3429 كَمَا حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ الرَّقِّيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ ح وَكَمَا حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ ، وَبِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ ، قَالَا : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو إِيَاسٍ وَهُوَ مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُغَفَّلِ ، يَقُولُ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ عَلَى نَاقَةٍ وَهُوَ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفَتْحِ ، فَرَجَّعَ فِيهَا ، قَالَ شُعْبَةُ : وَقَرَأَ أَبُو إِيَاسٍ الْفَتْحَ ، وَقَالَ أَبُو إِيَاسٍ : لَوْلَا أَنْ يَجْتَمِعَ النَّاسُ ، لَقَرَأْتُ بِهَذَا اللَّحْنِ ، أَوْ قَالَ : بِذَاكَ اللَّحْنِ وَاللَّفْظُ لِيَزِيدَ فَدَلَّ مَا ذَكَرْنَا عَنْ أَنَسٍ أَنَّ الْفَتْحَ الْمُرَادَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ ، وَفِي هَذِهِ الْآثَارِ إِنَّمَا أُرِيدَ بِهِ فَتْحُ الْحُدَيْبِيَةِ لَا فَتْحُ مَكَّةَ ، وَإِنَّمَا أُضِيفَ ذَلِكَ الْفَتْحُ إِلَى مَكَّةَ ؛ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَطَعَ بِهِ عَنْ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ عَنْ أَصْحَابِهِ رِضْوَانُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ مُشْرِكِي أَهْلِ مَكَّةَ مَا كَانُوا لَهُمْ عَلَيْهِ ، وَكَفَّ بِذَلِكَ عَنْهُمْ ، وَكَانَ سَبَبًا فِي رَفْعِ الْحَرْبِ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ ، وَقُوَّةِ أَهْلِ الْإِسْلَامِ عَلَيْهِمْ ، وَكَسْرٍ لِشَوْكَتِهِمْ ، وَكَانَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْوَعِيدِ لِلَّذِينَ جَاءُوهُ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ مَكَّةَ ، فَسَأَلُوهُ مَا سَأَلُوهُ فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ الْمَذْكُورِ فِي صَدْرِ هَذَا الْبَابِ مِنَ الْوَعِيدِ لَهُمْ إِنْ لَمْ يَنْتَهُوا مَا أَوْعَدَهُمْ بِهِ ، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا وَهُمْ عَلَى الْكُفْرِ ؛ وَلِأَنَّ مَكَّةَ دَارُ حَرْبٍ ، ثُمَّ كَفَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ذَلِكَ مِنْهُمْ ، وَفَتَحَ عَلَيْهِ مَكَّةَ ، وَدَخَلُوا بِذَلِكَ فِي الْإِسْلَامِ عَلَى مَا دَخَلُوا عَلَيْهِ فِيهِ مِنْ طَوْعٍ أَوْ مِنْ كُرْهٍ وَاللَّهَ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ |
3429 كما حدثنا عبد الملك بن مروان الرقي ، قال : حدثنا حجاج بن محمد ح وكما حدثنا يزيد بن سنان ، قال : حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي ، وبشر بن عمر الزهراني ، قالا : حدثنا شعبة بن الحجاج ، قال : أخبرنا أبو إياس وهو معاوية بن قرة ، قال : سمعت عبد الله بن المغفل ، يقول : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة على ناقة وهو يقرأ سورة الفتح ، فرجع فيها ، قال شعبة : وقرأ أبو إياس الفتح ، وقال أبو إياس : لولا أن يجتمع الناس ، لقرأت بهذا اللحن ، أو قال : بذاك اللحن واللفظ ليزيد فدل ما ذكرنا عن أنس أن الفتح المراد في هذه الآية ، وفي هذه الآثار إنما أريد به فتح الحديبية لا فتح مكة ، وإنما أضيف ذلك الفتح إلى مكة ؛ لأن الله عز وجل قطع به عن رسوله صلى الله عليه وسلم ، ثم عن أصحابه رضوان الله عليهم من مشركي أهل مكة ما كانوا لهم عليه ، وكف بذلك عنهم ، وكان سببا في رفع الحرب بينه وبينهم ، وقوة أهل الإسلام عليهم ، وكسر لشوكتهم ، وكان من رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوعيد للذين جاءوه من قريش من مكة ، فسألوه ما سألوه في حديث علي المذكور في صدر هذا الباب من الوعيد لهم إن لم ينتهوا ما أوعدهم به ، ولا يكون ذلك إلا وهم على الكفر ؛ ولأن مكة دار حرب ، ثم كفاه الله عز وجل ذلك منهم ، وفتح عليه مكة ، ودخلوا بذلك في الإسلام على ما دخلوا عليه فيه من طوع أو من كره والله نسأله التوفيق |