الرئيسية
أخبار مكة للأزرقي
تركة النبي
موطأ مالك
الأربعين النووية
المنتقى من كتاب الطبقات لأبي عروبة الحراني
جميع الكتب
التراجم
عن الموقع
اتصل بنا
البحث
أخبار مكة للأزرقي
مَا جَاءَ فِي حَفْرِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ زَمْزَمَ
ذِكْرُ فَضْلِ زَمْزَمَ وَمَا جَاءَ فِي ذَلِكَ
ذِكْرُ شُرْبِ النَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ
مَا جَاءَ فِي تَحْرِيمِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ زَمْزَمَ لِلْمُغْتَسِلِ فِيهَا وَغَيْرِ ذَلِكَ
إِذْنُ النَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَهْلِ السِّقَايَةِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ فِي الْبَيْتُوتَةِ بِمَكَّةَ لَيَالِيَ مِنًى
مَا ذُكِرَ مِنْ غَوْرِ الْمَاءِ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلَّا زَمْزَمَ
مَا كَانَ عَلَيْهِ حَوْضُ زَمْزَمَ فِي عَهْدِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَمَجْلِسِهِ
بَابُ ذِكْرِ غَوْرِ زَمْزَمَ ، وَمَا جَاءَ فِي ذَلِكَ قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ : كَانَ ذَرْعُ زَمْزَمَ مِنْ أَعْلَاهَا إِلَى أَسْفَلِهَا سِتِّينَ ذِرَاعًا ، وَفِي قَعْرِهَا ثَلَاثُ عُيُونٍ ، عَيْنٌ حِذَاءَ الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ ، وَعَيْنٌ حِذَاءَ أَبِي قُبَيْسٍ وَالصَّفَا ، وَعَيْنٌ حِذَاءَ الْمَرْوَةِ ، ثُمَّ كَانَ قَدْ قَلَّ مَاؤُهَا جِدًّا حَتَّى كَانَتْ تُجَمُّ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ وَأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنٍ ، قَالَ : فُضُرِبَ فِيهَا تِسْعَةَ أَذْرُعٍ سَحًّا فِي الْأَرْضِ فِي تَقْوِيرِ جَوَانِبِهَا ، ثُمَّ جَاءَ اللَّهُ بِالْأَمْطَارِ وَالسُّيُولِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ فَكَثُرَ مَاؤُهَا ، وَقَدْ كَانَ سَالِمُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَدْ ضَرَبَ فِيهَا فِي خِلَافَةِ الرَّشِيدِ هَارُونَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَذْرُعًا ، وَكَانَ قَدْ ضَرَبَ فِيهَا فِي خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ أَيْضًا ، وَكَانَ عُمَرُ بْنُ مَاهَانَ - وَهُوَ عَلَى الْبَرِيدِ وَ الصُّوَافِي - فِي خِلَافَةِ الْأَمِينِ مُحَمَّدِ بْنِ الرَّشِيدِ ـ قَدْ ضَرَبَ فِيهَا ، وَكَانَ مَاؤُهَا قَدْ قَلَّ حَتَّى كَانَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ : مُحَمَّدُ بْنُ مشيرٍ مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ يَعْمَلُ فِيهَا ، فَقَالَ : أَنَا صَلَّيْتُ فِي قَعْرِهَا فَغَوْرُهَا مِنْ رَأْسِهَا إِلَى الْجَبَلِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا ، ذَلِكَ كُلُّهُ بُنْيَانٌ ، وَمَا بَقِيَ فَهُوَ جَبَلٌ مَنْقُورٌ وَهُوَ تِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا ، وَذَرْعُ حُبُكِ زَمْزَمَ فِي السَّمَاءِ ذِرَاعَانِ وَشِبْرٌ ، وَذَرْعُ تَدْوِيرِ فَمِ زَمْزَمَ أَحَدَ عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَسَعَةُ فَمِ زَمْزَمَ ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ ، وَثُلُثَا ذِرَاعٍ ، وَعَلَى الْبِئْرِ مِلْبَنُ سَاجٍ مُرَبَّعٌ فِيهِ اثْنَتَا عَشْرَةَ كُرَةً يُسْتَقَى عَلَيْهَا ، وَأَوَّلُ مَنْ عَمِلَ الرُّخَامَ عَلَى زَمْزَمَ وَعَلَى الشُّبَّاكِ وَفَرَشَ أَرْضَهَا بِالرُّخَامِ أَبُو جَعْفَرٍ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي خِلَافَتِهِ ، ثُمَّ عَمِلَهَا الْمَهْدِيُّ فِي خِلَافَتِهِ ، ثُمَّ غَيَّرَهُ عُمَرُ بْنُ فَرَجٍ الرُّخَّجِيُّ فِي خِلَافَةِ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُعْتَصِمِ بِاللَّهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ ، وَكَانَتْ مَكْشُوفَةً قَبْلَ ذَلِكَ إِلَّا قُبَّةً صَغِيرَةً عَلَى مَوْضِعِ الْبِئْرِ ، وَفِي رُكْنِهَا الَّذِي يَلِي الصَّفَا عَلَى يَسَارِكَ كَنِيسَةٌ عَلَى مَوْضِعِ مَجْلِسِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، غَيَّرَهَا عُمَرُ بْنُ فَرَجٍ فَسَقَفَ زَمْزَمَ كُلَّهَا بِالسَّاجِ الْمُذَهَّبِ مِنْ دَاخِلِهَا ، وَجَعَلَ عَلَيْهَا مِنْ ظَهْرِهَا الْفُسَيْفِسَاءَ ، وَأَشْرَعَ لَهَا جَنَاحًا صَغِيرًا كَمَا يَدُورُ تَرْبِيعُهَا ، وَجَعَلَ فِي الْجَنَاحِ كَمَا يَدُورُ سَلَاسِلُ فِيهَا قَنَادِيلُ يُسْتَصْبَحُ فِيهَا فِي الْمَوْسِمِ ، وَجَعَلَ عَلَى الْقُبَّةِ الَّتِي بَيْنَ زَمْزَمَ وَبَيْنَ بَيْتِ الشَّرَابِ الْفُسَيْفِسَاءَ ، وَكَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ تُزَوَّقُ فِي كُلِّ مَوْسِمٍ ، عُمِلَ ذَلِكَ كُلُّهُ فِي سَنَةِ عِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ
ذِكْرُ حَدِّ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَفَضْلِهِ وَفَضْلِ الصَّلَاةِ فِيهِ
أَوَّلُ منْ أَدَارَ الصُّفُوفَ حَوْلَ الْكَعْبَةِ
مَوْضِعُ قُبُورِ عَذَارَى بَنَاتِ إِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ
الصَّلَاةُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالنَّاسُ يَمُرُّونَ بَيْنَ أَيْدِي الْمُصَلِّي
إِنْشَادُ الضَّالَّةِ فِي الْمَسْجِدِ
