هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
4401 حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي اللَّيْثُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، وَأَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : بَعَثَنِي أَبُو بَكْرٍ فِي تِلْكَ الحَجَّةِ فِي مُؤَذِّنِينَ بَعَثَهُمْ يَوْمَ النَّحْرِ يُؤَذِّنُونَ بِمِنًى ، أَنْ لاَ يَحُجَّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ وَلاَ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ ، قَالَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ : ثُمَّ أَرْدَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُؤَذِّنَ بِبَرَاءَةَ ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَأَذَّنَ مَعَنَا عَلِيٌّ يَوْمَ النَّحْرِ فِي أَهْلِ مِنًى بِبَرَاءَةَ ، وَأَنْ لاَ يَحُجَّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ ، وَلاَ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
4401 حدثنا سعيد بن عفير ، قال : حدثني الليث ، قال : حدثني عقيل ، عن ابن شهاب ، وأخبرني حميد بن عبد الرحمن ، أن أبا هريرة رضي الله عنه ، قال : بعثني أبو بكر في تلك الحجة في مؤذنين بعثهم يوم النحر يؤذنون بمنى ، أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ، قال حميد بن عبد الرحمن : ثم أردف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعلي بن أبي طالب ، وأمره أن يؤذن ببراءة ، قال أبو هريرة : فأذن معنا علي يوم النحر في أهل منى ببراءة ، وأن لا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

شاهد كل الشروح المتوفرة للحديث

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [4655] .

     قَوْلُهُ  حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ فِي الرِّوَايَةِ الَّتِي بَعْدَهَا حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ وَلِلَّيْثِ فِيهِ شَيْخٌ آخَرُ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الْحَجِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ عَنِ اللَّيْثِ عَنْ يُونُسَ قَوْله عَن بن شِهَابٍ وَأَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ قَالَ الْكَرْمَانِيُّ بِوَاوِ الْعَطْفِ إشعارا بِأَنَّهُ أخبرهُ أَيْضا بِغَيْر ذَلِك قيل فَهُوَ عَطْفٌ عَلَى مُقَدَّرٍ.

.

قُلْتُ لَمْ أَرَ فِي طُرُقِ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ زِيَادَةً إِلَّا مَا وَقَعَ فِي رِوَايَةِ شُعَيْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ فَإِنَّ فِيهِ كَانَ الْمُشْرِكُونَ يُوَافُونَ بِالتِّجَارَةِ فَيَنْتَفِعُ بِهَا الْمُسْلِمُونَ فَلَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ أَنْ يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَجَدَ الْمُسْلِمُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مِمَّا قُطِعَ عَنْهُمْ مِنَ التِّجَارَةِ فَنَزَلَتْ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً الْآيَةَ ثُمَّ أَحَلَّ فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى الْجِزْيَةَ الحَدِيث أخرجه الطَّبَرَانِيّ وبن مَرْدَوَيْهِ مُطَوَّلًا مِنْ طَرِيقِ شُعَيْبٍ وَهُوَ عِنْدَ الْمُصَنِّفِ فِي كِتَابِ الْجِزْيَةِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ .

     قَوْلُهُ  أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ بَعَثَنِي فِي رِوَايَةِ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَن بن شِهَابٍ فِي الْبَابِ الَّذِي يَلِيهِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَة أخبرهُ( قَوْله بَاب وأذان من الله وَرَسُوله إِلَى قَوْلِهِ الْمُشْرِكِينَ) أَوْرَدَ فِيهِ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ الْمَذْكُورِ فِي الْبَابِ قَبْلَهُ مِنْ وَجْهَيْنِ

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  ( قَولُهُ بَابُ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ)
سَاقَ إِلَى الْكَافِرِينَ فَسِيحُوا سِيرُوا هُوَ كَلَامُ أَبِي عُبَيْدَةَ بِزِيَادَةٍ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ قَالَ سِيرُوا وَأَقْبِلُوا وَأَدْبِرُوا

[ قــ :4401 ... غــ :4655] .

