن أبي العاص بن أُمَية بن عبد شمس وكان لعمرو بن العاص من الولد عبد الله وأمه ريطة بنت منبه بن الحجاج بن عامر بن حذيفة بن سعد بن سهم بن عمرو ومحمد بن عمرو وأمه من بلي
(أن) آتي أرضا أعبد الله فيها لا أخاف أحدا إلا الله ؟ قَالَ : فأذن له فأتى النجاشي قَالَ (عمير) : فحَدَّثَنِي عمرو بن العاص قَالَ : فلما رأيت مكانه حسدته قَالَ : قلت : والله لأستقلن لهذا ولأصحابه فأتيت النجاشي فدخلت عليه فقلت له : إن بأرضك رجلا ابن عمه بأرضنا وإنه يزعم أنه ليس للناس إلا إله واحد وإنك والله إن لم تقتله وأصحابه لا أقطع هذه النطفة إليك أبدا أنا ولا أحد من أصحابي قَالَ : ادعه . قَالَ : قلت : إنه لا يجىء معي فأرسل (إليه) معي رسولا قَالَ : فجاء فلما انتهيت إلى الباب ناديت : ائذن لعمرو بن العاص ونادى هو من خلفي : ائذن لحزب الله ، قَالَ : فسمع صوته فأذن له قبلي فدخل هو وأصحابه قَالَ : ثم أذن لي فدخلت فإذا هو جالس قَالَ : فذكر أين كان مقعده من السرير قَالَ : فلما رأيته جئت حتى قعدت بين يديه وجعلته خلف ظهري وأقعدت بين كل رجلين من أصحابه رجلا من أصحابي.قَالَ : قَالَ النجاشي : نخروا ، قَالَ عمير : أي تكلموا . قَالَ : فقال عمرو : فقلت : إن ابن عم هذا بأرضنا ، وإنه يزعم أنه ليس للناس إلا إله واحد ، وإنك إنْ لم تقتله وأصحابه لا أقطع هذه النطفة إليك أبدا ، أنا ولا أحد من أصحابي ، قَالَ : فتشهد . قَالَ : فإن أول ما سمعت التشهد يومئذ : فقَالَ : صدق ، هو ابن عمي وأنا على دينه . قَالَ : فصاح صياحا وقَالَ : أوه ، حتى قلت : ما لابن الحبشية لا يتكلم ! فقَالَ : أناموسٌ مثل ناموس موسى ؟ ما يقول في عيسى بن مريم ؟ قَالَ : يقول : هو روح الله وكلمته. قَالَ : فتناول شيئا من الأرض وقَالَ : ما أخطأ من أمره مثل هذه وقَالَ : لولا ملكي لاتبعتكم وقال لي : ما كنت أبالي أن لا تأتيني أنت ولا أحد من أصحابك أبدا . وقال لجعفر : اذهب فأنت آمن بأرضي فمن ضربك قتلته ومن سبك غرمته. وقال لآذنه : متى ما أتاك هذا يستأذن علي فأذن له إلا أن أكون عند أهلي فإن كنت عند أهلي فأخبره فإن أبى فأذن له.قَالَ : وتفرقنا فلم يكن أحد أحب إلي أن أكون قد لقيته خاليا من جعفر قَالَ : فاستقبلني في طريق مرة فنظرت خلفه فلم أر أحدا ونظرت خلفي فلم أر أحدا . قَالَ : فدنوت منه فأخذت بيده فقلت : تعلم أني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله قَالَ : فقَالَ : هداك الله فاثبت قَالَ : فتركني وذهب قَالَ : فأتيت أصحابي فكأنما شهدوه معي قَالَ : فأخذوني فألقوا علي قطيفة : ثوبا قَالَ : فجعلوا يغمونني وجعلت أخرج رأسي مرة من هذه الناحية ومرة من هذه الناحية حتى أفلت وما علي قشرة. قَالَ : فلقيت حبشية فأخذت قناعها ، فجعلته على عورتي فقالت : كذا وكذا فقلت : كذا وكذا . فأتيت جعفرا حتى دخلت عليه فقَالَ : مالك ؟ فقلت : ذهب بكل شيء لي حتى ما ترك علي قشرة وما الذي ترى علي إلا قناع حبشية . قَالَ : فقَالَ : انطلق ، فانطلقت معه حتى انتهينا إلى باب الملك فقَالَ : ائذن لحزب الله قَالَ آذنه : إنه مع أهله قَالَ : قَالَ : فاستأذن لي ، فاستأذن له فقَالَ : إن عمرا قد تابعني على ديني قَالَ : كلا ، قلت : بلى ، قَالَ : كلا ، قلت : بلى ، قَالَ : فقال لإنسان : اذهب فإن كان قد فعل فلا يقولن لك شيئا إلا كتبته ، قَالَ : فجاء ، فقَالَ : نعم . فجعل يكتب ما أقول حتى ما تركت شيئا حتى القدح ولو شئت أن آخذ من أموالهم إلى مالي لفعلت.
5859 قَالَ : أَخْبَرَنا إسحاق الخراساني بن أبي إسرائيل قَالَ : حَدَّثَنا النضر بن شميل قَالَ : أَخْبَرَنا أبو عون عبد الله بن عون ، عَنْ عمير بن إسحاق قَالَ : استأذن جعفر رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فقَالَ : ائذن لي
5860 قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي ربيعة بن عثمان ، عَنْ يزيد بن رومان . قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وحَدَّثَنِي أفلح بن سعيد ، عَنْ سعيد بن عبد الرحمن بن رقيش ، عَنْ أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، قالا : عقد رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم لعمرو بن العاص لواء أبيض وجعل معه راية سوداء وبعثه في ثلاث مِئة من سراة المهاجرين والأنصار إلى ذات السلاسل فبعث إلى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم رافع بن مكيث الجهني يستمده ويخبره أن لهم جمعا كثيرا من بلي وقضاعة وغيرهم فأمده بأبي عبيدة بن الجراح في مائتين من سراة المسلمين فيهم أبو بكر وعمر وعقد له لواء وعهد إليه إذا قدمت على صاحبك فتطاوعا فقدم عليه فاختلفا في الصلاة فقال عمرو : إنما قدمت علي مددا لي فطاوعه أبو عبيدة لوصية رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم إياه فكان عمرو يصلي بالناس كلهم ويتأمر عليهم.
5864 قَالَ : أَخْبَرَنا وكيع بن الجراح قَالَ : حَدَّثَنا إسماعيل بن أبي خالد ، عَنْ قيس بن أبي حازم ، قَالَ : بعث النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل قَالَ : فأصابهم برد شديد فقال لهم عمرو : لا يوقدن أحد نارا . قَالَ : ثم قاتل القوم فلما قدموا على النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم شكوا ذلك إليه فقَالَ : يا نبي الله كان في أصحابي قلة فخشيت أن يرى العدو قلتهم ونهيتهم أن يتبعوا العدو مخافة أن يكون لهم من وراء الجبل كمين . قَالَ : فأعجب ذلك رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم.
5880 قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، عَنْ عيسى بن عميلة الفزاري ، عَنْ أبيه قَالَ : لما جاءت بنو عامر إلى خالد بن الوليد ولم تكن ارتدت ولم تنصر وكانت قد وقفت فقال خالد بن قرة بن هبيرة القشيري قَالَ : هأنذا ! قَالَ : قدمه فاضرب عنقه ! أنت المكلم عمرو بن العاص بما تكلمت به وأنت المتربص بالمسلمين الدوائر ؟ قَالَ : يابن المغيرة إن لي عند عمرو بن العاص شهادة . فقال خالد : عمرو بن العاص الذي نقل عنك إلى الخليفة ما تكلمت به.
5879 قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي هاشم بن عاصم الأسلمي ، عَنِ المنذر بن جهم قَالَ : أقبل عمرو بن العاص يلقى الناس مرتدين حتى أتى على ذي القصة فلقى عيينة بن بدر خارجا من المدينة وذلك حين قدم على أبي بكر الصديق يقول له : إن جعلت لنا شيئا كفيناك من وراءنا فقال له عمرو : وما وراءك ؟ فقال عيينة : ابن أبي قحافة والى الناس ياعمرو استوينا نحن وأنتم ! قَالَ عمرو : كذبت يابن الأخابث من مضر ، فلما قدم عمرو المدينة أخبر أبا بكر بما كان في وجهه وبما قاله قرة بن هبيرة وبما قاله عيينة بن بدر . وأتى عمرو خالد بن الوليد حين بعثه أبو بكر إلى الردة فجعل يقول : يا أبا سليمان لا يفلتن منك قرة بن هبيرة.
5883 قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عبد الجبار بن عمارة عَنْ عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قَالَ : لما أجمع أبو بكر على أن يبعث الجيوش إلى الشام كان أول من سار من عماله عمرو بن العاص وأمره أن يسلك على أيلة عامدا لفلسطين فقدم عمرو أمامه مقدمة عليهم سعيد بن الحارث السهمي ودفع لواءه إلى الحجاج بن الحارث السهمي وكان جند عمرو الذين خرجوا معه من المدينة ثلاثة آلاف فيهم ناس كثير من المهاجرين والأنصار وخرج أبو بكر الصديق يمشي إلى جنب راحلة عمرو بن العاص وهو يوصيه ويقول : ياعمرو اتق الله في سر أمرك وعلانيته واستحييه فإنه يراك ويرى عملك وقد رأيت تقديمي إياك على من هو أقدم سابقة منك ومن كان أغنى عَنِ الإسلام وأهله منك فكن من عمال الآخرة وأرد بما تفعل وجه الله وكن والدا لمن معك ولا تكشفن الناس عَنْ أستارهم واكتف بعلانيتهم وكن مجدا في أمرك واصدق اللقاء إذا لاقيت ولا تجبن وتقدم في الغلول وعاقب عليه وإذا وعظت أصحابك فأوجز وأصلح نفسك تصلح لك رعيتك في وصية طويلة وعهد عهده إليه يعمل به.
5886 قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عَنْ أبيه قَالَ : لما رأى عمرو بن العاص كثرة الجموع بالشام كتب إلى أبي بكر يذكر أمر الروم وما جمعوا ويستمده فشاور أبو بكر من عنده من المسلمين فقال عمر بن الخطاب ياخليفة رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم اكتب إلى خالد بن الوليد يسير بمن معه إلى عمرو بن العاص فيكون له مددا ففعل أبو بكر وكتب إلى خالد بن الوليد فلما أتاه كتاب أبي بكر قَالَ : هذا عمل عمر حسدني على فتح العراق وأن يكون على يدي فأحب أن يجعلني مددا لعمرو بن العاص وأصحابه فأكون كأحدهم فإن كان فتح شركنا فيه أو أكون تحت يدي بعضهم فإن كان فتح كان ذكره له دوني.