هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
4391 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ : قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : سُورَةُ الأَنْفَالِ ، قَالَ : نَزَلَتْ فِي بَدْرٍ { الشَّوْكَةُ } : الحَدُّ ، ( مُرْدَفِينَ ) : فَوْجًا بَعْدَ فَوْجٍ ، رَدِفَنِي وَأَرْدَفَنِي : جَاءَ بَعْدِي . ذُوقُوا : بَاشِرُوا وَجَرِّبُوا ، وَلَيْسَ هَذَا مِنْ ذَوْقِ الفَمِ ، { فَيَرْكُمَهُ } : يَجْمَعَهُ شَرِّدْ : فَرِّقْ ، { وَإِنْ جَنَحُوا } : طَلَبُوا ، السِّلْمُ وَالسَّلْمُ وَالسَّلاَمُ وَاحِدٌ ، { يُثْخِنَ } : يَغْلِبَ وَقَالَ مُجَاهِدٌ : { مُكَاءً } : إِدْخَالُ أَصَابِعِهِمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ . { وَتَصْدِيَةً } : الصَّفِيرُ ، { لِيُثْبِتُوكَ } : لِيَحْبِسُوكَ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
4391 حدثني محمد بن عبد الرحيم ، حدثنا سعيد بن سليمان ، أخبرنا هشيم ، أخبرنا أبو بشر ، عن سعيد بن جبير ، قال : قلت لابن عباس رضي الله عنهما : سورة الأنفال ، قال : نزلت في بدر { الشوكة } : الحد ، ( مردفين ) : فوجا بعد فوج ، ردفني وأردفني : جاء بعدي . ذوقوا : باشروا وجربوا ، وليس هذا من ذوق الفم ، { فيركمه } : يجمعه شرد : فرق ، { وإن جنحوا } : طلبوا ، السلم والسلم والسلام واحد ، { يثخن } : يغلب وقال مجاهد : { مكاء } : إدخال أصابعهم في أفواههم . { وتصدية } : الصفير ، { ليثبتوك } : ليحبسوك
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

شاهد كل الشروح المتوفرة للحديث

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [4645] قَوْلِهِ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَك أَيْ غَنِيمَةً .

     قَوْلُهُ  وَإِنْ جَنَحُوا طَلَبُوا قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ أَيْ رَجَعُوا إِلَى الْمُسَالَمَةِ وَطَلَبُوا الصُّلْحَ .

     قَوْلُهُ  السِّلْمُ وَالسَّلْمُ وَالسَّلَامُ وَاحِدٌ ثَبَتَ هَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَحْدَهُ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ النِّسَاءِ .

     قَوْلُهُ  يُثْخِنَ أَيْ يَغْلِبَ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ يُثْخِنُ أَيْ يُبَالِغُ وَيَغْلِبُ .

     قَوْلُهُ .

     وَقَالَ  مُجَاهِدٌ مُكَاءً إِدْخَالُهُمْ أَصَابِعَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَصَلَهُ عَبْدُ بن حميد وَالْفِرْيَابِي من طَرِيق بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ .

     قَوْلُهُ  وَتَصْدِيَةً الصَّفِيرُ وَصَلَهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ أَيْضًا كَذَلِكَ تَنْبِيهٌ وَقَعَ هَذَا فِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ مُتَرَاخِيًا عَنِ الَّذِي قَبْلَهُ وَعِنْدَ غَيْرِهِ بِعَقِبِهِ وَهُوَ أَوْلَى وَقَدْ قَالَ الْفِرْيَابِيُّ حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ عَنِ بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ وَمَا كَانَ صلَاتهم عِنْد الْبَيْت إِلَّا مكاء قَالَ إِدْخَالُهُمْ أَصَابِعَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَتَصْدِيَةً الصَّفِيرُ يَخْلِطُونَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَاتَهُ.

     وَقَالَ  أَبُو عُبَيْدَةَ المكاء الصفير والتصدية صفق الأكفوَوَصله بن مرْدَوَيْه من حَدِيث بن عُمَرَ مِثْلَهُ مِنْ قَوْلِهِ .

     قَوْلُهُ .

     وَقَالَ  قَتَادَةُ رِيحُكُمُ الْحَرْبُ تَقَدَّمَ فِي الْجِهَادِ .

     قَوْلُهُ  الشَّوْكَةُ الْحَدُّ ثَبَتَ لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ مَجَازٌ الشَّوْكَةُ الْحَدُّ يُقَالُ مَا أَشَدَّ شَوْكَةِ بَنِي فُلَانٍ أَيْ حَدُّهُمْ .

     قَوْلُهُ  مُرْدِفِينَ فَوْجًا بَعْدَ فَوْجٍ يُقَالُ رَدَفَنِي وَأَرْدَفَنِي جَاءَ بَعْدِي.

     وَقَالَ  أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ مُرْدِفِينَ بِكَسْرِ الدَّال فاعلين من أردفوا أَي جاؤوا بَعْدَ قَوْمٍ قَبْلَهُمْ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ رَدَفَنِي جَاءَ بَعْدِي وَهُمَا لُغَتَانِ وَمَنْ قَرَأَ بِفَتْحِ الدَّالِ فَهُوَ مِنْ أَرْدَفَهُمُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ مَنْ قَبْلَهُمُ انْتَهَى وَقِرَاءَةُ الْجُمْهُورِ بِكَسْرِ الدَّالِ وَنَافِعٍ بِفَتْحِهَا.

     وَقَالَ  الْأَخْفَشُ بَنُو فُلَانٍ يُرْدِفُونَنَا أَيْ يَجِيئُونَ بَعْدَنَا .

