تشاهد الان : عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن مالك بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبة .

تعريف عام عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن مالك بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبة
البيان القيمة
رقم الرواي : 5762
اسم الراوي : عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن مالك بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبة
الكنية : أبو اليقظان
اسم الشهرة عمار بن ياسر العنسي
النسب
اللقب
الوصف
اللقب
الرتبة صحابي
الطبقة 1
سنة الوفاة
سنة الميلاد
عمر الراوي
الاقامة
بلد الوفاة
الاقرباء
الموالي
روي له
# العالم القول
1 أبو حاتم الرازي له صحبة
2 ابن حجر العسقلاني صحابي جليل مشهور من السابقين الأولين بدري
3 المزي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
4 محمد بن إسماعيل البخاري شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم
0
# التلميذ الكنية النسب اللقب
1 أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم أبو بكر, أبو عبد الرحمن المدني, المخزومي, القرشي راهب قريش
2 أبو راشد أبو راشد الكوفي
3 أبو راشد أبو راشد
4 أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن مالك بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبة أبو عبيدة العنسي, البدري, المدني
5 أبو مريم أبو مريم السكوني, الأزدي, الحضرمي
6 أصبغ بن نباتة أبو القاسم الحنظلي, الدارمي, المجاشعي, التميمي, الكوفي
7 أم عمار أم عمار
8 إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أبو محمد, أبو إسحاق, أبو عبد الله المدني, الزهري, القرشي
9 ثروان بن ملحان التميمي, الكوفي
10 حبيب بن صهبان أبو مالك الكاهلي, الأسدي, الكوفي
11 حسان بن بلال البصري, المزني
12 حسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب أبو محمد المدني, القرشي, الهاشمي
13 حسن بن يسار أبو سعيد البصري ابن أبي الحسن
14 حصين بن قبيصة الكوفي, الفزاري
15 حضين بن المنذر بن الحارث بن وعلة أبو ساسان الرقاشي, البصري
16 حي بن يؤمن بن حجيل بن حديج بن أسعد أبو عشانة المعافري, المصري
17 خلاس بن عمرو البصري, الهجري
18 زر بن حبيش بن حباشة بن أوس بن بلال بن سعد بن حبال بن نصر أبو مطرف, أبو مريم الأسدي, الكوفي
19 زفر بن الحارث بن عبد عمرو بن معاوية بن يزيد بن عمرو بن خويلد بن نفيل بن عمرو أبو الهذيل, أبو عبد الله الكلابي, الجعفري, الشامي
20 زياد بن عبد الله العامري, البجلي
21 زياد بن عبد الله النخعي
22 سائب بن مالك أبو يحيى, أبو كثير, أبو عطاء الثقفي, الكوفي
23 سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يقظة أبو محمد المدني, المخزومي, القرشي ابن أبي وهب
24 سعيد بن فيروز أبو البختري الكلبي, الكوفي, الطائي ابن أبي عمران
25 سعيد بن كيسان أبو سعيد, أبو سعد المدني المقبري, صاحب أبي هريرة
26 سلام بن سليم أبو الأحوص الحنفي, الكوفي
27 سلمان أبو عبد الله المدني, الجهني, الأصبهاني
28 سلمة بن محمد بن عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن مالك بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبة العنسي, البدري, المدني
29 شقيق بن سلمة أبو وائل الأسدي, الكوفي
30 صدي بن عجلان بن وهب بن عمرو بن عامر بن رباح بن الحارث بن سهم أبو أمامة الباهلي
31 صلة بن زفر أبو بكر, أبو العلاء العبسي, الكوفي
32 طاوس بن كيسان أبو عبد الرحمن الجندي, الحميري, اليماني, الخولاني, الهمداني
33 عائش بن أنس البكري, الكوفي
34 عامر بن سعد بن مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب المدني, الزهري, القرشي ابن أبي وقاص
35 عامر بن واثلة بن عبد الله بن عمرو بن جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن عبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة أبو الطفيل الليثي, المكي, البكري, الكوفي
36 عبد الرحمن بن أبزى أبو سعيد, أبو عبد الله الخزاعي, الكوفي
37 عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم أبو محمد المدني, المخزومي, القرشي
38 عبد الرحمن بن يسار أبو عيسى الأنصاري, المدني, الكوفي ابن أبي ليلى
39 عبد الله بن أبي الهذيل أبو المغيرة العنزي, الكوفي ابن أبي الهذيل
40 عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم أبو محمد المدني, القرشي, الهاشمي ببه
41 عبد الله بن زياد أبو مريم الأسدي, الكوفي
42 عبد الله بن سلمة أبو العالية الجملي, المرادي, الكوفي
43 عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف أبو العباس المدني, القرشي, الهاشمي الحبر, البحر
44 عبد الله بن عبيدة بن نشيط بن عمرو بن الحارث الربذي, القرشي
45 عبد الله بن عتبة بن مسعود بن حبيب بن شمخ بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر أبو عبيد الله, أبو عبد الله, أبو عبد الرحمن الهذلي, المدني, الكوفي
46 عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل أبو عبد الرحمن المكي, المدني, القرشي, العدوي ابن عمر
47 عبد الله بن عنمة المزني
48 عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب بن عامر بن عتر بن بكر بن عامر بن عذر بن وائل بن ناجية بن حماهر بن الأشعر أبو موسى الأشعري
49 عبد الله بن مسعود بن حبيب بن شمخ بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر أبو عبد الرحمن الهذلي, المدني ابن مسعود, ابن أم عبد
50 عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص أبو الوليد المدني, الأموي, القرشي الخليفة
51 عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود بن حبيب بن شمخ بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر أبو عبد الله الهذلي, المدني
52 عدي بن ثابت بن دينار الأنصاري, الكوفي
53 عريب بن حميد أبو عمار الكوفي, الهمداني, الدهني
54 عطاء بن أسلم أبو محمد المكي, الفهري, القرشي, الجمحي ابن أبي رباح
55 علقمة بن قيس بن عبد الله بن مالك بن علقمة بن سلامان بن كهيل بن بكر بن عوف بن النخع أبو شبل النخعي, الكوفي
56 علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب أبو الحسن, أبو الحسين القرشي, الهاشمي أبو تراب
57 عمار بن محمد بن عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن مالك بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبة العنسي, البدري, المدني
58 عمر بن الحكم بن ثوبان بن فطيون أبو حفص المدني, الحجازي ابن أبي الحكم
59 عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب أبو حفص المدني, القرشي, العدوي الفاروق
60 عمران بن حميري الجعفي
61 عمرو بن غالب الكوفي, الهمداني
62 عمرو بن مرة بن عبد الله بن طارق بن الحارث بن سلمة بن كعب أبو عبد الله, أبو عبد الرحمن الجملي, المرادي, الجهني, الكوفي
63 عمرو بن مرة بن عبس بن مالك بن المحرث بن مازن بن سعد بن مالك بن رفاعة أبو مريم, أبو طلحة الأسدي, الجهني, الأزدي
64 غزوان أبو مالك الغفاري, الكوفي
65 قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيز بن عمرو بن ربيعة أبو الخطاب البصري, السدوسي
66 قيس أبو مريم الثقفي, المدائني
67 قيس بن عباد أبو عبد الله البصري, القيسي, الضبعي, اليشكري, المنقري
68 لؤلؤة
69 لاحق بن حميد بن سعيد بن خالد بن كثير بن حبيش أبو مجلز البصري, السدوسي
70 محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير بن عبد العزى بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة أبو عبد الله, أبو بكر المدني, التيمي, القرشي
71 محمد بن خثيم أبو يزيد الحجازي, المحاربي
72 محمد بن خيثم
73 محمد بن عبيد الله بن سعيد أبو عون الثقفي, الكوفي
74 محمد بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب أبو عبد الله, أبو القاسم المدني, القرشي, الهاشمي ابن الحنفية, الأكبر
75 محمد بن عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن مالك بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبة العنسي, البدري, المدني
76 محمد بن كعب بن سليم بن أسد بن عمرو بن أياس بن حيان بن قرظة أبو عبد الله, أبو حمزة القرظي, المدني
77 مخارق بن سليم أبو قابوس الشيباني
78 مخراق
79 مسلم بن عبد الله أبو حسان البصري
80 مطرف بن عبد الله بن الشخير بن عوف بن واقد بن الحريش بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة أبو عبد الله العامري, الحرشي, البصري, الأزدي
81 منصور بن زاذان أبو المغيرة الثقفي, الواسطي
82 موسى بن طلحة بن عبيد الله أبو محمد, أبو عيسى المدني, التيمي, القرشي
83 ميسرة أبو صالح الكوفي, الكندي
84 ميمون بن أبي شبيب أبو نصر الرقي, الكوفي, الربعي ابن أبي شبيب
85 ناجية بن خفاف أبو خفاف العنزي, الكوفي
86 ناجية بن كعب أبو خفاف العنزي, الأسدي
87 نجي بن سلمة بن جشم بن أسد بن خليفة الأيدعاني, الحريمي, الحشمي, الكوفي, الحضرمي
88 نعيم بن حنظلة الكوفي
89 هانئ بن هانئ المرادي, الكوفي, الهمداني
90 همام بن الحارث بن قيس بن عمرو بن حارثة النخعي, الكوفي
91 هند بن عمرو الجملي, المرادي, الكوفي
92 واصل بن حيان الأسدي, الكوفي
93 ياسر
94 يحيى بن يعمر أبو سعيد, أبو سليمان, أبو عدي البصري, القيسي
95 يزيد بن أمية أبو سنان المدني, الدؤلي ابن أبي سنان
96 يزيد بن الحوتكية التميمي, الكوفي
97 يزيد بن محمد بن يزيد بن خثيم المحاربي
[4174] ع عمار بن ياسر العنسي أَبُو اليقظان
مولى بْني مخزوم صاحب رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وأمه سميه بْنت خياط ويقال بْنت سلم من لخم وكانت أمة لأبي حذيفة بْن المغيرة بْن عبد اللَّه بْن عمر بْن مخزوم وكان أبوه ياسر قدم من اليمن إِلَى مكة فحالف أبا حذيفة بْن المغيرة وزوجه مولاته سمية فولدت لَهُ عمارا فأعتقه أَبُو حذيفة وكان سلمة بْن الأزرق أخاه لأمه أسلم بمكة قديما هُوَ، وأبوه
وأمه، وكانوا ممن يعذب فِي اللَّه، فمر بهم النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وهم يعذبون فَقَالَ: " صبرا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة "، وقتل أَبُو جهل سمية طعنها بحربة فِي قبلها، فكانت أول شهيد فِي الإسلام .

