تشاهد الان : وهب بن منبه بن كامل بن سيج بن ذي كبار .

تعريف عام وهب بن منبه بن كامل بن سيج بن ذي كبار
البيان القيمة
رقم الرواي : 8061
اسم الراوي : وهب بن منبه بن كامل بن سيج بن ذي كبار
الكنية : أبو عبد الله
اسم الشهرة وهب بن منبه الأبناوي
النسب
اللقب
الوصف
اللقب
الرتبة ثقة
الطبقة 3
سنة الوفاة
سنة الميلاد
عمر الراوي
الاقامة
بلد الوفاة
الاقرباء
الموالي
روي له
# العالم القول
1 أبو حاتم بن حبان البستي ذكره في الثقات وقال: كان عابدا فاضلا
2 أبو زرعة الرازي ثقة
3 أحمد بن حنبل كان يتهم بشيء من القدر ورجع
4 أحمد بن شعيب النسائي ثقة
5 أحمد بن صالح الجيلي ثقة
6 ابن حجر العسقلاني ثقة، ومرة: وثقه الجمهور
7 الذهبي صدوق صاحب كتب أخباري علامة قاص
8 عمرو بن علي الفلاس ضعيف
0
# التلميذ الكنية النسب اللقب
1 أبو موسى أبو موسى اليماني
2 أسد بن وداعة أبو العلاء الشامي, الطائي
3 إبراهيم بن عقيل بن معقل بن منبه بن كامل بن سيج أبو إبراهيم اليماني, الصنعاني
4 إدريس بن سنان أبو إلياس اليماني, الصنعاني
5 إدريس بن وهب بن منبه اليماني
6 إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن أبو عبد الله الزعافري, الكوفي, الأودي
7 إسرائيل بن موسى أبو موسى البصري
8 بكار بن عبد الله بن وهب اليماني, الصنعاني
9 ثور البصري, اليماني, الصنعاني
10 حكم بن أبان أبو عيسى الصنعاني, العدني
11 زكريا بن خالد بن ميمون بن فيروز أبو يحيى الكوفي, الوادعي, الهمداني ابن أبي زائدة
12 زيد بن الحواري أبو الحواري البصري, العمي
13 سماك بن الفضل اليماني, الصنعاني, الأبناوي, الخولاني
14 عبد الرحمن بن عمر بن بوذويه الصنعاني ابن بوذويه
15 عبد الصمد بن معقل بن منبه بن كامل اليماني
16 عبد الله بن بحير بن ريسان أبو وائل المرادي, اليماني, الصنعاني
17 عبد الله بن سعيد بن أبي عاصم اليماني ابن أبي عاصم
18 عبد الله بن وهب بن منبه الصنعاني, الأبناوي
19 عبد المنعم بن إدريس بن سنان أبو عبد الله اليماني, البغدادي
20 عقيل بن معقل بن منبه اليماني, الصنعاني
21 عمر بن بكار أبو حفص
22 عمرو بن دينار أبو محمد المكي, الجمحي
23 مقاتل بن سليمان بن بشير أبو الحسن المروزي, البلخي, الخراساني, الأزدي دوال دوز, ابن جوال دوز
24 منذر بن النعمان اليماني
25 موسى بن علي بن رباح بن قصير بن القشيب بن يينع بن أردة أبو عبد الرحمن اللخمي, الإسكندراني, المصري
[6767] خ م د ت س فق وهْب بن منبه بن كَامِل بن سيج بن ذي كبار

وهُوَ الأسوار اليماني الصنعاني الذماري أَبُو عَبْد اللَّهِ الأبناوي أخو هَمَّام بْن منبه ومعقل بْن منبه وغيلان بْن منبه

روى عن
1- أَنَس بْن مَالِك
2- وجابر بْن عَبْد اللَّهِ د
3- وطاوس بْن كيسان
4- وعبد الله بْن عَبَّاس د ت س
5- وعبد الله بْن عُمَر بْن الخطاب
6- وعبد الله بْن عَمْرو بْن العاص د ت س على خلاف فيه
7- وعَمْرو بْن دينار د
8- وعَمْرو بْن شعيب بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن العاص س
9- وفنج اليماني
10- والنعمان بْن بشير
11- وأخيه هَمَّام بْن منبه خ م د ت س
12- وأبي خليفة البصري عس
13- وأبي سَعِيد الخدري
14- وأبي هُرَيْرَةَ

روى عنه
1- ابْن ابنته إدريس بْن سنان فق والد عبد المنعم بْن إدريس
2- وإسرائيل أَبُو مُوسَى د ت س
3- وبكار بْن عَبْد اللَّهِ الصنعاني
4- وداود بْن قيس الصنعاني
5- وسماك بْن الْفَضْل د ت س
6- وأَبُو مصعب صَالِح بْن عُبَيْد ي
7- وعاصم بْن رجاء بْن حيوة
8- وعبد الله بْن عُثْمَان بْن خثيم المكي
9- وابناه عَبْد اللَّهِ بْن وهْب بْن منبه عس
10- وعبد الرحمن بْن وهْب بْن منبه
11- وابْن أخيه عبد الصمد بْن معقل بْن منبه فق
12- وعبد الكريم بْن جوران
13- وعبد الملك بْن خلج الصنعانيون
14- وابْن أخيه عقيل بن معقل بْن منبه د
15- وعُمَر بْن أَبِي يَزِيد
16- وعَمْرو بْن خَالِد الصنعاني
17- وعَمْرو بْن دينار خ م ت س
18- وعمران أَبُو الهذيل وهُوَ ابْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن هربذ
19- وعوف الأعرابي
20- وأَبُو سنان عِيسَى بْن سنان الشامي قد
21- ومُحَمَّد بْن أيوب بْن داود الصنعاني
22- وأَبُو رفيق مرداس بْن مافنه
23- والمغيرة بْن حكيم
24- والمنذر بْن النعمان الأفطس
25- وهمام بْن نَافِع والد عبد الرزاق
26- ويزيد بْن مسلم
27- ويزيد بْن يَزِيد بْن جَابِر الدمشقي

علماء الجرح والتعديل

ذكره خليفة بْن خياط فِي الطبقة الثانية من أهل الْيَمَن .
ذكره مُحَمَّد بْن سَعْد فِي الطبقة الثالثة .

وقال عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل، عَنْ أَبِيهِ: كَانَ من أبناء فارس . قال: وكل من كَانَ من أهل الْيَمَن له ذي هُوَ شريف يقال: فلان له ذي، وفلان لا ذي له .

وقال 1 العجلي 1: 2 تابعي، ثقة 2، وكَانَ على قضاء صنعاء .

وقال 1 أَبُو زرعة، والنسائي 1: 2 ثقة 2 .
2 وذكره ابْن حبان فِي كتاب الثقات 2 .

وقال غوث بْن جَابِر بْن غيلان بْن منبه: كانوا إخوة أربعة أكبرهم وهْب، ومعقل، وهمام، وغيلان وكَانَ أصغرهم .

وقال أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الأزهر: سمعت مسلمة بْن هَمَّام بْن مسلمة بْن هَمَّام بْن منبه يذكر عَنْ آبائه أن هماما، ووهبا، وعبد الله، ومعقلا، ومسلمة بنو منبه أصلهم من خراسان من هراة، ومنبه من أهل هراة خرج، فرفع إلى فارس أيام كسرى، وكسرى أخرجه من هراة، ثُمَّ إنه أسلم على عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فحسن إسلامه، فمسكن ولده وتوالدهم باليمن . وكَانَ وهْب بْن منبه يختلف إلى هراة، ويتفقد أمر هراة .

$ أَخْبَرَتْنَا زَيْنَبُ بِنْتُ مَكِّيٍّ، قَالَتْ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصِ بْنُ طَبَرْزَدٍ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبِ بْنُ الْبَنَّاءِ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عِمْرَانَ الضَّرَّابُ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، قال: حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ رَيَّانَ، قال: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ مَوْلًى لِسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، قال: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ مَعْدَانَ، يُحَدِّثُ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، يَقُولُ: " سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلانِ أَحَدُهُمَا يُقَالُ لَهُ: وهْبٌ، يُؤْتِيهِ اللَّهُ الْحِكْمَةَ، والآخَرُ يُقِالُ لَهُ: غَيْلانَ هُوَ أَشَدُّ عَلَى أُمَّتِي مِنْ إِبْلِيسَ " .

قال عُثْمَان بْن سَعِيد الدارمي: سألت يَحْيَى بْن معين عَنْ يَحْيَى بْن ريان، فَقَالَ: لا أعرفه . قلت: يروي عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن راشد من هُوَ ؟ قال: لا أعرفه *

$ وقَدْ رُوِيَ مِنْ وجْهٍ آخَرَ ضَعِيفٍ، عَنِ الأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: " يَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: وهْبٌ يَهَبُ اللَّهُ لَهُ الْحِكْمَةَ، ورَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: غَيْلانُ هُوَ أَضَرُّ عَلَى أُمَّتِي مِنْ إِبْلِيسَ " .

رواه الْوَلِيد بْن مسلم، عَنْ مَرَوَان بْن سَالِم القرقساني، عَنِ الأحوص بْن حكيم، ومروان بْن سَالِم هذا من الضعفاء المتروكين، وقد ذكرنا أقوال الأئمة فيه فِي ترجمته *

وروي عَنْ عُبَيْد بْن مُحَمَّد الكشوري، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الجساس، قال: حَدَّثَنَا عبد الرزاق، قال: أخبرني أَبِي، عَن وهْب بْن منبه، قال: يقولون: إن عَبْد اللَّهِ بْن سلام كَانَ أعلم أهل زمانه، وإن كعبا أعلم أهل زمانه، أفرأيت من جمع علمهما أهو أعلم أم هما ؟

وعن عُبَيْد بْن مُحَمَّد، قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن كَثِير بْن عُبَيْد بْن كَثِير، قال: حَدَّثَنِي أَبِي كَثِير بْن عُبَيْد، أنه سار مع وهْب حَتَّى باتوا فِي دار بصعدة عند رجل من أهل صعدة، فأنزلوا مصابيحهم، وخرجت ابنة الرجل، فرأت عنده مصباحا، فاطلع إليه صاحب المنزل، فنظر إليه صافا قدميه فِي ضياء كأنه بياض الشمس، فَقَالَ الرجل: رأيتك الليلة فِي هيئة مَا رأيت فيها أحدا، قال: وما الذي رأيت ؟ قال: رأيتك فِي ضياء أشد من الشمس، قال: اكتم مَا رأيت .