مَا جَاءَ فِي النَّوْمِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ
الْوُضُوءُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا جَاءَ فِي ذَلِكَ
ذِكْرُ مَا كَانَ عَلَيْهِ الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ وَجِدْرَانُهُ وَذِكْرُ مَنْ وَسَّعَهُ وَعِمَارَتِهِ إِلَى أَنْ صَارَ إِلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ الْآنَ
ذِكْرُ عَمَلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
ذِكْرُ بُنْيَانِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
ذِكْرُ عَمَلِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ
عَمَلُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَبِي جَعْفَرٍ
ذِكْرُ زِيَادَةِ الْمَهْدِيِّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْأُولَى
ذِكْرُ زِيَادَةِ الْمَهْدِيِّ الْآخِرَةِ فِي شِقِّ الْوَادِي مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ
بَابُ ذِرَاعِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ : ذِرَاعُ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مُكَسَّرًا مِائَةُ أَلْفِ ذِرَاعٍ وَعِشْرُونَ أَلْفَ ذِرَاعٍ ، وَذَرْعُ الْمَسْجِدِ طَوْلًا ، مِنْ بَابِ بَنِي جُمَحٍ إِلَى بَابِ بَنِي هَاشِمٍ ، الَّذِي عِنْدَهُ الْعَلَمُ الْأَخْضَرُ مُقَابِلَ دَارِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، أَرْبَعُمِائَةِ ذِرَاعٍ ، وَأَرْبَعَةُ أَذْرُعٍ مَعَ جَدْرَيْهِ يَمُرُّ فِي بَطْنِ الْحَجَرِ لَاصِقًا بِجُدُرِ الْكَعْبَةِ ، وَعَرْضُهُ مِنْ بَابِ دَارِ النَّدْوَةِ إِلَى الْجِدَارِ الَّذِي يَلِي الْوَادِيَ عِنْدَ بَابِ الصَّفَا لَاصِقًا بِوَجْهِ الْكَعْبَةِ ثَلَاثُمِائَةِ ذِرَاعٍ ، وَأَرْبَعَةُ أَذْرُعٍ ، وَذَرْعُ عَرْضِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، مِنَ الْمَنَارَةِ الَّتِي عِنْدَ الْمَسْعَى إِلَى الْمَنَارَةِ الَّتِي عِنْدَ بَابِ بَنِي شَيْبَةَ الْكَبِيرِ ، مِائَتَا ذِرَاعٍ وَثَمَانِيَةٌ وَسَبْعُونَ ذِرَاعًا ، وَذَرْعُ عَرْضِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، مِنْ مَنَارَةِ بَابِ أَجْيَادٍ إِلَى مَنَارَةِ بَنِي سَهْمٍ ، مِائَتَا ذِرَاعٍ وَثَمَانِيَةٌ وَسَبْعُونَ ذِرَاعًا
بَابُ عَدَدِ أَسَاطِينِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَعَدَدُ أَسَاطِينِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مِنْ شِقِّهِ الشَّرْقِيِّ مِائَةٌ وَثَلَاثَةُ أُسْطُوَانَاتٍ ، وَمِنْ شِقِّهِ الْغَرْبِيِّ ، مِائَةُ أُسْطُوَانَةٍ وَخَمْسُ أُسْطُوَنَاتٍ ، وَمِنْ شِقِّهِ الشَّامِيِّ مِائَةٌ وَخَمْسٌ وَثَلَاثُونَ أُسْطُوَانَةً ، وَمِنْ شِقِّهِ الْيَمَانِي ، مِائَةٌ وَإِحْدَى وَأَرْبَعُونَ أُسْطُوَانَةً ، فَجَمِيعُ مَا فِيهِ مِنَ : الْأَسَاطِينِ أَرْبَعُمِائَةِ أُسْطُوَانَةٍ ، وَأَرْبَعُ وَثَمَانُونَ أُسْطُوَانَةٍ ، طُولُ كُلِّ أُسْطُوَانَةٍ عَشَرَةُ أَذْرُعٍ ، وَتَدْوِيرُهَا ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ ، وَبَعْضُهَا يَزِيدُ عَلَى بَعْضٍ فِي الطُّوَلِ وَالْغِلَظِ ، وَمِنْهَا عَلَى الْأَبْوَابِ عِشْرُونَ أُسْطُوَانَةً ، عَلَى الْأَبْوَابِ الَّتِي تَلِي الْمَسْعَى مِنْهَا سِتٌّ ، وَمِنْهَا عَلَى الْأَبْوَابِ الَّتِي تَلِي الْوَادِيَ وَالصَّفَا عَشْرٌ ، وَمِنْهَا عَلَى الْأَبْوَابِ الَّتِي تَلِي بَابَ بَنِي جُمَحٍ أَرْبَعٌ ، وَذَرْعُ مَا بَيْنَ كُلِّ أُسْطُوَانَتَيْنِ مِنْ أَسَاطِينِهِ ، سِتَّةُ أَذْرُعٍ وَثَلَاثَ عَشْرَةَ إِصْبَعًا
صِفَةُ الْأَسَاطِينِ الْأَسَاطِينُ الَّتِي كَرَاسِيُّهَا مُذَهَّبَةٌ ثَلَاثُمِائَةٍ وَإِحْدَى وَعِشْرُونَ ، مِنْهَا فِي الظِّلَالِ الَّتِي تَلِي دَارَ النَّدْوَةِ ، مِائَةٌ وَثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ ، وَمِنْهَا فِي الظِّلَالِ الَّتِي تَلِي بَابَ بَنِي جُمَحٍ ، أَرْبَعٌ وَخَمْسُونَ ، وَمِنْهَا فِي الظِّلَالِ الَّتِي تَلِي الْوَادِيَ ، اثْنَتَانِ وَأَرْبَعُونَ ، وَمِنْهَا فِي الظِّلَالِ الَّتِي تَلِي الْمَسْعَى ، اثْنَتَانِ وَتِسْعُونَ ، وَفِي ثَلَاثِ أَسَاطِينَ مِنَ الْعَدَدِ ، كَرَاسِيُّهَا حُمْرٌ ، وَفِي الشِّقِّ الَّذِي يَلِي الْوَادِيَ مِنْهَا مِمَّا يَلِي بَطْنَ الْمَسْجِدِ كُرْسِيَّانِ ، وَمِنْهَا فِي الظِّلَالِ وَاحِدَةٌ ، وَفَوْقَ الْكَرَاسِيِّ الَّتِي عَلَى الْأَسَاطِينِ ، مَلَابِنُ سَاجٍ مَنْقُوشَةٌ بِالزُّخْرُفِ وَالذَّهَبِ ، قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ : وَفِي الْأَسَاطِينِ أَرْبَعٌ وَأَرْبَعُونَ أُسْطُوَانَةً مَبْنِيَّةٌ بِالْحِجَارَةِ ، لَيْسَتْ بِرُخَامٍ مَطْلِيٍّ عَلَيْهَا بِالْجِصِّ ، وَهِيَ مِمَّا عُمِلَ بَعْدَ مَوْتِ الْمَهْدِيِّ فِي خِلَافَةِ مُوسَى بْنِ الْمَهْدِيِّ ، مِنْهَا فِي الظِّلَالِ الَّتِي تَلِي بَابَ بَنِي جُمَحٍ ، سِتٌّ وَعِشْرُونَ ، وَمِنْهَا فِي الظِّلَالِ الَّتِي تَلِي الْوَادِيَ ، ثَمَانَ عَشْرَةَ ، وَعَلَى سِتَّ عَشْرَةَ أُسْطُوَانَةً مِنْ أَسَاطِينِ الرُّخَامِ ، كَرَاسِيُّهَا الْعُلْيَا مِنْ حِجَارَةٍ مَنْقُوشَةٍ بِالْجِصِّ ، مِنْهَا وَاحِدَةٌ مِمَّا يَلِي بَابَ بَنِي جُمَحٍ ، وَمِنْهَا فِي الشِّقِّ الَّذِي يَلِي الْوَادِيَ خَمْسَ عَشْرَةَ ، أَرْبَعٌ تَلِي بَطْنَ الْمَسْجِدِ ، وَإِحْدَى عَشْرَةَ فِي الظِّلَالِ ، وَمِنَ الْأَسَاطِينِ مِنَ الرُّخَامِ سَبْعٌ وَعِشْرُونَ ، كَرَاسِيُّهَا الَّتِي تَلِي الْأَرْضَ حِجَارَةٌ ، وَهِيَ مِنْ عَمَلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَبِي جَعْفَرٍ ، مِنْهَا فِي شِقِّ دَارِ الْعَجَلَةِ سَبْعٌ ، وَمِنْهَا فِي شِقِّ بَنِي جُمَحٍ عِشْرُونَ ، وَعَدَدُ الْأَسَاطِينِ الَّتِي تَلِي أَبْوَابَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ مِائَةٌ وَإِحْدَى وَخَمْسُونَ ، مِمَّا يَلِي دَارَ النَّدْوَةِ خَمْسٌ وَأَرْبَعُونَ ، وَمِمَّا يَلِي بَابَ بَنِي جُمَحٍ ثَلَاثُونَ ، وَمِمَّا يَلِي الْوَادِيَ أَرْبَعٌ وَأَرْبَعُونَ ، وَمِمَّا يَلِي الْمَسْعَى اثْنَتَانِ وَثَلَاثُونَ ، وَفِي الْأَسَاطِينِ أُسْطُوَانَتَانِ حَمْرَاوَانِ مُخَطَّطَتَانِ بِبَيَاضٍ ، وَأُسْطُوَانَتَانِ مِمَّا يَلِي بَطْنَ الْمَسْجِدِ عَلَى بَابِ دَارِ النَّدْوَةِ ، إِحْدَاهُمَا بَنَفْسِجِيَّةٌ ، وَالْأُخْرَى حَمْرَاءُ ، وَفِي شِقِّ بَابِ بَنِي شَيْبَةَ الْكَبِيرِ ، أُسْطُوَانَتَانِ بَيْضَاوَانِ مُلَوَّنَتَانِ مُخَرَّزَتَانِ مُسَيَّرَتَانِ ، وَمِمَّا يَلِي بَطْنَ الْمَسْجِدِ أَيْضًا أُسْطُوَانَتَانِ عَدَسِيِّتَانِ بِرْشَاوَانِ ، وَعَلَى بَابِ الْمَسْعَى أُسْطُوَانَتَانِ خَضْرَاوَانِ مُسَيَّرَتَانِ مُلَوَّنَتَانِ ، وَهُمَا عَلَى بَابِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَأُسْطُوَانَةٌ غَبْرَاءُ ، وَمِمَّا يَلِي بَطْنَ الْمَسْجِدِ عَلَى بَابِ الْوَادِي مِمَّا يَلِي الْمَسْجِدَ ، وَهِيَ أَغْلَظُ أُسْطُوَانَةٍ فِي الْمَسْجِدِ ، خَضْرَاءُ ، وَمِمَّا يَلِي بَطْنَ الْمَسْجِدِ مِنْ شِقِّ الْوَادِي ، أُسْطُوَانَتَانِ مَنْقُوشَتَانِ مَكْتُوبَتَانِ بِالذَّهَبِ إِلَى أَنْصَافِهِمَا ، وَهُمَا عَلَى بَابِ الصَّفَا ، قَالَ إِسْحَاقُ : إِحْدَاهُمَا فِيهَا كِتَابٌ مِنْ جِنْسِ الْحَجَرِ أَصْفَى مِنْ لَوْنِهَا ، وَهُوَ اللَّهُ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ إِلَّا أَنَّهُ نُقِرَ عَلَيْهَا فَأُفْسِدَ ، وَهُوَ بَيِّنٌ مِنْ خِلْقَةِ الْحَجَرِ ، وَأُسْطُوَانَتَانِ أَيْضًا عَلَى بَابِ الصَّفَا بِحِذَاهُمَا مِمَّا يَلِي السُّوقَ ، مَنْقُوشَتَانِ مَكْتُوبَتَانِ بِالذَّهَبِ ، بَيْنَهُمَا طَرِيقُ النَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمَسْجِدِ إِلَى الصَّفَا ، وَفِي وَجْهِ الْمَسْجِدِ مِمَّا يَلِي الصَّفَا أُسْطُوَانَتَانِ مُسَيَّرَتَانِ شَارِعَتَانِ فِي الْمَسْجِدِ ، إِحْدَاهُمَا فِي أَعْلَى هَذَا الشِّقِّ ، وَالْأُخْرَى فِي أَسْفَلِهِ
صِفَةُ الطَّاقَاتِ وَعَدَدُهَا كَمْ ذَرْعُهَا قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ : وَعَلَى الْأَسَاطِينِ أَرْبَعُمِائَةِ طَاقَةٍ وَثَمَانٌ وَتِسْعُونَ طَاقَةً ، مِنْهَا فِي الظِّلَالِ الَّتِي تَلِي دَارَ النَّدْوَةِ مِائَةٌ واثنتان وَأَرْبَعُونَ طَاقَةً ، وَمِنْهَا فِي الظِّلَالِ الَّتِي تَلِي الْوَادِيَ ، مِائَةٌ وَخَمْسٌ وَأَرْبَعُونَ طَاقَةً ، وَمِنْهَا فِي الظِّلَالِ الَّتِي تَلِي الْمَسْعَى تِسْعٌ وَتِسْعُونَ طَاقَةً ، وَمِنْهَا فِي الظِّلَالِ الَّتِي تَلِي شِقَّ بَنِي جُمَحٍ مِائَةٌ وَاثْنَتَا عَشْرَةَ طَاقَةً ، وَمِنْهَا فِي الطِّيقَانِ الَّتِي تَلِي بَطْنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مِائَةٌ وَإِحْدَى وَخَمْسُونَ ، مِنْ ذَلِكَ مِمَّا يَلِي دَارَ النَّدْوَةِ سِتٌّ وَأَرْبَعُونَ ، وَمِنْهَا مِمَّا يَلِي بَابَ بَنِي جُمَحٍ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ ، وَمِنْهَا مِمَّا يَلِي الْوَادِيَ خَمْسٌ وَأَرْبَعُونَ ، وَمِنْهَا مِمَّا يَلِي الْمَسْعَى إِحْدَى وَثَلَاثُونَ ، وَذَرْعُ مَا بَيْنَ الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ إِلَى مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، تِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا وَتِسْعُ أَصَابِعَ ، وَذَرْعُ مَا بَيْنَ جَدْرِ الْكَعْبَةِ مِنْ وَسَطِهَا إِلَى الْمَقَامِ سَبْعَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا ، وَذَرْعُ مَا بَيْنَ شَاذَرْوَانِ الْكَعْبَةِ إِلَى الْمَقَامِ سِتَّةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، وَمِنَ الرُّكْنِ الشَّامِيِّ إِلَى الْمَقَامِ ثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا وَتِسْعَةَ عَشَرَة إِصْبَعًا ، وَمِنِ الرُّكْنِ الَّذِي فِيهِ الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ إِلَى حَدِّ حُجْرَةِ زَمْزَمَ ، سِتَّةٌ وَثَلَاثُونَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، وَمِنَ الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ إِلَى رَأْسِ زَمْزَمَ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا ، وَمِنْ وَسَطِ جَدْرِ الْكَعْبَةِ إِلَى حَدِّ الْمَسْعَى مِائَتَا ذِرَاعٍ ، وَثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَمِنْ وَسَطِ جَدْرِ الْكَعْبَةِ إِلَى الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي بَابَ بَنِي جُمَحٍ مِائَةُ ذِرَاعٍ وَتِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ ذِرَاعًا ، وَمِنْ وَسَطِ جَدْرِ الْكَعْبَةِ إِلَى الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي الْوَادِيَ مِائَةُ ذِرَاعٍ وَإِحْدَى وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعًا وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ إِصْبَعًا ، وَمِنْ وَسَطِ جَدْرِ الْكَعْبَةِ الَّذِي يَلِي الْحَجَرَ إِلَى الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي دَارَ النَّدْوَةِ مِائَةُ ذِرَاعٍ وَتِسْعَةٌ وَثَلَاثُونَ ذِرَاعًا وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ إِصْبَعًا ، وَمِنْ رُكْنِ الْكَعْبَةِ الشَّامِيِّ إِلَى حَدِّ الْمَنَارَةِ الَّتِي تَلِي الْمَرْوَةَ مِائَتَا ذِرَاعٍ وَأَرْبَعَةٌ وَسِتُّونَ ذِرَاعًا ، وَمِنْ رُكْنِ الْكَعْبَةِ الْغَرْبِيِّ إِلَى حَدِّ الْمَنَارَةِ الَّتِي تَلِي بَابَ بَنِي سَهْمٍ مِائَتَا ذِرَاعٍ وَثَمَانِيَةُ أَذْرُعٍ وَنِصْفٌ ، وَمِنَ الرُّكْنِ الْيَمَانِي إِلَى الْمَنَارَةِ الَّتِي تَلِي أَجْيَادًا الْكَبِيرَ مِائَتَا ذِرَاعٍ وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَسِتَّةَ عَشَرَ إِصْبَعًا ، وَمِنَ الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ إِلَى الْمَنَارَةِ الَّتِي تَلِي الْمَسْعَى وَالْوَادِيَ مِائَتَا ذِرَاعٍ وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَمِنَ الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ إِلَى وَسَطِ بَابِ الصَّفَا مِائَةُ ذِرَاعٍ وَخَمْسُونَ ذِرَاعًا وَسِتَّةُ أَصَابِعَ ، وَمِنَ الرُّكْنِ الشَّامِيِّ إِلَى وَسَطِ بَابِ بَنِي شَيْبَةَ مِائَتَا ذِرَاعٍ وَخَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعًا ، وَخَمْسَةُ أَصَابِعَ ، وَمِنَ الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ إِلَى سِقَايَةِ الْعَبَّاسِ ، وَهُوَ بَيْتُ الشَّرَابِ خَمْسَةٌ وَتِسْعُونَ ذِرَاعًا ، وَمِنْ بَابِ بَنِي شَيْبَةَ إِلَى الْمَرْوَةِ ثَلَاثُمِائَةٍ ذِرَاعٍ وَتِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ ذِرَاعًا ، وَمِنَ الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ إِلَى الصَّفَا مِائَتَا ذِرَاعٍ ، وَاثْنَانِ وَتِسْعُونَ ذِرَاعًا وَثَمَانِيَةُ عَشَرَ إِصْبَعًا ، وَمِنَ الْمَقَامِ إِلَى جَدْرِ الْمَسْجِدِ الَّذِي يَلِي الْمَسْعَى مِائَةُ ذِرَاعٍ وَثَمَانِيَةٌ وَثَمَانُونَ ذِرَاعًا ، وَمِنَ الْمَقَامِ إِلَى الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي بَابَ بَنِي جُمَحٍ مِائَتَا ذِرَاعٍ وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَمِنَ الْمَقَامِ إِلَى الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي دَارَ النَّدْوَةِ مِائَةُ ذِرَاعٍ وَخَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعًا ، وَمِنَ الْمَقَامِ إِلَى الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي الصَّفَا مِائَةُ ذِرَاعٍ وَأَرْبَعَةٌ وَسِتُّونَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، وَمِنَ الْمَقَامِ إِلَى جَدْرِ حُجْرَةِ زَمْزَمَ اثْنَانِ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا ، وَمِنَ الْمَقَامِ إِلَى حَرْفِ بِئْرِ زَمْزَمَ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا وَعِشْرُونَ إِصْبَعًا وَمِنْ وَسَطِ سِقَايَةِ الْعَبَّاسِ إِلَى جَدْرِ الْمَسْجِدِ الَّذِي يَلِي الْمَسْعَى مِائَةُ ذِرَاعٍ ، وَمِنْ وَسَطِ السِّقَايَةِ إِلَى الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي بَابَ بَنِي جُمَحٍ مِائَتَا ذِرَاعٍ وَإِحْدَى وَتِسْعُونَ ذِرَاعًا ، وَمِنْ وَسَطِ السِّقَايَةِ إِلَى الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي دَارَ النَّدْوَةِ مِائَتَا ذِرَاعٍ ، وَمِنْ وَسَطِ السِّقَايَةِ إِلَى الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي الْوَادِيَ خَمْسَةٌ وَثَمَانُونَ ذِرَاعًا
صِفَةُ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَعَدَدُهَا وَذَرْعُهَا قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ : وَفِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مِنَ الْأَبْوَابِ ، ثَلَاثَةٌ وَعِشْرُونَ بَابًا ، فِيهَا ثَلَاثَةٌ وَأَرْبَعُونَ طَاقًا ، مِنْهَا فِي الشِّقِّ الَّذِي يَلِي الْمَسْعَى وَهُوَ الشَّرْقِيُّ خَمْسَةُ أَبْوَابٍ وَهِيَ أَحَدَ عَشَرَ طَاقًا مِنْ ذَلِكَ الْبَابِ الْأَوَّلِ ، وَهُوَ الْبَابُ الْكَبِيرُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ : بَابُ بَنِي شَيْبَةَ ، وَهُوَ بَابُ بَنِي عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ ، وَبِهِمْ كَانَ يُعْرَفُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ عِنْدَ أَهْلِ مَكَّةَ ، فِيهِ أُسْطُوَانَتَانِ ، وَعَلَيْهِ ثَلَاثُ طَاقَاتٍ ، وَالطَّاقَاتُ طُولُهَا عَشَرَةُ أَذْرُعٍ ، وَوَجْهُهَا مَنْقُوشٌ بِالْفُسَيْفِسَاءِ ، وَعَلَى الْبَابِ رَوْشَنُ سَاجٍ مَنْقُوشٌ مُزَخْرَفٌ بِالذَّهَبِ وَالزُّخْرُفِ ، طُولُ الرَّوْشَنِ سَبْعَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا ، وَعَرْضُهُ ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ وَنِصْفٌ ، وَمِنَ الرَّوْشَنِ إِلَى