هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
4548 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا رَوْحٌ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الجِنِّ تَفَلَّتَ عَلَيَّ البَارِحَةَ - أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا - لِيَقْطَعَ عَلَيَّ الصَّلاَةَ فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ ، وَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبِطَهُ إِلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي المَسْجِدِ ، حَتَّى تُصْبِحُوا وَتَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ ، فَذَكَرْتُ قَوْلَ أَخِي سُلَيْمَانَ : ( رَبِّ هَبْ لِي مُلْكًا لاَ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي ) ، قَالَ رَوْحٌ : فَرَدَّهُ خَاسِئًا
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  أو كلمة نحوها ليقطع علي الصلاة فأمكنني الله منه ، وأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد ، حتى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم ، فذكرت قول أخي سليمان : ( رب هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي ) ، قال روح : فرده خاسئا
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

شاهد كل الشروح المتوفرة للحديث

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [4808] .

     قَوْلُهُ  تَفَلَّتَ عَلَيَّ الْبَارِحَةَ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الشَّكُّ فِي لَفْظِ التَّفَلُّتِ أَوْ فِي لَفْظِ الْبَارِحَةِ وَقَدْ تَقَدَّمَ ذَلِكَ فِي أَوَائِلِ كِتَابِ الصَّلَاةِ .

     قَوْلُهُ  فَذَكَرْتُ قَوْلَ أَخِي سُلَيْمَانَ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَيْهِ فِي تَرْجَمَةِسُلَيْمَانَ مِنْ أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ.

.
وَأَمَّا مَا أَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ فِي قَوْلِهِ لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي لَا أَسْلُبُهُ كَمَا سَلَبْتُهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَظَاهِرُ حَدِيثِ الْبَابِ يَرُدُّ عَلَيْهِ وَكَأَنَّ سَبَبَ تَأْوِيلِ قَتَادَةَ هَذَا هَكَذَا طَعَنَ بَعْضُ الْمَلَاحِدَةِ عَلَى سُلَيْمَانَ وَنِسْبَتُهُ فِي هَذَا إِلَى الْحِرْصِ عَلَى الِاسْتِبْدَادِ بِنِعْمَةِ الدُّنْيَا وَخَفِيَ عَلَيْهِ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ بِإِذْنٍ لَهُ مِنَ اللَّهِ وَأَنَّ تِلْكَ كَانَتْ مُعْجِزَتُهُ كَمَا اخْتُصَّ كُلُّ نَبِيٍّ بِمُعْجِزَةٍ دُونَ غَيْرِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ .

     قَوْلُهُ  قَالَ رُوحٌ فَرده خاسئا روح هُوَ بن عُبَادَةَ أَحَدُ رُوَاتِهِ وَكَأَنَّ الْمُرَادَ أَنَّ هَذِهِ الزِّيَادَةَ وَقَعَتْ فِي رِوَايَتِهِ دُونَ رِوَايَةِ رَفِيقِهِ وَقَدْ ذَكَرْتُ مَا فِي ذَلِكَ مِنَ الْبَحْثِ فِي أَوَائِلِ كِتَابِ الصَّلَاةِ وَذَكَرْتُ مَا يَتَعَلَّقُ بِرُؤْيَةِ الْجِنِّ فِي تَرْجَمَةِ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاء قَولُهُ بَابُ ( قَوْلِهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ) ذكر فِيهِ حَدِيث بن مَسْعُودٍ فِي قِصَّةِ الدُّخَانِ وَقَدْ تَقَدَّمَ قَرِيبًا فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ الرُّومِ وَيَأْتِي فِي تَفْسِيرِ الدُّخَانِ وَتَقَدَّمَ مَا يَتَعَلَّقُ مِنْهُ بِالِاسْتِسْقَاءِ فِي بَابه( .

     قَوْلُهُ  سُورَةُ الزُّمَرِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)
سَقَطَتِ الْبَسْمَلَةُ لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ .

     قَوْلُهُ .

     وَقَالَ  مُجَاهِدٌ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ يُجَرُّ عَلَى وَجْهِهِ فِي النَّارِ وَهُوَ .

