مُقَدِّمَةٌ

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

مُقَدِّمَةٌ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، رَبِّ أَعِنْ ، قَالَ الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ السِّلَفِيُّ الْأَصْبَهَانِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْمُشَرَّفِ بْنِ الْمُسْلِمِ الْأَنْمَاطِيُّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى الدَّقَّاقُ بِمِصْرَ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ طَالِبٍ الْبَغْدَادِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَلَّادٍ الرَّامَهُرْمُزِيُّ بِرَامَهُرْمُزَ ، بِقِرَاءَتِهِ عَلَيَّ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ ، قَالَ : هَذَا ذِكْرُ الْأَمْثَالِ الْمَرْوِيَّةِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ عَلَى خِلَافِ مَا رُوِّينَاهُ مِنْ كَلَامِهِ الْمُشَاكِلِ لِلْأَمْثَالِ الْمَذْكُورَةِ عَنْ مُتَقَدِّمِي الْعَرَبِ ، فَإِنَّ تِلْكَ تَقَعُ مَوَاقِعَ الْإِفْهَامِ بِاللَّفْظِ الْمُوجَزِ الْمُجِلِّ ، وَهَذِهِ بَيَانٌ وَشَرْحٌ وَتَمْثِيلٌ يُوَافِقُ أَمْثَالَ التَّنْزِيلِ الَّتِي وَعَدَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا وَأَوْعَدَ ، وَحَرَّمَ وَأَحَلَّ ، وَرَجَّى وَخَوَّفَ ، وَقَرَّعَ بِهَا الْمُشْرِكِينَ وَجَعَلَهَا مَوْعِظَةً وَتَذْكِيرًا ، وَدَلَّ عَلَى قُدْرَتِهِ مُشَاهَدَةً وَعَيَانًا وعَاجِلًا وَآجِلًا : وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ مُطَيِّنٌ ، قال حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَرَّادٍ ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، قال حدثنا ابْنُ لَهِيعَةَ ، قال حدثنا يَزِيدُ بْنُ عُمَرَ ، وَالْمَعَافِرِيُّ ، أَنَّهُ سَمِعَ شُفَيًّا الْأَصْبَحِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو ، يَقُولُ : حَفِظْتُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلْفَ مَثَلٍ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

2 حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ هَارُونُ بْنُ يُوسُفَ ، قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ ، قال حدثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنِ الْأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ح وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى عَبْدَانُ ، قال حدثنا عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ خَالِدٍ النُّمَيْرِيُّ ، قال حدثنا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ النُّمَيْرِيُّ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ التَّمَّارِ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بُنْيَانًا ، فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ وَأَكْمَلَهُ إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ ، فَجَعَلَ النَّاسُ يُطِيفُونَ بِهِ ، وَيَقُولُونَ : مَا رَأَيْنَا أَحْسَنَ مِنْ هَذَا ، لَوْلَا مَوْضِعُ هَذِهِ اللَّبِنَةِ ، أَلَا فَكُنْتُ تِلْكَ اللَّبِنَةَ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ : هَذَا مَثَلُ نُبُوَّتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَنَّهُ خَاتَمُ الْأَنْبِيَاءِ ، وَبِهِ تَتِمُّ حُجَّةُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى خَلْقِهِ ، وَمَثَّلَ ذَلِكَ بِالْبُنْيَانِ الَّذِي يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا ، وَهُوَ نَاقِصُ الْكَمَالِ بِنُقْصَانِ بَعْضِهِ ، فَأَكْمَلَ اللَّهُ بِهِ دِينَهُ ، وَخَتَمَ بِهِ وَحْيَهُ . وَالْعَرَبُ تُمَثِّلُ مَا يُبَالِغُونَ فِيهِ مِنَ الْوَثَاقَةِ وَالْأَصَالَةِ وَعُقْدَةِ الْمَكَارِمِ وَالْمَفَاخِرِ وَأَشْبَاهِ ذَلِكَ بِالْبُنْيَانِ . قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ } . يَعْنِي : لَا يَزُولُ وَلَا يَتَخَلْخَلُ ، وَأَخْبَرَ أَنَّهُ بَنَى السَّمَاءَ فَرَفَعَ سَمْكَهَا ، وَهُوَ بِنَاءُ الْقُدْرَةِ لَا إِنَّ ثَمَّ شَيْئًا مِنْ آلَةِ الصَّنْعَةِ . قَالَ عَبْدَةُ بْنُ الطَّيِّبِ يَذْكُرُ قَيْسَ بْنَ عَاصِمٍ :
فَمَا كَانَ قَيْسٌ هُلْكُهُ هُلْكُ وَاحِدٍ
وَلَكِنَّهُ بُنْيَانُ قَوْمٍ تَهَدَّمَا
وَقَالَ آخَرُ :
أُولَئِكَ قَوْمٌ إِنْ بَنَوْا أَحْسَنُوا الْبُنَى
وَإِنْ عَاهَدُوا أَوْفَوْا وَإِنْ عَقَدُوا شَدُّوا
الْبُنَى : مَقْصُورٌ بِضَمِّ الْبَاءِ جَمْعُ بُنْيَةٍ ، هَكَذَا قَالَ لَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ ، يَعْنِي الزَّجَّاجَ ، كَمَا تَقُولُ : لِحْيَةٌ وَلِحًى ، وَحِلْيَةٌ وَحِلًى وَأَنْشَدَ ابْنُ دُرَيْدٍ :
تَبَوَّأْتُ بَيْتًا فِي الْمَكَارِمِ وَالْعُلَا
رَفِيعَ الْبِنَا بَيْنَ الْمَجَرَّةِ وَالنَّجْمِ
وَقَالَ زِيَادُ بْنُ حَمَلٍ التَّمِيمِيُّ :
غَمْرُ النَّدَى لَا يَبِيتُ الْحَقُّ يَثْمُلُهُ
إِلَّا غَدَا وَهْوَ سَامِي الطَّرْفِ مُبْتَسِمُ