     قَوْلُهُ  فَيَرْكُمَهُ يَجْمَعَهُ قَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي قَوْله فيركمه جَمِيعًا أَيْ فَيَجْمَعَهُ بَعْضَهُ فَوْقَ بَعْضٍ .

     قَوْلُهُ  شَرِّدْ فَرِّقْ هُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ أَيْضًا .

     قَوْلُهُ  ليثبتوك يحبسوك وَصله بن أبي حَاتِم من طَرِيق بن جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْهُ وَرَوَى أَحْمَدُ وَالطَّبَرَانِيُّ من حَدِيث بن عَبَّاسٍ قَالَ تَشَاوَرَتْ قُرَيْشٌ فَقَالَ بَعْضُهُمْ إِذَا أَصْبَحَ مُحَمَّدٌ فَأَثْبِتُوهُ بِالْوَثَاقِ الْحَدِيثَ .

     قَوْلُهُ  ذُوقُوا بَاشِرُوا وَجَرِّبُوا وَلَيْسَ هَذَا مِنْ ذَوْقِ الْفَمِ هُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ أَيْضًا وَنَظِيرُهُ .

     قَوْلُهُ  تَعَالَى لَا يذوقون فِيهَا الْمَوْت .

     قَوْلُهُ  حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ كَذَا ثَبَتَ هَذَا الْحَدِيثُ فِي آخِرِ هَذِهِ التَّفَاسِيرِ عِنْدَ أَبِي ذَرٍّ وَثَبَتَ عِنْدَ غَيْرِهِ فِي أَثْنَائِهَا وَالْخَطْبُ فِيهِ سَهْلٌ وَالْحَدِيثُ الْمَذْكُورُ سَيَأْتِي بِأَتَمَّ مِنْ هَذَا فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ الْحَشْرِ وَيَأْتِي شَرْحُهُ هُنَاكَ وَقَدْ تَقَدَّمَ طَرَفٌ مِنْهُ أَيْضا فِي الْمَغَازِي قَوْله

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  ( .

     قَوْلُهُ  سُورَةُ الْأَنْفَالِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)

سَقَطَتِ الْبَسْمَلَةُ لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ .

     قَوْلُهُ  قَالَ بن عَبَّاس الْأَنْفَال الْمَغَانِم وَصله بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ قَالَ الْأَنْفَالُ الْمَغَانِمُ كَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِصَةً لَيْسَ لِأَحَدٍ فِيهَا شَيْء وروى أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وبن حِبَّانَ مِنْ طَرِيقِ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنِ عِكْرِمَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من صَنَعَ كَذَا فَلَهُ كَذَا الْحَدِيثَ فَنَزَلَتْ يَسْأَلُونَكَ عَن الْأَنْفَال .

     قَوْلُهُ  نَافِلَةٌ عَطِيَّةٌ قَالَ فِي رِوَايَةِ النَّسَفِيِّ يُقَالُ فَذَكَرَهُ وَقَدْ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي

[ قــ :4391 ... غــ :4645] قَوْلِهِ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَك أَيْ غَنِيمَةً .

     قَوْلُهُ  وَإِنْ جَنَحُوا طَلَبُوا قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ أَيْ رَجَعُوا إِلَى الْمُسَالَمَةِ وَطَلَبُوا الصُّلْحَ .

     قَوْلُهُ  السِّلْمُ وَالسَّلْمُ وَالسَّلَامُ وَاحِدٌ ثَبَتَ هَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَحْدَهُ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ النِّسَاءِ .

     قَوْلُهُ  يُثْخِنَ أَيْ يَغْلِبَ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ يُثْخِنُ أَيْ يُبَالِغُ وَيَغْلِبُ .

     قَوْلُهُ .

     وَقَالَ  مُجَاهِدٌ مُكَاءً إِدْخَالُهُمْ أَصَابِعَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَصَلَهُ عَبْدُ بن حميد وَالْفِرْيَابِي من طَرِيق بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ .

     قَوْلُهُ  وَتَصْدِيَةً الصَّفِيرُ وَصَلَهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ أَيْضًا كَذَلِكَ تَنْبِيهٌ وَقَعَ هَذَا فِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ مُتَرَاخِيًا عَنِ الَّذِي قَبْلَهُ وَعِنْدَ غَيْرِهِ بِعَقِبِهِ وَهُوَ أَوْلَى وَقَدْ قَالَ الْفِرْيَابِيُّ حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ عَنِ بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ وَمَا كَانَ صلَاتهم عِنْد الْبَيْت إِلَّا مكاء قَالَ إِدْخَالُهُمْ أَصَابِعَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَتَصْدِيَةً الصَّفِيرُ يَخْلِطُونَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَاتَهُ.

     وَقَالَ  أَبُو عُبَيْدَةَ المكاء الصفير والتصدية صفق الأكف وَوَصله بن مرْدَوَيْه من حَدِيث بن عُمَرَ مِثْلَهُ مِنْ قَوْلِهِ .

     قَوْلُهُ .

     وَقَالَ  قَتَادَةُ رِيحُكُمُ الْحَرْبُ تَقَدَّمَ فِي الْجِهَادِ .

     قَوْلُهُ  الشَّوْكَةُ الْحَدُّ ثَبَتَ لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ مَجَازٌ الشَّوْكَةُ الْحَدُّ يُقَالُ مَا أَشَدَّ شَوْكَةِ بَنِي فُلَانٍ أَيْ حَدُّهُمْ .