     قَوْلُهُ  أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمَّنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَصَلَهُ الْفرْيَابِيّ من طَرِيق بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ بِلَفْظِ قَالَ وَيَقُولُ هِيَ مِثْلُ قَوْلِهِ أَفَمَنْ يُلْقَى إِلَخْ وَمُرَادُهُ بِالْمِثْلِيَّةِ أَنَّ فِي كُلٍّ مِنْهُمَا مَحْذُوفًا وَعِنْدَ الْأَكْثَرِ يُجَرُّ بِالْجِيمِ وَهُوَ الَّذِي فِي تَفْسِيرِ للفريابي وَغَيْرِهِ وَلِلْأَصِيلِيِّ وَحْدَهُ يَخِرُّ بِالْخَاءِ الْمَنْقُوطَةِ مِنْ فَوق.

     وَقَالَ  عبد الرَّزَّاق أَنبأَنَا بن عُيَيْنَةَ عَنْ بِشْرِ بْنِ تَمِيمٍ قَالَ نَزَلَتْ فِي أَبِي جَهْلٍ وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ أَبُو جَهْلٍ خَيْرٌ أَمَّنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّارٌ وَذَكَرَ الطَّبَرِيُّ أَنه روى عَن بن عَبَّاسٍ بِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ قَالَ يُنْطَلَقُ بِهِ إِلَى النَّارِ مَكْتُوفًا ثُمَّ يُرْمَى بِهِ فِيهَا فَأَوَّلُ مَا يَمَسُّ وَجْهَهُ النَّارُ وَذَكَرَ أَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ أَنَّ مَنْ فِي قَوْلِهِ أَفَمَنْ مَوْصُولَةٌ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ عَلَى الِابْتِدَاءِ وَالْخَبَرُ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ أَهُوَ كَمَنْ أَمِنَ الْعَذَابَ .

     قَوْلُهُ  ذِي عِوَجٍ لَبْسٍ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ وَالطَّبَرِيُّ أَيْ لَيْسَ فِيهِ لَبْسٌ وَهُوَ تَفْسِيرٌ بِاللَّازِمِ لِأَنَّ الَّذِي فِيهِ لبس يسْتَلْزم العوج فِي الْمَعْنى وَأخرج بن مرْدَوَيْه من وَجْهَيْن ضعيفين عَن بن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ غَيْرِ ذِي عِوَجٍ قَالَ لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ .

     قَوْلُهُ  خَوَّلْنَا أَعْطَيْنَا وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ من طَرِيق بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ بِلَفْظِ وَإِذَا خَوَّلْنَاهُ قَالَ أَعْطَيْنَاهُ.

     وَقَالَ  أَبُو عُبَيْدَةَ كُلُّ مَالٍ أَعْطيته فقد خولته قَالَ أَبُو النَّجْم كؤم الدُّرِّي مِنْ خَوَلِ الْمُخَوَّلِ.

     وَقَالَ  زُهَيْرٌ هُنَالِكَ إِنْ يَسْتَخْوِلُوا الْمَالَ يُخَوَّلُوا .

     قَوْلُهُ  وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ الْقُرْآنِ وَصَدَّقَ بِهِ الْمُؤْمِنُ يَجِيءُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ زَادَ النَّسَفِيُّ يَقُولُ هَذَا الَّذِي أَعْطَيْتَنِي عَمِلْتُ بِمَا فِيهِ قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ بن عُيَيْنَةَ عَنْ مَنْصُورٍ.

.

قُلْتُ لِمُجَاهِدٍ يَا أَبَا الْحَجَّاجِ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ قَالَ هُمُ الَّذِينَ يَأْتُونَ بِالْقُرْآنِ فَيَقُولُ هَذَا الَّذِي أعطيتمونا قد عَملنَا بِمَا فِيهِ وَوَصله بن الْمُبَارَكِ فِي الزُّهْدِ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ قَالَ هُمُ الَّذِينَ يَجِيئُونَ بِالْقُرْآنِ قَدِ اتَّبَعُوهُ أَوْ قَالَ اتَّبَعُوا مَا فِيهِ.