وقال مسدد: لم يكن فِي المهاجرين أحد أبواه مسلمان غير عمار بْن ياسر شهد بدرا
والمشاهد كلها مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وهاجر إِلَى أرض الحبشة، ثُمَّ إِلَى المدينة، وفيه أنزل اللَّه عز وجل: ( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ) .

روى عن
1- النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ع
2- وعن حذيفة بْن اليمان م

روى عنه
1- ثروان بْن ملحان
2- وجابر بْن عبد اللَّه
3- وحبة العرني
4- وحبيب بْن صهبان الأسدي بخ
5- وحسان بْن بلال المزني ت ق
6- والحسن البصري د ولم يسمع مِنْهُ
7- وخلاس بْن عمرو الهجري ت
8- ورياح بْن الحارث النخعي
9- وزر بْن حبيش الأسدي
10- والسائب س والد عطاء بْن السائب
11- وسعيد بْن المسيب
12- وسلمان الأغر
13- وابْن ابْنه سلمة بْن محمد بْن عمار بْن ياسر د ق عَلَى خلاف فِيهِ
14- وأبو وائل شقيق بْن سلمة الأسدي خ م
15- وصلة بْن زفر العبسي 4
16- وأبو الطفيل عامر بْن واثلة الليثي
17- وعائش بْن أنس البكري عس
18- وعبد اللَّه بْن جعفر بْن أَبِي طالب
19- وعبد اللَّه بْن سلمة المرادي
20- وعبد اللَّه بْن عباس د س
21- وعبد اللَّه بْن عتبة بْن مسعود س ق
22- وعبد اللَّه بْن عنمة المزني د س
23- وعبد اللَّه بْن أَبِي الهذيل س
24- وعبد الرحمن بْن أبزى ع
25- وعبيد اللَّه بْن عبد اللَّه بْن عتبة بْن مسعود د ق ولم يدركه
26- وعلقمة بْن قيس النخعي
27- وعلي بْن أَبِي طالب أمير المؤمنين
28- وعمرو بْن غالب الهمذاني ت
29- وقيس بْن عباد البصري م س
30- ومحمد بْن خثيم المحاربي ص
31- ومحمد بْن علي بْن أَبِي طالب بْن الحنفية ص
32- وابْنه محمد بْن عمار بْن ياسر د عَلَى خلاف فِيهِ
33- والمستظل بْن حصين
34- وميمون بْن أَبِي شبيب بخ
35- وناجية بْن كعب العنزي س
36- ونعيم بْن حنظلة بخ د
37- وهمام بْن الحارث النخعي خ
38- والوضيء ويقال: الوضين
39- ويحيى بْن يعمر البصري د ت
40- ويزيد بْن خثيم المحاربي
41- وأبو أمامة الباهلي
42- وأبو بكر بْن عبد الرحمن بْن الحارث بْن هشام س
43- وأبو راشد د
44- وأبو مالك الغفاري
45- وأبو مريم الأسدي خ ت
46- وأبو موسى الأشعري م د س
47- وأبو لاس الخزاعي وله صحبة

