سِيرَةُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي عُمَّالِهِ

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

سِيرَةُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي عُمَّالِهِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1284 حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : هَانَ شَيْءٌ أُصْلِحُ بِهِ قَوْمًا أَنْ أُبْدِلَهُمْ أَمِيرًا مَكَانَ أَمِيرٍ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1285 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الرَّقِّيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ ، عَنْ عِيسَى بْنِ رَاشِدِ بْنِ أَبِي رَزِينٍ الثُّمَالِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ رِفَاعَةَ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : مَنْ رَابَهُ مِنْ أَمِيرٍ ظُلَامَةً فَلَا يُعْجِزْهُ طِيبُهُ وَلَا عَبِيطُهُ وَلَا نَابُهُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1286 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ نُوحِ بْنِ جَابِرٍ ، عَنْ خَالِهِ رِيَاشٍ قَالَ : كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَبْعَثُ إِلَى عُمَّالِهِ عِنْدَ رَأْسِ كُلِّ سَنَةٍ فَيَقْدَمُونَ عَلَيْهِ فَيَسْأَلُهُمْ عَنِ النَّاسِ وَعَمَّا وَرَاءَهُمْ ، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَرُدَّهُ رَدَّهُ ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْزِلَهُ حَبَسَهُ عِنْدَهُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1287 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَطَاءٍ ، قَالَ : كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَكْتُبُ إِلَى عُمَّالِهِ أَنْ يُوَافُوهُ بِالْمَوْسِمِ فَوَافَوْهُ ، فَقَامَ فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنِّي اسْتَعْمَلْتُ عَلَيْكُمْ عُمَّالِي هَؤُلَاءِ ، وَلَمْ أَسْتَعْمِلْهُمْ لِيُصِيبُوا مِنْ أَبْشَارِكُمْ ، وَلَا مِنْ أَمْوَالِكُمْ وَلَا مِنْ أَعْرَاضِكُمْ ، وَلَكِنِ اسْتَعْمَلْتُهُمْ لِيَحْجِزُوا بَيْنَكُمْ أَوْ يَرُدُّوا عَلَيْكُمْ فَيْئَكُمْ ، فَمَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْهُمْ فَلْيَقُمْ ، فَمَا قَامَ مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ يَوْمَئِذٍ إِلَّا فُلَانٌ قَامَ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ عَامِلَكَ فُلَانًا ضَرَبَنِي مِائَةَ سَوْطٍ فَقَالَ : يُضْرَبُ مِائَةً فَاسْتَقِدْ مِنْهُ ، فَقَامَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّكَ مَتَى تَفْتَحْ هَذَا عَلَى عُمَّالِكَ تُكْثِرْ عَلَيْهِمْ ، وَتَكُونُ سُنَّةً يَأْخُذُ بِهَا مَنْ بَعْدَكَ ، فَقَالَ : أَنَا لَا أُقِيدُ مِنْهُ ، وَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقِيدُ مِنْ نَفْسِهِ ، فَقَالَ : دَعْنَا إِذَنْ نُرْضِيهِ ، قَالَ : أَرْضُوهُ ، قَالَ : فَافْتَدَيْتُ مِنْهُ بِمِائَتَيْ دِينَارٍ ، فَكَانَ كُلُّ سَوْطٍ بِدِينَارَيْنِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1288 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا الْجُرَيْرِيُّ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي فِرَاسٍ ، قَالَ : خَطَبَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ : إِنِّي لَمْ أَبْعَثْ عُمَّالِي عَلَيْكُمْ لِيُصِيبُوا مِنْ أَشْعَارِكُمْ وَلَا أَبْشَارِكُمْ وَلَا أَمْوَالِكُمْ ، إِنَّمَا بَعَثْتُهُمْ لِيَحْجِزُوا بَيْنَكُمْ ، وَيَقْسِمُوا فَيْئَكُمْ ، فَمَنْ فُعِلَ بِهِ غَيْرُ ذَلِكَ فَلْيَقُمْ ، فَوَاللَّهِ لَأُقِصَّنَّهُ مِنْهُ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنْ كَانَ رَجُلٌ عَلَى رَعِيَّةٍ يُؤَدِّبُ بَعْضَ رَعِيَّتِهِ إِنَّكَ لَتُقِصُّهُ مِنْهُ ؟ فَقَالَ : أَنَا لَا أُقِصُّهُ مِنْهُ ، وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَصَّ مِنْ نَفْسِهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَلَا لَا تَضْرِبُوا الْمُسْلِمِينَ فَتُذِلُّوهُمْ ، وَلَا تَمْنَعُوهُمْ حُقُوقَهُمْ فَتُكَفِّرُوهُمْ ، وَلَا تُجَمِّرُوهُمْ فِي الْبُعُوثِ فَتَفْتِنُوهُمْ ، وَلَا تُنْزِلُوهُمُ الْغِيَاضَ فَتُضَيِّعُوهُمْ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1289 حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ الرَّقِّيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ ، قَالَ : قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِرَجُلٍ مِنْ تُجِيبَ : يَا مُنَافِقُ ، فَقَالَ التُّجِيبِيُّ مَا نَافَقْتُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ ، وَلَا أَغْسِلُ لِي رَأْسًا وَلَا أَدْهُنُهُ حَتَّى آتِيَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَأَتَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ عَمْرًا نَفَّقَنِي وَلَا وَاللَّهِ مَا نَافَقْتُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ ، فَكَتَبَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَكَانَ إِذَا غَضِبَ عَلَيْهِ يَكْتُبُ : إِلَى الْعَاصِ بْنِ الْعَاصِ : أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ فُلَانًا التُّجِيبِيَّ ذَكَرَ أَنَّكَ نَفَّقْتَهُ ، وَقَدْ أَمَرْتُهُ إِنْ أَقَامَ عَلَيْكَ شَاهِدَيْنِ أَنْ يَضْرِبَكَ أَرْبَعِينَ ، أَوْ قَالَ : سَبْعِينَ ، فَقَامَ فَقَالَ : أَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلًا سَمِعَ عَمْرًا نَفَّقَنِي إِلَّا قَامَ فَشَهِدَ ، فَقَامَ عَامَّةُ أَهْلِ الْمَسْجِدِ ، فَقَالَ لَهُ حَشَمُهُ : أَتُرِيدُ أَنْ تَضْرِبَ الْأَمِيرَ ؟ قَالَ : وَعُرِضَ عَلَيْهِ الْأَرْشُ ، فَقَالَ : لَوْ مُلِئَتْ لِي هَذِهِ الْكَنِيسَةُ مَا قَبِلْتُ ، فَقَالَ لَهُ حَشَمُهُ : أَتُرِيدُ أَنْ تَضْرِبَهُ ؟ فَقَالَ التُّجِيبِيُّ : مَا أَرَى لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ هَاهُنَا طَاعَةً ، فَلَمَّا وَلَّى قَالَ عَمْرٌو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : رُدُّوهُ ، فَأَمْكَنَهُ مِنَ السَّوْطِ وَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، قَالَ : أَتَقْدِرُ أَنْ تَمْتَنِعَ مِنِّي بِسُلْطَانِكَ ؟ قَالَ : لَا ، فَامْضِ لِمَا أُمِرْتَ بِهِ قَالَ : فَإِنِّي أَدَعُكَ لِلَّهِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1290 حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَنَّ رَجُلًا كَانَ مَعَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَكَانَ ذَا سَوْطٍ وَنِكَايَةٍ فِي الْعَدُوِّ ، فَغَنِمُوا مَغْنَمًا فَأَعْطَاهُ أَبُو مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْضَ سَهْمِهِ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهُ إِلَّا جَمِيعًا ، فَضَرَبَهُ أَبُو مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عِشْرِينَ سَوْطًا ، وَحَلَقَ رَأْسَهُ ، فَجَمَعَ شَعْرَهُ وَرَحَلَ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى قَدِمَ عَلَيْهِ ، قَالَ جَرِيرٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : وَأَنَا أَقْرَبُ النَّاسِ مِنْهُ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي خَبِيئَةٍ فَأَخْرَجَ شَعْرَهُ فَضَرَبَ بِهِ صَدْرَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , وَقَالَ : أَمَا وَاللَّهِ لَوْلَا ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : صَدَقَ وَاللَّهِ لَوْلَا النَّارُ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كُنْتُ رَجُلًا ذَا سَوْطٍ وَنِكَايَةٍ وَأَخْبَرَهُ بِأَمْرِهِ فَضَرَبَنِي أَبُو مُوسَى عِشْرِينَ سَوْطًا وَحَلَقَ رَأْسِي ، وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ لَا يُقْتَصُّ مِنْهُ ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : لَأَنْ يَكُونَ النَّاسُ كُلُّهُمْ عَلَى مِثْلِ صَرَامَةِ هَذَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ جَمِيعِ مَا أَفَاءَ عَلَيْنَا ، فَكَتَبَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : سَلَامٌ عَلَيْكَ ، أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ فُلَانًا أَخْبَرَنِي بِكَذَا وَكَذَا ، فَإِنْ كُنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ بِهِ فِي مَلَأٍ مِنَ النَّاسِ فَعَزَمْتُ عَلَيْكَ لَمَا قَعَدْتَ لَهُ فِي مَلَأٍ مِنَ النَّاسِ حَتَّى يَقْتَصَّ مِنْكَ ، وَإِنْ كُنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ بِهِ فِي خَلَاءٍ لَمَا قَعَدْتَ لَهُ فِي خَلَاءٍ حَتَّى يَقْتَصَّ مِنْكَ ، فَقَالَ لَهُ النَّاسُ : اعْفُ عَنْهُ ، فَقَالَ : لَا أَعْفُو عَنْهُ لِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ ، فَلَمَّا صَعِدَ أَبُو مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِيَقْتَصَّ مِنْهُ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ : اللَّهُمَّ قَدْ عَفَوْتُ عَنْهُ لَكَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1291 حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، قَالَ : سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلَالٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْبَاهِلِيُّ ، قَالَ : دَخَلَ عَلَيَّ ضَبَّةُ بْنُ مِحْصَنٍ فَتَحَدَّثَ عِنْدِي مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى خَشِيتُ عَلَيْهِ الْحُرَّاسَ ، فَكَانَ فِيمَا حَدَّثَنِي قَالَ : شَاكَيْتُ أَبَا مُوسَى كَبَعْضِ مَا يُشَاكِي الرَّجُلُ أَمِيرَهُ فَانْطَلَقْتُ إِلَى عُمَرَ لِآتِيَ عَلَيْهِ ، وَذَلِكَ عِنْدَ حُضُورِ وِفَادَةِ أَبِي مُوسَى إِلَى عُمَرَ ، وَالْبُرُدُ إِذَا ذَاكَ عَلَى الْإِبِلِ قَالَ : فَكَتَبَ أَبُو مُوسَى : سَلَامٌ عَلَيْكَ ، أَمَّا بَعْدَ فَإِنِّي كَتَبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا خَارِجٌ فِي كَذَا وَكَذَا ، وَكَتَبْتُ إِلَيْكَ وَضَبَّةُ بْنُ مِحْصَنٍ قَدْ خَرَجَ مِنْ عِنْدِي غَاضِبًا بِغَيْرِ إِذْنِي فَهُوَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ تَعْلَمَ ذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَ : فَسَبَقَنِي كِتَابُهُ ، فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَجِئْتُ إِلَى بَابِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقُلْتُ : السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيَدْخُلُ ضَبَّةُ بْنُ مِحْصَنٍ ؟ قَالَ : لَا مَرْحَبًا ، وَلَا أَهْلًا ، قَالَ فَقُلْتُ : أَمَّا الْمَرْحَبُ فَمِنَ اللَّهِ ، وَأَمَّا الْأَهْلُ فَلَا أَهْلَ وَلَا مَالَ ، قَالَ : فَأَعَادَ ضَبَّةُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مِرَارٍ ، وَأَعَادَهَا عُمَرُ ثُمَّ قَالَ : ادْخُلْ ، فَدَخَلْتُ فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، الرَّجُلُ يَظْلِمُهُ سُلْطَانُهُ الْمَظْلِمَةَ فَإِذَا انْتَهَى إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَلَمْ يَجِدْ عِنْدَهُ غِيَرًا فَوَاللَّهِ إِنَّ الْأَرْضَ لَوَاسِعَةٌ وَإِنَّ الْعَدُوَّ لَكَبِيرٌ ، قَالَ : فَكَأَنَّمَا كَشَفْتُ عَنْ وَجْهِهِ غِطَاءً ، فَقَالَ : ادْنُ دُنُوَّكَ : فَدَنَوْتُ فَقَالَ : إِيهِ ؟ فَقُلْتُ : أَبُو مُوسَى اصْطَفَى لِنَفْسِهِ أَرْبَعِينَ مِنْ أَبْنَاءِ الْأَسَاوِرَةِ ، فَقَالَ : يَا غُلَامُ اكْتُبْ ، فَكَتَبَ ، ثُمَّ قَالَ : إِيهِ ؟ فَقُلْتُ : أَبُو مُوسَى لَهُ مِكْيَالَانِ يَكْتَالُ بِمِكْيَالٍ وَيَكِيلُ لِلنَّاسِ بِغَيْرِهِ ، فَقَالَ : اكْتُبْ ، فَكَتَبَ ، قُلْتُ : وَسُرِّيَّتُهُ عَقِيلَةُ لَهُ قَصْعَةٌ غَادِيَةٌ رَائِحَةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا أَشْرَافُ الْجُنْدِ ، قَالَ : اكْتُبْ ، فَكَتَبَ ، قَالَ : فَمَا لَبِثَ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى قَدِمَ أَبُو مُوسَى ، فَمَشَيْتُ إِلَى جَنْبِهِ أَغْبِطُهُ وَأُذِكِّرُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِهِ حَتَّى جَاءَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقَالَ : مَا بَالُ أَرْبَعِينَ اصْطَفَيْتَهُمْ لِنَفْسِكَ مِنْ أَبْنَاءِ الْأَسَاوِرَةِ ؟ قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، اصْطَفَيْتُهُمْ وَخَشِيتُ أَنْ يُخْدَعَ الْجُنْدُ عَنْهُمْ فَفَادَيْتَهُمْ وَاجْتَهَدْتُ فِي فِدَائِهِمْ ، وَكُنْتُ أَعْلَمُ بِفِدَائِهِمْ ، ثُمَّ خَمَّسْتُ وَقَسَمْتُ ، قَالَ ضَبَّةُ : وَصَادِقٌ وَاللَّهِ ، فَوَاللَّهِ مَا كَذَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَلَا كَذَبْتُهُ ، قَالَ : فَمَا بَالُ هَذَا الْمِكْيَالِ الَّذِي تَكْتَالُ بِهِ وَتَكِيلُ لِلنَّاسِ بِغَيْرِهِ ؟ قَالَ : مِكْيَالٌ أَكِيلُ بِهِ قُوتَ أَهْلِي وَأَرْزَاقَ دَوَابِّي ، مَا كِلْتُ بِهِ لِأَحَدٍ وَلَا اكْتَلْتُ بِهِ لِأَحَدٍ ، قَالَ ضَبَّةُ : وَصَادِقٌ وَاللَّهِ : فَمَا كَذَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَلَا كَذَبْتُهُ ، قَالَ : فَمَا بَالُ قَصْعَةِ عَقِيلَةَ الْغَادِيَةِ الرَّائِحَةِ ؟ قَالَ : فَسَكَتَ فَلَمْ يَعْتَذِرْ مِنْهَا بِشَيْءٍ ، فَقَالَ لِوَفْدِهِ : أَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلًا أَكَلَ مِنْهَا مَا رَمَّ الْقَوْمُ ثُمَّ عَادَ ، فَقَالَ وَكِيعُ بْنُ بِشْرٍ التَّمِيمِيُّ : قَبَّحَ اللَّهُ تِلْكَ الْقَصْعَةَ مَا أَحَلَّ لَنَا مَا قَدْ أَصَبْنَا مِنْهَا ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : لَا جَرَمَ ، وَالَّذِي نَفْسُ عُمَرَ بِيَدِهِ لَا تَرَى عَقِيلَةُ الْعِرَاقَ مَا دُمْتُ أَمْلِكُ شَيْئًا ، فَاحْتَبَسَهَا عِنْدَهُ . ، قَالَ حُمَيْدٌ : فَذَكَرْتُ هَذَا لِأَبِي بُرْدَةَ ، فَقَالَ : مَا رَأَتْ عَقِيلَةُ الْعِرَاقَ حَتَّى قُبِضَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1292 حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ زَيْدٍ الرَّقَاشِيِّ ، قَالَ : سَرَتْ سَرِيَّةٌ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى أَرْجُلِهِمْ ، فَأَعْيَا رَجُلٌ مِنْهُمْ فَأَرَادَ أَنْ يُقِيمُوا عَلَيْهِ فَنَادَى : يَا عُمَرَاهُ ، فَمَضَوْا وَتَرَكُوهُ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنِ ابْعَثْ إلى بالرجل فبعث بِهِ إِلَيْهِ فَأَخَذَ قَنَاةً فَجَعَلَ يَضْرِبُهُ بِهَا وَيَقُولُ : يَا لَبَّيْكَاهُ ، وَيَقُولُ : يَا مُهْلِكُ ، يَقُولُ لَكَ الرَّجُلُ انْتَظِرْنِي فَتَذْهَبُ وَتَتْرُكُهُ فَيُنَادِي يَا عُمَرَاهُ ؟ فَجَعَلَ يَعْتَذِرُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ لَصَلَاحُ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ هَلَاكِ كَذَا وَكَذَا مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ ، وَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : انْظُرْ مُهْلِكًا فَلَا تَسْتَعْمِلْهُ مَا كُنْتَ لَنَا عَلَى عَمَلٍ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،