وقال مُحَمَّد بْن سَعْد: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْوَلِيد الأزرقي، قال: حَدَّثَنَا مسلم بْن خَالِد، قال: حَدَّثَنِي المثنى بْن الصباح، قال: لبث وهْب بْن منبه أربعين سنة لم يسب شيئا فيه الروح، ولبث عشرين سنة لم يجعل بين العشاء والصبح وضوءا . قال: وقَالَ وهْب لقد: قرأت ثلاثين كتابا نزلت على ثلاثين نبيا .

وقال جَعْفَر بْن سُلَيْمَان الضبعي، عَنْ عبد الصمد بْن معقل: صحبت عمي وهْب بْن منبه أشهرا يصلي الغداة بوضوء العشاء .

وقال سلم بْن مَيْمُون الخواص، عَنْ مسلم بْن خَالِد الزنجي: لبث وهْب بْن منبه أربعين سنة لا يرقد على فراش، ولبث عشرين سنة لم يجعل بين العتمة والصبح وضوءا .

وقال عبد الرزاق، عَنْ أَبِيهِ رأيت وهبا إذا قام فِي الوتر قال: لك الحمد الدائم السرمد حمدا لا يحصيه العدد، ولا يقطعه الأبد، كما ينبغي لك أن تحمد، وكما أنت له أهل، وكما هُوَ لك علينا حق .

وقال 1 عبد المنعم بْن إدريس، عَنْ أَبِيهِ 1: 2 كَانَ وهْب بْن منبه يحفظ كلامه كل يوم، فإن سلم أفطر، وإلا طوى 2 .

وقال 1 جَعْفَر بْن سُلَيْمَان أيضا، عَنْ عبد الصمد بْن معقل، قال الجعد بْن درهم 1: 2 مَا كلمت عالما قط إلا غضب، وحل حبوته غير وهْب بْن منبه 2 .

وقال معمر عَنْ سماك بْن الْفَضْل: كنا عند عروة بْن مُحَمَّد، وإلى جنبه وهْب بْن منبه، فجاء قوم فشكوا عاملهم ،وذكروا منه شيئا قبيحا، فتناول وهْب عصا كانت فِي يد عروة، فضرب بها رأس العامل حَتَّى سأل دمه، فضحك عروة، واستلقى على قفاه، وقال: يعيب علينا أَبُو عَبْد اللَّهِ الغضب وهُوَ يغضب . فَقَالَ وهْب: مَا لي لا أغضب وقد غضب الذي خلق الأحلام، إن الله يَقُول: ( فلما آسفونا انتقمنا منهم ) يَقُول: أغضبونا .

وقال إِسْمَاعِيل بْن عبد الكريم، عَنْ عبد الصمد بْن معقل، قيل لوهب بْن منبه: يا أَبَا عَبْد اللَّهِ، إنك كنت ترى الرؤيا فتحدثنا بها، فتكون حقا . وفي رواية: فلا نلبث أن نراها كما رأيت . قال: هيهات ذهب ذَلِكَ عني منذ وليت القضاء .

وقال عبد الصمد بْن معقل أيضا، عَنْ وهْب بْن منبه: الدراهم والدنانير خواتيم الله فِي الأرض، فمن ذهب بخاتم الله قضيت حاجته .

وقال سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، عَنْ عَمْرو بْن دينار: دخلت على وهْب بْن منبه داره بصنعاء، فأطعمني جوزا من جوزة فِي داره فقلت له: وددت أنك لم تكن كتبت فِي القدر كتابا، فَقَالَ: وأنا والله لوددت ذَلِكَ .

وقال إِبْرَاهِيم بْن يَعْقُوب الجوزجاني: وهْب بْن منبه كَانَ كتب كتابا فِي القدر، ثُمَّ حدثت أنه ندم عليه .

وقال أَحْمَد بْن حَنْبَل، عَنْ عبد الرزاق: سمعت أَبِي، يَقُول: حج عامة الفقهاء سنة مائة، فحج وهْب، فلما صلوا العشاء أتاه نفر فيهم عَطَاء، والحسن بْن أَبِي الْحَسَن، وهم يريدون أن يذاكروه القدر، قال: فافتن فِي باب من الحمد، فما زال فيه حَتَّى طلع الفجر، فافترقوا ولم يسألوه عَنْ شيء . قال أَحْمَد: وكَانَ يتهم بشيء من القدر ورجع .

وقال حَمَّاد بْن سَلَمَة، عَنْ أَبِي سنان: سمعت وهْب بْن منبه، يَقُول: كنت أقول بالقدر حَتَّى قرأت بضعة وسبعين كتابا من كتب الأنبياء فِي كلها: من جعل إلى نفسه شيئا من المشيئة فقد كفر، فتركت قولي .

وقال أَبُو أسامة، عَنْ أَبِي سنان: سمعت وهْب بْن منبه، يَقُول لعطاء الخراساني: كَانَ العلماء قبلنا استغنوا بعلمهم عَنْ دنيا غيرهم، فكانوا لا يلتفتون إلى دنياهم، وكَانَ أهل الدنيا يبذلون دنياهم فِي علمهم، فأصبح أهل العلم منا اليوم يبذلون لأهل الدنيا علمهم رغبة فِي دنياهم، وأصبح أهل الدنيا قد زهدوا فِي علمهم لما رأوا من سوء موضعه عندهم .

وقال إِسْمَاعِيل بْن عبد الكريم: حَدَّثَنِي عبد الصمد بْن معقل، أنه سمع وهبا وهُوَ يخطب الناس على المنبر، فَقَالَ: احفظوا عني ثلاثا: إياكم وهوى متبعا، وقرين سوء، وعجاب المرء بنفسه . وعن عبد الصمد، قال: سمعت وهْب بْن منبه، يَقُول: دع المراء، والجدال من أمرك، فإنه لن يعجز أحد رجلين، رجل هُوَ أعلم منك، فكيف تعادي وتجادل من هُوَ أعلم منك ؟ ورجل أنت أعلم منه، فكيف تعادي من أنت أعلى منه ولا يطيعك ؟ فاقلع عَنْ ذَلِكَ .

وقال أَبُو عَاصِم النبيل: حَدَّثَنِي أَبُو سلام عَنْ وهْب بْن منبه، قال: العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والعقل دليله، والعمل قيمه، والصبر أمير جنوده، والرفق أبوه، واللين أخوه .
وقال نَافِع بْن يَزِيد المصري، عَنْ عَامِر بْن مرة اليحصبي: كَانَ ابْن منبه، يَقُول: المؤمن ينظر ليعلم ويسكت، ويتكلم ليفهم، ويخلو ليغنم .

وقال عَبْد الْعَزِيزِ بْن رفيع، عَنْ وهْب بْن منبه: الإيمان عريان، ولباسه التقوى، وزينته الحياء، وماله الفقه .

وقال إِسْمَاعِيل بْن عبد الكريم: حَدَّثَنِي عبد الصمد، أنه سمع وهبا، يَقُول لرجل من جلسائه: ألا أعلمك علما لا يتعايا الفقهاء فيه ؟ قال: بلى، قال: إن سئلت عَنْ شيء عندك فيه علم، فأخبر بعلمك، وإلا فقل: لا أدري .

وقال 1 مسلمة بْن جَعْفَر، عَنْ عَمْرو بْن عَامِر البجلي، عَنْ وهْب بْن منبه 1: 2 ثلاث من كن فيه أصاب البر: سخاوة النفس، والصبر على الأذى، وطيب الكلام 2 .

وقال نوح بْن حَبِيب القومسي: حَدَّثَنَا حسن أَبُو عَبْد اللَّهِ مولى أم الْفَضْل، عَنِ ابْن عَيَّاش، قال: كنت جالسا مع وهْب، فجاءنا رجل، فَقَالَ: إني مررت بفلان وهُوَ يشتمك، قال: فغضب وهْب، وقال: أما وجد الشيطان رسولا غيرك، قال: فما برحنا من عنده حَتَّى جاء ذَلِكَ الرجل الشاتم، فسلم على وهْب، فرد عليه السلام وصافحه، وأخذ بيده، وضحك فِي وجهه، وأجلسه إلى جنبه . وقال أَبُو اليمان الحكم بْن نَافِع، عَنْ عَبَّاس بْن يَزِيد، قال وهْب بْن منبه: استكثر من الإخوان مَا استطعت، فإنك إن استغنيت عنهم لم يضروك، وإن احتجت إليهم نفعوك .

وقال 1 مُحَمَّد بْن كَثِير، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن عُمَر الصنعاني، قال وهْب بْن منبه 1: 2 إذا سمعت الرجل يمدحك بما ليس فيك، فلا تأمنه أن يذمك بما ليس فيك 2 .

وقال عَبْد اللَّهِ بْن الْمُبَارَك، عَنْ وهيب بْن الورد: جاء رجل إلى وهْب بْن منبه، فَقَالَ: إن الناس قد وقعوا فيما وقعوا فيه، فقد حدثت نفسي أن لا أخالطهم، فَقَالَ: لا تفعل، إنه لابد للناس منك، ولا بد لك منهم، ولهم إليك حوائج، ولك إليهم حوائج، ولكن كن فيهم أصم سميعا، أعمى بصيرا، سكوتا نطوقا .

وقال مبارك بْن سَعِيد الثوري، عَنْ جَعْفَر بْن برقان، قال وهْب بْن منبه: طوبى لمن شغله عيبه عَنْ عيب أخيه، طوبى لمن تواضع لله من غير مسكنة، طوبى لمن تصدق من مال جمعه من غير معصية، طوبى لأهل الضر، وأهل المسكنة، طوبى لمن جالس أهل العلم والحلم، طوبى لمن اقتدى بأهل العلم والحلم والخشية، طوبى لمن وسعته السنة فلم يعدها .