علماء الجرح والتعديل

قال محمد بْن سعد: ومن حلفاء بْني مخزوم عمار بْن ياسر بْن عامر بْن مالك بْن كنانة بْن قيس بْن الحصين بْن الورد بْن ثعلبة بْن عوف بْن حارثة بْن عامر الأكبر بْن ثامر بْن عنس، وهو زيد بْن مالك بْن أدد بْن يشجب بْن عريب بْن زيد بْن كهلان بْن سبأ بْن يشجب بْن يعرب بْن قحطان، وبْنو مالك بْن أدد من مذحج، كَانَ قدم ياسر بْن عامر، وأخواه: الحارث، ومالك من اليمن إِلَى مكة يطلبون أخا لهم، فرجع الحارث، ومالك إِلَى اليمن، وأقام ياسر بمكة، وحالف أبا حذيفة بْن المغيرة بْن عبد اللَّه بْن عمر بْن مخزوم، وزوجه أَبُو حذيفة أمة لَهُ، يقال لها: سمية بْنت خياط، فولدت لَهُ عمارا، فأعتقه أَبُو حذيفة، ولم يزل ياسر، وعمار مَعَ أَبِي حذيفة إِلَى أن مات، وجاء اللَّه بالإسلام، فأسلم ياسر، وسمية، وعمار، وأخوه عبد اللَّه بْن ياسر، وكان لياسر ابْن آخر أكبر من عمار، وعبد اللَّه يقال لَهُ: حريث، قتله بْنو الديل فِي الجاهلية، وخلف عَلَى سمية بعد ياسر الأزرق، وكان روميا غلاما للحارث بْن كلدة الثقفي، وهو ممن خرج يوم الطائف إِلَى النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم مَعَ عبيد أهل الطائف، وفيهم أَبُو بكرة، فأعتقهم رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، فولدت سمية للأزرق سلمة بْن الأزرق، وهو أخو عمار لأمه، ثُمَّ ادعى، ولد سلمة، وعمرو، وعقبة بْني الأزرق، أن الأزرق بْن عمرو بْن الحارث بْن أَبِي شمر من غسان، وأنه حليف لبْني أمية، وشرفوا بمكة، وتزوج الأزرق، وولده فِي بْني أمية، وكان لَهُ منهم أولاد، وكان عمار يكنى أبا اليقظان، وكان بْنو الأزرق فِي أول أمرهم يدعون أنهم من بْني تغلب، ثُمَّ من بْني عكب، ويصحح هَذَا أن جبير بْن مطعم تزوج إليهم امرأة، وهي بْنت الأزرق، فولدت لَهُ بْنية تزوجها سعيد بْن العاص، فولدت لَهُ عبد اللَّه بْن سعيد، فمدح الأخطل عبد اللَّه بْن سعيد بكلمة طويلة، فَقَالَ فِيهَا
== ويجمع نوفلا وبْني عكب= كلا الحيين أفلح من أصابا
ثُمَّ أقدتهم خزاعة، ودعوهم إِلَى اليمن، وزينوا لهم ذَلِكَ، وقالوا: أنتم لا يغسل عنكم ذكر الروم، إلا أن تدعوا أنكم من غسان، فأنتم إِلَى غسان بعد. وقال يعقوب بْن شيبة نحو ذَلِكَ .
وقال أَبُو بكر بْن البرقي: شهد بدرا، والمشاهد كلها، ويقول من ينسبه: عمار بْن ياسر بْن عمار بْن مالك بْن كنانة بْن قيس بْن الحصين بْن ثعلبة بْن عمرو بْن جارية بْن يام بْن مالك بْن عنس، وهذا النسب فِي غير موضع، وهو المشهور . وأمه سمية بْنت سلم من لخم، وكان أصلع فِي مقدم رأسه شعرات، وفي قفاه شعرات، ذكر ذَلِكَ محمد بْن ثور، عن معمر، عن زياد بْن جبل، عن أَبِي كعب الحارثي، جاء عَنْهُ من الحديث بضعة وعشرين، وأكثرهما لأهل الكوفة، وثلاثه أحاديث لأهل المدينة .

وقال الواقدي، عن عبد اللَّه بْن أَبِي عبيدة بْن محمد بْن عمار بْن ياسر، عن أبيه، عن لؤلؤة مولاة أم الحكم بْنت عمار بْن ياسر، أنها وصفت عمار بْن ياسر فقالت: كَانَ طويلا مضطربا، أشهل العينين، بعيد ما بين المنكبين، لا يغير شيبة .
وقال عمرو بْن مرة، عن عبد اللَّه بْن سلمة: رأيت عمارا يوم صفين شيخا كبيرا، آدم، طوالا، آخذ الحربة بيده، ويده ترعد، وفي رواية: ترعش .
وقال كليب بْن منفعة، عن سليط بْن سليط الحنفي: كنت مَعَ علي بْن أَبِي طالب، وأنا يومئذ حدث السن، ولحداثتي لا أعرف عمارا، فبينا أنا ذات يوم قاعدا بالكناسة، إذ خرج علينا رجل آدم، طوال، جعد الشعر، وفيه حبشية، فسلم ثُمَّ تأمل الناس، وقال: ( ومن آياته أن خلقكم من تراب ثُمَّ إِذَا أنتم بشر تنتشرون )، ما أحسن أن يقول العبد: سبحان اللَّه عدد كل ماخلق، فتكتب كما قال، ثُمَّ انصرف، فوصفت صفته، فَقَالُوا: هَذِهِ صفة عمار، أو قَالُوا: هَذَا عمار .

وقال الحاكم أَبُو أحمد: آخي النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بينه، وبين حذيفة بْن اليمان .

وقال همام بْن الحارث، عن عمار بْن ياسر: " رأيت رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وما معه إلا خمسة أعبد، وامرأتان، وأبو بكر
وقال عاصم، عن زر، عن عبد اللَّه: " أول من أظهر إسلامه سبعة: رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وأبو بكر، وعمار، وسمية، وصهيب، وبلال، والمقداد، فأما رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، فمنعه اللَّه بعمه أَبِي طالب، وأما أَبُو بكر، فمنعه اللَّه بقومه، وأما سائرهم، فأخذهم المشركون، فألبسوهم دراع الحديد، وصهروهم فِي الشمس، فما منهم أحد إلا وقد أتاهم عَلَى ما أرادوا إلا بلال، فإنه هانت عَلَيْهِ نفسه فِي اللَّه، وهان عَلَى قومه، فأعطوه الولدان يطوفون بِهِ فِي شعاب مكة، وهو يقول: أحد أحد " .

وقال منصور، عن مجاهد: أول من أظهر إسلامه سبعة: رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وأبو بكر، وبلال، وخباب، وصهيب، وعمار، وسمية أم عمار . وذكر الحديث بمعنى ما تقدم أتم مِنْهُ، وزاد فِيهِ: قال: فجاء أَبُو جهل عدو اللَّه بحربته، فجعل يقول بها فِي قبل سمية حتى قتلها، وكانت أول شهيد قتل فِي الإسلام .

وقال المسعودي، عن القاسم بْن عبد الرحمن: أول من بْنى مسجدا يصلى فِيهِ عمار بْن ياسر .

$ وقال كَثِيرٌ النَّوَّاءُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُلَيْلٍ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: " إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلا وقَدْ أُعْطِيَ سَبْعَةَ رُفَقَاءَ نُجَبَاءَ وزَرَاءَ، وإِنِّي أُعْطِيتُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ: حَمْزَةُ، وأَبُو بَكْرٍ، وعُمَرُ، وعَلِيٌّ،، وجَعْفَرٌ، وحَسَنٌ، وحُسَيْنٌ، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وأَبُو ذَرٍّ، والْمِقْدَادُ، وحُذَيْفَةُ، وعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، وبِلالٌ، وسَلْمَانُ " . تابعه سالم بْن أَبِي حفصة، عن عبد اللَّه بْن مليل، وسمى البعض منهم دون البعض *

$ وقال الْحَسَنُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ، عَنْ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: " ثَلاثَةٌ تَشْتَاقُ إِلَيْهِمُ الْجَنَّةُ: عَلِيٌّ، وسَلْمَانُ، وعَمَّارٌ " *

$ وقال إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، وغَيْرُ واحِدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ: اسْتَأْذَنَ عَمَّارٌ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَعَرَفَ صَوْتَهُ، فَقَالَ: " مَرْحَبًا بِالطَّيِّبِ الْمُطَيَّبِ " *

$وقال عَثَّامُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ: اسْتَأْذَنَ عَمَّارٌ عَلَى عَلِيٍّ، فَقَالَ: ائْذَنُوا لَهُ، مَرْحَبًا بِالطَّيِّبِ الْمُطَيَّبِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ عَمَّارًا مُلِئَ إِيمَانًا إِلَى مُشَاشِهِ " *

$ وقال عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ هِلالٍ مَوْلَى رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: " اقْتَدُوا بِالَّذِينَ مِنْ بَعْدِي: أَبِي بَكْرٍ، وعُمَرَ، واهْدُوا بِهَدْيِ عَمَّارٍ، وتَمَسَّكُوا بِعَهْدِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ " . تابعه سالم الأنعمي، عن عمرو بْن هرم، عن ربعي بْن حراش *