     قَوْلُهُ  حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ فِي الرِّوَايَةِ الَّتِي بَعْدَهَا حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ وَلِلَّيْثِ فِيهِ شَيْخٌ آخَرُ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الْحَجِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ عَنِ اللَّيْثِ عَنْ يُونُسَ قَوْله عَن بن شِهَابٍ وَأَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ قَالَ الْكَرْمَانِيُّ بِوَاوِ الْعَطْفِ إشعارا بِأَنَّهُ أخبرهُ أَيْضا بِغَيْر ذَلِك قيل فَهُوَ عَطْفٌ عَلَى مُقَدَّرٍ.

.

قُلْتُ لَمْ أَرَ فِي طُرُقِ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ زِيَادَةً إِلَّا مَا وَقَعَ فِي رِوَايَةِ شُعَيْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ فَإِنَّ فِيهِ كَانَ الْمُشْرِكُونَ يُوَافُونَ بِالتِّجَارَةِ فَيَنْتَفِعُ بِهَا الْمُسْلِمُونَ فَلَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ أَنْ يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَجَدَ الْمُسْلِمُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مِمَّا قُطِعَ عَنْهُمْ مِنَ التِّجَارَةِ فَنَزَلَتْ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً الْآيَةَ ثُمَّ أَحَلَّ فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى الْجِزْيَةَ الحَدِيث أخرجه الطَّبَرَانِيّ وبن مَرْدَوَيْهِ مُطَوَّلًا مِنْ طَرِيقِ شُعَيْبٍ وَهُوَ عِنْدَ الْمُصَنِّفِ فِي كِتَابِ الْجِزْيَةِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ .

     قَوْلُهُ  أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ بَعَثَنِي فِي رِوَايَةِ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَن بن شِهَابٍ فِي الْبَابِ الَّذِي يَلِيهِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَة أخبرهُ

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  باب قَوْلِهِ: { فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ} سِيحُوا: سِيرُوا
(باب قوله) تعالى: ({ فسيحوا في الأرض أربعة أشهر} ) أوّلها شوّال وآخرها سلخ المحرم قاله الزهري أو من يوم النحر إلى عشرين من ربيع الآخر.

واستشكل ابن كثير الأوّل بأنهم كيف يحاسبون بمدّة لم يبلغهم حكمها وإنما ظهر لهم أمرها يوم النحر كما يأتي إن شاء الله تعالى.
واستشكل غيره القولين بأنه لم يكن ذلك كله الأشهر الحرم
المشار إليها في قوله: فإذا انسلخ الأشهر الحرم.
وأجيب: باحتمال أن يكون من قبيل التغليب وهذا أمر من الله لناقضي العهد كما مرّ.

روى سعيد بن منصور والنسائي عن زيد بن يثيع بتحتية مضمومة وقد تبدل همزة بعدها مثلثة مفتوحة فتحتية ساكنة فعين مهملة الهمداني الكوفي المخضرم قال: سألت عليًّا بأي شيء بعثت؟ قال: بأنه لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة ولا يطوف بالبيت عريان ولا يجتمع مسلم ومشرك في الحج بعد عامهم هذا، ومن كان له عهد فعهده إلى مدته ومن لم يكن له عهد فأربعة أشهر، واستدلّ بهذا الأخير كما قاله ابن حجر وغيره على أن قوله تعالى: { فسيحوا في الأرض أربعة أشهر} مختص بمن لم يكن له عهد مؤقت أو من لم يكن له عهد أصلاً، وأما من له عهد مؤقت فهو إلى مدته وروى الطبري من طريق ابن إسحاق قال: هم صنفان.
صنف كان له عهد دون أربعة أشهر فأمهل تمام أربعة أشهر وصنف كانت مدة عهده بغير أجل فقصرت على أربعة أشهر وعن ابن عباس أن الأربعة الأشهر أجل من كان له عهد مؤقت بقدرها أو يزيد عليها وأن من ليس له عهد فانقضاؤه إلى سلخ المحرم لقوله: { فإذا انسلخ الأشهر المحرم فاقتلوا المشركين} [التوبة: 5] وعن الزهري قال: كان أول أربعة الأشهر عند نزول براءة في شوال، وكان آخرها آخر المحرم وبذلك يجمع بين الأربعة الأشهر وبين قوله: { فإذا انسلخ الأشهر المحرم} .