وقال الْهَيْثَم بْن عدي الطائي، قال وهْب بْن منبه: الأحمق إذا تكلم فضحه حمقه، وإذا سكت فضحه عيه، وإذا عمل أفسد، وإذا ترك أضاع، لا علمه يعينه، ولا علم غيره ينفعه، تود أمه أنها ثكلته، وتود امرأته أنها عدمته، ويتمنى جاره منه الوحدة، وتأخذ جليسه منه الوحشة، وأنشد لمسكين الدارمي فِي ذَلِكَ

== اتق الأحمق أن تصحبه = إنما الأحمق كالثوب الخلق
== كلما رقعت منه جانبا = حركته الريح وهنا فانخرق
== أو كصدع فِي زجاج فاحش = هل ترى صدع زجاج يتفق
== وإذا جالسته فِي مجلس = أفسد المجلس منه بالخرق
== وإذا نهنهته كي يرعوي = زاد جهلا وتمادى فِي الحمق

وقال علي بْن الْمَدِينِيّ: حَدَّثَنَا هِشَام بْن يُوسُف الصنعاني أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ قاضي صنعاء، قال: أخبرني داود بْن قيس، قال: كَانَ لي صديق من أهل بيت خولان من حضور يقال: له أَبُو شمر ذو خولان، قال: فخرجت من صنعاء أريد قريته، فلما دنوت منها، وجدت كتابا مختوما فِي ظهره إلى أَبِي شمر ذي خولان، فجئته فوجدته مهموما حزينا، فسألته عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: قدم رسول من صنعا، فذكر أن أصدقاء لي كتبوا إلي كتابا، فضيعه الرسول، فبعثت معه من رقيقي من يلتمسه من قريتي وصنعاء فلم يجدوه، وأشفقت من ذَلِكَ، قلت: فهذا الكتاب قد وجدته، فَقَالَ: الحمد لله الذي أقدرك عليه، ففضه فقرأه فقلت: أقرئنيه، فَقَالَ: إني لأستحدث سنك، قلت: فما فيه ؟ قال: ضرب الرقاب، قلت: لعله كتبه إليك ناس من أهل حرورا فِي زكاة مَالِك، قال: من أين تعرفهم ؟ قلت: إني وأصحابا لي نجالس وهْب بْن منبه، فيقول لنا: احذروا أيها الأحداث الأغمار هؤلاء الحروراء لا يدخلوكم فِي رأيهم المخالف، فإنهم عرة لهذه الأمة، فدفع إلي الكتاب فقرأته، فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم إلى أَبِي شمر ذي خولان سلام عليك، فإنا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هُوَ، ونوصيك بتقوى الله، وحده لا شريك له، فإن دين الله رشد، وهدى فِي الدنيا، ونجاة وفوز فِي الآخرة، وإن دين الله طاعة، ومخالفة من خالف سنة نبيه وشريعته، فإذا جاءك كتابنا هذا، فانظر أن تؤدي إن شاء الله مَا افترض الله عليك من حقه تستحق بذلك ولاية الله، وولاية أوليائه، والسلام عليك ورحمة الله . فقلت له: فإني أنهاك عنهم، قال: فكيف أتبع قولك وأترك قول من هُوَ أقدم منك ؟ قال: قلت: أفتحب أن أدخلك على وهْب بْن منبه حَتَّى تسمع قوله، ويخبرك خبرهم ؟ قال: نعم، فنزلت ونزل معي إلى صنعاء، ثُمَّ غدونا حَتَّى أدخلته على وهْب بْن منبه، ومسعود بْن عوف وال على الْيَمَن من قبل عروة بْن مُحَمَّد . قال علي بْن الْمَدِينِيّ: هُوَ عروة بْن مُحَمَّد بْن عطية السعدي، ولاؤنا لهم من سَعْد بْن بَكْر بْن هوازن، قال: فوجدنا عند وهْب نفرا من جلسائه، فَقَالَ لي بعضهم: من هذا الشيخ ؟ فقلت: هذا أَبُو شمر ذو خولان من أهل حضور، وله حاجة إلى أَبِي عَبْد اللَّهِ، قَالُوا: أفلا يذكرها، قلت: إنها حاجة يريد أن يستشيره فِي بعض أمره، فقام القوم، وقَالَ وهْب: مَا حاجتك يا ذا خولان ؟ فهرج وجبن من الكلام، فَقَالَ لي وهْب: عبر عَنْ شيخك فقلت: نعم يا أَبَا عَبْد اللَّهِ، إن ذا خولان من أهل القرآن، وأهل الصلاح فيما علمنا، والله أعلم بسريرته، فأخبرني أنه عرض له نفر من أهل صنعاء من أهل حروراء فقالوا له: زكاتك التي تؤديها إلى الأمراء لاتجزي عنك فيما بينك وبين الله، لأنهم لا يضعونها فِي مواضعها، فأدها إلينا، فإنا نضعها فِي مواضعها، نقسمها فِي فقراء المسلمين، ونقيم الحدود، ورأيت أن كلامك يا أَبَا عَبْد اللَّهِ أشفى له من كلامي، ولقد ذكر لي أنه يؤدي إليهم الثمرة للواحد مائة فرق على دوابه، ويبعث بها مع رفيقه، فَقَالَ له وهْب: ياذا خولان، أتريد أن تكون بعد الكبر حروريا، تشهد على من هُوَ خير منك بالضلالة، فماذا أنت قائل لله غدا حين يقفك الله، ومن شهدت عليه الله يشهد له بالإيمان، وأنت تشهد عليه بالكفر، والله يشهد له بالهدى، وأنت تشهد عليه بالضلالة ؟ فأين تقع إذا خالف رأيك أمر الله، وشهادتك شهادة الله ؟ أخبرني يا ذا خولان، ماذا يقولون لك ؟ فتكلم عند ذَلِكَ ذو خولان، وقال لوهب: إنهم يأمرونني أن لا أتصدق إلا على من يرى رأيهم، ولا أستغفر إلا له، فَقَالَ له وهْب: صدقت هذه محنتهم الكاذبة، فأما قولهم فِي الصدقة: فإنه قد بلغني أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ذكر أن امرأة من أهل الْيَمَن " دخلت النار فِي هرة ربطتها، فلا هي أطعمتها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض "، أفإنسان ممن يعبد الله ويوحده، ولا يشرك بِهِ شيئا أحب إلى الله من أن يطعمه من جوع أو هرة ؟ والله يَقُول فِي كتابه: ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا ) يَقُول: يوما عسيرا غضوبا على أهل معصيته لغضب الله عليهم ( فوقاهم الله شر ذَلِكَ اليوم ) حَتَّى بلغ: ( وكَانَ سعيهم مشكورا )، ثُمَّ قال وهْب: مَا كاد تبارك وتعالى أن يفرغ من نعت مَا أعد لهم بذلك من النعيم فِي الجنة

وأما قولهم: لا يستغفر إلا لمن يرى رأيهم، أهم خير من الملائكة، والله تعالى يَقُول فِي سورة حم عسق: ( والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن فِي الأرض )، وأنا أقسم بالله مَا كانت الملائكة ليقدروا على ذَلِكَ، ولا ليفعلوا حَتَّى أمروا بِهِ، لأن الله تعالى قال: ( لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون )، وأنه أثبتت هذه الآية فِي سورة " حم عسق "، وفسرت حم الكبرى، قال: ( الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون بِهِ ويستغفرون للذين آمنوا ) . . . الآيات . ألا ترى يا ذا خولان، إني قد أدركت صدر الإسلام، فوالله مَا كانت للخوارج جماعة قط إلا فرقها الله على شر حالاتهم، وما أظهر أحد منهم قوله إلا ضرب الله عنقه، وما اجتمعت الأمة على رجل قط من الخوارج، ولو أمكن الله الخوارج من رأيهم لفسدت الأرض، وقطعت السبل، وقطع الحج عَنْ بيت الله الحرام، وإذن لعاد أمر الإسلام جاهلية حَتَّى يعود الناس يستعينون برؤس الجبال، كما كانوا فِي الجاهلية، وإذن لقام أكثر من عشرة أو عشرين رجلا ليس منهم رجل إلا وهُوَ يدعو نفسه بالخلافة، ومع كل رجل منهم أكثر من عشرة آلاف يقاتل بعضهم بعضا، ويشهد بعضهم على بعض بالكفر حَتَّى يصبح الرجل المؤمن خائفا على نفسه، ودينه، ودمه، وأهله، وماله لا يدري أين يسلك، أو مع من يكون، غير أن الله بحكمه، وعلمه، ورحمته نظر لهذه الأمة، فأحسن النظر لهم، فجمعهم وألف بين قلوبهم على رجل واحد ليس من الخوارج، فحقن الله بِهِ دماءهم، وستر بِهِ عوراتهم، وعورات ذراريهم، وجمع بِهِ فرقتهم، وأمن بِهِ سبلهم، وقاتل بِهِ عَنْ بيضة المسلمين عدوهم، وأقام بِهِ حدودهم، وأنصف بِهِ مظلومهم، وجاهد بِهِ ظالمهم رحمة من الله رحمهم بها، قال الله تعالى فِي كتابه: ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض ) إلى ( العالمين )، ( واعتصموا بحبل الله جميعا ) حَتَّى بلغ ( تهتدون )، وقال الله تعالى: ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا ) إلى ( الأشهاد )، فأين هم من هذه الآية، فلو كانوا مؤمنين نصروا، وقال: ( ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين أنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون )، فلو كانوا جند الله غلبوا، ولو مرة واحدة فِي الإسلام، وقال الله تعالى: ( ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم ) حَتَّى بلغ ( نصر المؤمنين )، فلو كانوا مؤمنين نصروا . وقال: 2 ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفهم ) حَتَّى بلغ ( لا يشركون بي شيئا )، فأين هم من هذا ؟ هل كَانَ لأحد منهم قط أخبر إلى الإسلام من يوم عُمَر بْن الخطاب بغير خليفة ولا جماعة ولانظر، وقد قال الله تعالى: ( هُوَ الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله )، وأنا أشهد أن الله قد أنفذ للإسلام مَا وعدهم من الظهور، والتمكين، والنصر على عدوهم، ومن خالف رأي جماعتهم . وقَالَ وهْب: ألا يسعك يا ذا خولان من أهل التوحيد، وأهل القبلة، وأهل الإقرار لشرائع الإسلام، وسننه، وفرائضه مَا وسع نبي الله نوحا من عَبْدَة الأصنام والكفار، إذ قال له قومه: ( أنؤمن لك واتبعك الأرذلون ) حَتَّى بلغ ( تشعرون )، أولا يسعك منهم مَا وسع نبي الله وخليله إِبْرَاهِيم من عَبْدَة الأصنام، إذ قال: ( واجنبني وبني أن نعبد الأصنام ) حَتَّى بلغ: ( غفور رحيم )، أولا يسعك يا ذا خولان مَا وسع عِيسَى من الكفار الذين اتخذوه إلها من دون الله إن الله قد رضي قول نوح، وقول إِبْرَاهِيم، وقول عِيسَى إلى يوم القيامة ليقتدي بِهِ المؤمنون، ومن بعدهم يَعْنِي: ( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم )، ولا يخالفون قول أنبياء الله ورأيهم فيمن يقتدي إذا لم يقتد بكتاب الله، وقول أنبيائه ورأيهم . واعلم أن دخولك علي رحمة لك إن سمعت قولي، وقبلت نصيحتي لك، وحجة عليك غدا عند الله إن تركت كتاب الله، وعدت إلى قول الحروراء .