$ وقال جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ: قال عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: " رَجُلانِ مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وهُوَ يُحِبُّهُمَا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ " وقِيلَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ
وقال يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، قال: كَانَ بَيْنِي، وبَيْنَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ شَيْءٌ، فَانْطَلَقَ عَمَّارٌ يَشْكُو خَالِدًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَجَعَلَ لا يَزِيدُهُ إِلا غِلْظًا، ورَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ سَاكِتٌ، فَبَكَى عَمَّارٌ، وقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلا تَرَاهُ، فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: " مَنْ أَبْغَضَ عَمَّارًا أَبْغَضَهُ اللَّهُ، ومَنْ عَادَى عَمَّارًا عَادَاهُ اللَّهُ " . قال خَالِدٌ: فَخَرَجْتُ، ولَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ رِضَا عَمَّارٍ فَلَقِيتُهُ فَرَضَي *

$ أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، قال: أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ، قال: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قال: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ شَيْبَةَ، قال: حَدَّثَنَا جَدِّي، قال: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، فَذَكَرَهُ رَوَاهُ النَّسَائِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانٍ الْبَلْخِيِّ، وأَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الرُّهَاوِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا، وتَوَاتَرَتِ الرِّوَايَاتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، أَنَّهُ قال لِعَمَّارٍ: " تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ " . روي ذَلِكَ عن عمار بْن ياسر، وعثمان بْن عفان، وعبد اللَّه بْن مسعود، وحذيفة بْن اليمان، وعبد اللَّه بْن عباس فِي آخرين . وقال عبد العزيز بْن سياه، عن حبيب بْن أَبِي ثابت: قتل عمار يوم قتل، وهو مجتمع العقل .

$ وقال عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ عَابِسٍ يُحَدِّثُ قَيْسَ بْنَ أَبِي حَازِمٍ، قال: قال عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ: " ادْفِنُونِي فِي ثِيَابِي، فَإِنِّي مُخَاصِمٌ " *

$ وقال مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قال: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، قال: قُتِلَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، وهُوَ ابْنُ إِحْدَى وتِسْعِينَ سَنَةً، وكَانَ أَقْدَمَ فِي الْمِيلادِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وكَانَ أَقْبَلَ إِلَيْهِ ثَلاثَةُ نَفَرٍ: عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ الْجُهَنِيُّ، وعُمَرُ بْنُ الْحَارِثِ الْخَوْلانِيُّ، وشَرِيكُ بْنُ سَلَمَةَ الْمُرَادِيُّ، فَانْتَهَوْا إِلَيْهِ جَمِيعًا، وهُوَ يَقُولُ: " واللَّهِ لَوْ ضَرَبْتُمُونَا حَتَّى تَبْلُغُوا بِنَا سَعَفَاتِ هَجَرَ لَعَلِمْتُ أَنَّا عَلَى حَقٍّ، وأَنْتُمْ عَلَى بَاطِلٍ، فَحَمَلُوا عَلَيْهِ جَمِيعًا فَقَتَلُوهُ " . قال: وزعم بعض الناس أن عقبة بْن عامر هُوَ الَّذِي قتل عمارا، وهو الَّذِي كَانَ ضربه حِينَ أمره عثمان بْن عفان قال: ويقال: بل الَّذِي قتله عمر بْن الحارث الخولاني *

$ قال: وأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قال: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْفُضَيْلِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، قال: شَهِدَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ الْجَمَلَ، وهُوَ لا يَسِلُّ سَيْفًا، وشَهِدَ صِفِّينَ، وقال: أَنَا لا أَصِلُ أَبَدًا حَتَّى يُقْتَلَ عَمَّارٌ، فَأَنْظُرُ مَنْ يَقْتُلُهُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، يَقُولُ: " تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ " . قال: فَلَمَّا قُتِلَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، قال خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ: قَدْ بَانَتْ لِيَ الضَّلالَةُ، ثُمَّ اقْتَرَبَ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، وكَانَ الَّذِي قَتَلَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ أَبُو غَادِيَةَ الْمُزَنِيُّ، طَعَنَهُ بِرُمْحٍ فَسَقَطَ، وكان يومئذ يقاتل فِي محفة، فقتل يومئذ، وهو ابْن أربع وتسعين سنة . وفي غير هَذَا الحديث: أَبُو غادية الجهني .

$ وقال أَيْضًا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قال: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ لُؤْلُؤَةَ مَوْلاةِ أُمِّ الْحَكَمِ بِنْتِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالَتْ: لَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ عَمَّارٌ، والرَّايَةُ يَحْمِلُهَا هَاشِمُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وقَّاصٍ، وقَدْ قُتِلَ أَصْحَابُ عَلِيٍّ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى كَانَتِ الْعَصْرُ، ثُمَّ تَقَرَّبَ عَمَّارٌ مِنْ ورَاءِ هَاشِمٍ يُقَدِّمُهُ، وقَدْ جَنَحَتِ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ، ومَعَ عَمَّارٍ ضَيْحٌ مِنْ لَبَنٍ، فَكَانَ وجُوبُ الشَّمْسِ أَنْ يُفْطِرَ، فَقَالَ حِينَ وجَبَتِ الشَّمْسُ، وشَرِبَ الضَّيْحَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، يَقُولُ: " آخِرُ زَادِكَ مِنَ الدُّنْيَا ضَيْحٌ مِنْ لَبَنٍ "، ثُمَّ اقْتَرَبَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، وهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وتِسْعِينَ سَنَةً *

وقال أَبُو عاصم: النبيل، وأبو الحسن المدائني، وأبو عمر الضرير فِي آخرين: قتل عمار بْن ياسر، وهو ابْن ثلاث وتسعين سنة .

وقال محمد بْن سعد: قال محمد بْن عمر: والذي أجمع عَلَيْهِ فِي قتل عمار، أنه قتل مَعَ علي بْن أَبِي طالب بصفين سنة سبع وثلاثين، وهو ابْن ثلاث وتسعين سنة، ودفن هناك بصفين .

وقال يعقوب بْن شيبة: حَدَّثَنِي الحسن بْن عثمان، وهو أَبُو حسان الزيادي، قال: أَخْبَرَنِي عدة من الفقهاء، وأهل العلم، قَالُوا جميعا: كانت وقعة صفين بين علي، ومعاوية، فقتلت بينهما جماعة كبيرة، يقال: إنهم كانوا سبعين ألفا فِي صفر، ويقال: فِي ربيع الأول، منهم من أهل الشام خمسة وأربعون ألفا، ومن أهل العراق خمسة وعشرون ألفا، وكان ممن عرف من أشراف الناس عمار بْن ياسر، وهو ابْن ثلاث وتسعين، ودفن هناك، فصلى عَلَيْهِ علي، ولم يغسله . قال: وقال محمد بْن عمر: قتل عمار يوم صفين، وهو يقاتل فِي محفة من فتق كَانَ بِهِ .

وقال عثمان بْن محمد بْن أَبِي شيبة: حَدَّثَنَا محمد بْن يزيد الواسطي، قال: أَخْبَرَنَا العوام بْن حوشب، عن إبراهيم مولى صخير، وهو إبراهيم بْن عبد الرحمن السكسكي، عن أَبِي وائل، قال: رأى أَبُو ميسرة عمرو بْن شرحبيل، وكان من أفاضل أصحاب عبد اللَّه، رأى فِي المنام أنه أدخل الجنة، فَإِذَا هُوَ بقباب مضروبة، قال: فقلت لمن هَذِهِ ؟ فَقَالُوا: لذي الكلاع، وحوشب، وكانا قتلا مَعَ معاوية، قال: فأين عمار وأصحابه ؟ قَالُوا: أمامك . قال: وقد قتل بعضهم بعضا ؟ قَالُوا: نعم، إنهم لقوا اللَّه فوجدوه واسع المغفرة . قال: فما فعل أهل النهروان ؟ قال: لقوا برجاء .
ومناقبه وفضائله كثيرة جدا .

