هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
3374 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ فُلَانِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا : يَا عَائِشَةُ ، إِيَّاكِ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ ، فَإِنَّ لَهَا مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ طَالِبًا وَحَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ ، قَالَا : حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ بَانَكَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَوْفُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الطُّفَيْلِ ، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا ، ثُمَّ ذَكَرَا مِثْلَهُ وَحَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ بَانَكَ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَوْفُ بْنُ الْحَارِثِ ، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ ، ثُمَّ ذَكَرَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ غُلَيْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَهْمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ بَانَكَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَوْفُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الطُّفَيْلِ ، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : وَمِمَّا ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ فِي كِتَابِهِ فِي الطَّبَقَاتِ ، فَقَالَ : وَعَوْفُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الطُّفَيْلِ بْنِ الْحَارِثِ الْأَزْدِيُّ ، قَالَ : وَالطُّفَيْلُ يَعْنِي جَدَّهُ أَخُو عَائِشَةَ لِأُمِّهَا ، وَهُوَ ابْنُ أُمِّ رُومَانَ ، قَدِمَ الْحَارِثُ مِنَ السَّرَاةِ ، فَحَالَفَ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَاتَّبَعَهُ ، وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ أُمُّ رُومَانَ وَوَلَدُهُ ، ثُمَّ مَاتَ ، فَتَزَوَّجَ أَبُو بَكْرٍ أُمَّ رُومَانَ ، وَدَعْوَتُهُمُ الْيَوْمَ فِي بَنِي تَمِيمٍ فَتَأَمَّلْنَا هَذَا الْحَدِيثَ ، فَوَجَدْنَا فِيهِ تَحْذِيرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلَ الْإِيمَانِ مِنْ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ ، فَدَلَّ ذَلِكَ أَنَّهُمْ مَأْخُوذُونَ بِهَا مَعَ إِيمَانِهِمْ ، مُعَاقَبُونَ عَلَيْهَا إِلَّا أَنْ يَعْفُوَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُمْ ، وَفِي ذَلِكَ مَا قَدْ دَلَّ عَلَى أَنَّ الْإِيمَانَ لَا يَرْفَعُ عُقُوبَاتِ صِغَارِ الذُّنُوبِ ، وَإِذَا كَانَ لَا يَرْفَعُ عُقُوبَاتِ صِغَارِهَا ، كَانَ بِأَنْ لَا يَرْفَعُ عُقُوبَاتِ كِبَارِهَا أَوْلَى ، وَفِي ذَلِكَ مَا قَدْ دَلَّ عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ فِي الْبَابَيْنِ اللَّذَيْنِ ذَكَرْنَاهُمَا قَبْلَ هَذَا الْبَابِ ، وَقَدْ وَجَدْنَا فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا يَدُلُّ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى ، وَهُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : { وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَا لِهَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا } ، وَفِي ذَلِكَ مَا قَدْ دَلَّ عَلَى أَنَّ أَهْلَ الْوَعْدِ الْمَذْكُورِينَ فِي حَدِيثَيْ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَأَبِي هُرَيْرَةَ عِنْدَ تِلَاوَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } وَعِنْدَ جَوَابِهِ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَمِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ لِمَا قَالَهُ لَهُ : وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ بِمَا أَجَابَهُ بِهِ مِنْهُمَا ، وَإِنَّهُمْ زَالُوا بَعْدَ الزِّنَى وَبَعْدَ السَّرِقَةِ اللَّذَيْنِ كَانَا مِنْهُمْ عَنِ الزِّنَى وَالسَّرِقَةِ اللَّذَيْنِ كَانَا مِنْهُمْ إِلَى ضِدِّهِمَا ، فَخَرَجُوا مِنْ أَهْلِ الْوَعِيدِ لِأَهْلِ الْمَعْنَى الْأَوَّلِ ، وَدَخَلُوا فِي أَهْلِ الْوَعْدِ الَّذِي أَعْقَبَهُ ، فَبَانَ بِحَمْدِ اللَّهِ وَنِعْمَتِهِ بِمَا ذَكَرْنَا مِنْ مَعَانِي أَحَادِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا ذَكَرْنَا مِمَّا بَانَ بِهِ مِنْهُمَا ، وَاللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
3374 حدثنا يزيد بن سنان ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : حدثنا سعيد بن مسلم ، عن عامر بن عبد الله بن الزبير ، عن فلان بن الحارث ، عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها : يا عائشة ، إياك ومحقرات الذنوب ، فإن لها من الله عز وجل طالبا وحدثنا بكار بن قتيبة ، وإبراهيم بن مرزوق ، قالا : حدثنا أبو عامر العقدي ، قال : حدثنا سعيد بن مسلم بن بانك ، قال : سمعت عامر بن عبد الله بن الزبير ، قال : حدثني عوف بن الحارث بن الطفيل ، أن عائشة أخبرته أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها ، ثم ذكرا مثله وحدثنا صالح بن عبد الرحمن بن عمرو بن الحارث ، قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي ، قال : حدثنا سعيد بن مسلم بن بانك ، عن عامر بن عبد الله بن الزبير ، قال : أخبرني عوف بن الحارث ، أن عائشة أخبرته ، ثم ذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله وحدثنا الحسن بن غليب ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد الفهمي ، قال : حدثنا سعيد بن مسلم بن بانك ، قال : سمعت عامر بن عبد الله بن الزبير ، قال : حدثني عوف بن الحارث بن الطفيل ، أن عائشة أخبرته عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم ذكر مثله قال أبو جعفر : ومما ذكره محمد بن سعد في كتابه في الطبقات ، فقال : وعوف بن الحارث بن الطفيل بن الحارث الأزدي ، قال : والطفيل يعني جده أخو عائشة لأمها ، وهو ابن أم رومان ، قدم الحارث من السراة ، فحالف أبا بكر رضي الله عنه ، واتبعه ، ومعه امرأته أم رومان وولده ، ثم مات ، فتزوج أبو بكر أم رومان ، ودعوتهم اليوم في بني تميم فتأملنا هذا الحديث ، فوجدنا فيه تحذير رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الإيمان من محقرات الذنوب ، فدل ذلك أنهم مأخوذون بها مع إيمانهم ، معاقبون عليها إلا أن يعفو الله عز وجل عنهم ، وفي ذلك ما قد دل على أن الإيمان لا يرفع عقوبات صغار الذنوب ، وإذا كان لا يرفع عقوبات صغارها ، كان بأن لا يرفع عقوبات كبارها أولى ، وفي ذلك ما قد دل على ما ذكرناه في البابين اللذين ذكرناهما قبل هذا الباب ، وقد وجدنا في كتاب الله عز وجل ما يدل على هذا المعنى ، وهو قوله عز وجل : { ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا } ، وفي ذلك ما قد دل على أن أهل الوعد المذكورين في حديثي أبي الدرداء وأبي هريرة عند تلاوة رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ولمن خاف مقام ربه جنتان } وعند جوابه كل واحد من أبي الدرداء ومن أبي هريرة لما قاله له : وإن زنى وإن سرق بما أجابه به منهما ، وإنهم زالوا بعد الزنى وبعد السرقة اللذين كانا منهم عن الزنى والسرقة اللذين كانا منهم إلى ضدهما ، فخرجوا من أهل الوعيد لأهل المعنى الأول ، ودخلوا في أهل الوعد الذي أعقبه ، فبان بحمد الله ونعمته بما ذكرنا من معاني أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ذكرنا مما بان به منهما ، والله عز وجل نسأله التوفيق
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،