.
وَأَمَّا قَتَادَةُ فَقَالَ الَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ النَّبِيُّ وَالَّذِي صَدَّقَ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ أَخْرَجَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْهُ وَرَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ الَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَصَدَّقَ بِهِ أَيْ صَدَّقَ بِالرَّسُولِ وَمِنْ طَرِيقِ السُّدِّيِّ الَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ جِبْرِيلُ وَالصِّدْقُ الْقُرْآنُ وَالَّذِي صَدَّقَ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمِنْ طَرِيقِ أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَانٍ عَنْ عَلِيٍّ الَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ مُحَمَّدٌ وَالَّذِي صَدَّقَ بِهِ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ وَهَذَا أَخَصُّ مِنَ الَّذِي قَبْلَهُ وَعَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ مُحَمَّدٌ وَصَدَّقَ بِهِ أَبُو بَكْرٍ .

     قَوْلُهُ  وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ صَالِحًا فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ خَالِصًا وَسَقَطَتْ لِلنَّسَفِيِّ هَذِهِ اللَّفْظَةُ زَادَ غَيْرُ أَبِي ذَرٍّ مَثَلًا لِآلِهَتِهِمُ الْبَاطِلِ وَالْإِلَهِ الْحَقِّ وَقَدْ وَصَلَهُ الْفرْيَابِيّ من طَرِيق بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ وَلَفْظُهُ فِي قَوْلِهِ رَجُلًا سَالِمًا لِرَجُلٍ قَالَ مَثَلُ آلِهَةِ الْبَاطِلِ وَمَثَلُ إِلَهِ الْحَقِّ وَسَيَأْتِي تَفْسِيرٌ آخَرُ قَرِيبًا .

     قَوْلُهُ  وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بِالْأَوْثَانِ سَقَطَ هَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَقَدْ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ أَيْضًا عَنْ مُجَاهِدٍ.

     وَقَالَ  عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ لِي رَجُلٌ قَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَتَكُفَّنَّ عَنْ شَتْمِ آلِهَتِنَا أَوْ لَنَأْمُرَنَّهَا فَلَتُخْبِلَنَّكَ فَنَزَلَتْوَيُخَوِّفُونَكَ .

     قَوْلُهُ .

     وَقَالَ  غَيْرُهُ مُتَشَاكِسُونَ الرَّجُلُ الشَّكِسُ الْعسر لَا يرضى بالإنصاف ورجلا سلما وَيُقَال سَالِمًا صَالِحًا سَقَطَ.

     وَقَالَ  غَيْرُهُ لِأَبِي ذَرٍّ فَصَارَ كَأَنَّهُ مِنْ بَقَايَا كَلَامِ مُجَاهِدٍ وَلِلنَّسَفِيِّ.

     وَقَالَ  بِغَيْرِ ذِكْرِ الْفَاعِلِ وَالصَّوَابُ مَا عِنْدَ الْأَكْثَرِ وَهُوَ كَلَامُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ الشَّكِسُ الْعَسِرُ لَا يَرْضَى بِالْإِنْصَافِ أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ وَعَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ هُوَ مِنَ الرَّجُلِ الشَّكِسِ وَرَجُلًا سَالِمًا الرَّجُلُ سَالِمٌ وَسَلَمٌ وَاحِدٌ وَهُوَ من الصُّلْح تَنْبِيه قَرَأَ بن كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو سَالِمًا وَالْبَاقُونَ سَلَمًا بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَفِي الشَّوَاذِّ بِكَسْرِهِ وَهُمَا مَصْدَرَانِ وُصِفَ بِهِمَا عَلَى سَبِيلِ الْمُبَالَغَةِ أَوْ عَلَى أَنَّهُ وَاقِعٌ مَوْقِعَ اسْمِ الْفَاعِلِ وَهُوَ أَوْلَى لِيُوَافِقَ الرِّوَايَةَ الْأُخْرَى وَعَلَيْهِ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ الْمَذْكُورِ أَنَّهُمَا وَاحِدٌ أَيْ بِمَعْنًى وَقَولُهُ الشَّكِسُ بِكَسْرِ الْكَاف وَيجوز إسكانها هُوَ السيء الْخُلُقِ وَقِيلَ مَنْ كَسَرَ الْكَافَ فَتَحَ أَوَّلَهُ وَمَنْ سَكَّنَهَا كَسَرَ وَهُمَا بِمَعْنًى .