روى له الجماعة
عَمَّارُ بنُ يَاسِرِ بنِ عَامِرِ بنِ مَالِكٍ العَنْسِيُّ * (ع)ابْنِ كِنَانَةَ بنِ قَيْسِ بنِ الوَذِيْمِ.
وَقِيْلَ: بَيْنَ قَيْسٍ وَالوَذِيْمِ: حُصَيْنُ بنُ الوَذِيْمِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عَوْفِ بنِ حَارِثَةَ بنِ عَامِرٍ الأَكْبَرِ بنِ يَامِ بنِ عَنْسٍ.
وَعَنْسٌ: هُوَ زَيْدُ بنُ مَالِكِ بنِ أُدَدَ بنِ زَيْدِ بنِ يَشْجُبَ بنِ عَرِيْبِ بنِ زَيْدِ بنِ كَهْلاَنَ بنِ سَبَأَ بنِ يَشْجُبَ بنِ يَعْرُبَ بنِ قَحْطَانَ.
وَبَنُوْ مَالِكِ بنِ أُدَدَ: مِنْ مَذْحِجٍ.
قَرَأْتُ هَذَا النَّسَبَ عَلَى شَيْخِنَا الدِّمْيَاطِيِّ، وَنَقَلْتُهُ مِنْ خَطِّهِ، قَالَ:قَرَأْتُهُ عَلَى يَحْيَى بنِ قُمَيْرَةَ، عَنْ شُهْدَةَ، عَنِ ابْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي عُمَرَ بنِ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ يَعْقُوْبَ بنِ شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَدِّي، فَذَكَرَهُ.
وَفِيْهِ: قَيْسُ بنُ الحُصَيْنِ بنِ الوَذِيْمِ، وَلَمْ يَشُكَّ.
وَعَنْسٌ: نَقَّطَهُ بِنُوْنٍ.
الإِمَامُ الكَبِيْرُ، أَبُو اليَقْظَانِ العَنْسِيُّ، المَكِّيُّ، مَوْلَى بَنِي مَخْزُوْمٍ.
أَحَدُ السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْنَ، وَالأَعْيَانِ البَدْرِيِّيْنَ.
وَأُمُّهُ: هِيَ سُمَيَّةُ، مَوْلاَةُ بَنِي مَخْزُوْمٍ، مِنْ كِبَارِ الصَّحَابِيَّاتِ أَيْضاً.
[ لَهُ عِدَّةُ أَحَادِيْثَ: فَفِي (مُسْنَدِ بَقِيٍّ) لَهُ اثْنَانِ وَسِتُّوْنَ حَدِيْثاً، وَمِنْهَا فِي (الصَّحِيْحَيْنِ) خَمْسَةٌ.
رَوَى عَنْهُ: عَلِيٌّ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَأَبُو مُوْسَى الأَشْعَرِيُّ، وَأَبُو أُمَامَةَ البَاهِلِيُّ، وَجَابِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَمُحَمَّدُ ابْنُ الحَنَفِيَّةِ، وَعَلْقَمَةُ، وَزِرٌّ، وَأَبُو وَائِلٍ، وَهَمَّامُ بنُ الحَارِثِ، وَنُعَيْمُ بنُ حَنْظَلَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبْزَى، وَنَاجِيَةُ بنُ كَعْبٍ، وَأَبُو لاَسٍ الخُزَاعِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ سَلِمَةَ المُرَادِيُّ، وَابْنُ الحَوْتَكِيَّةِ، وَثَرْوَانُ (1) بنُ مِلْحَانَ، وَيَحْيَى بنُ جَعْدَةَ، وَالسَّائِبُ وَالِدُ عَطَاءٍ، وَقَيْسُ بنُ عُبَادٍ، وَصِلَةُ بنُ زُفَرَ، وَمُخَارِقُ بنُ سُلَيْمٍ، وَعَامِرُ بنُ سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَأَبُو البَخْتَرِيِّ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: قَدِمَ وَالِدُ عَمَّارٍ؛ يَاسِرُ بنُ عَامِرٍ، وَأَخَوَاهُ؛ الحَارِثُ وَمَالِكٌ مِنَ اليَمَنِ إِلَى مَكَّةَ يَطْلُبُوْنَ أَخاً لَهُم، فَرَجَعَ أَخَوَاهُ، وَأَقَامَ يَاسِرٌ، وَحَالَفَ أَبَا حُذَيْفَةَ بنَ المُغِيْرَةِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ مَخْزُوْمٍ، فَزَوَّجَهُ أَمَةً لَهُ اسْمُهَا سُمَيَّةُ بِنْتُ خُبَاطٍ، فَوَلَدَتْ لَهُ عَمَّاراً، فَأَعْتَقَهُ أَبُو حُذَيْفَةَ.
ثُمَّ مَاتَ أَبُو حُذَيْفَةَ، فَلَمَّا جَاءَ اللهُ بِالإِسْلاَمِ أَسْلَمَ عَمَّارٌ، وَأَبَوَاهُ، وَأَخُوْهُ عَبْدُ اللهِ.
وَتَزَوَّجَ بِسُمَيَّةَ بَعْدُ: يَاسِرٌ الأَزْرَقُ الرُّوْمِيُّ (2) ، غُلاَمُ الحَارِثِ بنِ كَلَدَةَ الثَّقَفِيِّ، وَلَهُ صُحْبَةٌ، وَهُوَ وَالِدُ سَلَمَةَ بنِ الأَزْرَقِ (3) .
وَيُقَالُ: إِنَّ لِعَمَّارٍ مِنَ الرِّوَايَةِ بِضْعَةً وَعِشْرِيْنَ حَدِيْثاً.
وَيُرْوَى عَنْ عَمَّارٍ، قَالَ: كُنْت تِرْباً لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِسِنِّهِ (4) .
[ وَرَوَى: عَمْرُو بنُ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ سَلِمَةَ، قَالَ:رَأَيْتُ عَمَّاراً يَوْمَ صِفِّيْنَ شَيْخاً، آدَمَ، طُوَالاً، وَإِنَّ الحَرْبَةَ فِي يَدِهِ لَتَرْعُدُ.
فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ قَاتَلْتُ بِهَا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، وَهَذِهِ الرَّابِعَةُ، وَلَوْ قَاتَلُوْنَا حَتَّى يَبْلُغُوا بِنَا سَعَفَاتِ هَجَرَ، لَعَرَفْتُ أَنَّنَا عَلَى الحَقِّ، وَأَنَّهُم عَلَى البَاطِلِ (1) .
وَعَنِ الوَاقِدِيِّ: عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ لُؤْلُؤَةَ مَوْلاَةِ أُمِّ الحَكَمِ بِنْتِ عَمَّارٍ:أَنَّهَا وَصَفَتْ لَهُم عَمَّاراً: آدَمَ، طُوَالاً، مُضْطَرِباً، أَشْهَلَ العَيْنِ، بَعِيْدَ مَا بَيْنَ المَنْكِبَيْنِ، لاَ يُغَيِّرُ شَيْبَهُ (2) .
وَعَنْ كُلَيْبِ بنِ مَنْفَعَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:رَأَيْتُ عَمَّاراً بِالكُنَاسَةِ أَسْوَدَ، جَعْداً، وَهُوَ يَقْرَأُ.
رَوَاهُ: الحَاكِمُ فِي (المُسْتَدْرَكِ (3)) .
وَقَالَ عُرْوَةُ: عَمَّارٌ مِنْ حُلَفَاءِ بَنِي مَخْزُوْمٍ.
وَرَوَى: الوَاقِدِيُّ، عَنْ بَعْضِ بَنِي عَمَّارٍ:أَنَّ عَمَّاراً وَصُهَيْباً أَسْلَمَا مَعاً بَعْدَ بِضْعَةٍ وَثَلاَثِيْنَ رَجُلاً.
وَهَذَا مُنْقَطِعٌ.
زَائِدَةُ: عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ إِسْلاَمَهُ[ سَبْعَةٌ: رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبُو بَكْرٍ، وَعَمَّارٌ، وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ، وَصُهَيْبٌ، وَبِلاَلٌ، وَالمِقْدَادُ.
فَأَمَّا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فَمَنَعَهُ اللهُ بِعَمِّهِ.
وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ: فَمَنَعَهُ اللهُ بِقَوْمِهِ.