قال ذو خولان: فما تأمرني ؟ فَقَالَ وهْب: انظر زكاتك المفروضة، فأدها إلى من ولاه الله أمر هذه الأمة، وجمعهم عليه، فإن الملك من الله وحده وبيده، يؤتيه من يشاء، وينزعه ممن يشاء، فمن ملكه الله لم يقدر أحد أن ينزعه منه، فإذا أديت الزكاة المفروضة إلى والي الأمر برئت منها، فإن كَانَ فضل فصل بِهِ أرحامك، ومواليك، وجيرانك من أهل الحاجة، وضيف إن ضافك، فقام ذو خولان، فَقَالَ: أشهد أني نزلت عَنْ رأي الحرورية، وصدقت مَا قلت، فلم يلبث ذو خولان إلا يسيرا حَتَّى مات .

وقال الْحَارِث بْن مُحَمَّد بْن أَبِي أسامة التَّمِيمِيّ: حَدَّثَنَا داود بْن المحبر، قال: حَدَّثَنَا عباد بْن كَثِير، عَنْ أَبِي إدريس، عَنْ وهْب بْن منبه، قال: من أخلاق العاقل عشرة أخلاق: الحلم، والعلم، والرشد، والعفاف، والصيانة، والحياء، والرزانة، ولزوم الْخَيْر، والمداومة عليه، ورفض الشر، وبغضه له ولأهله، وطواعية الناصح، وقبوله منه، فهي عشرة خصال من أخلاق العاقل، ويتشعب من كل خصلة منها عشره أخلاق صالحة

فالحلم يتشعب منه حسن العافية، والمحمدة فِي الناس، وشرف المنزلة، والتسليم من السفه، وركوب الجميل من الفعل، وصحبة الأبرار، ويرتدع من الضعة، ويرتفع من الخساسة، وينتهي إليه البر، ويقربه من معالي الدرجات

والعلم يتشعب منه الشرف، وإن كَانَ دنيا، والعز وأن كَانَ مهينا، والغنى وإن كَانَ فقيرا، والقوة وإن كَانَ ضعيفا، والنبل وإن كَانَ حقيرا، والقرب وإن كَانَ قصيا، والجود وإن كَانَ بخيلا، والحياء وإن كَانَ صلفا، والمهابة وأن كَانَ وضيعا، والسلامة وأن كَانَ سفيها، ويتشعب من الرشد الرشاد، والهدى، والبر، والتقى، والعبادة، والقصد، والاقتصاد، والثواب، والكرم، والصدق

ويتشعب من العفاف الكفاية، والاستكانة، والمصادقة، والموافقة، والبصر، واليقين، والسداد، والرضى، والراحة، ويتشعب من الصيانة الكف، والورع، وحسن الثناء، والتزكية، والمروءة، والتكرم، والغبطة، والسرور، والمنالى، والتفكر

ويتشعب من الحياء اللين، والرقة، والرجاء، والمخافة، والسماحة، والصحة، والمداومة على الْخَيْر، وحسن السياسة، والمطاوعة وذل النفس

ويتشعب من الرزانة الراحة، والسكون، وعلو، وتمكن، وتأن، وحظوة، وتكرم

ويتشعب من المداومة على الْخَيْر الصلاح، والقرار، والإخبات، والإنابة، والسؤدد، والظفر، والرضى فِي الناس، وحسن العاقبة

ويتشعب من كراهية الشر حسن الأمانة، وترك الخيانة، واجتناب الشر، وحب الْخَيْر، وتحصين الْفَرَج، وصدق اللسان وحب التواضع لمن هُوَ فوقه، والإنصاف لمن هُوَ دونه، وحسن الجوار، ومجانبة خلطاء السوء

ويتشعب من طاعة الناصح زيادة فِي الْفَضْل، وكمال فِي اللب، ومحمدة فِي العواقب، والسلامة من اللؤم، والبعد من الطيش، واستصلاح المال، ومراقبة مَا هُوَ نازل، والأستعداد للعدو، والاستقامة على المنهاج، ولزوم الرشاد، فتلك مائة خصلة من أخلاق العاقل

ومن أخلاق الجاهل عشرة أخلاق سيئة: الطيش، والسفه، والضجر، والعجلة، والغضب، والملامة، والكذب، وبغض الْخَيْر، وحب الشر، وطاعة الغاش

ويتشعب من الطيش: سوء الصنيع، والصلف، والرذى، والهوان، والسفال، والغل، والعمى، والرذل، والعنى، والذل، ويتشعب من السفه: كثرة الكلام فِي غير الحق، فيما عليه ولا له، والخوض فِي الباطل، وصحبة الفجار، والإنفاق فِي السرف، الاختيال، والبذخ، والمكر، والخديعة، والاغتياب، والسباب

ويتشعب من الضجر: ترك الحق، والميل إلى الباطل والرديء، ومتابعة الهوى، وقطيعة الرحم، وعقوق الوالدين، وسوء اليقين، والتفريط فِي العمل، والنسيان، والهم، والخنا .

ويتشعب من العجلة: الخسران، والندامة، وقلة الفهم، وسوء النظر، وفراق الصاحب، وطلاق المرأة، وتضييع المال، وشماتة العدو، واكتساب الشر، واكتساب الملامة، والمذمة .
ويتشعب من الغضب: قتل النفس ظلما، وركوب الصديق بالقبح، وضرب الخادم، واقتحام المعاصي، ومباشرة العيوب، ومصاولة الحميم، ومصارمته، والأيمان الكاذبة، وفراق الأحبة، ومصارمتهم، وسوء ذات البين، والتعب فِي طلب المعاذير .

ويتشعب من الملامة: سوء المعاشرة، ومنابذة الصديق، وتقريب العدو وحب الفاحشة، وبغض التقوى، وطاعة الغاش، والجبن عند البأس، وخذلان الأصحاب، والميل إلى أهل العمى، والمسارعة فِي الشر .

ويتشعب من الكذب: الغدر، والفجور، والمقت عند ذوي الألباب، وغيرهم، والفخر بالباطل، ومدحه الفاسقين، والإفراط فِي البذل، واختلاط العقل، وحب الشقاء وأهله، وبغض السعادة وأهلها، والتهمة عند الخلق وإن صدق .

ويتشعب من بغض الْخَيْر: إطاعة الشيطان، ومعصية المرشد، والكسل عَنِ الرشد، والمسارعة فِي الغي، والجفاء، والحقد، والمذمة، والاستطالة، والردى .

ويتشعب من حب الشر: أكل الحرام، ومنع الصدقات، وتضييع الصلوات، والاستخفاف بالذنب، والانهماك فِي الطغيان، والمعصية، واقتحام المهالك، واختيار البلايا، والشقاء، والثناء على أهل المنكر، والرضى بصنيعهم، ومذمة الصالحين، والطعن عليهم .

ويتشعب من طاعة الغاش الصدود عَنِ الْخَيْر، والمعروف، والمسارعة إلى الشر والنكر، واستحلال الفروج، وركوب الفواحش، وأذى الجيران، وبغض الإخوان، والإساءة إلى المرأة، والتواني عَنِ النجاح، وبغض القرآن، ومعصية الرب، فتلك مائة خصلة سيئة من أخلاق الجاهل .

أَخْبَرَنَا بذلك أَبُو إِسْحَاق بْن الْوَاسِطِيّ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْل عَبْد السَّلامِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن بكران الداهري، ببغداد، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو المعالي الْمُبَارَك بْن الْحُسَيْن بْن الْحَسَن البقلي، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو المعالي ثابت بْن بندار البقال: قال: أَخْبَرَنَا أَبُو علي الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن شاذان، قال: أَخْبَرَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن نصير الخلدي، قال: حَدَّثَنَا الْحَارِث بْن مُحَمَّد بْن أَبِي أسامة، فذكره .

قال إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الْهَرَوِيّ: ولد سنة أربع وثلاثين فِي خلافة عُثْمَان .

وقال الواقدي، وعبد المنعم بْن إدريس، ومُحَمَّد بْن سَعْد، وخليفة بْن خياط، وأَبُو عُبَيْد الْقَاسِم بْن سلام: مات سنة عشر ومائة

زاد الواقدي، وعبد المنعم: بصنعاء فِي أول خلافة هِشَام بْن عَبْد الْمَلِكِ .

وقال إِبْرَاهِيم بْن خَالِد الصنعاني: أخبرني عُمَر بْن عُبَيْد، قال: أخبرني فلاح بْن عَطَاء أن وهبا توفي فِي ذي الحجة سنة ثلاث عشرة ومائة .

وقال عبد الصمد بْن معقل، وهمام بْن نَافِع، والد عبد الرزاق، ومعاوية بْن صَالِح الأشعري: مات سنة أربع عشرة ومائة
زاد عبد الصمد: فِي المحرم استقبال سنة أربع عشرة .
وقال يُونُس بْن عبد الصمد بْن معقل: سمعت غير واحد من مشيختنا: إن وهبا مات فِي سنة أربع عشرة ومائة .