إِنَّ الْمَكَارِمَ يَبْنِيهَا وَيَعْمُرُهَا
حَتَّى يَنَالَ أُمُورًا دُونَهُ قُحَمُ
يَعْنِي لَا يَلِجُ عَلَيْهِ الْحَقُّ إِلَّا سُرَّ بِهِ ، وَقُحَمٌ : تَكَلُّفٌ وَتَعَبٌ وَأَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ , عَنِ ابْنِ سَلَّامٍ قَالَ : لَمَّا أَرَادَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ - وَإِنَّمَا هُوَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَلَيْسَ هُوَ الْوَلِيدُ - أَنْ يُبَايِعَ لِابْنِهِ يَزِيدَ قَالَ جَرِيرٌ :
وَمَاذَا تَنْظُرُونَ بِهَا وَفِيكُمْ
نُهُوضٌ بِالْعَظَائِمِ وَاعْتِلَاءُ

وَلَوْ قَدْ بَايَعُوكَ وَلِيَّ عَهْدٍ
لَقَامَ الْوَزْنُ وَاعْتَدَلَ الْبِنَاءُ
وَقَالَ آخَرُ مِنَ الْعَرَبِ يَمْدَحُ قَوْمًا :
هُمْ حَلُّوا مِنَ الشُّرَفِ الْمُعَلَّى
وَمِنْ حَسَبِ الْعَشِيرَةِ حَيْثُ شَاءُوا

بُنَاةُ مَكَارِمٍ وَأُسَاةُ كَلْمٍ
دِمَاؤُهُمُ مِنَ الْكَلِبِ الشِّفَاءُ

فَأَمَّا بَيْتُكُمْ - إِنْ عُدَّ - بَيْتٌ
فَطَالَ السَّمْكُ وَاتَّسَعَ الْفِنَاءُ

وَأَمَّا أُسُّهُ فَعَلَى قَدِيمٍ
مِنَ الْعَادِيِّ إِنْ ذُكِرَ الْبِنَاءُ

فَلَوْ أَنَّ السَّمَاءَ دَنَتْ لِمَجْدٍ
وَمَكْرُمَةٍ دَنَتْ لَكُمُ السَّمَاءُ
قَوْلُهُ : دِمَاؤُهُمُ مِنَ الْكَلِبِ الشِّفَاءُ : الْكَلِبُ دَاءٌ يَأْخُذُ الْكَلْبَ ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَزْعُمُ أَنَّ الْكَلْبَ الْكَلِبَ - وَهُوَ الَّذِي يَأْخُذُهُ هَذَا الدَّاءُ - إِذَا عَضَّ تَلِفَ الْمَعْضُوضُ ، وَإِذَا اسْتَشْفَى الْمَعْضُوضُ بِدَمِ الشَّرِيفِ بَرِئَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