     قَوْلُهُ  مُرْدِفِينَ فَوْجًا بَعْدَ فَوْجٍ يُقَالُ رَدَفَنِي وَأَرْدَفَنِي جَاءَ بَعْدِي.

     وَقَالَ  أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ مُرْدِفِينَ بِكَسْرِ الدَّال فاعلين من أردفوا أَي جاؤوا بَعْدَ قَوْمٍ قَبْلَهُمْ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ رَدَفَنِي جَاءَ بَعْدِي وَهُمَا لُغَتَانِ وَمَنْ قَرَأَ بِفَتْحِ الدَّالِ فَهُوَ مِنْ أَرْدَفَهُمُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ مَنْ قَبْلَهُمُ انْتَهَى وَقِرَاءَةُ الْجُمْهُورِ بِكَسْرِ الدَّالِ وَنَافِعٍ بِفَتْحِهَا.

     وَقَالَ  الْأَخْفَشُ بَنُو فُلَانٍ يُرْدِفُونَنَا أَيْ يَجِيئُونَ بَعْدَنَا .

     قَوْلُهُ  فَيَرْكُمَهُ يَجْمَعَهُ قَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي قَوْله فيركمه جَمِيعًا أَيْ فَيَجْمَعَهُ بَعْضَهُ فَوْقَ بَعْضٍ .

     قَوْلُهُ  شَرِّدْ فَرِّقْ هُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ أَيْضًا .

     قَوْلُهُ  ليثبتوك يحبسوك وَصله بن أبي حَاتِم من طَرِيق بن جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْهُ وَرَوَى أَحْمَدُ وَالطَّبَرَانِيُّ من حَدِيث بن عَبَّاسٍ قَالَ تَشَاوَرَتْ قُرَيْشٌ فَقَالَ بَعْضُهُمْ إِذَا أَصْبَحَ مُحَمَّدٌ فَأَثْبِتُوهُ بِالْوَثَاقِ الْحَدِيثَ .

     قَوْلُهُ  ذُوقُوا بَاشِرُوا وَجَرِّبُوا وَلَيْسَ هَذَا مِنْ ذَوْقِ الْفَمِ هُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ أَيْضًا وَنَظِيرُهُ .

     قَوْلُهُ  تَعَالَى لَا يذوقون فِيهَا الْمَوْت .

     قَوْلُهُ  حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ كَذَا ثَبَتَ هَذَا الْحَدِيثُ فِي آخِرِ هَذِهِ التَّفَاسِيرِ عِنْدَ أَبِي ذَرٍّ وَثَبَتَ عِنْدَ غَيْرِهِ فِي أَثْنَائِهَا وَالْخَطْبُ فِيهِ سَهْلٌ وَالْحَدِيثُ الْمَذْكُورُ سَيَأْتِي بِأَتَمَّ مِنْ هَذَا فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ الْحَشْرِ وَيَأْتِي شَرْحُهُ هُنَاكَ وَقَدْ تَقَدَّمَ طَرَفٌ مِنْهُ أَيْضا فِي الْمَغَازِي قَوْله

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  باب .

     قَوْلُهُ : {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} [الأنفال: 1] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الأَنْفَالُ: الْمَغَانِمُ، قَالَ قَتَادَةُ: رِيحُكُمْ: الْحَرْبُ.
يُقَالُ: نَافِلَةٌ: عَطِيَّةٌ
( قوله) تعالى: ( {يسألونك}) من حضر بدرًا ( {عن الأنفال}) أي عن حكمها لاختلاف وقع بينهم فيها يأتي ذكره إن شاء الله تعالى ( {قل الأنفال لله والرسول}) يقسمها -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على ما يأمره الله تعالى ( {فاتقوا الله}) في الاختلاف ( {وأصلحوا ذات بينكم}) [الأنفال: 1] أي الحال التي بينكم إصلاحًا يحصل به الألفة والاتفاق وذلك بالمواساة والمساعدة في الغنائم، وسقط قوله {يسألونك} الخ لأبي ذر.

( قال ابن عباس) -رضي الله عنهما- فيما وصله من طريق علي بن أبي طلحة عنه: ( الأنفال) هي ( المغانم) كانت لرسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خالصة ليس لأحد فيها شيء، وقيل سميت الغنائم أنفالًا لأن المسلمين فضلوا بها على سائر الأمم الذين لم تحل لهم وسمي التطوع نافلة لزيادته على الفرض، ويعقوب لكونه زيادة على ما سأل، وفي الاصطلاح ما شرطه الإمام لمن يباشر خطر التقدم طليعة وكشرط السلب للقاتل.

( قال قتاة) فيما رواه عبد الرزاق في قوله تعالى: وتذهب ( {ريحكم}) [الأنفال: 46] أي ( الحرب) وقيل: المراد الحقيقة فإن النصر لا يكون إلا بريح يبعثها الله تعالى وفي الحديث نصرت بالصبا ( يقال نافلة) أي ( عطية) .


[ قــ :4391 ... غــ : 4645 ]
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ:.

.

قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- سُورَةُ الأَنْفَالِ قَالَ: نَزَلَتْ فِي بَدْرٍ، الشَّوْكَةُ: الْحَدُّ، مُرْدَفِينَ: فَوْجًا بَعْدَ فَوْجٍ، رَدِفَنِي وَأَرْدَفَنِي جَاءَ بَعْدِي، ذُوقُوا: بَاشِرُوا وَجَرِّبُوا وَلَيْسَ هَذَا مِنْ ذَوْقِ الْفَمِ، فَيَرْكُمَهُ: يَجْمَعُهُ.
شَرِّدْ: فَرِّقْ، وَإِنْ جَنَحُوا: طَلَبُوا، يُثْخِنَ: يَغْلِبَ..
     وَقَالَ  مُجَاهِدٌ: مُكَاءً: إِدْخَالُ أَصَابِعِهِمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ، وَتَصْدِيَةً: الصَّفِيرُ، لِيُثْبِتُوكَ: لِيَحْبِسُوكَ.