وقال أَبُو عُبَيْد فِي رواية أخرى: مات سنة ست عشرة ومائة . وقيل: إن يُوسُف بْن عُمَر الثقفي ضربه حَتَّى مات .
روى له ابْن ماجه فِي التفسير، والباقون .

$ أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ قُدَامَةَ وأَبُو الْغَنَائِمِ بْنُ عَلانَ، وأَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا حَنْبَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْحُصَيْنِ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْمُذْهِبِ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قال: حَدَّثَنِي أَبِي، قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ مُنَبِّهٍ يَعْنِي وهْبًا، عَنْ أَخِيهِ، قال: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: " لَيْسَ أَحَدٌ أَكْثَرَ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنِّي، إِلا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ، وكُنْتُ لا أَكْتُبُ " .
أخرجه الْبُخَارِيّ، والترمذي، والنسائي من حديث سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، فوقع لنا بدلا عاليا . وقال الترمذي: حسن صحيح، وليس له عند الْبُخَارِيّ غيره، والله أعلم *
وَهْبُ بنُ مُنَبِّهِ بنِ كَامِلِ بنِ سِيْجِ بنِ ذِي كِبَارٍ * (ع)وهُوَ الأُسْوَارُ، الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، الأَخْبَارِيُّ، القَصَصِيُّ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَبْنَاوِيُّ، اليَمَانِيُّ، الذِّمَارِيُّ، الصَّنْعَانِيُّ.
أَخُو: هَمَّامِ بنِ مُنَبِّهٍ، وَمَعْقِلِ بنِ مُنَبِّهٍ، وَغَيْلاَنَ بنِ مُنَبِّهٍ.
[ مَوْلِدُهُ: فِي زَمَنِ عُثْمَانَ، سَنَة أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ، وَرَحَلَ، وَحَجَّ.
وَأَخَذَ عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ - إِنْ صَحَّ - وَأَبِي سَعِيْدٍ، وَالنُّعْمَانِ بنِ بَشِيْرٍ، وَجَابِرٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ - عَلَى خِلاَفٍ فِيْهِ - وَطَاوُوْسٍ.
حَتَّى إِنَّهُ يَنْزِلُ وَيَرْوِي عَنْ: عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، وَأَخِيْهِ؛ هَمَّامٍ، وَعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، وَفَنَّجٍ اليَمَانِيِّ - وَلاَ يُدْرَى مَنْ فَنَّجٌ؟!حَدَّثَ عَنْهُ: وَلَدَاهُ؛ عَبْدُ اللهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَعَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ، وَسِمَاكُ بنُ الفَضْلِ، وَعَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ، وَعَاصِمُ بنُ رَجَاءِ بنِ حَيْوَةَ، وَيَزِيْدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عُثْمَانَ بنِ خُثَيْمٍ، وَإِسْرَائِيْلُ أَبُو مُوْسَى، وَهَمَّامُ بنُ نَافِعٍ أَبُو عَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَالمُغِيْرَةُ بنُ حَكِيْمٍ، وَالمُنْذِرُ بنُ النُّعْمَانِ، وَابْنُ أَخِيْهِ؛ عَقِيْلُ بنُ مَعْقِلٍ، وَابْنُ أَخِيْهِ؛ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ مَعْقِلٍ، وَسِبْطُهُ؛ إِدْرِيْسُ بنُ سِنَانٍ، وَصَالِحُ بنُ عُبَيْدٍ، وَعَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ حَوْرَانَ، وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ خُلَّجٍ، وَدَاوُدُ بنُ قَيْسٍ، وَعِمْرَانُ بنُ هِرْبِذٍ أَبُو الهُذَيْلِ، وَعِمْرَانُ بنُ خَالِدٍ الصَّنْعَانِيُّوْنَ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم.
وَرِوَايَتُهُ (لِلْمُسْنَدِ) قَلِيْلَةٌ، وَإِنَّمَا غَزَارَةُ عِلْمِهِ فِي الإِسْرَائِيْلِيَّاتِ، وَمِنْ صَحَائِفِ أَهْلِ الكِتَابِ.
قَالَ أَحْمَدُ: كَانَ مِنْ أَبْنَاءِ فَارِسٍ، لَهُ شَرَفٌ.
قَالَ: وَكُلُّ مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ لَهُ (ذِي) هُوَ شَرِيْفٌ، يُقَالَ: فُلاَنٌ لَهُ (ذِي) ، وَفُلاَنٌ لاَ (ذِي) لَهُ.
قَالَ العِجْلِيُّ: تَابِعِيٌّ، ثِقَةٌ، كَانَ عَلَى قَضَاءِ صَنْعَاءَ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ، وَالنَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الأَزْهَرِ: سَمِعْتُ مَسْلَمَةَ بنَ هَمَّامِ بنِ مَسْلَمَةَ بنِ هَمَّامٍ يَذْكُرُ عَنْ آبَائِهِ:أَنَّ هَمَّاماً، وَوَهْباً، وَعَبْدَ اللهِ، وَمَعْقِلاً، وَمَسْلَمَةَ بَنُوْ مُنَبِّهٍ أَصْلُهُم مِنْ خُرَاسَانَ، مِنْ هَرَاةَ، فَمُنَبِّهٌ مِنْ أَهْلِ هَرَاةَ، خَرَجَ أَيَّامَ كِسْرَى، ][ وَكِسْرَى أَخْرَجَهُ مِنْ هَرَاةَ، ثُمَّ إِنَّهُ أَسْلَمَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَحَسُنَ إِسْلاَمُهُ.
وَمَسْكَنُهُم بِاليَمَنِ، وَكَانَ وَهْبُ بنُ مُنَبِّهٍ يَخْتَلِفُ إِلَى هَرَاةَ، وَيَتَفَقَّدُ أَمْرَ هَرَاةَ (1) .
حَسَّانُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ زَبَّانَ (2) ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ رَاشِدٍ، عَنْ مَوْلَىً لِسَعِيْدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ، سَمِعْتُ خَالِدَ بنَ مَعْدَانَ، يُحَدِّثُ عَنْ عُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ:سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (سَيَكُوْنُ فِي أُمَّتِي رَجُلاَنِ؛ أَحَدُهُمَا يُقَالُ لَهُ: وَهْبٌ، يُؤْتِيْهِ اللهُ الحُكْمَ، وَالآخَرُ يُقَالُ لَهُ: غَيْلاَنُ، هُوَ أَشَدُّ عَلَى أُمَّتِي مِنْ إِبْلِيْسَ (3)) .
سُئِلَ ابْنُ مَعِيْنٍ عَنِ ابْنِ زَبَّانَ، وَشَيْخِهِ، فَقَالَ: لاَ أَعْرِفُهُمَا.
الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ: عَنْ مَرْوَانَ بنِ سَالِمٍ - وَاهٍ (4) - عَنْ أَحْوَصَ بنِ حَكِيْمٍ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عُبَادَةَ مَرْفُوْعاً، نَحْوَهُ، وَقَالَ: (أَضَرُّ عَلَى أُمَّتِي) .
وَعَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ وَهْبٍ، قَالَ:يَقُوْلُوْنَ: عَبْدُ اللهِ بنُ سَلاَمٍ كَانَ أَعْلَمَ أَهْلِ زَمَانِهِ، وَإِنَّ كَعْباً أَعْلَمُ أَهْلِ زَمَانِهِ، أَفَرَأَيْتَ مَنْ جَمَعَ عِلْمَهُمَا، أَهُوَ أَعْلَمُ أَمْ هُمَا (5) ؟إِسْنَادُهَا مُظْلِمٌ.
وَعَنْ كَثِيْرٍ: أَنَّهُ سَارَ مَعَ وَهْبٍ، فَبَاتُوا بِصَعْدَةَ (6) عِنْدَ رَجُلٍ، فَخَرَجَتْ بِنْتُ الرَّجُلِ، فَرَأَتْ مِصْبَاحاً، فَاطَّلَعَ صَاحِبُ المَنْزِلِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ صَافّاً قَدَمَيْهِ فِي[ ضِيَاءٍ كَأَنَّهُ بَيَاضُ الشَّمْسِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: رَأَيْتُكَ اللَّيْلَةَ فِي هَيْئَةٍ.
وَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: اكْتُمْ مَا رَأَيْتَ (1) .
مُسْلِمٌ الزَّنْجِيُّ: حَدَّثَنِي المُثَنَّى بنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ:لَبِثَ وَهْبُ بنُ مُنَبِّهٍ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً لَمْ يَسُبَّ شَيْئاً فِيْهِ الرُّوْحُ، وَلَبِثَ عِشْرِيْنَ سَنَةً لَمْ يَجْعَلْ بَيْنَ العِشَاءِ وَالصُّبْحِ وُضُوْءاً.
