ذِكْرُ بَيْعَةِ أَبِي بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

ذِكْرُ بَيْعَةِ أَبِي بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

3167 قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى قَالَ : سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ قَالَ : وَأَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَبِيحَةَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَ : وَأَخْبَرَنَا أَبُو قُدَامَةَ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي وَجْزَةَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : وَغَيْرُ هَؤُلَاءِ أَيْضًا قَدْ حَدَّثَنِي بِبَعْضِهِ ، فَدَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ ، قَالُوا : بُويِعَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ يَوْمَ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ ، لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَ مَنْزِلَهُ بِالسُّنْحِ عِنْدَ زَوْجَتِهِ حَبِيبَةَ بِنْتِ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ، وَكَانَ قَدْ حَجَّرَ عَلَيْهِ حُجْرَةً مِنْ شَعْرٍ ، فَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى تَحَوَّلَ إِلَى مَنْزِلِهِ بِالْمَدِينَةِ فَأَقَامَ هُنَاكَ بِالسُّنْحِ بَعْدَمَا بُويِعَ لَهُ سِتَّةَ أَشْهُرٍ يَغْدُو عَلَى رِجْلَيْهِ إِلَى الْمَدِينَةِ ، وَرُبَّمَا رَكِبَ عَلَى فَرَسٍ لَهُ ، وَعَلَيْهِ إِزَارٌ وَرِدَاءٌ مُمَشَّقٌ فَيُوافِي الْمَدِينَةَ فَيُصَلِّي الصَّلَوَاتِ بِالنَّاسِ ، فَإِذَا صَلَّى الْعِشَاءَ رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ بِالسُّنْحِ ، فَكَانَ إِذَا حَضَرَ صَلَّى بِالنَّاسِ ، وَإِذَا لَمْ يَحْضُرْ صَلَّى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، وَكَانَ يُقِيمُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي صَدْرِ النَّهَارِ بِالسُّنْحِ يَصْبُغُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ ، ثُمَّ يَرُوحُ لِقَدَرِ الْجُمُعَةِ فَيُجَمِّعُ بِالنَّاسِ ، وَكَانَ رَجُلًا تَاجِرًا فَكَانَ يَغْدُو كُلَّ يَوْمٍ السُّوقَ فَيَبِيعَ وَيَبْتَاعَ ، وَكَانَتْ لَهُ قِطْعَةُ غَنْمٍ تَرُوحُ عَلَيْهِ ، وَرُبَّمَا خَرَجَ هُوَ نَفْسُهُ فِيهَا ، وَرُبَّمَا كُفِيَهَا فَرُعِيَتْ لَهُ ، وَكَانَ يَحْلُبُ لِلْحَيِّ أَغْنَامَهُمْ ، فَلَمَّا بُويِعَ لَهُ بِالْخِلَافَةِ قَالَتْ جَارِيَةٌ مِنَ الْحَيِّ : الْآنَ لَا تُحْلَبِ لَنَا مَنَائِحَ دَارِنَا ، فَسَمِعَهَا أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ : بَلَى لَعَمْرِي لَأَحْلُبَنَّهَا لَكُمْ ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا يُغَيِّرُنِي مَا دَخَلْتُ فِيهِ عَنْ خُلُقٍ كُنْتُ عَلَيْهِ ، فَكَانَ يَحْلُبُ لَهُمْ ، فَرُبَّمَا قَالَ لِلْجَارِيَةِ مِنَ الْحَيِّ : يَا جَارِيَةُ ، أَتُحِبِّينَ أَنْ أُرْغِيَ لَكِ أَوْ أُصَرِّحَ ؟ فَرُبَّمَا قَالَتْ : أَرْغِ ، وَرُبَّمَا قَالَتْ : صَرِّحْ ، فَأَيُّ ذَلِكَ قَالَتْ فَعَلَ ، فَمَكَثَ كَذَلِكَ بِالسُّنْحِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ ، ثُمَّ نَزَلَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَقَامَ بِهَا وَنَظَرَ فِي أَمَرِهِ ، فَقَالَ : لَا وَاللَّهِ مَا يُصْلِحُ أَمْرَ النَّاسِ التِّجَارَةُ ، وَمَا يَصْلُحُ لَهُمْ إِلَّا التَّفَرُّغُ وَالنَّظَرُ فِي شَأْنِهِمْ ، وَمَا بُدٌّ لِعِيَالِي مِمَّا يُصْلِحُهُمْ ، فَتَرَكَ التِّجَارَةَ وَاسْتَنْفَقَ مِنْ مَالِ الْمُسْلِمِينَ مَا يُصْلِحُهُ وَيُصْلِحُ عِيَالَهُ يَوْمًا بِيَوْمٍ ، وَيَحُجُّ وَيَعْتَمِرُ ، وَكَانَ الَّذِي فَرَضُوا لَهُ كُلَّ سَنَةٍ سِتَّةَ آلَافِ دِرْهَمٍ ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ : رُدُّوا مَا عِنْدَنَا مِنْ مَالِ الْمُسْلِمِينَ ، فَإِنِّي لَا أُصِيبُ مِنْ هَذَا الْمَالِ شَيْئًا ، وَإِنَّ أَرْضِيَ الَّتِي بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا لِلْمُسْلِمِينَ بِمَا أَصَبْتُ مِنْ أَمْوَالِهِمْ ، فَدُفِعَ ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ ، وَلَقُوحٌ وَعَبْدٌ صَيْقَلٌ وَقَطِيفَةٌ مَا يُسَاوِي خَمْسَةَ دَرَاهِمٍ . فَقَالَ عُمَرُ : لَقَدْ أَتْعَبَ مَنْ بَعْدَهُ قَالُوا : وَاسْتَعْمَلَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى الْحَجِّ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، ثُمَّ اعْتَمَرَ أَبُو بَكْرٍ فِي رَجَبٍ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ ، فَدَخَلَ مَكَّةَ ضَحْوَةً فَأَتَى مَنْزِلَهُ ، وَأَبُو قُحَافَةَ جَالِسٌ عَلَى بَابِ دَارِهِ مَعَهُ فِتْيَانٌ أَحْدَاثٌ يُحَدِّثُهُمْ ، إِلَى أَنْ قِيلَ لَهُ : هَذَا ابْنُكَ ، فَنَهَضَ قَائِمًا وَعَجَّلَ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يُنِيخَ رَاحِلَتَهُ ، فَنَزَلَ عَنْهَا وَهِيَ قَائِمَةٌ فَجَعَلَ يَقُولُ : يَا أَبَتِ لَا تَقُمْ ، ثُمَّ لَاقَاهُ فَالْتَزَمَهُ وَقَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْ أَبِي قُحَافَةَ وَجَعَلَ الشَّيْخُ يَبْكِي فَرَحًا بِقُدُومِهِ ، وَجَاءَ إِلَى مَكَّةَ عَتَّابُ بْنُ أُسَيْدٍ وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو وَعِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ وَالْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ : سَلَامٌ عَلَيْكَ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ ، وَصَافَحُوهُ جَمِيعًا فَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ يَبْكِي حِينَ يَذْكُرُونَ رَسُولَ الْلَّهِ , صَلَّى الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , ثُمَّ سَلَّمُوا عَلَى أَبِي قُحَافَةَ فَقَالَ أَبُو قُحَافَةَ : يَا عَتِيقُ ، هَؤُلَاءِ الْمَلَأُ فَأَحْسِنْ صُحْبَتَهُمْ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا أَبَتِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ، طُوِّقْتُ عَظِيمًا مِنَ الْأَمْرِ ، لَا قُوَّةَ لِي بِهِ وَلَا يَدَانِ إِلَّا بِاللَّهِ ، ثُمَّ دَخَلَ فَاغْتَسَلَ وَخَرَجَ ، وَتَبِعَهُ أَصْحَابُهُ فَنَحَّاهُمْ ، ثُمَّ قَالَ : امْشُوا عَلَى رِسْلِكُمْ ، وَلَقِيَهُ النَّاسُ يَتَمَشَّوْنَ فِي وَجْهِهِ وَيُعَزُّونَهُ بِنَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَبْكِي ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْبَيْتِ فَاضْطَبَعَ بِرِدَائِهِ ، ثُمَّ اسْتَلَمَ الرُّكْنَ ، ثُمَّ طَافَ سَبْعًا وَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى مَنْزِلِهِ ، فَلَمَّا كَانَ الظُّهْرُ خَرَجَ فَطَافَ أَيْضًا بِالْبَيْتِ ثُمَّ جَلَسَ قَرِيبًا مِنْ دَارِ النَّدْوَةِ ، فَقَالَ : هَلْ مِنْ أَحَدٍ يَتَشَكَّى مِنْ ظُلَامَةٍ أَوْ يَطْلُبُ حَقًّا ؟ فَمَا أَتَاهُ أَحَدٌ وَأَثْنَى النَّاسُ عَلَى وَالِيهِمْ خَيْرًا ، ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ وَجَلَسَ ، فَوَدَّعَهُ النَّاسُ ثُمَّ خَرَجَ رَاجِعًا إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَلَمَّا كَانَ وَقْتَ الْحَجِّ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ حَجَّ أَبُو بَكْرٍ بِالنَّاسِ تِلْكَ السَّنَةَ ، وَأَفْرَدَ الْحَجَّ ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،