3 حَدَّثَنَا أَبِي ، قال حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ الْفَسَوِيُّ ، قال حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ، وَعَلَى جَنَبَتَيِ الصِّرَاطِ سُورٌ فِيهِ أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ ، وَعَلَى تِلْكَ الْأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ ، وَعَلَى بَابِ الصِّرَاطِ دَاعٍ يَقُولُ : أَيُّهَا النَّاسُ ، ادْخُلُوا الصِّرَاطَ وَلَا تَعْوَجُّوا ، وَمِنْ فَوْقِ الصِّرَاطِ دَاعٍ يُنَادِي ، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَفْتَحَ شَيْئًا مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ قَالَ : وَيْحَكَ لَا تَفْتَحْهُ ؛ فَإِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ ، فَالصِّرَاطُ الْإِسْلَامُ ، وَالسُّتُورُ حُدُودُ اللَّهِ ، وَالْأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ مَحَارِمُ اللَّهِ ، وَالدَّاعِي الْقُرْآنُ ، وَالدَّاعِي مِنْ فَوْقٍ وَاعِظُ اللَّهِ قَالَ لَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ : الصِّرَاطُ : الطَّرِيقُ ، وَالسُّوَرُ : الْحَائِطُ ، يُقَالُ : سُرْتُ الْحَائِطَ وَتَسَوَّرْتُهُ إِذَا صِرْتُ فِي أَعْلَاهُ ، وَجَنْبَتَا الصِّرَاطِ : نَاحِيَتَاهُ ، وَالْجَمْعُ جَنَبَاتٍ ، وَالْحَدُّ : الْمِقْدَارُ ، وَالتَّنَاهِي الْمَمْنُوعُ مِنْ تَجَاوُزِهِ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : { تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا } وَأَصْلُ الْحَدِّ : الْمَنْعُ ، وَمِنْهُ ضَرْبُ الْحَدِّ ، وَهُوَ عَدَدٌ وَمِقْدَارٌ مَنَعَ اللَّهُ مِنْ تُجَاوُزِهِ ، وَحُدُودُ الدَّارِ هُوَ الْمِقْدَارُ وَالتَّنَاهِي الَّذِي لَا يَتَجَاوَزُهَا صَاحِبُ الدَّارِ ، وَيُسَمَّى الْبَوَّابُ حَدَّادًا لِأَنَّهُ يَمْنَعُ مِنَ الدُّخُولِ ، وَتَقُولُ : دُونَ ذَلِكَ الْأَمْرِ حَدَدٌ أَيْ مَانِعٌ قَالَ زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنُ نُفَيْلٍ :
سُبْحَانَهُ ثُمَّ سُبْحَانًا نَعُوذُ بِهِ
فَقَبْلَنَا سَبَّحَ الْجُودِيُّ وَالْجُمُدُ

لَا تعْبُدُنَّ إِلَهًا غَيْرَ خَالِقِكُمْ
وَإِنْ دُعِيتُمْ فَقُولُوا دُونَهُ حَدَدُ
وَهَذَا مَثَلٌ فِي وُضُوحِ الْحَقِّ وَظُهُورِ مَعَالِمِ الْإِسْلَامِ لِمَنْ أَرَادَ قَصْدَهَا ، وَعَدَلَ عَنْ طَرِيقِ الشُّبَهِ وَالرِّيَبِ مُفَارِقًا لَهَا ، وَبَيَانُهُ فِي حَدِيثِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ : الْحَلَالُ بَيِّنٌ ، وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ ، وَبَيْنَ ذَلِكَ مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَتَرْنَ مِنْهُ ، وَأَعْرَضْنَ عَنْهُ ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ ، كَالرَّاعِي حَوْلَ الْحِمَى فَيُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيهِ ، وَلِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى ، وَحِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ قَالَ لَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ : الْحِمَى : الْمَكَانُ الْمُعْشِبُ الَّذِي يَمْنَعُ مَالِكُهُ مِنْ تَطَرُّقِهِ وَقَوْلُهُ : فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَتَرْنَ مِنْهُ وَأَعْرَضْنَ عَنْهُ : تَمْثِيلٌ ، وَمَعْنَاهُ تَرْكُ الْإِنْسَانِ مَا يَرِيبُهُ إِلَى مَا لَا يَرِيبُهُ ، وَجَعَلَ الْفِعْلَ لِلشَّبَهِ عَلَى التَّوْسِعَةِ ، وَمِثْلُهُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ كَثِيرٌ ، قَالَ الشَّاعِرُ :
وَفَارَقَنِي قَرِينُ السَّوْءِ لَمَّا
رَأَيْتُ الرُّشْدَ فَارَقْتُ الْقَرِينَا
أَرَادَ جَهْلَ الشَّبَابِ ، فَأَوْجَبَ لَهُ الْفِعْلَ فِي حَالٍ وَلِنَفْسِهِ فِي حَالٍ ، وَالْجَهْلُ لَا فِعْلَ لَهُ ، وَإِنَّمَا الْفِعْلُ لِلْجَاهِلِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