قَالَ: وَقَالَ وَهْبٌ: لَقَدْ قَرَأْتُ ثَلاَثِيْنَ كِتَاباً نَزَلَتْ عَلَى ثَلاَثِيْنَ نَبِيّاً (2) .
جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ: عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ مَعْقِلٍ، قَالَ:صَحِبْتُ عَمِّي وَهْباً أَشْهُراً يُصَلِّي الغَدَاةَ بِوُضُوْءِ العِشَاءِ (1) .
وَقَالَ سَلْمُ بنُ مَيْمُوْنٍ الخَوَّاصُ: عَنْ مُسْلِمٍ الزَّنْجِيِّ، قَالَ:لَبِثَ وَهْبُ بنُ مُنَبِّهٍ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً لاَ يَرْقُدُ عَلَى فِرَاشٍ، وَعِشْرِيْنَ سَنَةً لَمْ يَجْعَلْ بَيْنَ العَتَمَةِ وَالصُّبْحِ وُضُوْءاً (3) .
وَرَوَى: عَبْدُ الرَّزَّاقِ بنُ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:رَأَيْتُ وَهْباً إِذَا قَامَ فِي الوَتْرِ، قَالَ: لَكَ الحَمْدُ السَّرْمَدُ حَمْداً لاَ يُحْصِيْهِ العَدَدُ، وَلاَ يَقْطَعُهُ الأَبَدُ، كَمَا يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تُحْمَدَ، وَكَمَا أَنْتَ لَهُ أَهْلٌ، وَكَمَا هُوَ لَكَ عَلَيْنَا حَقٌّ (4) .
وَرَوَى: عَبْدُ المُنْعِمِ بنُ إِدْرِيْسَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:كَانَ وَهْبٌ يَحْفَظُ كَلاَمَهُ كُلَّ يَوْمٍ، فَإِنْ سَلِمَ أَفْطَرَ، وَإِلاَّ طَوَى (4) .
قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ مَعْقِلٍ: قَالَ الجَعْدُ بنُ دِرْهَمٍ:مَا كَلَّمْتُ عَالِماً قَطُّ إِلاَّ غَضِبَ، وَحَلَّ حَبْوَتَهُ غَيْرَ وَهْبٍ (4) .
مَعْمَرٌ: عَنْ سِمَاكِ بنِ الفَضْلِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عُرْوَةَ بنِ مُحَمَّدٍ الأَمِيْرِ،[ وَإِلَى جَنْبِهِ وَهْبٌ، فَجَاءَ قَوْمٌ، فَشَكَوْا عَامِلَهُم، وَذَكَرُوا مِنْهُ شَيْئاً قَبِيْحاً، فَتَنَاوَلَ وَهْبٌ عَصاً كَانَتْ فِي يَدِ عُرْوَةَ، فَضَرَبَ بِهَا رَأْسَ العَامِلِ حَتَّى سَالَ الدَّمُ.
فَضَحِكَ عُرْوَةُ، وَاسْتَلْقَى، وَقَالَ: يَعِيْبُ عَلَيْنَا وَهْبٌ الغَضَبَ وَهُوَ يَغْضَبُ!قَالَ: وَمَا لِيَ لاَ أَغْضَبُ وَقَدْ غَضِبَ الَّذِي خَلَقَ الأَحْلاَمَ، يَقُوْلُ تَعَالَى: {فَلَمَّا آسَفُوْنَا انْتَقَمْنَا مِنْهُم (1) } [الزُّخْرُفُ: 55] .
وَرَوَى: إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ مَعْقِلٍ:قِيْلَ لِوَهْبٍ: إِنَّكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ كُنْتَ تَرَى الرُّؤْيَا، فَتُحَدِّثُنَا بِهَا، فَتَكُوْنُ حَقّاً!قَالَ: هَيْهَاتَ، ذَهَبَ ذَلِكَ عَنِّي مُنْذُ وَلِيْتُ القَضَاءَ (2) .
وَعَنْ وَهْبٍ: الدَّرَاهِمُ خَوَاتِيْمُ اللهِ فِي الأَرْضِ، فَمَنْ ذَهَب بِخَاتَمِ اللهِ، قُضِيَتْ حَاجَتُهُ (3) .
ابْنُ عُيَيْنَةَ: عَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، قَالَ:دَخَلْتُ عَلَى وَهْبٍ دَارَهُ بِصَنْعَاءَ، فَأَطْعَمَنِي مِنْ جَوْزِةٍ فِي دَارِهِ، فَقُلْتُ لَهُ: وَدِدْتُ أَنَّكَ لَمْ تَكُنْ كَتَبْتَ فِي القَدَرِ كِتَاباً.
فَقَالَ: وَأَنَا وَاللهِ (4) .
أَحْمَدُ: عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ:حَجَّ عَامَّةُ الفُقَهَاءِ سَنَةَ مائَةٍ، فَحَجَّ وَهْبٌ، فَلَمَّا صَلُّوُا العِشَاءَ، أَتَاهُ نَفَرٌ فِيْهِم عَطَاءٌ وَالحَسَنُ، وَهُم يُرِيْدُوْنَ أَنْ يُذَاكِرُوْهُ القَدَرَ.
قَالَ: فَافْتَنَّ فِي بَابٍ مِنَ الحَمْدِ، فَمَا زَالَ فِيْهِ حَتَّى طَلَعَ الفَجْرُ، فَافْتَرَقُوا وَلَمْ يَسْأَلُوْهُ عَنْ شَيْءٍ (5) .
قَالَ أَحْمَدُ: اتُّهِم بِشَيْءٍ مِنْهُ، وَرَجَعَ.
وَقَالَ العِجْلِيُّ: رَجَعَ.
[ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: عَنْ أَبِي سِنَانٍ عِيْسَى بنِ سِنَانٍ، سَمِعْتُ وَهْباً يَقُوْلُ:كُنْتُ أَقُوْلُ بِالقَدَرِ، حَتَّى قَرَأْتُ بِضْعَةً وَسَبْعِيْنَ كِتَاباً مِنْ كُتُبِ الأَنْبِيَاءِ، فِي كُلِّهَا: مَنْ جَعَلَ إِلَى نَفْسِهِ شَيْئاً مِنَ المَشِيْئَةِ فَقَدْ كَفَرَ، فَتَرَكْتُ قَوْلِي (1) .
أَبُو أُسَامَةَ: عَنْ أَبِي سِنَانٍ، سَمِعْتُ وَهْباً يَقُوْلُ لِعَطَاءٍ الخُرَاسَانِيِّ:كَانَ العُلَمَاءُ قَبْلَنَا قَدِ اسْتَغْنَوْا بِعِلْمْهِم عَنْ دُنْيَا غَيْرِهِم، فَكَانُوا لاَ يَلْتَفِتُوْنَ إِلَيْهَا، وَكَانَ أَهْلُ الدُّنْيَا يَبْذُلُوْنَ دُنْيَاهُم فِي عِلْمِهِم، فَأَصْبَحَ أَهْلُ العِلْمِ يَبْذُلُوْنَ لأَهْلِ الدُّنْيَا عِلْمَهُم، رَغْبَةً فِي دُنْيَاهُم، وَأَصْبَحَ أَهْلُ الدُّنْيَا قَدْ زَهِدُوا فِي عِلْمِهِم لَمَّا رَأَوْا مِنْ سُوْءِ مَوْضِعِهِ عِنْدَهُم (2) .
وَعَنْهُ، قَالَ: احْفَظُوا عَنِّي ثَلاَثاً: إِيَّاكُم وَهَوَىً مُتَّبَعاً، وَقَرِيْنَ سُوْءٍ، وَإِعْجَابَ المَرْءِ بِنَفْسِهِ (3) .
وَعَنْهُ: دَعْ المِرَاءَ وَالجَدَلَ، فَإِنَّهُ لَنْ يَعْجُزَ أَحَدُ رَجُلَيْنِ: رَجُلٌ هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ، فَكَيْفَ تُعَادِي وَتُجَادِلُ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ؟! وَرَجُلٌ أَنْتَ أَعْلَمُ مِنْهُ، فَكَيْفَ تُعَادِي وَتُجَادِلُ مَنْ أَنْتَ أَعْلَمُ مِنْهُ وَلاَ يُطِيْعُكَ (4) ؟!أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيْلُ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلاَّمٍ، عَنْ وَهْبِ بنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ:العِلْمُ خَلِيْلُ المُؤْمِنِ، وَالحِلْمُ وَزِيْرُهُ، وَالعَقْلُ دَلِيْلُهُ، وَالعَمَلُ قَيِّمُهُ، وَالصَّبْرُ أَمِيْرُ جُنُوْدِهِ، وَالرِّفْقُ أَبُوْهُ، وَاللِّيْنُ أَخُوْهُ (5) .
عَنْ وَهْبٍ: المُؤْمِنُ يَنْظُرُ لِيَعْلَمَ، وَيَتَكَلَّمُ لِيَفْهَمَ، وَيَسْكُتُ لِيَسْلَمَ، وَيَخْلُو لِيَغْنَمَ (6) .
[ الإِيْمَانُ عُرْيَانُ، وَلِبَاسُهُ التَّقْوَى، وَزِيْنَتُهُ الحَيَاءُ، وَمَالُهُ الفِقْهُ (1) .
ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيْهِ أَصَابَ البِرَّ: السَّخَاءُ، وَالصَّبْرُ عَلَى الأَذَى، وَطِيْبُ الكَلاَمِ (1) .
أَبُو اليَمَانِ: عَنْ عَبَّاسِ بنِ يَزِيْدَ، قَالَ:قَالَ وَهْبُ بنُ مُنَبِّهٍ: اسْتَكْثِرْ مِنَ الإِخْوَانِ مَا اسْتَطَعْتَ، فَإِنِ اسْتَغْنَيْتَ عَنْهُم، لَمْ يَضُرُّوْكَ، وَإِنِ احْتَجْتَ إِلَيْهِم، نَفَعُوْكَ (2) .
وَعَنْ وَهْبٍ: إِذَا سَمِعْتَ مَنْ يَمْدَحُكُ بِمَا لَيْسَ فِيْكَ، فَلاَ تَأْمَنْهُ أَنْ يَذُمَّكَ بِمَا لَيْسَ فِيْكَ (3) .
ابْنُ المُبَارَكِ: عَنْ وُهَيْبِ بنِ الوَرْدِ، قَالَ:جَاءَ رَجُلٌ إِلَى وَهْبِ بنِ مُنَبِّهٍ، فَقَالَ: قَدْ حَدَّثْتُ نَفْسِي أَنْ لاَ أُخَالِطَ النَّاسَ.
قَالَ: لاَ تَفْعَلْ، إِنَّهُ لاَ بُدَّ لَكَ مِنَ النَّاسِ، وَلاَ بُدَّ لَهُم مِنْكَ، وَلَهُم إِلَيْكَ حَوَائِجُ، وَلَكَ نَحْوُهَا، لَكِنْ كُنْ فِيْهِم أَصَمَّ، سَمِيْعاً، أَعْمَى، بَصِيْراً، سَكُوْتاً، نَطُوْقاً (4) .
