هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
4630 وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى رَاوِي مُسْنَدِ مُسَدَّدٍ فِيمَا زَادَ فِيهِ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي شُعَيْبٍ , حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَرَّانِيُّ , حَدَّثَنَا مُنْتَصِرُ بْنُ دِينَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ : وَجَّهَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ نَضْلَةَ بْنَ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيَّ فِي ثَلَاثِمِائَةٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ فَأَغَارُوا عَلَى حُلْوَانَ فَاقْتَحَمَهَا ، فَأَصَابَ غَنَائِمَ كَثِيرَةً ، وَسَبْيًا كَثِيرًا ، فَجَاءُوا يَسُوقُونَ مَا مَعَهُمْ ، وَهُمْ بَيْنَ جَبَلَيْنِ حَتَّى أَدْرَكَهُمُ الْعَصْرُ ، فَقَالَ لَهُمْ نَضْلَةُ : اصْرِفُوا الْغَنَائِمَ إِلَى سَفْحِ الْجَبَلِ . فَفَعَلُوا ، ثُمَّ قَامَ نَضْلَةُ فَنَادَى بِالْأَذَانِ ، فَقَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، فَأَجَابَهُ صَوْتٌ مِنَ الْجَبَلِ ، لَا يُرَى مَعَهُ صُورَةٌ : كَبَّرْتَ كَبِيرًا يَا نَضْلَةُ قَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ : أَخْلَصْتَ يَا نَضْلَةُ إِخْلَاصًا . قَالَ : أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ قَالَ : نَبِيٌّ بُعِثَ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ . قَالَ : حَيِّ عَلَى الصَّلَاةِ قَالَ : فَرِيضَةٌ فُرِضَتْ . قَالَ : حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ , قَالَ : أَفْلَحَ مَنْ أَتَاهَا وَوَاظَبَ عَلَيْهَا , قَالَ : قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ قَالَ : الْبَقَاءُ لَأُمَّةِ مُحَمَّدٍ وَعَلَى رُءُوسِهَا تَقُومُ السَّاعَةُ . فَلَمَّا صَلُّوا قَامَ نَضْلَةُ فَقَالَ : أَيُّهَا الْمُتَكَلِّمُ الْكَلَامَ الْحَسَنَ الطَّيِّبَ الْجَمِيلَ ، قَدْ سَمِعْنَا كَلَامًا حَسَنًا أَفَمِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ أَنْتَ ، أَمْ طَائِفٌ ، أَمْ سَاكِنٌ ؟ ابْرُزْ لَنَا ، فَكَلِّمْنَا ، فَإِنَّا وَفْدُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَوَفْدُ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ : فَبَرَزَ لَهُمْ شَيْخٌ مِنْ شِعْبٍ مِنْ تِلْكَ الشِّعَابِ ، أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ ، لَهُ هَامَةٌ كَأَنَّهَا رَحًا ، طَوِيلُ اللِّحْيَةِ فِي طِمْرَيْنِ مِنْ صُوفٍ أَبْيَضَ ، فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ، فَرَدُّوا عَلَيْهِ السَّلَامَ ، فَقَالَ لَهُ نَضْلَةُ مَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ ؟ قَالَ : أَنَا زَرْنَبُ بْنُ ثَرْمَلَا وَصِيُّ الْعَبْدِ الصَّالِحِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ دَعَا لِي بِالْبَقَاءِ إِلَى نُزُولِهِ مِنَ السَّمَاءِ ، فَقَرَارِي فِي هَذَا الْجَبَلِ ، فَاقْرَأْ عَلَى عُمَرِ بْنِ الْخَطَّابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ السَّلَامَ ، وَقُلْ لَهُ : اثْبُتْ وَسَدِّدْ وَقَارِبْ ، فَإِنَّ الْأَمْرَ قَدِ اقْتَرَبَ ، وَإِيَّاكَ يَا عُمَرُ إِنْ ظَهَرَتْ خِصَالٌ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ وَأَنْتَ فِيهِمْ ، فَالْهَرَبَ الْهَرَبَ . فَقَالَ نَضْلَةُ : يَا زَرْنَبُ رَحِمَكَ اللَّهُ فَأَخْبِرْنَا بِهَذِهِ الْخِصَالِ ، نَعْرِفُ بِهَا ذَهَابَ دُنْيَانَا وَإِقْبَالَ آخِرَتِنَا . قَالَ : إِذَا اسْتَغْنَى رِجَالُكُمْ بِرِجَالِكُمْ ، وَنِسَاؤُكُمْ بِنِسَائِكُمْ ، وَكَثُرَ طَعَامُكُمْ ، فَلَمْ يَزْدَدْ سِعْرُكُمْ بِذَلِكَ إِلَّا غَلَاءً . وَكَانَتْ خِلَافَتُكُمْ فِي صِبْيَانِكُمْ ، وَكَانَ خُطَبَاءُ مَنَابِرِكُمْ عَبِيدَكُمْ ، وَرَكَنَ فُقَهَاؤُكُمْ إِلَى وُلَاتِكُمْ ، فَأَحَلُّوا لَهُمُ الْحَرَامَ ، وَحَرَّمُوا عَلَيْهِمُ الْحَلَالَ ، وَأَفْتَوْهُمْ بِمَا يَشْتَهُونَ ، وَاتَّخَذُوا الْقُرْآنَ أَلْحَانًا وَمَزَامِيرَ بِأَصْوَاتِهِمْ ، وَزَوَّقْتُمْ مَسَاجِدَكُمْ ، وَأَطَلْتُمْ مَنَابِرَكُمْ ، وَحَلَّيْتُمْ مَصَاحِفَكُمْ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ، وَرَكِبَتْ نِسَاؤُكُمُ السُّرُوجَ ، وَكَانَ مُسْتَشَارُ أَمِيرِكُمْ خِصْيَانُكُمْ ، وَقُتِلَ الْبَرِيءُ لِيُوعَظَ بِهِ الْعَامَّةُ ، وَبَقِيَ الْمَطَرُ قَيْظًا ، وَالْوَلَدُ غَيْظًا ، وَحُرِمْتُمُ الْعَطَاءُ ، فَأَخَذَهُ الْعَبِيدُ وَالسُّقَّاطُ ، وَقَلَّتِ الصَّدَقَةُ حَتَّى يَطُوفَ الْمِسْكِينُ مِنَ الْحَوْلِ إِلَى الْحَوْلِ ، لَا يُعْطَى عَشَرَةُ دَرَاهِمَ ، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ نَزَلَ بِكُمُ الْخِزْيُ وَالْبَلَاءُ . ثُمَّ ذَهَبَتِ الصُّورَةُ فَلَمْ تُرَ ، فَنَادَوْا فَلَمْ يُجَابُوا ، فَلَمَّا قَدِمَ نَضْلَةُ عَلَى سَعْدٍ أَخْبَرَهُ بِمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ ، وَبِمَا كَانَ مِنْ شَأْنِ زَرْنَبَ ، فَكَتَبَ سَعْدٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ يُخْبِرُهُ ، فَكَتَبَ عُمَرُ : لِلَّهِ أَبُوكَ سَعْدٌ ، ارْكَبْ بِنَفْسِكَ حَتَّى تَأْتِيَ الْجَبَلَ . فَرَكِبَ سَعْدٌ حَتَّى أَتَى الْجَبَلَ ، فَنَادَى أَرْبَعِينَ صَبَاحًا فَلَمْ يُجَابُوا ، فَكَتَبَ إِلَى عُمَرَ وَانْصَرَفُوا هَذَا مَوْقُوفٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ، مَا رَأَيْتُهُ بِطُولِهِ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَقَدْ رَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّاسِبِيُّ , عَنْ مَالِكٍ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ فَذَكَرَهُ وَلَيْسَ بِطُولِهِ فِيمَا أَرَى وَسَمَّى الْأَمِيرَ نَضْلَةَ بْنَ مُعَاوِيَةَ أَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي غَرَائِبِ مَالِكٍ مِنْ طَرِيقِهِ ، وَوَقَعَ لَنَا بِإِسْنَادٍ آخَرَ فَسَمَّى جَعْوَنَةَ بْنَ نَضْلَةَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَقَدْ شَرَحْتُ أَمْرَهُ فِي تَرْجَمَةِ جَعْوَنَةَ فِي حَرْفِ الْجِيمِ مِنْ كِتَابِي فِي الصَّحَابَةِ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
