بَابُ مَنْ تَمَثَّلَ بِشَعْرٍ عِنْدَ الْمَوْتِ
245 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : كَتَبَ إِلَيَّ سُلَيْمَانُ بْنُ الْأَشْعَثِ يُخْبِرُنِي ، أَنَّ الْهَيْثَمَ بْنَ الْهَيْثَمِ بْنِ عِمْرَانَ الدِّمَشْقِيَّ حَدَّثَهُمْ ، عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ صُبَيْحٍ قَالَ : حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أُمِّ الْحَكَمِ قَالَ : حَدَّثَتْنِي أُمُّ الْحَكَمِ أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ حِينَ أُغْمِيَ عَلَيْهِ ، فَأَفَاقَ ، فَأَرَادَ أَنْ يُرِيَهُمْ فَقَالَ : وَهَلْ مِنْ خَالِدٍ إِمَّا هَلَكْنَا وَهَلْ بِالْمَوْتِ يَا لَلنَّاسِ عَارُ |
246 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ : أَنْشَأَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ يَقُولُ : فَإِنْ تَكُنِ الْحَوَادِثُ أَقْصَدَتْنِي وَأَخْطَأَهُنَّ سَهْمِي حِينَ أَرْمِي فَقَدْ ضَيَّعْتُ حِينَ تَبَعْتُ سَهْمًا نَدَامَةَ مَا قَدَّمْتُ وَضَلَّ حِلْمِي نَدِمْتُ نَدَامَةَ الْكُسَعِيِّ لَمَّا شَرَيْتُ رِضَا بَنِي حَزْمٍ بِرَغْمِي قَالَ حَمَّادٌ : قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ : فَجَاءَ سَهْمٌ ، فَوَقَعَ فِي لَبَّتِهِ ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ الدَّمَ وَيَقُولُ : { وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا } أَرَى الْمَوْتَ أَعْدَادَ النُّفُوسِ وَلَا أَرَى بَعِيدًا غَدًا ، مَا أَقْرَبَ الْيَوْمِ مِنْ غَدِ |
247 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : وَأَخْبَرَنِي أَبُو زَيْدٍ النُّمَيْرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عَلِيٍّ الْكِنَانِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عِمْرَانَ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ السُّلَمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : لَمَّا انْصَرَفَ الزُّبَيْرُ يَوْمَ الْجَمَلِ جَعَلَ يَقُولُ : وَلَقَدْ عَلِمْتُ لَوَ انَّ عِلْمِيَ نَافِعِي أَنَّ الْحَيَاةَ مِنَ الْمَمَاتِ قَرِيبُ فَلَمْ يَنْشَبْ أَنْ قَتَلَهُ ابْنُ جُرْمُوزٍ |
248 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ غَالِبٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الطَّالْقَانِيُّ ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ : حَدَّثَتْنِي أُمِّي - وَكَانَتْ مَوْلَاةَ نَافِعِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ - قَالَ : رَأَيْتُ سَعْدًا زَوَّجَ ابْنَتَهُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ ، وَشَرَطَ لَهُ أَنْ لَا يُخْرِجَهَا . فَأَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ ، فَأَرَادَتْ أَنْ تَخْرُجَ مَعَهُ ، فَنَهَاهَا سَعْدٌ وَكَرِهَ خُرُوجَهَا ، فَأَبَتْ إِلَّا أَنْ تَخْرُجَ . فَقَالَ سَعْدٌ : اللَّهُمَّ لَا تُبَلِّغْهَا مَا تُرِيدُ . فَأَدْرَكَهَا الْمَوْتُ فِي الطَّرِيقِ ، فَقَالَتْ : تَذَكَّرْتُ مَنْ يَبْكِي عَلَيَّ فَلَمْ أَجِدْ مِنَ النَّاسِ إِلَّا أَعْبُدِي وَوَلَائِدِي فَوَجَدَ سَعْدٌ فِي نَفْسِهِ |