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بنُ أَبِي بَكْرٍ، أَنْبَأَنَا ابْنُ خَلِيْلٍ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ حَيَّانَ (5) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ رُسْتَه، حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ هِلاَلٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي[ سِنَانٍ، قَالَ:اجْتَمَعَ وَهْبٌ، وَعَطَاءٌ الخُرَاسَانِيُّ، فَقَالَ لَهُ عَطَاءٌ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، مَا هَذَا الَّذِي فَشَا عَنْكَ فِي القَدَرِ؟فَقَالَ: مَا تَكَلَّمْتُ فِي القَدَرِ بِشَيْءٍ، وَلاَ أَعْرِفُ هَذَا، قَرَأْتُ نَيِّفاً وَتِسْعِيْنَ كِتَاباً مِنْ كُتُبِ اللهِ، مِنْهَا سَبْعُوْنَ ظَاهِرَةٌ فِي الكَنَائِسِ، وَمِنْهَا عِشْرُوْنَ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ القَلِيْلُ، فَوَجَدْتُ فِيْهَا كُلِّهَا: أَنَّ مَنْ وَكَلَ إِلَى نَفْسِهِ شَيْئاً مِنَ المَشِيْئَةِ، فَقَدْ كَفَرَ (1) .
وَبِهِ: إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ، حَدَّثَنَا السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ مَنْصُوْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنِي أَبِي، سَمِعْتُ وَهْباً يَقُوْلُ:رُبَّمَا صَلَّيْتُ الصُّبْحَ بِوُضُوْءِ العَتَمَةِ (2) .
وَعَنْ وَهبٍ، قَالَ:كَانَ نُوْحٌ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- مِنْ أَجْمَلِ أَهْلِ زَمَانِهِ، وَكَانَ يَلْبَسُ البُرْقُعَ، فَأَصَابَتْهُم مَجَاعَةٌ فِي السَّفِيْنَةِ، فَكَانَ نُوْحٌ إِذَا تَجَلَّى لَهُم بِوَجْهِهِ، شَبِعُوا (3) .
وَعَنْ وَهْبٍ: أَنَّ عِيْسَى -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- قَالَ لِلْحَوَارِيِّيْنَ: أَشَدُّكُم جَزَعاً عَلَى المُصِيْبَةِ، أَشَدُّكُم حُبّاً لِلدُّنْيَا (3) .
وَعَنْ وَهْبٍ، قَالَ: المُؤْمِنُ يُخَالِطُ لِيَعْلَمَ، وَيَسْكُتُ لِيَسْلَمَ، وَيَتَكَلَّمُ لِيَفْهَمَ، وَيَخْلُو لِيَغْنَمَ (4) .
وَعَنْهُ: قَرَأْتُ فِي بَعْضِ الكُتُبِ: ابْنَ آدَمَ، لاَ خَيْر لَكَ فِي أَنْ تَعْلَمَ مَا لَمْ تَعْلَمْ وَلَمْ تَعْمَلْ بِمَا عَلِمْتَ، فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَرَجُلٍ احْتَطَبَ حَطَباً، فَحَزَمَ حُزْمَةً، فَذَهَبَ يَحْمِلُهَا، فَعَجِزَ عَنْهَا، فَضَمَّ إِلَيْهَا أُخْرَى (5) .
[ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنْ أَبِي المَكَارِمِ اللَّبَّانِ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ كَيْسَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي مُوْسَى اليَمَانِيِّ (1) ، عَنْ وَهْبِ بنِ مُنَبِّهٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَنْ سَكَنَ البَادِيَةَ، جَفَا، وَمَنِ اتَّبَعَ الصَّيْدَ، غَفَلَ، وَمَنْ أَتَى السُّلْطَانَ، افْتُتِنَ (2)) .
أَبُو مُوْسَى: مَجْهُوْلٌ (3) .
مُبَارَكُ بنُ سَعِيْدٍ الثَّوْرِيُّ: عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ بُرْقَانَ:قَالَ وَهْبٌ: طُوْبَى لِمَنْ شَغَلَهُ عَيْبُهُ عَنْ عَيْبِ أَخِيْهِ، طُوْبَى لِمَنْ تَوَاضَعَ للهِ مِنْ غَيْرِ مَسْكَنَةٍ، طُوْبَى لِمَنْ تَصَدَّقَ مِنْ مَالٍ جَمَعَهُ مِنْ غَيْرِ مَعْصِيَةٍ، طُوْبَى لأَهْلِ الضُّرِّ وَأَهْلِ المَسْكَنَةِ، طُوْبَى لِمَنْ جَالَسَ أَهْلَ العِلْمِ وَالحِلْمِ، طُوْبَى لِمَنِ اقْتَدَى بِأَهْلِ العِلْمِ وَالحِلْمِ وَالخَشْيَةِ، طُوْبَى لِمَنْ وَسِعَتْهُ السُّنَّةُ فَلَمْ يَعْدُهَا (4) .
عَنْ وَهْبٍ: الأَحْمَقُ إِذَا تَكَلَّمَ، فَضَحَهُ حُمْقُهُ، وَإِذَا سَكَتَ، فَضَحَهُ عِيُّهُ، وَإِذَا عَمِلَ، أَفْسَدَ، وَإِذَا تَرَكَ، أَضَاعَ، لاَ عِلْمُهُ يُعِيْنُهُ، وَلاَ عِلْمُ غَيْرِهِ يَنْفَعُهُ، تَوَدُّ أُمُّهُ أَنَّهَا ثَكِلَتْهُ، وَامْرَأَتُهُ لَوْ عَدِمَتْهُ، وَيَتَمَنَّى جَارُهُ مِنْهُ الوَحْدَةَ، وَيَجِدُ جَلِيْسُهُ مِنْهُ الوَحْشَةَ.
[ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ (1) : حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ يُوْسُفَ، أَخْبَرَنِي دَاوُدُ بنُ قَيْسٍ، قَالَ:كَانَ لِي صَدِيْقٌ يُقَالُ لَهُ: أَبُو شَمِرٍ ذُوْ خَوْلاَنَ، فَخَرَجْتُ مِنْ صَنْعَاءَ أُرِيْدُ قَرْيَتَهُ، فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهَا، وَجَدْتُ كِتَاباً مَخْتُوْماً إِلَى أَبِي شَمِرٍ، فَجِئْتُهُ، فَوَجَدْتُهُ مَهْمُوْماً حَزِيْناً، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ:قَدِمَ رَسُوْلٌ مِنْ صَنْعَاءَ، فَذَكَرَ أَنَّ أَصْدِقَاءَ لِي كَتَبُوا لِي كِتَاباً، فَضَيَّعَهُ الرَّسُوْلُ.
قُلْتُ: فَهَذَا الكِتَابُ.
فَقَالَ: الحَمْدُ للهِ.
فَفَضَّهُ، فَقَرَأَهُ، فَقُلْتُ: أَقْرِئْنِيْهِ.
فَقَالَ: إِنِّي لأَسْتَحْدِثُ سِنَّكَ.
قُلْتُ: فَمَا فِيْهِ؟قَالَ: ضَرْبُ الرِّقَابِ.
قُلْتُ: لَعَلَّهُ كَتَبَهُ إِلَيْكَ نَاسٌ حَرُوْرِيَّةٌ فِي زَكَاةِ مَالِكٍ.
قَالَ: مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُهُم؟قُلْتُ: إِنِّي وَأَصْحَاباً لِي نُجَالِسُ وَهْبَ بنَ مُنَبِّهٍ، فَيَقُوْلُ لَنَا: احْذَرُوا أَيُّهَا الأَحْدَاثُ الأَغْمَارُ هَؤُلاَءِ الحَرُوْرَاءَ، لاَ يُدْخِلُوْنَكُم فِي رَأْيِهِم المُخَالِفِ، فَإِنَّهُم عُرَّةٌ (2) لِهَذِهِ الأُمَّةِ.
فَدَفَعَ إِلَيَّ الكِتَابَ، فَقَرَأْتُهُ، فَإِذَا فِيْهِ: سَلاَمٌ عَلَيْكَ، فَإِنَّا نَحْمَدُ إِلَيْكَ اللهَ، وَنُوْصِيْكَ بِتَقْوَاهُ، فَإِنَّ دِيْنَ اللهِ رُشْدٌ وَهُدَىً، وَإِنَّ دِيْنَ اللهِ طَاعَةُ اللهِ، وَمُخَالَفَةُ مَنْ خَالَفَ سُنَّةَ نَبِيِّهِ، فَإِذَا جَاءكَ كِتَابُنَا، فَانْظُرْ أَنْ تُؤَدِّيَ - إِنْ شَاءَ اللهُ - مَا افْتَرَضَ اللهُ عَلَيْكَ مِنْ حَقِّهِ، تَسْتَحِقُّ بِذَلِكَ وَلاَيَةِ اللهِ، وَوَلاَيَةَ أَوْلِيَائِهِ، وَالسَّلاَمُ.
قُلْتُ لَهُ: فَإِنِّي أَنْهَاكَ عَنْهُم.
قَالَ: فَكَيْفَ أَتَّبِعُ قَوْلَكَ، وَأَتْرُكُ قَوْلَ مَنْ هُوَ أَقْدَمُ مِنْكَ؟!قُلْتُ: فَتُحِبُّ أَنْ أُدْخِلَكَ عَلَى وَهْبٍ حَتَّى تَسْمَعَ قَوْلَهُ؟قَالَ: نَعَمْ.
فَنَزَلنَا إِلَى صَنْعَاءَ، فَأَدْخَلْتُهُ عَلَى وَهْبٍ - وَمَسْعُوْدُ بنُ عَوْفٍ وَالٍ عَلَى اليَمَنِ مِنْ قِبَلِ عُرْوَةَ بنِ مُحَمَّدٍ - فَوَجَدْنَا عِنْدَ وَهْبٍ نَفَراً.
فَقَالَ لِي بَعْضُ النَّفَرِ: مَنْ هَذَا الشَّيْخُ؟قُلْتُ: لَهُ حَاجَةٌ.
فَقَامَ القَوْمُ، فَقَالَ وَهْبٌ: مَا حَاجَتُكَ يَا ذَا خَوْلاَنَ؟فَهَرَجَ (3) ، وَجَبُنَ، فَقَالَ لِي وَهْبٌ: عَبِّرْ عَنْهُ.