4630 وقال معاذ بن المثنى راوي مسند مسدد فيما زاد فيه : حدثنا الحسن بن أبي شعيب , حدثنا عثمان بن عبد الرحمن الحراني , حدثنا منتصر بن دينار عن عبد الله بن أبي الهذيل قال : وجه سعد بن أبي وقاص نضلة بن عمرو الأنصاري في ثلاثمائة من المهاجرين والأنصار فأغاروا على حلوان فاقتحمها ، فأصاب غنائم كثيرة ، وسبيا كثيرا ، فجاءوا يسوقون ما معهم ، وهم بين جبلين حتى أدركهم العصر ، فقال لهم نضلة : اصرفوا الغنائم إلى سفح الجبل . ففعلوا ، ثم قام نضلة فنادى بالأذان ، فقال : الله أكبر الله أكبر ، فأجابه صوت من الجبل ، لا يرى معه صورة : كبرت كبيرا يا نضلة قال : أشهد أن لا إله إلا الله قال : أخلصت يا نضلة إخلاصا . قال : أشهد أن محمدا رسول الله قال : نبي بعث لا نبي بعده . قال : حي على الصلاة قال : فريضة فرضت . قال : حي على الفلاح , قال : أفلح من أتاها وواظب عليها , قال : قد قامت الصلاة قال : البقاء لأمة محمد وعلى رءوسها تقوم الساعة . فلما صلوا قام نضلة فقال : أيها المتكلم الكلام الحسن الطيب الجميل ، قد سمعنا كلاما حسنا أفمن ملائكة الله أنت ، أم طائف ، أم ساكن ؟ ابرز لنا ، فكلمنا ، فإنا وفد الله عز وجل ، ووفد نبيه صلى الله عليه وسلم . قال : فبرز لهم شيخ من شعب من تلك الشعاب ، أبيض الرأس واللحية ، له هامة كأنها رحا ، طويل اللحية في طمرين من صوف أبيض ، فقال : السلام عليكم ورحمة الله ، فردوا عليه السلام ، فقال له نضلة من أنت يرحمك الله ؟ قال : أنا زرنب بن ثرملا وصي العبد الصالح عيسى ابن مريم دعا لي بالبقاء إلى نزوله من السماء ، فقراري في هذا الجبل ، فاقرأ على عمر بن الخطاب أمير المؤمنين السلام ، وقل له : اثبت وسدد وقارب ، فإن الأمر قد اقترب ، وإياك يا عمر إن ظهرت خصال في أمة محمد وأنت فيهم ، فالهرب الهرب . فقال نضلة : يا زرنب رحمك الله فأخبرنا بهذه الخصال ، نعرف بها ذهاب دنيانا وإقبال آخرتنا . قال : إذا استغنى رجالكم برجالكم ، ونساؤكم بنسائكم ، وكثر طعامكم ، فلم يزدد سعركم بذلك إلا غلاء . وكانت خلافتكم في صبيانكم ، وكان خطباء منابركم عبيدكم ، وركن فقهاؤكم إلى ولاتكم ، فأحلوا لهم الحرام ، وحرموا عليهم الحلال ، وأفتوهم بما يشتهون ، واتخذوا القرآن ألحانا ومزامير بأصواتهم ، وزوقتم مساجدكم ، وأطلتم منابركم ، وحليتم مصاحفكم بالذهب والفضة ، وركبت نساؤكم السروج ، وكان مستشار أميركم خصيانكم ، وقتل البريء ليوعظ به العامة ، وبقي المطر قيظا ، والولد غيظا ، وحرمتم العطاء ، فأخذه العبيد والسقاط ، وقلت الصدقة حتى يطوف المسكين من الحول إلى الحول ، لا يعطى عشرة دراهم ، فإذا كان كذلك نزل بكم الخزي والبلاء . ثم ذهبت الصورة فلم تر ، فنادوا فلم يجابوا ، فلما قدم نضلة على سعد أخبره بما أفاء الله عليه ، وبما كان من شأن زرنب ، فكتب سعد إلى عمر بن الخطاب يخبره ، فكتب عمر : لله أبوك سعد ، اركب بنفسك حتى تأتي الجبل . فركب سعد حتى أتى الجبل ، فنادى أربعين صباحا فلم يجابوا ، فكتب إلى عمر وانصرفوا هذا موقوف غريب من هذا الوجه ، ما رأيته بطوله إلا بهذا الإسناد وقد رواه عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبي , عن مالك , عن نافع , عن ابن عمر فذكره وليس بطوله فيما أرى وسمى الأمير نضلة بن معاوية أخرجه الدارقطني في غرائب مالك من طريقه ، ووقع لنا بإسناد آخر فسمى جعونة بن نضلة والله أعلم . وقد شرحت أمره في ترجمة جعونة في حرف الجيم من كتابي في الصحابة
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،