4 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ ، قال حدثنا عَمِّي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ ، قال حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْمَكِّيُّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْحَلَالُ بَيِّنٌ ، وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ ، فَدَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكُ تَقُولُ : رَابَنِي الْأَمْرُ يَرِيبُنِي : إِذَا أَدْخَلَ عَلَيْكَ شَكًّا وَسَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ السَّرِيِّ يَحْكِي عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ أَنَّهُ قَالَ : رَابَنِي وَأَرَابَنِي بِمَعْنًى وَاحِدٍ وَأَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَطِيَّةَ السَّامِيُّ ، عَنِ الزِّيَادِيِّ :
يَا قَوْمُ مَا لِي وَأَبَا ذُؤَيْبِ
كُنْتُ إِذَا أَتَوْتُهُ مِنْ غَيْبِ

يَشُمُّ عِطْفِي وَيَبُزُّ ثَوْبِي
كَأَنَّمَا أَرَبْتُهُ بِرَيْبِ
قَالَ الزِّيَادِيُّ : أَتَوْتُهُ بِمَعْنَى أَتَيْتُهُ ، وَرُبْتُهُ وَأَرَبْتُهُ جَمِيعًا ، وَرُبْتُهُ هُوَ الْمَعْرُوفُ ، وَيُقَالُ : أَرَابَ الرَّجُلُ إِذَا كَانَ صَاحِبَ رِيبَةٍ ، وَالرِّيبُ أَيْضًا حَادِثَةٌ مِنْ حَوَادِثِ الدَّهْرِ ، وَالرَّيْبُ الشَّكُّ وَأَنْشَدَنَا وَكِيعٌ :
دَعْ مَا يَرِيبُكَ وَانْتَقِلْ
عَنْهُ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكْ

وَاقْنَعْ بِمَا رَزَقَ الْإِلَـ
ـهُ فَلَيْسَ تَعْدُو مَا يُصِيبُكْ

وَلَيَأْتِيَنَّكَ أَيْنَ كُنْـ
ـتَ مُوَقَّرًا مِنْهُ نَصِيبُكْ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