249 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ : حَدَّثَنِي عَيَّاشُ بْنُ عُهْدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ مَعْبَدٍ الْفَرَّاءُ قَالَ : حَضَرَتْ رَجُلًا الْوَفَاةُ فِي فَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ ، وَحَضَرَهُ نَاسٌ مِنَ الْأَعْرَابِ ، فَلَمَّا أَحَسَّ بِالْمَوْتِ جَعَلَ يَقُولُ لَهُمْ : وَجِّهُونِي وَجِّهُونِي . فَجَعَلُوا لَا يَدْرُونَ مَا يُرِيدُ . فَلَمَّا خَافَ أَنْ يَعْجَلَهُ الْمَوْتُ عَنِ التَّوْجِيهِ قَالَ : يَا هَؤُلَاءِ وَجِّهُونِي . قَالُوا : إِلَى أَيْنَ نُوَجِّهُكَ ؟ فَبَكَى ثُمَّ قَالَ : إِلَى الْبَيْتِ الَّذِي مِنْ كُلِّ فَجٍّ إِلَيْهِ وُجُوهُ أَصْحَابِ الْقُبُورِ قَالَ : فَبَكَى - وَاللَّهِ - الْقَوْمُ جَمِيعًا ، ثُمَّ وَجَّهُوهُ إِلَى الْقِبْلَةِ ، فَمَاتَ |
250 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ قَالَ : قَالَ رَجُلٌ لِسَلَمَةَ الْأَسْوَارِيِّ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ : كَيْفَ تَرَاكَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ ؟ فَبَكَى ثُمَّ قَالَ : أُرَانِي أَصِيرُ فِي الْقَبْرِ وَحْدِي طَائِرَ الْقَلْبِ لَيْسَ لِي مِنْ نَصِيرِ قَالَ : فَأَبْكَى - وَاللَّهِ - الْقَوْمَ جَمِيعًا |
251 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ : حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنَ النُّسَّاكِ : أَنَّ رَجُلًا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي أُذُنِهِ ، فَوَجَدَ مَاءَ أُذُنِهِ قَدْ عَذُبَ . وَيُقَالَ إِنَّ الْمَيِّتَ إِذَا صَارَ إِلَى حَدِّ الْمَوْتِ عَذُبَ مَاءُ أُذُنِهِ . فَلَمَّا أَصَابَهُ عَذْبًا أَحَسَّ بِالْمَوْتِ ، فَقَالَ : مَنْ كَانَ مَسْرُورًا بِمَصْرَعِ هَالِكٍ فَلْيَأْتِ نِسْوَتَنَا بِوَجْهِ نَهَارِ يَجِدِ النِّسَاءَ حَوَاسِرًا يَنْدُبْنَهُ قَدْ قُمْنَ قَبْلَ تَبَلُّجِ الْأَسْحَارِ قَدْ كُنَّ يَكْنُنَّ الْوُجُوهَ تَسَتُّرًا فَالْيَوْمَ حِينَ بَرَزْنَ لِلنُّظَّارِ قَالَ : فَمَاتَ - وَاللَّهِ - مِنْ لَيْلَتِهِ |
252 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ : حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رُوَيْشِدِ بْنِ الْمُصَبِّحِ الطَّائِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كَانَ رَجُلٌ فِي الْحَيِّ قَدْ طَالَ عُمْرُهُ ، قَالَ : فَكَانَ هُوَ بَاغِيَ الْحَيِّ ، لَا يَزَالُ . . . . الرَّجُلُ مِنَ السَّفَرِ إِلَى أَهْلِهِ ، قَالَ : فَمَرِضَ أَخٌ لَهُ ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ دَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ : يَا أَخِي ، إِنِّي قَدْ أَرَى مَا قَدْ نَزَلَ بِكَ مِنَ الْمَوْتِ ، فَأَوْصِ بِوَصِيَّةٍ . قَالَ : فَقَالَ أَخُوهُ : مَا أُوصِيكَ بِهِ ؟ ثُمَّ قَالَ : كَأَنَّ الْمَوْتَ يَا ابْنَ أَبِي وَأُمِّي وَإِنْ طَالَتْ حَيَاتُكَ قَدْ أَتَاكَا أَتَنْعَى الْمَيِّتِينَ وَأَنْتَ حَيٌّ إِذَا حَيٌّ بِمَوْتٍ قَدْ نَعَاكَا إِذَا اخْتَلَفَ الضُّحَى وَالْعَصْرُ دَأْبًا يَسُوقُهُمَا الْمَنِيَّةُ أَدْرَكَاكَا |
253 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى الْعَبَّاسِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ ، فَرَأَيْتُهُ قَدْ جَزِعَ جَزَعًا شَدِيدًا ، قُلْتُ لَهُ : مَا الَّذِي قَدْ أَرَى بِكَ ؟ فَقَالَ : إِنَّ ذِكْرَ الْمَوْتِ أَبْدَى جَزَعِي وَلِمِثْلِ الْمَوْتِ أُبْدِي الْجَذَعَا فَلَهُ كَأْسٌ بِنَا دَائِرَةٌ مُزِجَتْ بِالصَّابِ مِنْهَا سَلَعَا كُلُّ حَيٍّ سَوْفَ تَسْقِيهِ وَإِنْ مُدَّ فِي الْغُصَّةِ مِنْهُ جَرَعَا ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ . فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ مَاتَ . رَحِمَهُ اللَّهُ |