وبه قال: ( حدّثني) بالإفراد ( محمد بن عبد الرحيم) صاعقة قال: ( حدثنا سعيد بن سليمان) سعدويه البغدادي قال: ( أخبرنا هشيم) بضم الهاء وفتح المعجمة مصغرًا ابن بشير الواسطي قال: ( أخبرنا أبو بشر) بكسر الموحدة وسكون المعجمة جعفر بن أبي وحشية إياس الواسطي ( عن سعيد بن جبير) أنه ( قال: قلت لابن عباس -رضي الله عنهما- سورة الأنفال) ما سبب نزولها؟ ( قال: نزلت في) غزوة ( بدر) .

وروى أبو داود والنسائي وابن جرير وابن مردويه واللفظ له وابن حيان والحاكم من طرق عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما كان يوم بدر قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "من صنع كذا وكذا فله كذا وكذا" فتسارع في ذلك شبان الرجال وبقي الشيوخ تحت الرايات، فلما كانت الغنائم جاؤوا يطلبون الذي جعل لهم فقال الشيوخ لا تستأثروا علينا فإنا كنا ردءًا لو انكشفتم فئتم فتنازعوا فأنزل الله {يسألونك عن الأنفال} إلى قوله: {إن كنتم مؤمنين}.

( {الشوكة}) في قوله تعالى: {وتودّون أن غير ذات الشوكة} [الأنفال: 7] ( الحد) بالحاء المهملة أي تحبون أن الطائفة التي لا حدّ لها ولا منعة ولا قتال وهي العير تكون لكم وتكرهون ملاقاة النفير لكثرة عددهم وهذا ساقط لأبي ذر.

وقوله: ( {مردفين}) بكسر الدال أي متبعين من أردفته إذا اتبعته أو جئت بعده ( فوجًا بعد فوج) .
يقال: ( ردفني) بكسر الدال ( وأردفني) أي ( جاء بعدي) وعن ابن عباس وراء كل ملك ملك وعنه مما روي من طريق علي بن أبي طلحة قال: وأمدّ الله تعالى نبيه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- والمؤمنين بألف من الملائكة وكان جبريل في خمسمائة من الملائكة مجنبة وميكائيل في خمسمائة مجنبة.

( ذوقوا) يريد قوله تعالى: {ذلكم فذوقوه} [الأنعام: 14] أي ( باشروا وجربوا) أي العذاب العاجل من ضرب الأعناق وقطع الأطراف ( وليس هذا من ذوق الفم) .

وقوله: ( {فيركمه}) قال أبو عبيدة أي ( يجمعه) ويضم بعضه على بعض أو يجعل الكافر مع ما أنفق للصد عن سبيل الله إلى جهنم ليكون المال عذابًا عليه كقوله تعالى: {فتكوي بها جباهم} [التوبة: 35] .

( شرّد) يريد قوله تعالى: {فإما تثقفنهم في الحرب فشرِّد بهم من خلفهم} [الأنفال: 57] قال أبو عبيدة أي ( فرق) .
وقال عطاء: غلظ عقوبتهم وأثخنهم قتلًا ليخاف من سواهم العدو ( {وإن جنحوا}) أي ( طلبوا السلم والسلم والسلام واحد) وهذا ثابت للأبوين للسلم للصلح.

( {يثخن}) في الأرض قال أبو عبيدة: أي ( يغلب) بكثرة القتل في العدوّ والمبالغة فيه حتى يذل الكفر ويعز الإسلام.

( وقال مجاهد) : في قوله تعالى: {وما كان صلاتهم عند البيت إلاّ} ( {مكاء}) [الأنفال: 35] هو ( إدخال أصابعهم في أفواههم، وتصدية الصفير}) كذا رواه عبد بن حميد عن مجاهد، وعن ابن عمر مما رواه ابن جرير المكاء الصفير والتصدية التصفيق، وعن ابن عباس مما رواه ابن أبي حاتم كانت قريش تطوف بالبيت عراة تصفر وتصفق.

( {ليثبتوك}) أي ( ليحبسوك) وما روي عن عبيد بن عمير أن قريشًا لما ائتمروا بالنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ليثبتوه أو يقتلوه أو يخرجوه قال له عمه أبو طالب: هل تدري ما ائتمروا بك؟ قال: ( يريدون أن يسجنوني أو يقتلوني أو يخرجوني) فقال: من أخبرك بهذا؟ قال: "رب الخير" الخ ...
تعقبه ابن كثير بأن ذكر أبي طالب فيه غريب جدًا بل منكر لأن هذه الآية مدنية، وهذه القصة إنما كانت ليلة الهجرة بعد موت أبي طالب بنحو ثلاث سنين.

