الطبقات الكبير لابن سعد /
المجلد العاشر /
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ . . . الْحِيرَةُ , وَكَانَ ظِئْرًا لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ , وَكَانَ يُعَلِّمُ الْكِتَابَ بِالْمَدِينَةِ . قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ : فَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ , فَلَمَّا وَجَدَ حَسَّ السَّيْفِ صُلِّبَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ , وَانْطَلَقَ عُبَيْدُ اللَّهِ , فَقَتَلَ ابْنَةَ أَبِي لُؤْلُؤَةَ , وَكَانَتْ تَدَّعِي الْإِسْلَامَ , وَأَرَادَ عُبَيْدُ اللَّهِ أَلَّا يَتْرُكَ سَبْيًا بِالْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ إِلَّا قَتَلَهُ , فَاجْتَمَعَ الْمُهَاجِرُونَ الْأَوَّلُونَ , فَأَعْظَمُوا مَا صَنَعَ عُبَيْدُ اللَّهِ مِنْ قَتْلِ هَؤُلَاءِ , وَاشْتَدُّوا عَلَيْهِ , وَزَجَرُوهُ عَنِ السَّبْيِ , فَقَالَ : وَاللَّهِ , لَأَقْتُلَنَّهُمْ وَغَيْرَهُمْ يُعَرِّضُ بِبَعْضِ الْمُهَاجِرِينَ , فَلَمْ يَزَلْ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ يَرْفُقُ بِهِ حَتَّى دَفَعَ إِلَيْهِ سَيْفَهُ , فَأَتَاهُ سَعْدٌ , فَأَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِرَأْسِ صَاحِبِهِ يَتَنَاصَيَانِ حَتَّى حَجَزَ بَيْنَهُمَا النَّاسُ , فَأَقْبَلَ عُثْمَانُ وَذَلِكَ فِي الثَّلَاثَةِ الْأَيَّامِ الشُّورَى قَبْلَ أَنْ يُبَايَعَ لَهُ حَتَّى أَخَذَ بِرَأْسِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , وَأَخَذَ عُبَيْدُ اللَّهِ بِرَأْسِهِ ثُمَّ حُجِزَ بَيْنَهُمَا , وَأَظْلَمَتِ الْأَرْضُ يَوْمَئِذٍ عَلَى النَّاسِ , فَعَظُمَ ذَلِكَ فِي صُدُورِ النَّاسِ , وَأَشْفَقُوا أَنْ تَكُونَ عُقُوبَةً حِينَ قَتْلِ عُبَيْدِ اللَّهِ جُفَيْنَةَ وَالْهُرْمُزَانَ وَابْنَةَ أَبِي لُؤْلُؤَةَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ : حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ , عَنْ أَبِي وَجْزَةَ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ : رَأَيْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ وَإِنَّهُ لَيُنَاصِي عُثْمَانَ , وَإِنَّ عُثْمَانَ لَيَقُولُ : قَاتَلَكَ اللَّهُ قَتَلْتَ رَجُلًا يُصَلِّي , وَصَبِيَّةً صَغِيرَةً , وَآخَرَ مِنْ ذِمَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا فِي الْحَقِّ تَرْكُكَ قَالَ : فَعَجِبْتُ لِعُثْمَانَ حِينَ وَلِيَ كَيْفَ تَرَكَهُ , وَلَكِنْ عَرَفْتُ أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ كَانَ دَخَلَ فِي ذَلِكَ فَلَفَتَهُ عَنْ رَأْيِهِ