5 حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ يُوسُفَ ، قال حدثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ ، قال حدثنا مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ ، عَنْ جُوَيْبِرٍ ، عَنِ الضَّحَّاكِ ، أَوْ غَيْرِهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بَيْنَا أَنَا بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ إِذْ أَتَانِي مَلَكَانِ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا : إِنَّ لَهُ مَثَلًا فَاضْرِبْ لَهُ مَثَلًا ، فَقَالَ : سَيِّدٌ بَنَى دَارًا ، وَأَعَدَّ مَأْدُبَةً ، وَبَعَثَ مُنَادِيًا ، فَالسَّيُّدُ اللَّهُ ، وَالدَّارُ الْجَنَّةُ ، وَالْمَأْدُبَةُ الْإِسْلَامَ ، وَالدَّاعِي مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَيَّانَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مِينَا ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَائِمًا فَأَتَاهُ مَلَكَانِ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا : الْعَيْنُ نَائِمَةٌ ، وَقَالَ الْآخَرُ : إِنَّ لَهُ مَثَلًا ، وَذَكَرَ نَحْوًا مِنَ الْكَلَامِ الْأَوَّلِ . قَالَ لَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ : الْمَأْدُبَةُ : الْوَلِيمَةُ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ : إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللَّهِ وَيُرْوَى مَأْدَبَةُ اللَّهِ ، بِفَتْحِ الدَّالِ . قَالَ لِي أَبُو مُوسَى الْحَامِضُ : مَنْ رَوَى هَذَا بِضَمِّ الدَّالِ فَإِنَّمَا أَرَادَ الْوَلِيمَةَ ، وَمَنْ رَوَاهَا بِفَتْحِ الدَّالِ أَرَادَ أَدَبَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الَّذِي أَدَّبَ بِهِ عِبَادَهُ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ : وَقَوْلُهُ : الْقَلْبُ يَقْظَانُ تَمْثِيلٌ ، وَيُرَادُ بِهِ حَيَاةُ الْقَلْبِ وَصِحَّةُ خَوَاطِرِهِ ، وَيُقَالُ : رَجُلٌ يَقِظٌ وَيَقُظٌ إِذَا كَانَ حَدِيدَ الْقَلْبِ ذَكِيَّهُ ، وَهَذَا مَثَلٌ لَدَعْوَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالْفَوْزِ بِالِاسْتِجَابَةِ لَهَا ، وَالْوُصُولِ إِلَى الْجَنَّةِ بِهَا : { وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

6 حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ ، قال حدثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَابَلْتِيُّ ، قال حدثنا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَامِرٍ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ ، وَأُوتِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ ، وَأُوتِيتُ الْحِكْمَةَ ، وَضُرِبَ لِي مِنَ الْأَمْثَالِ مِثْلُ الْقُرْآنِ ، وَإِنِّي بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ أَتَانِي مَلَكَانِ فَقَامَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي وَقَامَ الْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ ، فَقَالَ الَّذِي عِنْدَ رَأْسِي : اضْرِبْ مَثَلًا ، فَقَالَ الَّذِي عِنْدَ رِجْلَيَّ : بَلِ اضْرِبْ مَثَلًا ، وَأَنَا أُفَسِّرُهُ ، فَقَالَ الَّذِي عِنْدَ رَأْسِي وَأَهْوَى إِلَيَّ : لِتَنَمْ عَيْنُكَ ، وَلْتَسْمَعْ أُذُنُكَ ، وَلْيَعِ قَلْبُكَ ، قَالَ : فَكُنْتُ كَذَلِكَ ، أَمَّا الْأُذُنُ فَتَسْمَعُ ، وَأَمَّا الْقَلْبُ فَيَعِي ، وَأَمَّا الْعَيْنُ فَتَنَامُ ، قَالَ : فَضَرَبَ مَثَلًا فَقَالَ : بِرْكَةٌ فِيهَا شَجَرَةٌ نَابِتَةٌ ، وَفِي الشَّجَرَةِ غُصْنٌ خَارِجٌ ، فَجَاءَ ضَارِبٌ فَضَرَبَ الشَّجَرَةَ ، فَوَقَعَ الْغُصْنُ وَوَقَعَ مَعَهُ وَرَقٌ كَثِيرٌ ، كُلُّ ذَلِكَ فِي الْبِرْكَةِ لَمْ يَعْدُهَا ، ثُمَّ ضَرَبَ الثَّانِيَةَ فَوَقَعَ وَرَقٌ كَثِيرٌ ، وَكُلُّ ذَلِكَ فِي الْبِرْكَةِ لَمْ يَعْدُهَا ، ثُمَّ ضَرَبَ الثَّالِثَةَ فَوَقَعَ وَرَقٌ كَثِيرٌ ، لَا أَدْرِي مَا وَقَعَ فِيهَا أَكْثَرَ أَوْ مَا خَرَجَ مِنْهَا ، قَالَ : فَفَسَّرَ الَّذِي عِنْدَ رِجْلَيَّ فَقَالَ : أَمَا الْبِرْكَةُ فَهِيَ الْجَنَّةُ ، وَأَمَّا الشَّجَرَةُ فَهِيَ الْأُمَّةُ ، وَأَمَّا الْغُصْنُ فَهُوَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَمَّا الضَّارِبُ فَمَلَكُ الْمَوْتِ ، ضَرَبَ الضَّرْبَةَ الْأُولَى فِي الْقَرْنِ الْأَوَّلِ فَوَقَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَهْلُ طَبَقَتِهِ ، وَضَرَبَ الثَّانِيَةَ فِي الْقَرْنِ الثَّانِي فَوَقَعَ كُلُّ ذَلِكَ فِي الْجَنَّةِ ، ثُمَّ ضَرَبَ الثَّالِثَةَ فِي الْقَرْنِ الثَّالِثِ فَلَا أَدْرِي مَا وَقَعَ فِيهَا أَكْثَرُ أَوْ مَا خَرَجَ مِنْهَا ؟