الْأَرْضِ سَبْعَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا ، وَجَدْرَا الْبَابِ مُلَبَّسَانِ بِرُخَامٍ أَبْيَضَ وَأَحْمَرَ ، وَفِي الْعَتَبَةِ أَرْبَعُ مَرَاقٍ دَاخِلَةٌ ، يُنْزَلُ بِهَا فِي الْمَسْجِدِ ، وَالْبَابُ الثَّانِي طَاقٌ طُولُهُ عَشَرَةُ أَذْرُعٍ ، وَعَرْضُهُ سَبْعَةُ أَذْرُعٍ ، كَانَ فُتِحَ فِي رَحَبَةٍ فِي مَوْضِعٍ فِي مَوْضِعِ دَارِ الْقَوَارِيرِ ، وَهُوَ بَابُ دَارِ الْقَوَارِيرِ ، وَالْبَابُ الثَّالِثُ طَاقٌ وَاحِدٌ ، طُولُهُ عَشَرَةُ أَذْرُعٍ ، وَعَرْضُهُ سَبْعَةُ أَذْرُعٍ ، وَهُوَ بَابُ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ كَانَ يَخْرُجُ مِنْهُ وَيَدْخُلُ فِيهِ مِنْ مَنْزِلِهِ الَّذِي فِي زُقَاقِ الْعَطَّارِينَ ، يُقَالُ لَهُ : مَسْجِدُ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ ، يُصْعَدُ إِلَيْهِ مِنَ الْمَسْعَى بِخَمْسِ دَرَجَاتٍ ، وَالْبَابُ الرَّابِعُ فِيهِ أُسْطُوَانَتَانِ ، وَعَلَيْهِ ثَلَاثُ طَاقَاتٍ ، طُولُ كُلِّ طَاقَةٍ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَوُجُوهُ الطَّاقَاتِ وَدَاخِلُهَا مَنْقُوشَةٌ بِالْفُسَيْفِسَاءِ ، وَعَلَى الْبَابِ رَوْشَنُ سَاجٍ ، مَنْقُوشٌ بِالزُّخْرُفِ وَالذَّهَبِ ، طُولُهُ سِتَّةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا ، وَعَرْضُهُ ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ وَنِصْفٌ ، وَمِنْ أَعْلَى الرَّوْشَنِ إِلَى الْعَتَبَةِ ثَلَاثَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا ، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ إِحْدَى وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا ، وَالْجَدْرَانِ مُلَبَّسَانِ رُخَامًا أَبْيَضَ وَأَحْمَرَ وَأَخْضَرَ وَرُخَامًا مُمَوَّهًا مَنْقُوشًا بِالذَّهَبِ ، وَيُرْتَقَى إِلَى الْبَابِ بِسَبْعِ دَرَجَاتٍ ، وَهُوَ بَابُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَعِنْدَهُ عَلَمُ الْمَسْعَى مِنْ خَارِجٍ ، وَالْبَابُ الْخَامِسُ ، وَهُوَ بَابُ بَنِي هَاشِمٍ ، وَهُوَ مُسْتَقْبِلُ الْوَادِي ، وَسَعَةَ مَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ إِحْدَى وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا ، وَفِيهِ أُسْطُوَانَتَانِ عَلَيْهِمَا ثَلَاثُ طَاقَاتٍ ، طُولُ كُلِّ طَاقَةٍ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَوُجُوهُ الطَّاقَاتِ وَدَاخِلُهَا مَنْقُوشٌ بِالْفُسَيْفِسَاءِ ، وَعَارِضَتَا الْبَابِ مُلَّبَسَتَانِ صَفَائِحَ رُخَامٍ أَبْيَضَ وَأَخْضَرَ وَأَحْمَرَ وَرُخَامًا مَنْقُوشًا مُمَوَّهًا ، وَفَوْقَ الْبَابِ رَوْشَنُ سَاجٍ مَنْقُوشٌ بِالذَّهَبِ وَالزُّخْرُفِ ، طُولُهُ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا ، وَعَرْضُهُ ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ وَنِصْفٌ ، وَمِنْ أَعْلَى الرَّوْشَنِ إِلَى عَتَبَةِ الْبَابِ ثَلَاثَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا ، وَفِي عَتَبَةِ الْبَابِ سَبْعُ دَرَجَاتٍ إِلَى بَطْنِ الْوَادِي وَفِي الشِّقِّ الَّذِي يَلِي الْوَادِيَ ، وَهُوَ شَقُّ الْمَسْجِدِ الْيَمَانِ ، سَبْعَةُ أَبْوَابٍ وَسَبْعَةَ عَشَرَ طَاقًا ، مِنْهَا الْبَابُ الْأَوَّلُ فِيهِ أُسْطُوَانَةٌ عَلَيْهَا طَاقَانِ طُولُ كُلِّ طَاقٍ فِي السَّمَاءِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ إِصْبَعًا ، وَفِي الْعَتَبَةِ اثْنَتَا عَشْرَةَ دَرَجَةً إِلَى بَطْنِ الْوَادِي ، وَهُوَ الْبَابُ الْأَعْلَى ، يُقَالُ لَهُ : بَابُ بَنِي عَائِذٍ ، وَالْبَابُ الثَّانِي فِيهِ أُسْطُوَانَةٌ عَلَيْهَا طَاقَانِ طُولُ كُلِّ طَاقٍ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، وَفِي الْعَتَبَةِ اثْنَتَا عَشْرَةَ دَرَجَةً فِي بَطْنِ الْوَادِي ، وَهُوَ بَابُ بَنِي سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ ، وَالْبَابُ الثَّالِثُ ، وَهُوَ بَابُ الصَّفَا فِيهِ أَرْبَعُ أَسَاطِينَ عَلَيْهَا خَمْسُ طَاقَاتٍ طُولُ كُلِّ طَاقَةٍ فِي السَّمَاءِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، وَالطَّاقُ الْأَوْسَطُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَوُجُوهُ الطَّاقَاتِ وَدَاخِلُهَا مَنْقُوشٌ بِالْفُسَيْفِسَاءِ ، وَأُسْطُوَانَتَا الطَّاقِ الْأَوْسَطِ مِنْ أَنْصَافِهِمَا مَنْقُوشَتَانِ مَكْتُوبٌ عَلَيْهِمَا بِالذَّهَبِ ، وَمَا بَيْنَ جَدْرِ الْبَابِ سِتَّةٌ وَثَلَاثُونَ ذِرَاعًا ، وَجَدْرُ الْبَابِ مُلَبَّسٌ رُخَامًا مَنْقُوشٌ بِالذَّهَبِ ، وَرُخَامًا أَبْيَضَ وَأَحْمَرَ وَأَخْضَرَ ، وَلَوْنَ اللَّازَوَرْدِ ، وَفِي عَتَبَةِ الْبَابِ اثْنَتَا عَشْرَةَ دَرَجَةً ، وَفِي الدَّرَجَةِ الرَّابِعَةِ ، إِذَا خَرَجْتَ مِنَ الْمَسْجِدِ حَذْوَ الطَّاقِ الْأَوْسَطِ ، حَجَرٌ فِيهِ مِنْ رَصَاصٍ ، ذَكَرُوا أَنَّ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وَطِئَ فِي مَوْضِعَهَا حِينَ خَرَجَ إِلَى الصَّفَا قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ : لَمَّا غَرِقَ الْمَسْجِدُ وَمَا حَوْلَهُ مِنَ الْمَسْعَى وَالْوَادِي وَالطَّرِيقُ ، فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ الْمُعْتَضِّدِ بِاللَّهِ ظَهَرَ مِنْ دَرْجِ الْأَبْوَابِ أَكْثَرُ مِمَّا كَانَ ذَكَرَ الْأَزْرَقِيُّ ، فَكَانَ عَدَدُ مَا ظَهَرَ مِنْ دَرْجِ أَبْوَابِ الْوَادِي كُلِّهِ مِنْ أَعْلَى الْمَسْجِدِ إِلَى أَسْفَلِهِ ، اثْنَتَيْ عَشْرَةَ دَرَجَةً لِكُلِّ بَابٍ قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ : وَكَانَ فِي مَوْضِعِهِ زُقَاقٌ ضَيِّقٌ يَخْرُجُ مِنْهُ مَنْ مَضَى مِنَ الْوَادِي يُرِيدُ الصَّفَا ، فَكَانَتْ هَذِهِ الرَّصَاصَةُ فِي وَسَطِ الزُّقَاقِ يُتَحَرَّى بَهَا وَيَحْذُونَهَا مَوْطِأَ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وَكَانَ يُقَالُ لِهَذَا الْبَابِ : بَابُ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ ، كَانَتْ دُورُ بَنِي عَدِيٍّ مَا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَسْجِدِ وَمَوْضِعِ الْجَنْبَزَةِ ، الَّتِي يُسْقَى فِيهَا الْمَاءُ عِنْدَ الْبِرْكَةِ هَلُمَّ جَرًّا إِلَى الْمَسْجِدِ ، فَلَمَّا وَقَعَتِ الْحَرْبُ بَيْنَ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَبَيْنَ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ ، تَحَوَّلَتْ بَنُو عَدِيٍّ إِلَى دُورِ بَنِي سَهْمٍ ، وَبَاعُوا رِبَاعَهُمْ وَمَنَازِلَهُمْ هُنَالِكَ جَمِيعًا ، إِلَّا آلَ صُدَّادِ وَآلَ الْمُؤَمَّلِ ، وَقَدْ كَتَبْتُ ذِكْرَ ذَلِكَ فِي مَوْضِعِ الرِّبَاعِ مِنْ هَذَا الْكِتَابِ ، وَيُقَالُ لَهُ الْيَوْمَ : بَابُ بَنِي مَخْزُومٍ ، وَالْبَابُ الرَّابِعُ فِيهِ أُسْطُوَانَةٌ عَلَيْهَا طَاقَانِ طُولُ كُلِّ طَاقٍ مِنْهَا ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ خَمْسَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَفِي عَتَبَةِ الْبَابِ اثْنَتَا عَشْرَةَ دَرَجَةً فِي بَطْنِ الْوَادِي ، وَيُقَالُ لِهَذَا الْبَابِ : بَابُ بَنِي مَخْزُومٍ ، وَالْبَابُ الْخَامِسُ فِيهِ أُسْطُوَانَةٌ عَلَيْهَا طَاقَانِ طُولُ كُلِّ طَاقٍ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ خَمْسَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَفِي عَتَبَةِ الْبَابِ اثْنَتَا عَشْرَةَ دَرَجَةً ، وَهَذَا الْبَابُ مِنْ أَبْوَابِ بَنِي مَخْزُومٍ ، وَالْبَابُ السَّادِسُ فِيهِ أُسْطُوَانَةٌ عَلَيْهَا طَاقَانِ ، طُولُ كُلِّ طَاقٍ فِي السَّمَاءِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ خَمْسَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَفِي عَتَبَةِ الْبَابِ اثْنَتَا عَشْرَةَ دَرَجَةً ، وَكَانَ يُقَالُ لِهَذَا الْبَابُ ، بَابُ بَنِي تَيْمٍ ، وَكَانَ بِحِذَا دَارِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ ، وَدَارِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ ، فَدَخَلَتَا فِي الْوَادِي حِينَ وَسَّعَ الْمَهْدِيُّ الْمَسْجِدَ وَقَدْ فَضَلَتْ مِنْ دَارِ بْنِ جُدْعَانَ فَضْلَةٌ ، وَهِيَ بِأَيْدِيهِمْ إِلَى الْيَوْمِ ، وَالْبَابُ السَّابِعُ فِيهِ أُسْطُوَانَةٌ عَلَيْهَا طَاقَانِ طُولُ كُلِّ طَاقٍ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَاثْنَتَا عَشْرَةَ إِصْبَعًا ، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ إِصْبَعًا ، وَفِي عَتَبَةِ الْبَابِ اثْنَتَا عَشْرَةَ دَرَجَةً ، وَهَذَا الْبَابُ مِمَّا يَلِي دُورَ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ ، وَبَنِي مَخْزُومٍ ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ : بَابُ أُمِّ هَانِئٍ ابْنَةِ أَبِي طَالِبٍ ، وَعَلَى الْأَسَاطِينِ الَّتِي عَلَى الْأَبْوَابِ كَرَاسِيٌّ مِمَّا يَلِي الْوَادِيَ ، وَبَابُ بَنِي هَاشِمٍ ، وَبَابُ بَنِي جُمَحٍ سَاجٌ مَنْقُوشَةٌ بِالزُّخْرُفِ وَالذَّهَبِ وَفِي الشِّقِّ الَّذِي يَلِي بَنِي جُمَحٍ سِتَّةُ أَبْوَابٍ وَعَشَرَةُ طَاقَاتٍ ، وَالْبَابُ الْأَوَّلُ وَهُوَ يَلِي الْمَنَارَةَ الَّتِي تَلِي أَجْيَادًا الْكَبِيرَ ، فِيهِ أُسْطُوَانَةٌ عَلَيْهَا طَاقَانِ طُولُ كُلِّ طَاقٍ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ خَمْسَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَفِي عَتَبَةِ الْبَابِ ثَمَانِ دَرَجَاتٍ ، وَهُوَ يُقَالُ لَهُ بَابُ بَنِي حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ ، وَبَابِ بَنِي الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ ، وَالْغَالِبُ عَلَيْهِ بَابُ الْحِزَامِيَّةِ ، يَلِي الْخَطَّ الْحِزَامِيَّ ، وَالْبَابُ الثَّانِي فِيهِ أُسْطُوَانَتَانِ عَلَيْهِمَا ثَلَاثُ طَاقَاتٍ طُولُ كُلِّ طَاقٍ فِي السَّمَاءِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ إِحْدَى وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا ، وَفِي عَتَبَةِ الْبَابِ سَبْعُ دَرَجَاتٍ ، وَهَذَا الْبَابُ يَسْتَقْبِلُ دَارَ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، يُقَالُ لَهُ الْيَوْمَ : بَابُ الْخَيَّاطِينَ ، وَالْبَابُ الثَّالِثُ فِيهِ أُسْطُوَانَةٌ عَلَيْهَا طَاقَانِ طُولُ كُلِّ طَاقٍ فِي السَّمَاءِ عَشَرُةُ أَذْرُعٍ ، وَوَجْهُ الطَّاقَيْنِ مَنْقُوشٌ بِالْفُسَيْفِسَاءِ ، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ خَمْسَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَفِي عَتَبَةِ الْبَابِ سَبْعُ دَرَجَاتٍ وَبَيْنَ يَدَيِ الْبَابِ بَلَاطٌ يَمُرُّ عَلَيْهِ سَيْلُ الْمَسْجِدِ مِنْ سَرْبٍ تَحْتَ هَذَا الْبَابِ ، وَذَلِكَ الْفُسَيْفِسَاءُ مِنْ عَمَلِ أَبِي جَعْفَرٍ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينِ ، وَهُوَ آخِرُ عَمَلِهِ فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ ، وَهُوَ بَابُ بَنِي جُمَحٍ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ : قَدْ كَانَ هَذَا عَلَى مَا ذَكَرَهُ الْأَزْرَقِيُّ ، حَتَّى كَانَتْ أَيَّامُ جَعْفَرٍ الْمُقْتَدِرَ بِاللَّهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينِ ، وَكَانَ يَتَوَلَّى الْحُكْمَ بِمَكَّةَ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى ، فَغَيَّرَ هَذَيْنِ الْبَابَيْنِ : الْمَعْرُوفُ أَحَدُهُمَا بِالْخَيَّاطِينَ ، وَالْآخَرُ بِبَنِي جُمَحٍ ، وَجَعَلَ مَا بَيْنَ دَارَيْ زُبَيْدَةَ مَسْجِدًا ، وَصِلَةً بِالْمَسْجِدِ الْكَبِيرِ عَمِلَهُ بِأَرْوِقَةٍ وَطَاقَاتٍ وَصَحْنٍ ، وَجَعَلَهُ شَارِعًا عَلَى الْوَادِي الْأَعْظَمِ بِمَكَّةَ ، فَاتَّسَعَ بِالنَّاسِ وَصَلُّوا فِيهِ ، وَذَلِكَ كُلُّهُ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسَنَةِ سَبْعٍ وَثَلَاثِمَائِةٍ قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ : وَالْبَابُ الرَّابِعُ طَاقٌ طُولُهُ فِي السَّمَاءِ عَشَرَةُ أَذْرُعٍ ، وَعَرْضُهُ خَمْسَةُ أَذْرُعٍ ، وَعَلَيْهِ بَابٌ مُبَوَّبٌ كَانَ يَشْرَعُ فِي زُقَاقٍ بَيْنَ دَارِ زُبَيْدَةَ وَبَيْنَ الْمَسْجِدِ ، وَكَانَ ذَلِكَ الزُّقَاقُ مَسْلُوكًا ، وَهُوَ بَابُ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ بْنِ هَاشِمٍ الْأَسَدِيِّ ، كَانَ يَسْتَقْبِلُ دَارَهُ الَّتِي دَخَلَتْ فِي دَارِ زُبَيْدَةَ ، وَفِيهَا بِئْرُ الْأَسْوَدِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدٍ ، وَهُوَ الْبَابُ الَّذِي يُصْعَدُ مِنْهُ الْيَوْمَ إِلَى دَارِ زُبَيْدَةَ ، وَالْبَابُ الْخَامِسُ طَاقٌ طُولُهُ فِي السَّمَاءِ عَشَرَةُ أَذْرُعٍ ، وَعَرْضُهُ أَرْبَعَةُ أَذْرُعٍ ، وَاثْنَا عَشَرَ إِصْبَعًا ، وَالْبَابُ مُبَوَّبٌ يَشْرَعُ فِي زُقَاقِ دَارِ زُبَيْدَةَ أَيْضًا ، وَالْبَابُ السَّادِسُ طَاقٌ طُولُهُ فِي السَّمَاءِ عَشَرَةُ أَذْرُعٍ وَعَرْضُهُ سَبْعَةُ أَذْرُعٍ ، وَفِي الْعَتَبَةِ عَشْرُ دَرَجَاتٍ ، وَهُوَ بَابُ بَنِي سَهْمٍ وَفِي الشِّقِّ الَّذِي يَلِي دَارَ النَّدْوَةِ وَدَارَ الْعَجَلَةِ ، وَهُوَ الشِّقُّ الشَّامِيُّ مِنَ الْأَبْوَابِ سِتَّةُ أَبْوَابٍ ، الْبَابُ الْأَوَّلُ وَهُوَ يَلِي الْمَنَارَةَ الَّتِي تَلِي بَنِي سَهْمٍ ، طَاقٌ طُولُهُ ، فِي السَّمَاءِ عَشَرَةُ أَذْرُعٍ ، وَعَرْضُهُ أَرْبَعَةُ أَذْرُعٍ ، وَفِي الْعَتَبَةِ سِتُّ دَرَجَاتٍ ، وَهُوَ بَابُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، وَالْبَابُ الثَّانِي قَدْ سُدَّ فِي دَارِ الْعَجَلَةِ ، وَمَوْضِعُهُ بَيِّنٌ لِمَنْ يُقَابِلُهُ ، وَالْبَابُ الثَّالِثُ هُوَ بَابُ دَارِ الْعَجَلَةِ ، وَالْبَابُ الرَّابِعُ ، هُوَ بَابُ قُعَيْقِعَانَ طَاقٌ طُولُهُ فِي السَّمَاءِ عَشَرَةُ أَذْرُعِ وَعَرْضُهُ تِسْعَةُ أَذْرُعٍ وَسِتَّةُ أَصَابِعَ ، وَفِي عَتَبَةِ الْبَابِ مِنْ خَارِجٍ بَلَاطٌ مِنْ حِجَارَةٍ ، وَيُنْزَلُ مِنْهُ إِلَى بَطْنِ الْمَسْجِدِ بِسِتِّ دَرَجَاتٍ ، وَيُقَالُ ثَمَانُ دَرَجَاتٍ ، وَيُقَالُ لَهُ بَابُ حُجَيْرِ بْنِ أَبِي إِهَابَ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ : وَهُوَ حُجَيْرُ بْنُ أَبِي إِهَابَ التَّيْمِيُّ ، وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي بَيْنَهُمَا الطَّرِيقُ إِلَى قُعَيْقِعَانَ ، كَانَتْ أُقْطِعَتَا عَمْرُو بْنُ اللَّيْثِ الصَّفَّارُ ، ثُمَّ صَارَتْ إِحْدَاهُمَا اصْطَبْلًا لِلسُّلْطَانِ ، وَالْأُخْرَى لَاصِقَةً بِدَارِ الْعَرُوسِ وَدَارِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ فِيهَا بُيُوتٌ تُسْكَنُ قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ : وَيُنْزَلُ مِنْهُ إِلَى بَطْنِ الْمَسْجِدِ بِسِتِّ دَرَجَاتٍ ، وَبَيْنَ يَدَيِ الْبَابِ مِنْ خَارِجٍ بَلَاطٌ مِنْ حِجَارَةٍ ، وَالْبَابُ الْخَامِسُ هُوَ بَابُ دَارِ النَّدْوَةِ ، وَالْبَابُ السَّادِسُ طَاقٌ وَاحِدٌ طُولُهُ فِي السَّمَاءِ تِسْعَةُ أَذْرُعٍ ، وَعَرْضُهُ خَمْسَةُ أَذْرُعٍ ، وَفِي عَتَبَةِ هَذَا الْبَابِ ثَمَانِ دَرَجَاتٍ فِي بَطْنِ الْمَسْجِدِ ، وَهُوَ بَابُ دَارِ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ ، يُسْلَكُ مِنْهُ إِلَى السُّوَيْقَةِ ، وَفِي هَذَا الشِّقِّ دَرَجَةٌ يُصْعَدُ مِنْهَا إِلَى دَارِ الْإِمَارَةِ ، وَهِيَ دَارُ السَّلَامَةِ ، دَرَجَةُ رُخَامٍ عَلَيْهَا دَرَابْزِينَ ، وَفِي هَذَا الشِّقِّ جَنَاحٌ مِنْ دَارِ الْعَجَلَةِ ، كَانَ أَشْرَعَ لِلْمَهْدِيِّ أَيَّامَ بُنِيَتْ فِي سَنَةِ سِتِّينَ وَمِائَةٍ ، فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ الْجَنَاحُ عَلَى حَالِهِ حَتَّى جَاءَتِ الْمُبَيَّضَةُ ، فَقَطَعَهُ حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الْعَلَوِيُّ ، وَوَضَعَ الْجَنَاحَ لَاصِقًا بِالْكَوَّاءِ الَّتِي كَانَتْ أَبْوَابُ الْجَنَاحِ فِي سَنَةِ مِائَتَيْنِ فِي الْفِتْنَةِ فَلَمْ يَزَلْ عَلَى ذَلِكَ ، حَتَّى أَمَرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْمُعْتَصِمُ بِاللَّهِ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ بِعِمَارَةِ دَارِ الْعَجَلَةِ ، فَأَشْرَعَ الْجَنَاحَ ، وَجَعَلَ شُبَّاكَهُ بِالْحَدِيدِ ، وَجُعِلَتْ عَلَيْهِ أَبْوَابٌ مُزَرَّرَةٌ تُطْوَى وَتُنْشَرُ فَهُوَ قَائِمٌ إِلَى الْيَوْمِ