({ واعلموا أنكم غير معجزي الله} ) أي لا تفوتونه وإن أمهلكم ({ وإن الله مخزي الكافرين} ) (التوبة: 2] مذلهم بالقتل والأسر في الدنيا والعذاب في الآخرة.

(سيحوا) قال أبو عبيدة: أي (سيروا) وقال غيره: اتسعوا في السير وابعدوا عن العمارات وسقط باب قوله لغير أبي ذر.


[ قــ :4401 ... غــ : 4655 ]
- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: وَأَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: بَعَثَنِي أَبُو بَكْرٍ فِي تِلْكَ الْحَجَّةِ فِي مُؤَذِّنِينَ بَعَثَهُمْ يَوْمَ النَّحْرِ يُؤَذِّنُونَ بِمِنًى أَنْ لاَ يَحُجَّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ وَلاَ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ قَالَ: حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ثُمَّ أَرْدَفَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَأَمَرَهُ أَنْ يُؤَذِّنَ بِبَرَاءَةَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَأَذَّنَ مَعَنَا عَلِيٌّ يَوْمَ النَّحْرِ فِي أَهْلِ مِنًى بِبَرَاءَةَ، وَأَنْ لاَ يَحُجَّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ وَلاَ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ.

وبه قال: (حدّثنا) ولأبي ذر حدّثني بالإفراد (سعيد بن عفير) هو سعيد بن كثير بن عفير بضم العين المهملة وفتح الفاء المصري (قال: حدّثني) بالإفراد (الليث) بن سعد الإمام المصري (قال: حدّثني) بالإفراد أيضًا (عقيل) بضم العين المهملة وفتح القاف ابن خالد الأيلي ولأبي ذر عن عقيل (عن ابن شهاب) محمد بن مسلم الزهري (وأخبرني) بالإفراد وواو العطف.
قال في الكواكب: إشعارًا بأنه أخبره أيضًا بغير ذلك فهو عطف على مقدر قال في الفتح: ولم أر في طرق
حديث أبي هريرة عن أبي بكر زيادة إلا ما وقع في رواية شعيب عن الزهري فإن فيها: كان المشركون يوافون بالتجارة فينتفع بها المسلمون فلما حرم الله على المشركين أن يقربوا المسجد الحرام وجد المسلمون في أنفسهم مما قطع عليهم من التجارة فنزلت { وإن خفتم عيلة} [التوبة: 28] الآية ثم أحل في الآية الأخرى الجزية الحديث.
وأخرجه الطبراني وابن مردويه مطولاً.
وقال في العمدة: ولم يعين الكرماني المقدر، والظاهر أن المقدر هكذا عن ابن شهاب حدثني وأخبرني (حميد بن عبد الرحمن) بن عوف الزهري المدني قال: وتظهر الفائدة فيه على قول من يقول بالفرق بين حدّثنا وأخبرنا كذا قال فليتأمل.
(أن أبا هريرة -رضي الله عنه- قال: بعثني أبو بكر) الصديق -رضي الله عنه- (في تلك الحجة) زاد في الحج من طريق يحيى بن بكير التي أمره عليها رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قبل حجة الوداع (في مؤذنين) جمع مؤذن من الإيذان وهو الإعلام (بعثهم يوم النحر) سنة تسع من الهجرة (يؤذنون) أي يعلمون الناس (بمنى أن لا يحج) بفتح الهمزة وتشديد اللام ونصب يحج بأن ولا نافية (بعد العام) المذكور (مشرك) هو منتزع من قوله تعالى: { فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا} [التوبة: 28] والمراد المحرم كله (ولا يطوف بالبيت عريان) بنصب يطوف عطفًا على يحج واحتج به الأئمة الثلاثة على وجوب ستر العورة في الطواف خلافًا لأبي حنيفة حيث جوّز طواف العريان ولأبي ذر لا يحج بالرفع ولا نافية مخففة ويطوف رفع عطفًا على يحج.