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

7 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سَمَاعَةَ الْحَضْرَمِيُّ ، قال حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، قال حدثنا بَشِيرٌ ، يَعْنِي ابْنَ الْمُهَاجِرِ الْغَنَوِيَّ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَنَادَى ثَلَاثَ مَرَّاتٍ : أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ مَثَلُ قَوْمٍ خَافُوا عَدُوًّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ فَبَعَثُوا رَجُلًا يَتَرَبَّأُ لَهُمْ ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَبْصَرَ الْعَدُوَّ فَأَقْبَلَ لِيُنْذِرَ قَوْمَهُ فَخَشِيَ أَنْ يُدْرِكَهُ الْعَدُوُّ قَبْلَ أَنْ يَنْذِرَ قَوْمَهُ فَأَهْوَى بِثَوْبِهِ : أَيُّهَا النَّاسُ أُتِيتُمْ ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ : يَتَرَبَّأُ لَهُمْ : هُوَ أَنْ يَعْلُوَ شَاهِقًا فَيَرْقُبَ الْعَدُوَّ لِيُنْذِرَ بِهِ ، وَاسْمُهُ الرَّبِيئَةُ عَلَى مِثَالِ فَعِيلَةُ ، مَهْمُوزٌ ، وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ : الدَّيْدَبَانُ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ الْيَشْكُرِيُّ :
أَمَّا النَّهَارُ فَرَابِي
قَوْمِي بِمَرْقُبَةٍ يَفَاعِ