وذكر ابن إسحاق عن ابن عباس أنهم اجتمعوا في دار الندوة فدخل عليهم إبليس في صورة شيخ نجدي فقال بعضهم: تحبسونه في بيت وتسدّون منافذه غير كوّة تلقون إليه طعامه وشرابه منها حتى يموت فقال إبليس: بئس الرأي يأتيكم من يقاتلكم من قومه ويخلصه من أيديكم، وقال هشام بن عمرو: رأيي أن تحملوه على جمل فتخرجوه من أرضكم فلا يضرّكم ما صنع فقال بئس الرأي يفسد قومًا غيركم ويقاتلكم بهم، فقال أبو جهل: أنا أرى أن تأخذوا من كل بطن غلامًا وتعطوه سيفًا فيضربه ضربة واحدة فيتفرق دمه في القبائل، فقال إبليس: صدق هذا الفتى فتفرقوا على رأيه، فأتى جبريل النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأخبره بالخبر وأمره بالهجرة، وأنزل الله عليه بعد قدومه المدينة الأنفال يذره نعمته عليه {وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك} [الأنفال: 30] .

وقد منع بعضهم حديث إبليس وتغيير صورته لأن فيه إعانة للكفار ولا يليق بحكمة الله تعالى أن يجعل إبليس قادرًا عليه، وأجيب: بأنه إذا لم يبعد أن يسلطه الله على قريش بالوسوسة فيما صدر منهم فكيف يبعد ذلك.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  (بابٌُ قوْلُهُ: { يَسألُونَكَ عنِ الأنْفالِ قُلِ الأنْفالُ لله والرَّسولِ فاتقُوا الله وأصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنَكُمْ} (الْأَنْفَال: 1)

أَي: هَذَا بابُُ فِي قَوْله تَعَالَى: { يَسْأَلُونَك عَن الْأَنْفَال} إِلَى آخِره، وَلَيْسَ فِي كثير من النّسخ لفظ: بابُُ.
قَوْله: (يَسْأَلُونَك) ، يَعْنِي: يَسْأَلك أَصْحَابك يَا مُحَمَّد عَن الْغَنَائِم الَّتِي غنمتها أَنْت وَأَصْحَابك يَوْم بدر لمن هِيَ، فَقيل: هِيَ لله وَرَسُوله، وَقيل: هِيَ أنفال السَّرَايَا، وَقيل: هِيَ مَا شدّ من الْمُشْركين إِلَى الْمُسلمين من عبد أَو دَابَّة وَمَا أشبه ذَلِك، وَقيل: هِيَ مَا أَخذ مِمَّا يسْقط من الْمَتَاع بعد مَا تقسم الْغَنَائِم فَهُوَ نفل لله وَرَسُوله، وَقيل: النَّفْل الْخمس الَّذِي جعله الله تَعَالَى لأهل الْخمس،.

     وَقَالَ  النّحاس: فِي هَذِه الْآيَة أَقْوَال فأكثرهم على أَنَّهَا مَنْسُوخَة بقوله تَعَالَى: { وَاعْلَمُوا أَنما غَنِمْتُم من شَيْء فَإِن لله خمسه} (الْأَنْفَال: 41).

     وَقَالَ  بَعضهم: هِيَ محكمَة وللأئمة أَن يعملوا بهَا فينفلوا من شاؤوا إِذا كَانَ ذَلِك صَلَاح الْمُسلمين، وَفِي تَفْسِيره مكي: أَكثر النَّاس على أَنَّهَا محكمَة، وَمِمَّنْ قَالَه أَيْضا ابْن عَبَّاس.
قَوْله: (فَاتَّقُوا الله) ، الْآيَة أَي: خَافُوا من الله بترك مُخَالفَة رَسُوله.
قَوْله: (وَأَصْلحُوا ذَات بَيْنكُم) ، أَي: أَحْوَال بَيْنكُم حَتَّى تكون أَحْوَال ألفة ومحبة، والبين: الْوَصْل كَقَوْلِه: لقد تقطع بَيْنكُم.

{ قَالَ ابنُ عبّاسٍ: الأنْفالُ المَغانِمُ}
هَذَا التَّعْلِيق وَصله ابْن أبي حَاتِم من طَرِيق عَليّ بن أبي طَلْحَة عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ: الْأَنْفَال الْمَغَانِم كَانَت لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَالِصَة لَيْسَ لأحد فِيهَا شَيْء.

قَالَ قَتادَةُ رْيحُكُمْ الحَرْبُ
أَشَارَ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { وَلَا تنازعوا فتفشلوا وَتذهب ريحكم} (الْأَنْفَال: 8) وَفسّر قَتَادَة الرّيح بِالْحَرْبِ، وروى هَذَا التَّعْلِيق عبد الرَّزَّاق فِي (تَفْسِيره) عَن معمر عَنهُ، وَفِي التَّفْسِير: وَتذهب ريحكم أَي قوتكم وحدتكم وَمَا كُنْتُم من الاقبال.

يُقالُ نافِلَةٌ عَطِيَّةٌ
إِنَّمَا ذكر هَذَا اسْتِطْرَادًا لِأَن فِي معنى الْأَنْفَال الَّتِي هِيَ الْمَغَانِم معنى الْعَطِيَّة.
قَالَ الْجَوْهَرِي: النَّفْل والنافلة عَطِيَّة التَّطَوُّع من حَيْثُ لَا تجب، وَمِنْه نَافِلَة الصَّلَاة،.

     وَقَالَ  أَبُو عُبَيْدَة فِي قَوْله تَعَالَى: { وَمن اللَّيْل فتهجد بِهِ نَافِلَة} (الْإِسْرَاء: 79) أَي: غنيمَة.



[ قــ :4391 ... غــ :4645 ]
- ح دَّثني مُحَمَّدُ بنُ عبْدِ الرَّحِيمِ حدّثنا سعِيدُ بنُ سُلَيْمانَ أخبرَنا هُشَيْمٌ أخبرنَا أَبُو بِشْرٍ عنْ سعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ قَالَ.

.

قُلْتُ ل ابنِ عبَّاسٍ رَضِي الله عَنْهُمَا سورَةُ الأنْفَالِ قَالَ نَزَلَتْ فِي بَدْرٍ.

مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة.
وَمُحَمّد بن عبد الرَّحِيم أَبُو يحيى كَانَ يُقَال لَهُ صَاعِقَة، وَسَعِيد بن سُلَيْمَان الْبَغْدَادِيّ الْمَشْهُور بسعدويه، وهشيم مصغر الهشم بن بشير الو اسطي، وَأَبُو بشر، بِكَسْر الْبَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون الشين الْمُعْجَمَة: جَعْفَر بن أبي وحشية واسْمه إِيَاس الوَاسِطِيّ.

قَوْله: (سُورَة الْأَنْفَال) أَي: مَا سَبَب نزُول سُورَة الْأَنْفَال؟ قَوْله: (قَالَ نزلت فِي بدر) أَي: قَالَ ابْن عَبَّاس: نزلت سُورَة الْأَنْفَال فِي قَضِيَّة بدر، وَهَذَا أحد الْأَقْوَال وَهُوَ مَا رَوَاهُ أَحْمد بِإِسْنَادِهِ عَن سعد بن أبي وَقاص قَالَ: لما كَانَ يَوْم بدر وَقتل أخي عُمَيْر وَقتلت سعيد بن الْعَاصِ وَأخذت سَيْفه، وَكَانَ يُسمى ذَا الكثيفة، فَأتيت بِهِ نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: إذهب فَاطْرَحْهُ فِي الْقَبْض.
قَالَ: فَرَجَعت وَبِي مَا لَا يُعلمهُ إلاَّ الله من قتل أخي وَأخذ سَلبِي، قَالَ: فَمَا جَاوَزت إلاَّ يَسِيرا حَتَّى نزلت سُورَة الْأَنْفَال، فَقَالَ لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إذهب فَخذ سَيْفك، قلت: الكثيفة، بِضَم الْكَاف وَفتح الثَّاء الْمُثَلَّثَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وبالفاء، وَالْقَبْض، بِفتْحَتَيْنِ: بِمَعْنى الْمَقْبُوض وَهُوَ مَا جمع من الْغَنِيمَة قبل أَن يقسم، وَقيل: إِنَّهَا نزلت هَذِه الْآيَة لِأَن بعض الصَّحَابَة سَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْمغنم شَيْئا قبل قسمته فَلم يُعْطه إِيَّاه إِذْ كَانَ شركا بَين الْجَيْش،.

     وَقَالَ  مقَاتل: نزلت فِي أبي الْيُسْر إِذْ قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أعطنا مَا وعدتنا من الْغَنِيمَة، وَكَانَ قتل رجلَيْنِ وَأسر رجلَيْنِ: الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب وَآخر يُقَال لَهُ سعد بن معَاذ،.

     وَقَالَ  ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد: إِنَّهُم سَأَلُوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، عَن الْخمس بعد الْأَرْبَعَة أَخْمَاس، فَنزلت { يَسْأَلُونَك} (الْأَنْفَال: 1) .

الشَّوْكَةُ الحَدُّ
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { وَإِذ يَعدكُم الله إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لكم وتودون أَن غير ذَات الشَّوْكَة تكون لكم} (الْأَنْفَال: 7) وَفسّر الشَّوْكَة بقوله: (الْحَد) وَفِي التَّفْسِير: أَي تحبون أَن الطَّائِفَة الَّتِي لَا حد لَهَا وَلَا مَنْعَة وَلَا قتال تكون لكم وَهِي العير، وَهَذِه اللَّفْظَة أَعنِي قَوْله: (الشَّوْكَة الْحَد) لم تثبت لأبي ذَر.

مُرْدَفِينَ فوْجاً بعْدَ فوْجٍ رَدِفَنِي وأرْدَفَني جاءَ بَعْدِي
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { إِنِّي مُمِدكُمْ بِأَلف من الْمَلَائِكَة مُردفِينَ} (الْأَنْفَال: 9) وَفسّر مُردفِينَ بقوله: فوجاً بعد فَوْج، وَعَن ابْن عَبَّاس: مُردفِينَ مُتَتَابعين، وَعنهُ: المردفون المدد، وَعنهُ: وَرَاء كل ملك ملك، وَعنهُ: بَعضهم على إِثْر بعض، وَكَذَا قَالَ الضَّحَّاك وَقَتَادَة،.

     وَقَالَ  ابْن جرير: حَدثنِي الْمثنى حَدثنَا إِسْحَاق حَدثنَا يَعْقُوب بن مُحَمَّد الزُّهْرِيّ حَدثنِي عبد الْعَزِيز بن عمرَان عَن الزمعِي عَن أبي الْحُوَيْرِث عَن مُحَمَّد ابْن جُبَير عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ، قَالَ: نزل جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام، وَفِي ألف من الْمَلَائِكَة عَن ميمنة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وفيهَا أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ، وَنزل مِيكَائِيل عَلَيْهِ السَّلَام، فِي ألف من الْمَلَائِكَة عَن ميسرَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَأَنا فِي الميسرة،.

     وَقَالَ  ابْن كثير: وَهَذَا يَقْتَضِي، لَو صَحَّ إِسْنَاده، أَن الْألف مردوفه بِمِثْلِهَا، وَلِهَذَا قَرَأَ بَعضهم مُردفِينَ، بِفَتْح الدَّال.
قَوْله: (ردفني وأردفني) ، أَشَارَ بِهَذَا إِلَى أَن ردف بِكَسْر الدَّال وَأَرْدَفَ بِمَعْنى وَاحِد، قَالَ الطَّبَرِيّ: الْعَرَب تَقول: أردفته وردفته بِمَعْنى،.