     قَوْلُهُ  اشْمَأَزَّتْ نَفَرَتْ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ تَقُولُ الْعَرَبُ اشْمَأَزَّ قَلْبِي عَنْ فُلَانٍ أَيْ نَفَرَ وَرَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ السُّدِّيِّ قَالَ اشْمَأَزَّتْ أَيْ نَفَرَتْ وَمِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ قَالَ انْقَبَضَتْ .

     قَوْلُهُ  بِمَفَازَتِهِمْ مِنَ الْفَوْزِ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ أَيْ بِنَجَاتِهِمْ وَهُوَ مِنَ الْفَوْزِ وَرَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ السُّدِّيِّ قَالَ وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ أَيْ بِفَضَائِلِهِمْ .

     قَوْلُهُ  حَافِّينَ أَطَافُوا بِهِ مُطِيفِينَ بِحِفَافِيهِ بِكَسْرِ الْمُهْمَلَةِ وَفَاءَيْنِ الْأُولَى خَفِيفَةٌ وَفِي رِوَايَةِ الْمُسْتَمْلِيِّ بِجَانِبَيْهِ وَفِي رِوَايَةِ كَرِيمَةَ وَالْأَصِيلِيِّ بِجَوَانِبِهِ وَلِلنَّسَفِيِّ بِحَافَّتِهِ بِجَوَانِبِهِ وَالصَّوَابُ رِوَايَةُ الْأَكْثَرِ وَهُوَ كَلَامُ أَبِي عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ طَافُوا بِهِ بِحِفَافِيهِ وَرِوَايَةُ الْمُسْتَمْلِيِّ بِالْمَعْنَى .

     قَوْلُهُ  مُتَشَابِهًا لَيْسَ مِنَ الِاشْتِبَاهِ وَلَكِنْ يُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضًا فِي التَّصْدِيقِ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ مُتَشَابِهًا قَالَ يُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضًا وَرَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ السُّدِّيِّ فِي قَوْلِهِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا قَالَ يُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضًا وَيَدُلُّ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ وَمِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ نَحْوُهُ وَقَولُهُ مَثَانِيَ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بَيَانًا لِقَوْلِهِ مُتَشَابِهًا لِأَنَّ الْقِصَصَ الْمُتَكَرِّرَةَ تَكُونُ مُتَشَابِهَةٌ وَالْمَثَانِي جَمْعُ مَثْنَى بِمَعْنَى مُكَرَّرٍ لِمَا أُعِيدَ فِيهِ مِنْ قَصَصٍ وَغَيْرِهَا ( قَولُهُ بَابُ قَوْلِهِ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ الْآيَة) ذكر فِيهِ حَدِيث بنعَبَّاسٍ أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ كَانُوا قد قتلوا

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  ( قَولُهُ بَابُ قَوْلِهِ هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)
تَقَدَّمَ شَرْحُهُ فِي تَرْجَمَةِ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ

[ قــ :4548 ... غــ :4808] .

     قَوْلُهُ  تَفَلَّتَ عَلَيَّ الْبَارِحَةَ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الشَّكُّ فِي لَفْظِ التَّفَلُّتِ أَوْ فِي لَفْظِ الْبَارِحَةِ وَقَدْ تَقَدَّمَ ذَلِكَ فِي أَوَائِلِ كِتَابِ الصَّلَاةِ .

     قَوْلُهُ  فَذَكَرْتُ قَوْلَ أَخِي سُلَيْمَانَ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَيْهِ فِي تَرْجَمَةِ سُلَيْمَانَ مِنْ أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ.