(قال حميد بن عبد الرحمن) بالسند السابق (ثم أردف رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أبا بكر (بعلي بن أبي طالب).
وعند الإمام أحمد من حديث أنس بن مالك وقال الترمذي حسن غريب أنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعث ببراءة مع أبي بكر، فلما بلغ ذا الحليفة قال: "لا يبلّغها إلا أنا أو رجل من أهل بيتي" فبعث بها مع علي -رضي الله عنه- (وأمره) ولأبي ذر: فأمره (أن يؤذن ببراءة) أي ببعضها وقد نبه في الفتح على أن هذا المقدار من الحديث مرسل لأن حميد لم يدرك ذلك ولا صرح بسماعه له من أبي هريرة.

(قال أبو هريرة) -رضي الله عنه- بالإسناد المذكور قال في الفتح: وكأن حميدًا حمل قصة توجه علي من المدينة إلى أن لحق أبا بكر عن غير أبي هريرة وحمل بقية القصة كلها عن أبي هريرة (فأذن معنا علي) رضي الله عنه (يوم النحر في أهل منى ببراءة) ولأبي ذر عن الكشميهني.
قال أبو بكر بدل قال أبو هريرة.
قال الحافظ ابن حجر: وهو غلط فاحش مخالف لرواية الجميع، وإنما هو كلام أبي هريرة قطعًا فهو الذي كان يؤذن بذلك (وأن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان) وزاد أحمد من رواية محرز بن أبي هريرة عن أبيه: ولا يدخل الجنة إلا مؤمن.

فإن قلت: فما فائدة قوله ولا يدخل الجنة إلا مؤمن؟ أجيب: الإعلام بأن المشرك بعدها لا يقبل منه بعد هذا غير الإيمان لقوله تعالى: { فإذا انسلخ الأشهر المحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم} [التوبة: 5].

وقد سبق حديث الباب في الصلاة والحج.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  (بابُُ قَوْلِهِ: { فَسِيحُوا فِي الأرْضِي أرْبَعَةَ أشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي الله وَأنَّ الله مُخْزِى الكَافِرِينَ} (التَّوْبَة: 2)

أَي: هَذَا بابُُ فِي قَوْله عز وَجل: { فسيحوا فِي الأَرْض} الْآيَة وَقد مر الْكَلَام فِي { أَرْبَعَة أشهر} عَن قريب.
قَوْله: (غير معجزي الله) ، أَي: غير سابقي الله بأعمالكم.
قَوْله: (وَأَن الله) ، أَي: وَاعْلَمُوا أَن الله مخزي (الْكَافرين) أَي مذلهم، وَيُقَال: معذب الْكَافرين فِي الدُّنْيَا بِالْقَتْلِ، وَفِي الْآخِرَة بالنَّار.
سِيحُوا سِيرُوا
أَي: معنى قَوْله: سيحوا سِيرُوا فِي الأَرْض مُقْبِلين ومدبرين آمِنين غير خَائِفين أحدا بِحَرب وَلَا سلب وَلَا قتل.
وَلَا أسر، يُقَال: ساح فلَان فِي الأَرْض يسيح سيحا وسياحة وسيوحا.