وَاللَّيْلُ أَبْطَنَ ذَا خَضَا
خِضَ وَالْوُعُورِ مِنَ الْبِقَاعِ

تَرِدُ السِّبَاعُ مَعِي فَأُلْـ
ـفَى كَالْمُدِلِّ مِنَ السِّبَاعِ
وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ : إِنِّي لَأَرْبَأُ بِكَ عَنْ كَذَا ، أَيْ : أَرْفَعُكَ عَنْهُ ، وَتَقُولُ : مَا رَأَيْتُهُ حَتَّى أَرْبَأَ عَلَيَّ ، أَيْ : أَشْرَفَ عَلَيَّ ، وَهَذَا مَثَلٌ فِي السَّبْقِ إِلَى اتِّبَاعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالْفَوْزِ بِتَصْدِيقِهِ قَبْلَ فَقْدِهِ ، وَأَنَّهُ آخِرُ مَنْ أَنْذَرَ ، وَلَا نَبِيَّ بَعْدَهُ يُنْتَظَرُ ، وَيَتَضَمَّنُ مَعْنَى دُنُوِّ السَّاعَةِ وَقُرْبِهَا ، كَمَا قَالَ : بُعِثْتُ وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ . وَأَشَارَ بِإِصْبَعَيْهِ وَقَالَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ : { هَذَا نَذِيرٌ مِّنَ النُّذُرِ الْأُولَى ، أَزِفَتِ الْآزِفَةُ } . يَعْنِي : دَنَتِ الْقِيَامَةُ وَهَذَا عَلَى الْمُبَالَغَةِ فِي تَقْرِيبِ الْكَائِنِ الَّذِي هُوَ لَا مَحَالَةَ وَاقِعٌ ، كَمَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :
كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٍ فِي أَهْلِهِ
وَالْمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ
أَرَادَ بِدُنُوِّ الْمَوْتِ وُقُوعَهُ لَا مَحَالَةَ . وَقَالَ كَعْبٌ الْغَنَوِيُّ :
لَعَمْرُكُمَا إِنَّ الْبَعِيدَ الَّذِي مَضَى
وَإِنَّ الَّذِي يَأْتِي غَدًا لَقَرِيبُ
فَسَمَّى مَا قُدِّرَ كَوْنُهُ وَيُنْتَظَرُ وُقُوعُهُ وَإِنْ بَعُدَ وَقْتُهُ بِاسْمِ غَدٍ ، وَهُوَ ثَانِيَ يَوْمِكَ ، لِأَنَّ مُرُورَ الْأَوْقَاتِ يُدْنِيهِ ، وَفِي التَّنْزِيلِ : { سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ } . وَهَذَا وَشِبْهُهُ مُتَصَرِّفٌ فِي أَكْثَرِ كَلَامِ الْعَرَبِ ، وَلِهَذَا أَخْرَجُوا الْمُسْتَقْبَلَ مِنَ الْأَفْعَالِ الَّذِي وَقَعَ الْوَعْدُ بِهِ مَخْرَجَ الْمَاضِي الَّذِي قَدْ تَصَرَّمَ وَقْتُهُ ، كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : { وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ } ، { وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ } . وَسَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَفَةَ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : { أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ } أَنَّ مَعْنَاهُ : أَتَى أَمْرُ اللَّهِ وَعْدًا ، فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ وُقُوعًا وَمِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ إِذَا بَالَغُوا فِي شِدَّةِ السَّعْي وَسُرْعَةِ الْحَرَكَةِ : جَاءَنَا زَيْدٌ أَسْرَعَ مِنَ الرِّيحِ ، وَأَسْرَعَ مِنَ الْبَرْقِ ، وَرَأَيْنَا فُلَانًا يَطِيرُ ، وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْإِنْسَانَ لَا يُبَارِي الرِّيحَ وَالْبَرْقَ ، وَلَا يَقْدِرُ عَلَى الطَّيَرَانِ ، وَإِنَّمَا يُرَادُ بِهِ الْخِفَّةُ وَسُرْعَةُ الْحَرَكَةِ . وَيُقَالُ فِي أَمْثَالِهِمْ : جَاءَ فُلَانٌ قَبْلَ عَيْرٍ وَمَا جَرَى ، يُرِيدُونَ السُّرْعَةَ ، أَيْ قَبْلَ لَحْظَةِ الْعَيْنِ ، وَالْعَيْرُ بِالرَّاءِ : إِنْسَانُ الْعَيْنِ ، وَفُسِّرَ بَيْتُ الْحَارِثِ بْنِ حِلِّزَةَ :
زَعَمُوا أَنَّ كُلَّ مِنْ ضَرَبَ الْعَيْـ
ـرَ مُوَالٍ لَنَا وَأَنَّا الْوَلَاءُ
أَيْ كُلُّ مَنْ ضَرَبَ بِجَفْنٍ عَلَى عَيْرٍ ، قَالَ : وَالْعَيْرُ إِنْسَانُ الْعَيْنِ وَهَذَا تَفْسِيرُ بَعْضِ الرُّوَاةِ مِنَ الْقُدَمَاءِ ، وَهُوَ غَرِيبٌ ، فَهَذِهِ لُغَاتُ الْعَرَبِ ، وَإِنَّمَا خَاطَبَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلُغَتِهِ وَلُغَتِهِمْ ، فَمَنْ جَهِلَ لُغَاتِ الْمُخَاطَبِينَ فَقَدْ خَرَجَ عَنْ جُمْلَةِ النَّظَّارِينَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

8 حَدَّثَنَا أَبِي ، قال حدثنا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ الْمُقَوِّمُ ، قال حدثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ ، قال حدثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ ، وَعَلَا صَوْتُهُ ، وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ ، حَتَّى كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ يَقُولُ : صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ ثُمَّ يَقُولُ : بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ . وَيَقْرِنُ بَيْنَ أَصَابِعِهِ السَّبَّابَةِ وَالْوسْطَى

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

9 حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ رَوَاحَةَ ، قال حدثنا أَبُو كُرَيْبٍ ، قال حدثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنْ قَيْسٍ ، عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بُعِثْتُ فِي نَفَسِ السَّاعَةِ ، سَبَقْتُهَا كَمَا سَبَقَتْ هَذِهِ هَذِهِ وَأَشَارَ بِإِصْبَعَيْهِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،