قُلْتُ: إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ[ القُرْآنِ وَالصَّلاَحِ، وَاللهُ أَعْلَمُ بِسَرِيْرَتِهِ، فَأَخْبَرَنِي:أَنَّهُ عَرَضَ لَهُ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ حَرُوْرَاءَ، فَقَالُوا لَهُ: زَكَاتُكَ الَّتِي تُؤَدِّيْهَا إِلَى الأُمَرَاءِ لاَ تُجْزِئُ عَنْكَ، لأَنَّهُم لاَ يَضَعُوْنَهَا فِي مَوَاضِعِهَا، فَأَدِّهَا إِلَيْنَا، وَرَأَيْتُ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ أَنَّ كَلاَمَكَ أَشْفَى لَهُ مِنْ كَلاَمِي.
فَقَالَ: يَا ذَا خَوْلاَنَ، أَتُرِيْدُ أَنْ تَكُوْنَ بَعْدَ الكِبَرِ حَرُوْرِيّاً، تَشْهَدُ عَلَى مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ بِالضَّلاَلَةِ؟! فَمَاذَا أَنْتَ قَائِلٌ للهِ غَداً حِيْنَ يَقِفُكَ اللهُ وَمَنْ شَهِدْتَ عَلَيْهِ؟ فَاللهُ يَشْهَدُ لَهُ بِالإِيْمَانِ، وَأَنْتَ تَشْهَدُ عَلَيْهِ بِالكُفْرِ، وَالله يَشْهَدُ لَهُ بِالهُدَى، وَأَنْتَ تَشْهَدُ عَلَيْهِ بِالضَّلاَلَةِ، فَأَيْنَ تَقَعُ إِذَا خَالَفَ رَأْيُكَ أَمْرَ اللهِ؟ وَشَهَادَتُكَ شَهَادَةَ اللهِ؟ أَخْبِرْنِي يَا ذَا خَوْلاَنَ، مَاذَا يَقُوْلُوْنَ لَكَ؟فَتَكَلَّمَ عِنْد ذَلِكَ، وَقَالَ لِوَهْبٍ: إِنَّهُم يَأْمُرُوْنَنِي أَنْ لاَ أَتَصَدَّقَ إِلاَّ عَلَى مَنْ يَرَى رَأْيَهُم، وَلاَ أَسْتَغْفِرَ إِلاَّ لَهُ.
فَقَالَ: صَدَقْتَ، هَذِهِ مِحْنَتُهُم الكَاذِبَةُ، فَأَمَّا قَوْلُهُم فِي الصَّدَقَةِ:فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَكَرَ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ دَخَلَتْ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا (1) ، أَفَإِنْسَانٌ مِمَّنْ يَعْبُدُ اللهَ يُوَحِّدُهُ وَلاَ يُشْرِكُ بِهِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ أَنْ يُطْعِمَهُ مِنْ جُوْعٍ أَوْ هِرَّةٌ؟! وَاللهُ يَقُوْلُ: {وَيُطْعِمُوْنَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيْناً وَيَتِيْماً وَأَسِيْراً} [الإِنْسَانُ: 8] الآيَاتُ.
وَأَمَّا قَوْلُهُم: لاَ يُسْتَغْفَرُ إِلاَّ لِمَنْ يَرَى رَأْيَهُم، أَهُمْ خَيْرٌ أَمِ المَلاَئِكَةُ، وَاللهُ يَقُوْلُ: {وَيَسْتَغْفِرُوْنَ لِمَنْ فِي الأَرْضِ} [الشُّوْرَى: 5] ، فَوَاللهِ مَا فَعَلَتِ المَلاَئِكَةُ ذَلِكَ حَتَّى أُمِرُوا بِهِ: {لاَ يَسْبِقُوْنَهُ بِالقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُوْنَ} [الأَنْبِيَاءُ: 27] ، وَجَاءَ مُيَسَّراً: {وَيَسْتَغْفِرُوْنَ لِلَّذِيْنَ آمَنُوا} [غَافِرُ: 7] .
يَا ذَا خَوْلاَنَ، إِنِّي قَدْ أَدْرَكْتُ صَدْرَ الإِسْلاَمِ، فَوَاللهِ مَا كَانَتِ الخَوَارِجُ[ جَمَاعَةً قَطُّ، إِلاَّ فَرَّقَهَا اللهُ عَلَى شَرِّ حَالاَتِهِم، وَمَا أَظْهَرَ أَحَدٌ مِنْهُم قَوْلَهُ، إِلاَّ ضَرَبَ اللهُ عُنُقَهُ، وَلَوْ مَكَّنَ اللهُ لَهُم مِنْ رَأْيِهِم، لَفَسَدَتِ الأَرْضُ، وَقُطِعَتِ السُّبُلُ وَالحَجُّ، وَلَعَادَ أَمْرُ الإِسْلاَمِ جَاهِلِيَّةً، وَإِذاً لَقَامَ (1) جَمَاعَةٌ كُلٌّ مِنْهُم يَدْعُو إِلَى نَفْسِهِ الخِلاَفَةَ، مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُم أَكْثَرُ مِنْ عَشْرَةِ آلاَفٍ، يُقَاتِلُ بَعْضُهُم بَعْضاً، وَيَشْهَدُ بَعْضُهُم عَلَى بَعْضٍ بِالكُفْرِ، حَتَّى يُصْبِحَ المُؤْمِنُ خَائِفاً عَلَى نَفْسِهِ وَدِيْنِهِ وَدَمِهِ وَأَهْلِهِ وَمَالِهِ، لاَ يَدْرِي مَعَ مَنْ يَكُوْنُ، قَالَ تَعَالَى: (وَلَوْلاَ دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ} [البَقَرَةُ: 251] ، وَقَالَ: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِيْنَ آمَنُوا} [غَافِرُ: 51] ، فَلَوْ كَانُوا مُؤْمِنِيْنَ لَنُصِرُوا، وَقَالَ: {وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الغَالِبُوْنَ} [الصَّافَّاتُ: 173] .
أَلاَ يَسَعُكَ يَا ذَا خَوْلاَنَ مِنْ أَهْلِ القِبْلَةِ مَا وَسِعَ نُوْحاً مِنْ عَبَدَةِ الأَصْنَامِ، إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ: {أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الأَرْذَلُوْنَ} [الشُّعَرَاءُ: 111] .
.
، إِلَى أَنْ قَالَ:فَقَالَ ذُوْ خَوْلاَنَ: فَمَا تَأْمُرُنِي؟قَالَ: أُنْظُرْ زَكَاتَكَ، فَأَدِّهَا إِلَى مَنْ وَلاَّهُ اللهُ أَمْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ، وَجَمَعَهُم عَلَيْهِ، فَإِنَّ المُلْكَ مِنَ اللهِ وَحْدِهِ وَبِيَدِهِ، يُؤْتِيْهِ مَنْ يَشَاءُ، فَإِذَا أَدَّيْتَهَا إِلَى وَالِي الأَمْرِ، بَرِئْتَ مِنْهَا، وَإِنْ كَانَ فَضْلٌ، فَصِلْ بِهِ أَرْحَامَكَ وَمَوَالِيْكَ وَجِيْرَانَكَ وَالضَّيْفَ.
فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنِّي نَزَلْتُ عَنْ رَأْيِ الحَرُوْرِيَّةِ (2) .
وَفِي (العَقْلِ) لابْنِ المُحَبَّرِ (3) : ذِكْرُ صِفَاتٍ حَمِيْدَةٍ لِلْعَاقِلِ، نَحْوٌ مِنْ سِتِّيْنَ سَطْراً، فِيْهَا مائَةُ خَصْلَةٍ.
وَعَنْ وَهْبٍ، قَالَ: احْتمَالُ الذُّلِّ خَيْرٌ مِنِ انْتِصَارٍ يَزِيْدُ صَاحِبَهُ قَمْأَةً (4) .
وَقَدِ امْتُحِنَ وَهْبٌ، وَحُبِسَ، وَضُرِبَ: فَرَوَى حِبَّانُ بنُ زُهَيْرٍ العَدَوِيُّ، قَالَ:[ حَدَّثَنِي أَبُو الصَّيْدَاءِ (1) صَالِحُ بنُ طَرِيْفٍ، قَالَ:لَمَّا قَدِمَ يُوْسُفُ بنُ عُمَرَ (2) العِرَاقَ، بَكَيْتُ، وَقُلْتُ: هَذَا الَّذِي ضَرَبَ وَهْبَ بنَ مُنَبِّهٍ حَتَّى قَتَلَهُ (3) .
يَعْنِي: لَمَّا وَلِيَ إِمْرَةَ اليَمَنِ، ثُمَّ نَقَلَهُ الخَلِيْفَةُ هِشَامٌ إِلَى إِمْرَةِ العِرَاقِ، وَكَانَ جَبَّاراً، عَنِيْداً، مَهِيْباً، كَانَ سِمَاطُهُ بِالعِرَاقِ - فِيْمَا حَكَى المَدَائِنِيُّ - كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مائَةِ مَائِدَةٍ، أَبْعَدُ المَوَائِدِ وَأَقْرَبُهَا سَوَاءٌ فِي الجُوْدَةِ، ثُمَّ إِنَّهُ عُزِلَ عَنِ العِرَاقِ عِنْدَ مَقْتَلِ الوَلِيْدِ الفَاسِقِ، ثُمَّ ضُرِبَتْ عُنُقُهُ - وَللهِ الحَمْدُ - فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ (4) .
قُلْتُ: لاَ شَيْءَ فِي (الصَّحِيْحَيْنِ) لِوَهْبِ بنِ مُنَبِّهٍ سِوَى حَدِيْثٍ وَاحِدٍ:أَنْبَأَنَاهُ ابْنُ قُدَامَةَ، أَنْبَأَنَا حَنْبَلٌ، أَنْبَأَنَا ابْنُ الحُصَيْنِ، أَنْبَأَنَا ابْنُ المُذْهِبِ، أَنْبَأَنَا ابْنُ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَخِيْهِ:سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُوْلُ: لَيْسَ أَحَدٌ أَكْثَرَ حَدِيْثاً عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنِّي، إِلاَّ عَبْدَ اللهِ بنَ عَمْرٍو، فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ، وَكُنْتُ لاَ أَكْتُبُ.
قَالَ الوَاقِدِيُّ، وَكَاتِبُهُ (5) ، وَشَبَابٌ، وَأَبُو عُبَيْدٍ، وَعَبْدُ المُنْعِمِ بنُ إِدْرِيْسَ: مَاتَ سَنَةَ عَشْرٍ وَمائَةٍ.
وَقَالَ وَالِدُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بنُ مَعْقِلٍ، وَمُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ.
زَادَ عَبْدُ الصَّمَدِ: فِي المُحَرَّمِ.
[ وَقِيْلَ: مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ.
220 -