[ قــ :4401 ... غــ :4655 ]
- ح دَّثنا سَعِيدُ بنُ عُفَيْرٍ قَالَ حدَّثني اللَّيْثُ قَالَ حدَّثني عُقَيْلٌ عَنِ ابنِ شِهابٍ وَأخْبَرَنِي حُمَيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمانِ أنَّ أبَا هُرَيْرَةَ رَضِي الله عنهُ قَالَ بَعَثَنِي أبُو بَكْرٍ فِي تِلْكَ الحَجَّةِ فِي مُؤَذِّنِينَ بَعَثَهُمْ يَوْمَ النَّحْرِ يُؤَذِّنُونَ بِمَنًى أنْ لَا يَحُجَّ بَعْدَ العامِ مُشْرِكٌ وَلا يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ قَالَ حُمَيْدُ ابنُ عَبْدِ الرَّحْمانِ ثُمَّ أرْدَفَ رسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِعَلِيِّ بنِ أبِي طَالِبٍ وَأمَرَهُ أنْ يُؤَذِّنَ بِبَرَاءَةَ قَالَ أبُو هُرَيْرَةَ فَأذَّنَ مَعَنا عَلِيٌّ يَوْمَ النَّحْرِ فِي أهْلِ منى بِبَرَاءَةَ وَأنْ لَا يَحُجَّ بَعْدَ العامِ مُشْرِكٌ وَلا يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عَرْيَانٌ.


مطابقته للتَّرْجَمَة من حَيْثُ أَن هَذِه التَّرْجَمَة من تَتِمَّة الْآيَة الَّتِي هِيَ أول السُّورَة أَعنِي قَوْله تَعَالَى: { بَرَاءَة من الله وَرَسُوله} وَفِيه أَيْضا لفظ بَرَاءَة.

وَسَعِيد بن عفير، بِضَم الْعين الْمُهْملَة وَفتح الْفَاء وَهُوَ سعيد بن كثير بن عفير الْمصْرِيّ، وروى لَهُ مُسلم أَيْضا.
وَعقيل: بِضَم الْعين المهلمة وَفتح الْقَاف ابْن خَالِد الْأَيْلِي يروي عَن مُحَمَّد بن مُسلم بن شهَاب الزُّهْرِيّ.

والْحَدِيث مضى فِي الصَّلَاة فِي: بابُُ مَا يستر من الْعَوْرَة، فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ عَن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم عَن يَعْقُوب إِلَى آخِره، وَمضى فِي كتاب الْحَج أَيْضا فِي: بابُُ لَا يطوف بِالْبَيْتِ عُرْيَان، فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ عَن يحيى بن بكير عَن اللَّيْث عَن يُونُس قَالَ ابْن شهَاب: حَدثنِي حميد بن عبد الرَّحْمَن أَن أَبَا هُرَيْرَة أخبرهُ إِلَى آخِره، وَمضى الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ.

قَوْله: (وَأَخْبرنِي حميد) ، وَفِي كتاب الْحَج: وحَدثني حميد بن عبد الرَّحْمَن، وَإِنَّمَا قَالَ بواو الْعَطف أشعارا بِأَنَّهُ أخبرهُ أَيْضا بِغَيْر ذَلِك فَهُوَ عطف على مُقَدّر، قَالَ الْكرْمَانِي: وَلم يعين الْمُقدر.
قلت: الظَّاهِر أَن الْمُقدر هَكَذَا عَن ابْن شهَاب حَدثنِي وَأَخْبرنِي حميد، وَتظهر الْفَائِدَة فِيهِ على قَول من يَقُول بِالْفرقِ بَين حَدثنَا وَبَين أخبرنَا.
قَوْله: (أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ بَعَثَنِي) وَفِي كتاب الْحَج: أَن أَبَا هُرَيْرَة أخبرهُ أَن أَبَا بكر بَعثه.
قَوْله: (فِي تِلْكَ الْحجَّة) ، وَهِي الْحجَّة الَّتِي كَانَ فِيهَا أَبُو بكر أَمِيرا على الْحَاج، وَهِي فِي السّنة التَّاسِعَة.
قَوْله: (فِي مؤذنين) جمع مُؤذن من الإيذان وَهُوَ الْإِعْلَام بالشَّيْء قَالَ ابْن الْأَثِير: يُقَال آذن يُؤذن إِيذَانًا وَأذن يُؤذن تأذينا والمشدد مَخْصُوص فِي الِاسْتِعْمَال بإعلام وَقت الصَّلَاة.
قَوْله: (قَالَ حميد) مُتَّصِل بِالْإِسْنَادِ الأول قَوْله: (ثمَّ أرْدف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعلي بن أبي طَالب) أَي: أرْسلهُ بعد أبي بكر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ،.