     وَقَالَ  الْجَوْهَرِي: ردفه بِالْكَسْرِ أَي تبعه، والردف المرتدف وَهُوَ الَّذِي يركب خلف الرَّاكِب، وأردفته أَنا إِذا أركبته مَعَك، وَذَلِكَ الْموضع الَّذِي يركبه رداف، فَكل شَيْء تبع شَيْئا فَهُوَ ردفه، والترادف التَّتَابُع.

ذُوقُوا باشِرُوا وجَرِّبُوا ولَيْسَ هَذا مِنْ ذَوْقِ الفَمِ
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { ذَلِكُم فذوقوه وَإِن للْكَافِرِينَ عَذَاب النَّار} (الْأَنْفَال: 14) وَفسّر: ذوقوا، بقوله: باشروا وجربوا وَهَذَا من الْمجَاز أَن يسْتَعْمل الذَّوْق وَهُوَ مِمَّا يتَعَلَّق بالأجسام فِي الْمعَانِي، كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: { فذاقوا وبال أَمرهم} (الْحَشْر: 15 والتغابن: 5) وَلِهَذَا قيد بقوله: وَلَيْسَ هَذَا من ذوق الْفَم، وَالضَّمِير الْمَنْصُوب فِي: فذوقوه، يرجع إِلَى الْعقَاب الْمَذْكُور قبله، وَهُوَ قَوْله: { فَإِن الله شَدِيد الْعقَاب} (الْبَقَرَة: 211 والأنفال: 13) .

فيَرْكُمُهُ يَجْمَعُهُ
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله: { ليميز الله الْخَبيث من الطّيب وَيجْعَل الْخَبيث بعضه على بعض فيركمه} (الْأَنْفَال: 37) وَفسّر: يركمه، بقوله: يجمعه، وَكَذَا فسره أَبُو عُبَيْدَة، فَقَالَ: يجمعه بعضه فَوق بعض، وَكَذَا رَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم عَن يزِيد القراطيسي عَن إصبغ عَن ابْن زيد، والركم جمع الشَّيْء بعضه على بعض، كَمَا قَالَ فِي السَّحَاب: ثمَّ يَجعله ركاماً أَي: متراكباً، وَالْمعْنَى: ليميز الله الْفَرِيق الْخَبيث من الْكفَّار من الْفَرِيق الطّيب من الْمُؤمنِينَ فَيجْعَل الْفَرِيق الْخَبيث بعضه على بعض فيركمه جَمِيعًا حَتَّى يتراكبوا فَيَجْعَلهُ فِي جَهَنَّم، وَالضَّمِير الْمَنْصُوب فِي: فيركمه، يرجع إِلَى الْفَرِيق الْخَبيث.

شَرِّدْ فَرِّقْ
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { فإمَّا تثقفنهم فِي الْحَرْب فشرد بهم من خَلفهم لَعَلَّهُم يذكرُونَ} (الْأَنْفَال: 57) وَفسّر لفظ: شرد بقوله: فرق، وَكَذَا فسره أَبُو عُبَيْدَة،.

     وَقَالَ  الزّجاج: تفعل بهم فعلا من الْقَتْل والتفريق، قَالَ: وَهُوَ بذال مُعْجمَة ومهملة لُغَتَانِ، وَفِي التَّفْسِير: أَي نكل بهم، كَذَا فسره ابْن عُيَيْنَة،.

     وَقَالَ  ابْن عَبَّاس وَالْحسن وَالضَّحَّاك وَالسُّديّ وَعَطَاء الْخُرَاسَانِي: مَعْنَاهُ غلظ عقوبتهم وأثخنهم قتلا ليخاف من سواهُم من الْأَعْدَاء من الْعَرَب وَغَيرهم.

وإِنْ جَنَحُوا طَلَبُوا
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { وَإِن جنحوا للسلم فاجنح لهاوتوكل على الله} (الْأَنْفَال: 61) وَفسّر: جنحوا، بقوله: طلبُوا،.

     وَقَالَ  أَبُو عُبَيْدَة: أَي إِن رجعُوا إِلَى المسالمة وطلبوا الصُّلْح، وَفِي التَّفْسِير: أَي وَإِن مالوا إِلَى المسالمة والمهادنة فاجنح لَهَا أَي، مل إِلَيْهَا وَاقْبَلْ مِنْهُم ذَلِك.

يُثْخِنَ يَغْلِبَ
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { وَمَا كَانَ لنَبِيّ أَن يكون لَهُ أسرى حَتَّى يثخن فِي الأَرْض} (الْأَنْفَال: 67) وَفسّر قَوْله: يثخن، بقوله: يغلب، وَكَذَا فسره أَبُو عُبَيْدَة، وروى ابْن أبي حَاتِم عَن منْجَاب بن الْحَارِث عَن بشر بن عمَارَة عَن أبي روق عَن الضَّحَّاك عَن ابْن عَبَّاس بِلَفْظ: يظْهر على الأَرْض.