ذَرْعُ جُدُرَاتِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ : ذَرْعُ الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي الْمَسْعَى ، وَهُوَ الشَّرْقِيُّ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا فِي السَّمَاءِ ، وَطُولُ الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي الْوَادِيَ ، وَهُوَ الشِّقُّ الْيَمَانِيُّ فِي السَّمَاءِ اثْنَانِ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا ، وَطُولُ الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي بَنِي جُمَحٍ ، وَهُوَ الْغَرْبِيُّ اثْنَانِ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، وَطُولُ الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي دَارَ النَّدْوَةِ ، وَهُوَ الشِّقُّ الشَّامِيُّ ، تِسْعَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ
الشُّرَّافَاتُ الَّتِي فِي بَطْنِ الْمَسْجِدِ وَخَارِجِهِ قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ : وَعَدَدُ الشُّرَّافَاتِ الَّتِي عَلَى جُدُرَاتِ الْمَسْجِدِ مِنْ خَارِجِهِ مِائَتَا شُرَّافَةٍ ، وَاثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ شُرَّافَةٍ وَنِصْفٌ ، مِنْهَا فِي الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي الْمَسْعَى ، ثَلَاثٌ وَسَبْعُونَ شُرَّافَةً ، وَمِنْهَا فِي الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي الْوَادِيَ مِائَةٌ وَتِسْعَ عَشَرَ ، وَمِنْهَا فِي الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي بَنِي جُمَحٍ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ ، وَمِنْهَا فِي الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي دَارَ النَّدْوَةِ خَمْسُ شُرَّافَاتٍ وَنِصْفٌ ، وَفِي جُدُرَاتِ الْمَسْجِدِ مِنْ خَارِجٍ رَوَازَنٌ مَنْقُوشَةٌ بِالْجِصِّ ، وَطَاقَاتٌ نَافِذَةٌ إِلَى الْمَسْجِدِ ، وَوَجْهُهَا مَنْقُوشٌ بِالْجِصِّ ، وَعَلَى الطَّاقَاتِ شُبَّاكُ حَدِيدٍ ، وَوُجُوهُ طَاقَاتِ الْأَبْوَابِ وَوُجُوهُ الشُّرَفِ مَنْقُوشٌ بِالْجِصِّ ، وَسَيْلِ سَطْحِ الْمَسْجِدِ مِنَ الشِّقِّ الَّذِي يَلِي الْمَسْعَى ، وَالشَّقِّ الَّذِي يَلِي دَارَ النَّدْوَةِ ، يَجْرِي سَيْلُهُ فِي سَرْبَيْنِ مَحْفُورَيْنِ عَلَى جُدُرَاتِ الْمَسْجِدِ ، ثُمَّ يَسِيلُ فِي أُسْطُوَانَةٍ مَبْنِيَّةٍ عَلَى بَابِ بَنِي شَيْبَةَ الْكَبِيرِ ، ثُمَّ يَصِيرُ إِلَى سِقَايَةٍ مَدْبُولَةٍ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ بَيْنَ يَدَيْ دَارِ الْقَوَارِيرِ عَلَيْهَا شُبَّاكٌ ، وَبَابٌ يُغْلَقُ ، وَسَيْلُ شِقِّ الْوَادِي وَشِقِّ بَنِي جُمَحٍ ، يَسِيلُ فِي سَرْبٍ قَدْ جُعِلَ فِي الْجِدَارِ ، كَانَ يَسِيلُ فِي سِقَايَةٍ عِنْدَ الْخَيَّاطِينَ ، مَدْلُولَةً كَانَتِ الْخَيْزُرَانُ أُمُّ الْخَلِيفَتَيْنِ مُوسَى وَهَارُونَ ، قَدْ حَفَرَتْهَا هُنَاكَ فِي مَوْضِعِ الرَّحَبَةِ الَّتِي اسْتَقْطَعَهَا جَعْفَرُ بْنُ يَحْيَى ، فَبَنَى فِيهَا الدَّارَ الَّتِي عَلَى الْبَقَّالِينَ وَالْخَيَّاطِينَ ، ثُمَّ صَارَتْ بَعْدُ لِزُبَيْدَةَ ، فَلَمَّا بُنِيَتْ هَذِهِ الدَّارُ ، صُرِفَ سَيْلُ الْمَسْجِدِ ، فَصَارَ يَجْرِي فِي سَرْبٍ عَظِيمٍ ، وَهُوَ مِيزَابٌ مِنْ سَاجٍ يُسْكَبُ عَلَى الْبِئْرِ الَّتِي عَلَى بَابِ الْبَقَّالِينَ الَّتِي حَفَرَهَا الْمَهْدِيُّ عِوَضًا مِنْ بِئْرِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابٍ الَّتِي يُقَالُ لَهَا : الْعَجُولُ ، َدَخَلَتْ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حِينَ وَسَّعَهُ الْمَهْدِيُّ
ذِكْرُ عَدَدِ الشُّرَفِ الَّتِي فِي بَطْنِ الْمَسْجِدِ وَمَا يُشْرَعُ مِنَ الطِّيقَانِ فِي الصَّحْنِ وَفِي شِقِّ الْمَسْجِدِ الَّذِي فِيهِ الْمَسْعَى إِحْدَى وَثَلَاثُونَ طَاقٍا فَوْقَهَا مِائَةُ شُرْفَةٍ مُجَصَّصَةٍ ، وَفِي الشِّقِّ الَّذِي يَلِي بَابَ بَنِي شَيْبَةَ الصَّغِيرَ وَدَارَ النَّدْوَةِ سِتَّةٌ وَأَرْبَعُونَ طَاقًا فَوْقَهَا مِائَةٌ وَأَرْبَعٌ وَسَبْعُونَ شُرَّافَةً ، وَفِي الشِّقِّ الْيَمَانِي خَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ طَاقًا فَوْقَهَا مِائَةٌ وَخَمْسُونَ شُرْفَةً مُجَصَّصَةً ، وَفِي الشِّقِّ الْغَرْبِيِّ تِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ طَاقًا فَوْقَهَا أَرْبَعٌ وَتِسْعُونَ شُرَّافَةً ، وَبَيْنَ مَخْرَجِ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ مِنَ الصَّفَا وَبَيْنَ الرُّكْنِ الَّذِي فِيهِ مَنَارَةُ الْمَسْعَى تِسْعَةَ عَشَرَ طَاقًا ، فَهَذَا مَا فِي بَطْنِ الْمَسْجِدِ مِنَ الشُّرَفِ الْبِيضِ ، وَأَمَّا خَارِجُ الْمَسْجِدِ فَبَعْضُ الشُّرَفِ قَائِمٌ ، وَبَعْضُهُ دَاخِلٌ فِي الدُّورِ
<<
<
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
>
>>