.
وَأَمَّا مَا أَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ فِي قَوْلِهِ لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي لَا أَسْلُبُهُ كَمَا سَلَبْتُهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَظَاهِرُ حَدِيثِ الْبَابِ يَرُدُّ عَلَيْهِ وَكَأَنَّ سَبَبَ تَأْوِيلِ قَتَادَةَ هَذَا هَكَذَا طَعَنَ بَعْضُ الْمَلَاحِدَةِ عَلَى سُلَيْمَانَ وَنِسْبَتُهُ فِي هَذَا إِلَى الْحِرْصِ عَلَى الِاسْتِبْدَادِ بِنِعْمَةِ الدُّنْيَا وَخَفِيَ عَلَيْهِ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ بِإِذْنٍ لَهُ مِنَ اللَّهِ وَأَنَّ تِلْكَ كَانَتْ مُعْجِزَتُهُ كَمَا اخْتُصَّ كُلُّ نَبِيٍّ بِمُعْجِزَةٍ دُونَ غَيْرِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ .

     قَوْلُهُ  قَالَ رُوحٌ فَرده خاسئا روح هُوَ بن عُبَادَةَ أَحَدُ رُوَاتِهِ وَكَأَنَّ الْمُرَادَ أَنَّ هَذِهِ الزِّيَادَةَ وَقَعَتْ فِي رِوَايَتِهِ دُونَ رِوَايَةِ رَفِيقِهِ وَقَدْ ذَكَرْتُ مَا فِي ذَلِكَ مِنَ الْبَحْثِ فِي أَوَائِلِ كِتَابِ الصَّلَاةِوَذَكَرْتُ مَا يَتَعَلَّقُ بِرُؤْيَةِ الْجِنِّ فِي تَرْجَمَةِ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاء.


هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  باب قَوْلِهِ: { هَبْ لِي مُلْكًا لاَ يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}
( باب قوله) جل ذكره: ( { هب لي ملكًا لا ينبغي لأحد من بعدي} ) أي لا يصلح لأحد أن يسلبنيه وظاهر السياق أنه سأل ملكًا لا يكون لبشر من بعده مثله ليكون معجزة مناسبة لحاله ( { إنك أنت الوهاب} ) [ص: 35] المعطي ما تشاء لمن تشاء.


[ قــ :4548 ... غــ : 4808 ]
- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا رَوْحٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «إِنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الْجِنِّ تَفَلَّتَ عَلَيَّ الْبَارِحَةَ، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا لِيَقْطَعَ عَلَيَّ الصَّلاَةَ، فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ.
وَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبِطَهُ إِلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ، حَتَّى تُصْبِحُوا وَتَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ، فَذَكَرْتُ قَوْلَ أَخِي سُلَيْمَانَ { رَبِّ هَبْ لِي مُلْكًا لاَ يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} [ص: 35] » قَالَ رَوْحٌ فَرَدَّهُ خَاسِئًا.

وبه قال: ( حدّثنا إسحاق بن إبراهيم) بن راهويه قال: ( حدّثنا) ولأبي ذر أخبرنا ( روح) بفتح الراء وبعد الواو الساكنة مهملة ابن عبادة ( ومحمد بن جعفر) غندر ( عن شعبة) بن الحجاج ( عن محمد بن زياد) بتخفيف التحتية القرشي الجمحي مولى آل عثمان بن مظعون مدني سكن البصرة ( عن أبي هريرة) -رضي الله عنه- ( عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أنه ( قال) :
( إن عفريتًَا) ماردًا ( من الجن) بيان له ( تفلت عليّ البارحة) نصب على الظرفية أي تعرّض لي فلتة أي بغتة سرعة في أدنى ليلة مضت ( أو كلمة نحوها) أي نحو تفلت كقوله في الرواية السابقة في أواخر الصلاة عرض لي فشدّ عليّ ( ليقطع) بفعله ( عليّ الصلاة فأمكنني الله منه وأردت) بالواو ( أن أربطه) بكسر الموحدة ( إلى سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم) بالرفع توكيد للضمير المرفوع ( فذكرت قول أخي) في النبوّة ( سليمان) عليه السلام ( { رب هب لي ملكًا لا ينبغي لأحد من بعدي} ) لفظ التنزيل رب اغفر لي وهب لي ( قال روح) المذكور ( فردّه) أي رد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- العفريت حال كونه ( خاسئًا) مطرودًا.