وَقَالَ مجاهِدٌ مُكاءً إدْخالُ أصابِعِهِمْ فِي أفْوَاهِهِمْ: وتَصْدِيَةَ الصَّفِيرُ
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { وَمَا كَانَ صلَاتهم عِنْد الْبَيْت إلاَّ مكاء وتصدية فَذُوقُوا الْعَذَاب بِمَا كُنْتُم تكفرون} (الْأَنْفَال: 35) وَفسّر: المكاء، بقوله: إِدْخَال أَصَابَهُم فِي أَفْوَاههم، قَالَه عبد الله بن عَمْرو ابْن عَبَّاس وَمُجاهد وَعِكْرِمَة وَسَعِيد بن جُبَير وَأَبُو رَجَاء العطاردي وَمُحَمّد بن كَعْب الْقرظِيّ وَحجر بن عَنْبَس ونبيط بن شريط وَقَتَادَة بن زيد بن أسلم: المكاء، الصفير وَزَاد مُجَاهِد: وَكَانُوا يدْخلُونَ أَصَابِعهم فِي أَفْوَاههم، والتصدية فَسرهَا البُخَارِيّ بقوله: الصفير، وَكَذَا فَسرهَا مُجَاهِد رَوَاهُ عبد بن حميد من طَرِيق ابْن أبي نجيح عَنهُ، وَفَسرهُ أَبُو عُبَيْدَة بالتصفيق حَيْثُ قَالَ: التصدية صفق الأكف،.

     وَقَالَ  ابْن جرير بِإِسْنَادِهِ عَن ابْن عمر: المكاء الصفير والتصدية التصفيق،.

     وَقَالَ  ابْن أبي حَاتِم بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْن عَبَّاس فِي هَذِه الْآيَة: كَانَت قُرَيْش تَطوف بِالْبَيْتِ عُرَاة تصفر وتصفق.

لِيُثْبِتُوكَ ليَحْبِسوكَ
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله عز وَجل: { وَإِذا يمكر بك الَّذين كفرُوا ليثبتوك أَو يَقْتُلُوك أَو يخرجوك} (الْأَنْفَال: 30) الْآيَة وَفسّر قَوْله: (ليثبتوك) بقوله: ليحبسوك، وَبِه فسر عَطاء وَابْن زيد،.

     وَقَالَ  السّديّ: الْإِثْبَات هُوَ الْحَبْس والوثاق،.

     وَقَالَ  ابْن عَبَّاس وَمُجاهد وَقَتَادَة: ليثبتوك ليقيدوك،.

     وَقَالَ هُ سنيد عَن حجاج عَن ابْن جريج، قَالَ عَطاء: سَمِعت عبيد بن عُمَيْر يَقُول: لما ائْتَمرُوا بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليثبتوه أَو يقتلوه أَو يخرجوه قَالَ لَهُ عَمه أَبُو طَالب: هَل تَدْرِي مَا ائتمر بك؟ قَالَ: يُرِيدُونَ أَن يسجروني أَو يقتلوني أَو يُخْرِجُونِي، قَالَ: من خبرك بِهَذَا؟ قَالَ: رَبِّي، قَالَ: نعم الرب رَبك اسْتَوْصِ بِهِ خيرا، قَالَ: أَنا أستوصي بِهِ؟ بل هُوَ يستوصي بِي.
وَرَوَاهُ ابْن جرير أَيْضا بِإِسْنَادِهِ إِلَى عبيد بن عُمَيْر عَن الْمطلب بن أبي ودَاعَة نَحوه،.

     وَقَالَ  ابْن كثير: ذكر أبي طَالب هُنَا غَرِيب جدا بل مُنكر لِأَن هَذِه الْآيَة مَدَنِيَّة ثمَّ إِن هَذِه الْقِصَّة واجتماع قُرَيْش على هَذَا الائتمار والمشاورة على الْإِثْبَات أَو النَّفْي أَو الْقَتْل إِنَّمَا كَانَ لَيْلَة الْهِجْرَة سَوَاء، وَكَانَ ذَلِك بعد موت أبي طَالب بِنَحْوِ من ثَلَاث سِنِين لما تمكنوا مِنْهُ واجترؤوا عَلَيْهِ بِسَبَب موت عَمه أبي طَالب الَّذِي كَانَ يحوطه وينصره وَيقوم بأعبائه، وَاعْلَم أَن هَذِه الْأَلْفَاظ وَقعت فِي كثير من النّسخ مُخْتَلفَة بِحَسب تَقْدِيم بَعْضهَا على بعض وَتَأْخِير بَعْضهَا عَن بعض.
إنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ الله الصُّمُّ البُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ
هَذَا يعم جَمِيع من أشرك بِاللَّه عز وَجل من حَيْثُ الظَّاهِر وَإِن كَانَ سَبَب نُزُوله خَاصّا على مَا رُوِيَ عَن مُجَاهِد أَن المُرَاد بهؤلاء نفر من بني عبد الدَّار من قُرَيْش،.

     وَقَالَ  مُحَمَّد بن إِسْحَاق: هم المُنَافِقُونَ، وَأخْبر الله تَعَالَى عَنْهُم أَن هَذَا الضَّرْب من بني آدم سيء الْخلق والخليفة، فَقَالَ: إِن شَرّ الدَّوَابّ الصم أَي عَن سَماع الْحق إِلَيْكُم عَن فهمه وَلِهَذَا قَالَ: لَا يعْقلُونَ، فَهَؤُلَاءِ شَرّ الْبَريَّة لِأَن كل دَابَّة مِمَّا سواهُم مطيعة لله تَعَالَى فِيمَا خلقهَا لَهُ، وَهَؤُلَاء خلقُوا لِلْعِبَادَةِ فَكَفرُوا وَلِهَذَا شبههم بالأنعام فِي قَوْله: { أُولَئِكَ كالأنعام بل هم أضلّ سَبِيلا} (الْأَعْرَاف: 179) .