وَأَمَّا سَائِرُهُم: فَأَلْبَسَهُمُ المُشْرِكُوْنَ أَدْرَاعَ الحَدِيْدِ، وَصَفَّدُوْهُم فِي الشَّمْسِ، وَمَا فِيْهِم أَحَدٌ إِلاَّ وَقَدْ وَاتَاهُم عَلَى مَا أَرَادُوا إِلاَّ بِلاَلٌ، فَإِنَّهُ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللهِ، وَهَانَ عَلَى قَوْمِهِ، فَأَعْطَوْهُ الوِلْدَانَ يَطُوْفُوْنَ بِهِ فِي شِعَابِ مَكَّةَ، وَهُوَ يَقُوْلُ: أَحَدٌ أَحَدٌ (1) .
وَرَوَى: مَنْصُوْرٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ:أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ إِسْلاَمَهُ سَبْعَةٌ .
، فَذَكَرَهُم.
زَادَ: فَجَاءَ أَبُو جَهْلٍ يَشْتُمُ سُمَيَّةَ، وَجَعَلَ يَطْعَنُ بِحَرْبَتِهِ فِي قُبُلِهَا حَتَّى قَتَلَهَا، فَكَانَتْ أَوَّلَ شَهِيْدَةٍ فِي الإِسْلاَمِ (2) .
وَعَنْ عُمَرَ بنِ الحَكَمِ، قَالَ:كَانَ عَمَّارٌ يُعَذَّبُ حَتَّى لاَ يَدْرِي مَا يَقُوْلُ، وَكَذَا صُهَيْبٌ، وَفِيْهِمْ نَزَلَتْ: {وَالَّذِيْنَ هَاجَرُوا فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا} [النَّحْلُ (3) : 41] .
مَنْصُوْرُ بنُ أَبِي الأَسْوَدِ: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ، عَنْ عُثْمَانَ:قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (صَبْراً آلَ يَاسِرٍ، فَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ[ الجَنَّةُ (1)) .
قِيْلَ: لَمْ يَسْلَمْ أَبَوَا أَحَدٍ مِنَ السَّابِقِيْنَ المُهَاجِرِيْنَ سِوَى عَمَّارٍ، وَأَبِي بَكْرٍ.
مُسلمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَالتَّبُوْذَكِيُّ: عَنِ القَاسِمِ بنِ الفَضْلِ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ، قَالَ:دَعَا عُثْمَانُ نَفَراً، مِنْهُم عَمَّارٌ.
فَقَالَ عُثْمَانُ: أَمَا إِنِّي سَأُحَدِّثُكُم حَدِيْثاً عَنْ عَمَّارٍ:أَقْبَلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي البَطْحَاءِ حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى عَمَّارٍ وَأُمِّهِ وَأَبِيْهِ وَهُمْ يُعَذَّبُوْنَ.
فَقَالَ يَاسِرٌ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الدَّهْرُ هَكَذَا.
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (اصْبِرْ) .
ثُمَّ قَالَ: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لآلِ يَاسِرٍ، وَقَدْ فَعَلْتَ (2)) .
هَذَا مُرْسَلٌ.
وَرَوَاهُ: جُعْثُمُ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ القَاسِمِ الحُدَانِيِّ، عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، فَقَالَ:عَنْ أَبِي البَخْتَرِيِّ بَدَلَ سَالِمٍ، عَنْ سَلْمَانَ بَدَلَ عُثْمَانَ.
وَلَهُ إِسْنَادٌ آخَرُ لَيِّنٌ، وَآخَرُ غَرِيْبٌ.
وَرَوَى: أَبُو بَلْجٍ (3) ، عَنْ عَمْرِو بنِ مَيْمُوْنٍ، قَالَ:عَذَّبَ المُشْرِكُوْنَ عَمَّاراً بِالنَّارِ، فَكَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَمُرُّ بِهِ، فَيُمِرُّ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَيَقُوْلُ: ( {يَا نَارُ كُوْنِي بَرْداً وَسَلاَماً} [الأَنْبِيَاءُ: 69] عَلَى عَمَّارٍ، كَمَا كُنْتِ عَلَى إِبْرَاهِيْمَ، تَقْتُلُكَ الفِئَةُ[ البَاغِيَةُ (1)) .
ابْنُ عَوْنٍ: عَنْ مُحَمَّدٍ:أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَقِيَ عَمَّاراً وَهُوَ يَبْكِي، فَجَعَلَ يَمْسَحُ عَنْ عَيْنَيْهِ، وَيَقُوْلُ: (أَخَذَكَ الكُفَّارُ، فَغَطُّوْكَ فِي النَّارِ، فَقُلْتَ كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ عَادُوا فَقُلْ لَهُم ذَلِكَ (2)) .
رَوَى عَبْدُ الكَرِيْمِ الجَزَرِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَمَّارِ بنِ يَاسِرٍ، قَالَ:أَخَذَ المُشْرِكُوْنَ عَمَّاراً، فَلَمْ يَتْرُكُوْهُ حَتَّى نَالَ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَذَكَرَ آلِهَتَهُمْ بِخَيْرٍ.
فَلَمَّا أَتَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (مَا وَرَاءكَ؟) .
قَالَ: شَرٌّ يَا رَسُوْلَ اللهِ، وَاللهِ مَا تُرِكْتُ حَتَّى نِلْتُ مِنْكَ، وَذَكَرْتُ آلِهَتَهُم بِخَيْرٍ.
قَالَ: (فَكَيْفَ تَجِدُ قَلْبَكَ؟) .
قَالَ: مُطْمَئِنٌّ بِالإِيْمَانِ.
قَالَ: (فَإِنْ عَادُوا فَعُدْ (3)) .
وَرَوَاهُ الجَزَرِيُّ (4) مَرَّةً عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، فَقَالَ: عَنْ أَبِيْهِ.
وَعَنْ قَتَادَةَ: {إِلاَّ مِنْ أُكْرِهَ} نَزَلَتْ فِي عَمَّارٍ (5) .
المَسْعُوْدِيُّ: عَنِ القَاسِمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَوَّل مَنْ بَنَى مَسْجِداً يُصَلَّى فِيْهِ:[ عَمَّارٌ (1) .
أَبُو إِسْحَاقَ: عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:اشْتَرَكْتُ أَنَا وَعَمَّارٌ وَسَعْدٌ يَوْمَ بَدْرٍ فِيْمَا نَأْتِي بِهِ، فَلَمْ أَجِئْ أَنَا وَلاَ عَمَّارٌ بِشَيْءٍ، وَجَاءَ سَعْدٌ بِرَجُلَيْنِ (2) .
جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ: عَنِ الحَسَنِ، عَنْ عَمَّارٍ، قَالَ:قَاتَلْتُ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الجِنَّ وَالإِنْسَ.
قِيْلَ: وَكَيْفَ؟قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَنَزَلْنَا مَنْزِلاً، فَأَخَذْتُ قِرْبَتِي وَدَلْوِي لأَسْتَقِي.
فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (أَمَا إِنَّهُ سَيَأْتِيْكَ عَلَى المَاءِ آتٍ يَمْنَعُكَ مِنْهُ) .
فَلَمَّا كُنْتُ عَلَى رَأْسِ البِئْرِ، إِذَا بِرَجُلٍ أَسْوَدَ كَأَنَّهُ مَرَسٌ، فَقَالَ:وَاللهِ لاَ تَسْتَقِي اليَوْمَ مِنْهَا.
فَأَخَذَنِي وَأَخَذْتُهُ، فَصَرَعْتُهُ، ثُمَّ أَخَذْتُ حَجَراً، فَكَسَرْتُ وَجْهَهُ وَأَنْفَهُ، ثُمَّ مَلأْتُ قِرْبَتِي، وَأَتَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
فَقَالَ: (هَلْ أَتَاكَ عَلَى المَاءِ أَحَدٌ؟) .
قُلْتُ: نَعَمْ (3) .
فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ القِصَّةَ.