     وَقَالَ  الإِمَام أَحْمد حَدثنَا عَفَّان حَدثنَا حَمَّاد عَن سماك عَن أنس بن مَالك، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، بعث بِبَرَاءَة مَعَ أبي بكر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، فَلَمَّا بلغ ذَا الحليفة قَالَ: لَا يبلغهَا إلاَّ أَنا أَو رجل من أهل بَيْتِي، فَبعث بهَا مَعَ عَليّ، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ أَيْضا فِي التَّفْسِير،.

     وَقَالَ : حسن غَرِيب،.

     وَقَالَ  عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل بِإِسْنَادِهِ عَن عَليّ، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، لما نزلت عشر آيَات من بَرَاءَة على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، أَبَا بكر فَبَعثه بهَا لِيَقْرَأهَا على أهل مَكَّة.
ثمَّ دَعَاني فَقَالَ: أدْرك أَبَا بكر فَحَيْثُ مَا لَقيته فَخدَّ الْكتاب مِنْهُ فَاذْهَبْ إِلَى أهل مَكَّة فاقرأه عَلَيْهِم، فلحقته بِالْجُحْفَةِ فَأخذت الْكتاب مِنْهُ وَرجع أَبُو بكر إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله أنزل فِي شَيْء؟ فَقَالَا: لَا وَلَكِن جِبْرِيل، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، جَاءَنِي.

     وَقَالَ : لن يُؤَدِّي عَنْك إلاَّ أَنْت أَو رجل مِنْك، قَالَ ابْن كثير: هَذَا إِسْنَاد فِيهِ ضعف، وَلَيْسَ المُرَاد أَن أَبَا بكر رَجَعَ من فوره، وَإِنَّمَا رَجَعَ بعد قَضَائِهِ الْمَنَاسِك الَّتِي أمَّره عَلَيْهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَمَا جَاءَ مُبينًا فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى،.

     وَقَالَ  عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن ابْن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة فِي قَوْله: { بَرَاءَة من الله وَرَسُوله} قَالَ: لما كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم زمن حنين اعْتَمر من الْجِعِرَّانَة ثمَّ أمَّر أَبَا بكر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، على تِلْكَ الْحجَّة، قَالَ معمر: قَالَ الزُّهْرِيّ: وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَة يحدث أَن أَبَا بكر أَمر أَبَا هُرَيْرَة أَن يُؤذن بِبَرَاءَة فِي حجَّة أبي بكر بِمَكَّة.
قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: ثمَّ اتَّبعنَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عليا وَأمره أَن يُؤذن بِبَرَاءَة وَأَبُو بكر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، كَمَا هُوَ على الْمَوْسِم.
أَو قَالَ: على هَيئته، قَالَ ابْن كثير وَهَذَا السِّيَاق فِيهِ غرابة من جِهَة أَن أَمِير الْحَج سنة عمْرَة الْجِعِرَّانَة إِنَّمَا كَانَ عتاب بن أسيد، وَأما أَبُو بكر فَإِنَّمَا كَانَ أَمِيرا سنة تسع.
قَوْله: (قَالَ أَبُو هُرَيْرَة فَأذن مَعنا عَليّ) ، كَذَا فِي رِوَايَة الْأَكْثَرين، وَفِي رِوَايَة الْكشميهني وَحده.
قَالَ أَبُو بكر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، فَأذن مَعنا، قيل: هَذَا غلط فَاحش مُخَالف لرِوَايَة الْجَمِيع، وَإِنَّمَا هُوَ كَلَام أبي هُرَيْرَة قطعا فَهُوَ الَّذِي كَانَ يُؤذن بذلك.

     وَقَالَ  عِيَاض: أَن أَكثر رُوَاة الْفربرِي وافقوا الْكشميهني قَالَ: وَهُوَ غلط.