وهذا الحديث قد سبق في الصلاة في باب الأسير والغريم يربط في المسجد وبدء الخلق.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  (بابُُُ قَوْلِهِ: { هَبْ لِي مُلْكا لَا يَنْبَغِي لأحَدٍ مِنْ بَعْدِي إنَّكَ أنْتَ الوَهَّابُ} (ص: 53)

أَي: هَذَا بابُُ فِي قَوْله عز وَجل: { هَب لي ملكا} إِلَى آخِره، وَأول الْآيَة: { قَالَ رب اغْفِر لي وهب لي ملكا} الْآيَة، طلب سُلَيْمَان، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، الْمَغْفِرَة من الله، ثمَّ قَالَ: هَب لي ملكا أَصله: أوهب، لِأَنَّهُ من وهب يهب حذفت الْوَاو مِنْهُ تبعا لفعله، وَاسْتغْنى عَن الْهمزَة فحذفت فَبَقيَ: هَب، على وزن: عل.
قَوْله: (لَا يَنْبَغِي لأحد من بعدِي) ، أَي: لَا يكون لأحد من بعدِي، قَالَه ابْن كيسَان، وَعَن عَطاء بن أبي رَبَاح.
أَي: هَب لي ملكا لَا أسلبه فِي بَاقِي عمري كَمَا سلبته فِي ماضي عمري، وَعَن مقَاتل بن حبَان: كَانَ سُلَيْمَان ملكا وَلكنه أَرَادَ بقوله: (لَا يَنْبَغِي لأحد من بعدِي) تسخير الرِّيَاح وَالطير يدل عَلَيْهِ مَا بعده، وَعَن عمر بن عُثْمَان الصَّدَفِي: أَرَادَ بِهِ ملك النَّفس وقهرها.
قَوْله: (الْوَهَّاب) الْمُعْطِي كثير الْعَطاء.



[ قــ :4548 ... غــ :4808 ]
- حدَّثنا إسْحَاقُ بنُ إبْرَاهِيمَ حدَّثنا رَوْحٌ وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إنَّ عَفْرِيتا مِنَ الجِنِّ تَفَلَّتَ عَلَيَّ الْبَارِحَةَ أوْ كَلِمَةً نَحْوَها لِيَقْطَعَ عَلَيَّ الصَّلاةَ فَأمْكَنَنِي الله مِنْهُ وَأرَدْتُ أنْ أرْبِطَهُ إلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي المَسْجِدِ حَتَّى تُصْبِحُوا وَتَنْظُرُوا إلَيْهِ كُلَكُمْ فَذَكَرْتُ قَوْلَ أخِي سُلَيْمَان رَبِّ هَبْ لِي مُلْكا لَا يَنْبَغِي لاْحَدٍ مِنْ بَعْدِي قَالَ رَوْحٌ فَرَدَّهُ خَاصا.

مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة.
والْحَدِيث مر فِي كتاب الصَّلَاة فِي: بابُُ الْأَسير أَو الْغَرِيم يرْبط فِي الْمَسْجِد بِعَيْنِه متْنا وسندا وَإِسْحَاق ابْن إِبْرَاهِيم هُوَ الْمَعْرُوف بِابْن رَاهَوَيْه، وروح، بِفَتْح الرَّاء، هُوَ ابْن عبَادَة.

قَوْله: (أَن عفريتا) ، هُوَ المبالغ من كل شَيْء.
قَوْله: (تفلت) ، على وزن تفعل من التفليت، أَي: تعرض عَليّ فَجْأَة فِي البارحة.
قَوْله: (قَالَ روح) ، هُوَ ابْن عبَادَة الرَّاوِي.
قَوْله: (خاسئا) ، أَي: مطرودا متحيرا وَقد اسْتَوْفَيْنَا الْكَلَام فِي الْبابُُ الْمَذْكُور.