429 أَخْبَرَنِي أَبُو زَيْدٍ النُّمَيْرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَقَيْصِرَ السُّلَمِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عُرْوَةَ بْنِ أَذَيْنَةَ قَالَ : أَتَى أَبِي وَجَمَاعَةٌ مِنَ الشُّعَرَاءِ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ فَأَنْشَدُوهُ فَنَسَبَهُمْ ، فَلَمَّا عَرَفَ أَبِي قَالَ : أَلَسْتَ الْقَائِلَ : لَقَدْ عَلِمْتُ وَمَا الْإِشْرَافُ فِي طَمَعِي أَنَّ الَّذِي هُوَ رِزْقِي سَوْفَ يَأْتِينِي أَسْعَى لَهُ فَيُعَنِّينِي تَطَلُّبُهُ وَلَوْ قَعَدْتُ أَتَانِي لَا يُعَنِّينِي فَهَلَّا جَلَسْتَ حَتَّى يَأْتِيَكَ ؟ ، فَلَمَّا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ جَلَسَ أَبِي عَلَى رَاحِلَتِهِ حَتَّى أَتَى الْمَدِينَةَ ، وَتَنَبَّهُ هِشَامٌ عَلَيْهِمْ ، فأَمَرَ بِجَوَائِزِهِمْ ، فَفَقَدَ أَبِي ، فَسَأَلَ عَنْهُ ، فَأُخْبِرَ بِانْصِرَافِهِ ، فَقَالَ : لَا جَرَمَ ، وَاللَّهِ لَيَعْلَمَنَّ أَنَّ ذَلِكَ سَيَأْتِيهِ فِي بَيْتِهِ ، ثُمَّ أَضْعَفَ لَهُ مَا أَعْطَى وَاحِدًا مِنْ أَصْحَابِهِ ، وَكَتَبَ لَهُ فَرِيضَتَيْنِ ، فَكُنْتُ أَنَا آخُذُهُمَا |
أن الذي هو رزقي سوف يأتيني
أسعى له فيعنيني تطلبه
ولو قعدت أتاني لا يعنيني
فهلا جلست حتى يأتيك ؟ ، فلما خرجوا من عنده جلس أبي على راحلته حتى أتى المدينة ، وتنبه هشام عليهم ، فأمر بجوائزهم ، ففقد أبي ، فسأل عنه ، فأخبر بانصرافه ، فقال : لا جرم ، والله ليعلمن أن ذلك سيأتيه في بيته ، ثم أضعف له ما أعطى واحدا من أصحابه ، وكتب له فريضتين ، فكنت أنا آخذهما