فَقَالَ: (أَتَدْرِي مَنْ هُوَ؟) .
قُلْتُ: لاَ.
قَالَ: (ذَاكَ الشَّيْطَانُ (4)) .
فِطْرُ بنُ خَلِيْفَةَ: عَنْ كَثِيْرٍ النَّوَّاءِ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ مُلَيْلٍ (5) ، سَمِعْتُ عَلِيّاً يَقُوْلُ:قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَطُّ إِلاَّ وَقَدْ أُعْطِيَ سَبْعَةَ رُفَقَاءٍ، نُجَبَاءٍ، وُزَرَاءٍ، وَإِنِّي أُعْطِيْتُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ: حَمْزَةُ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعَلِيٌّ، وَجَعْفَرٌ، وَحَسَنٌ، وَحُسَيْنٌ، وَابْنُ مَسْعُوْدٍ، وَأَبُو ذَرٍّ، وَالمِقْدَادُ، وَحُذَيْفَةُ، وَعَمَّارٌ،[ وَبِلاَلٌ، وَسَلْمَانُ (1)) .
تَابَعَهُ: جَعْفَرٌ الأَحْمَرُ، عَنْ كَثِيْرٍ.
الحَسَنُ بنُ صَالِحٍ: عَنْ أَبِي رَبِيْعَةَ، عَنِ الحَسَنِ:عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوْعاً، قَالَ: (ثَلاَثَةٌ تَشْتَاقُ إِلَيْهِمُ الجَنَّةُ: عَلِيٌّ، وَسَلْمَانُ، وَعَمَّارٌ (2)) .
أَبُو إِسْحَاقَ: عَنْ هَانِئ بنِ هَانِئ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ:اسْتَأْذَنَ عَمَّارٌ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: (مَنْ هَذَا؟) .
قَالَ: عَمَّارٌ.
قَالَ: (مَرْحَباً بِالطَّيِّبِ المُطَيَّبِ (3)) .
أَخْرَجَهُ: التِّرْمِذِيُّ.
وَرَوَى: عَثَّامُ بنُ عَلِيٍّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئ بنِ هَانِئ، قَالَ:كُنَّا جُلُوْساً عِنْدَ عَلِيٍّ، فَدَخَلَ عَمَّارٌ.
فَقَالَ: مَرْحَباً بِالطَّيِّبِ المُطَيَّبِ، سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (إِنَّ عَمَّاراً مُلِئَ إِيْمَاناً إِلَى مُشَاشِهِ (4)) .
سُفْيَانُ: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ الهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَمْرِو بنِ شُرَحْبِيْلَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (عَمَّارٌ مُلِئَ إِيْمَاناً إِلَى مُشَاشِهِ) (4) .
[ عَمْرُو بنُ مُرَّةَ: عَنْ أَبِي البَخْتَرِيِّ:سُئِلَ عَلِيٌّ عَنْ عَمَّارٍ، فَقَالَ: نَسِيٌّ (1) ، وَإِنْ ذَكَّرْتَهُ ذَكَرَ، قَدْ دَخَلَ الإِيْمَانُ فِي سَمْعِهِ وَبَصَرِهِ، وَذَكَرَ مَا شَاءَ اللهُ مِنْ جَسَدِهِ (2) .
جَمَاعَةٌ: عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مَوْلَىً لِرِبْعِيٍّ، عَنْ رِبْعِيٍّ:عَنْ حُذَيْفَةَ مَرْفُوْعاً: (اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَاهْتَدُوا بِهَدْيِ عَمَّارٍ، وَتَمَسَّكُوا بِعَهْدِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ (3)) .
رَوَاهُ: طَائِفَةٌ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، بِإِسْقَاطِ مَوْلَى رِبْعِيٍّ.
وَكَذَا رَوَاهُ: زَائِدَةُ، وَغَيْرُهُ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ.
وَرُوِيَ عَنْ: عَمْرِو بنِ هَرِمٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ.
ابْنُ عَوْنٍ: عَنِ الحَسَنِ، قَالَ عَمْرُو بنُ العَاصِ:إِنِّي لأَرْجُو أَنْ لاَ يَكُوْنَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَاتَ يَوْم مَاتَ وَهُوَ يُحِبُّ رَجُلاً، فَيُدْخِلَهُ اللهُ النَّارَ.
قَالُوا: قَدْ كُنَّا نَرَاهُ يُحِبُّكَ، وَيَسْتَعْمِلُكَ.
فَقَالَ: اللهُ أَعْلَمُ أَحَبَّنِي أَوْ تَأَلَّفَنِي، وَلَكِنَّا كُنَّا نَرَاهُ يُحِبُّ رَجُلاً: عَمَّارَ بنَ يَاسِرٍ.
قَالُوا: فَذَلِكَ قَتِيْلُكُم يَوْمَ صِفِّيْنَ.
قَالَ: قَدْ -وَاللهِ- قَتَلْنَاهُ (4) .
[ العَوَّامُ بنُ حَوْشَبٍ: عَنْ سَلَمَةَ بنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ خَالِدِ بنِ الوَلِيْدِ، قَالَ:كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَمَّارٍ كَلاَمٌ، فَأَغْلَظْتُ لَهُ.
فَشَكَانِي إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: (مَنْ عَادَى عَمَّاراً عَادَاهُ اللهُ، وَمَنْ أَبْغَضَ عَمَّاراً أَبْغَضَهُ اللهُ) .
فَخَرَجْتُ، فَمَا شَيْءٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ رِضَى عَمَّارٍ، فَلَقِيْتُهُ، فَرَضِيَ (1) .
أَخْرَجَهُ: أَحْمَدُ، وَالنَّسَائِيُّ.
شُعْبَةُ: عَنْ سَلَمَةَ بنِ كُهَيْلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ الأَسْوَدِ، قَالَ:كَانَ بَيْنَ خَالِدٍ وَعَمَّارٍ كَلاَمٌ، فَشَكَاهُ خَالِدٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَنْ يُعَادِ عَمَّاراً يُعَادِهِ اللهُ، وَمَنْ يُبْغِضْ عَمَّاراً يُبْغِضْهُ اللهُ (2)) .
عَطَاءُ بنُ مُسلمٍ الخَفَّافُ: عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَوْسِ بنِ أَوْسٍ، قَالَ:كُنْتُ عِنْدَ عَلِيٍّ، فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ:سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (دَمُ عَمَّارٍ وَلَحْمُهُ حَرَامٌ عَلَى النَّارِ (3)) .
هَذَا غَرِيْبٌ.
سُفْيَانُ: عَنْ سَلَمَةَ بنِ كُهَيْلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ:قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَا لَهُم وَمَا لِعَمَّارٍ! يَدْعُوْهُمْ إِلَى الجَنَّةِ وَيَدْعُوْنَهُ إِلَى النَّارِ، وَذَلِكَ دَأْبُ الأَشْقِيَاءِ الفُجَّارِ (4)) .
عَمَّارُ بنُ رُزَيْقٍ: عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ سَالِمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ:جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ مَسْعُوْدٍ، فَقَالَ:إِنَّ اللهَ قَدْ أَمَّنَنَا مِنْ أَنْ يَظْلِمَنَا، وَلَمْ يُؤَمِّنَّا مِنْ أَنْ يَفْتِنَنَا،[ أَرَأَيْتَ إِنْ أَدْرَكْتُ فِتْنَةً؟قَالَ: عَلَيْكَ بِكِتَابِ اللهِ.
قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ كُلُّهُمْ يَدْعُو إِلَى كِتَابِ اللهِ؟قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (إِذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ، كَانَ ابْنُ سُمَيَّةَ مَعَ الحَقِّ (1)) .
إِسْنَادُهُ مُنْقَطِعٌ.
قَالَ عَمَّارٌ الدُّهْنِيُّ: عَنْ سَالِمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ:سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (مَا خُيِّرَ ابْنُ سُمَيَّةَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلاَّ اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا (2)) .
رَوَاهُ: الثَّوْرِيُّ، وَغَيْرُهُ، عَنْهُ.
وَبَعْضُهُم رَوَاهُ عَنِ: الدُّهْنِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ عَلِيِّ بنِ عَلْقَمَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ.
عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ سيَاهٍ: عَنْ حَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَطَاءِ بنِ يَسَارٍ، عَنْ عَائِشَةَ:سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (عَمَّارٌ مَا عُرِضَ عَلَيْهِ أَمْرَانِ إِلاَّ اخْتَارَ الأَرْشَدَ مِنْهُمَا (3)) .
رَوَاهُ: عَبْدُ اللهِ بنُ حَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ.
وَقَدْ كَانَ عَمَّارٌ يُنْكِرُ عَلَى عُثْمَانَ أُمُوْراً، لَوْ كَفَّ عَنْهَا لأَحَسْنَ - فَرَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا -.
[ أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا سَعْدُ بنُ أَوْسٍ، عَنْ بِلاَلِ بنِ يَحْيَى:أَنَّ حُذَيْفَةَ أُتِيَ وَهُوَ ثَقِيْلٌ بِالمَوْتِ.
فَقِيْلَ لَهُ: قُتِلَ عُثْمَانُ، فَمَا تَأْمُرُنَا؟فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (أَبُو اليَقْظَانِ عَلَى الفِطْرَةِ - ثَلاَثَ مَرَّاتٍ - لَنْ يَدَعَهَا حَتَّى يَمُوْتَ، أَوْ يَلْبِسَهُ الهَرَمُ (1)) .
البَغَوِيُّ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا هَارُوْنُ بنُ المُغِيْرَةِ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ سَالِمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ، عَنْ مَسْرُوْقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:انْظُرُوا عَمَّاراً، فَإِنَّهُ يَمُوْتُ عَلَى الفِطْرَةِ، إِلاَّ أَنْ تُدْرِكَهُ هَفْوَةٌ مِنْ كِبَرٍ (2) .
فِيْهِ مَنْ تَضَعَّفَ.
وَيُرْوَى عَنْ سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ مَرْفُوْعاً نَحْوُهُ.
قَالَ عَلْقَمَةُ:قَالَ لِي أَبُو الدَّرْدَاءِ: أَلَيْسَ فِيْكُمُ الَّذِي أَعَاذَهُ اللهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ؟ - يَعْنِي عَمَّاراً - .
، الحَدِيْثَ (3) .
[ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: أَنْبَأَنَا أَبُو جَمْرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ خَيْثَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:قُلْتُ لأَبِي هُرَيْرَةَ: حَدِّثْنِي.
فَقَالَ: تَسْأَلُنِي وَفِيْكُم عُلَمَاءُ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ، وَالمُجَارُ مِنَ الشَّيْطَانِ: عَمَّارُ بنُ يَاسِرٍ (1) ؟!دَاوْدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ: عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ، قَالَ:أَمَرَنَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-[ بِبِنَاءِ المَسْجِدِ، فَجَعَلْنَا نَنْقُلُ لَبِنَةً لَبِنَةً، وَعَمَّارٌ يَنْقُلُ لَبِنَتَيْنِ لَبِنَتَيْنِ، فَتَرِبَ رَأْسُهُ.
فَحَدَّثَنِي أَصْحَابِي - وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -: أَنَّهُ جَعَلَ يَنْفُضُ رَأْسَهُ، وَيَقُوْلُ: (وَيْحَكَ يَا ابْنَ سُمَيَّةَ، تَقْتُلُكَ الفِئَةُ البَاغِيَةُ (1)) .
خَالِدٌ الحَذَّاءُ: عَنْ عِكْرِمَةَ، سَمِعَ أَبَا سَعِيْدٍ بِهَذَا، وَلَفْظُهُ: (وَيْحَ ابْنِ سُمَيَّةَ، تَقْتُلُهُ الفِئَةُ البَاغِيَةُ، يَدْعُوْهُم إِلَى الجَنَّةِ، وَيدْعُوْنَهُ إِلَى النَّارِ) .
فَجَعَل يَقُوْلُ: أَعُوْذُ بِاللهِ مِنَ الفِتَنِ (2) .
وَرْقَاءُ: عَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، عَنْ زِيَادٍ مَوْلَى عَمْرِو بنِ العَاصِ (3) ، عَنْ عَمْرٍو:سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (تَقْتُلُ عَمَّاراً الفِئَةُ البَاغِيَةُ (4)) .
رَوَاهُ: شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرٍو، فَقَالَ: عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، عَنْ عَمْرٍو.
ابْنُ عَوْنٍ: عَنِ الحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ مَرْفُوْعاً: (تَقْتُلُ عَمَّاراً الفِئَةُ البَاغِيَةُ (5)) .
مَعْمَرٌ: عَنِ ابْنِ (6) طَاوُوْسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:لَمَّا قُتِلَ عَمَّارٌ، دَخَلَ عَمْرُو بنُ حَزْمٍ عَلَى عَمْرِو بنِ العَاصِ، فَقَالَ: قُتِلَ عَمَّارٌ، وَقَدْ قَالَ[ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (تَقْتُلُهُ الفِئَةُ البَاغِيَةُ) .
فَدَخَلَ عَمْرٌو عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: قُتِلَ عَمَّارٌ.
فَقَالَ: قُتِلَ عَمَّارٌ، فَمَاذَا؟قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (تَقْتُلُهُ الفِئَةُ البَاغِيَةُ) .
قَالَ: دُحِضْتَ فِي بَوْلِكَ، أَوَ نَحْنُ قَتَلْنَاهُ؟! إِنَّمَا قَتَلَهُ عَلِيٌّ وَأَصْحَابُهُ الَّذِيْنَ أَلْقَوْهُ بَيْنَ رِمَاحِنَا -أَوْ قَالَ: بَيْنَ سُيُوْفِنَا (1) -.
شُعْبَةُ: عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ:أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِعَمَّارٍ: (تَقْتُلُكَ الفِئَةُ البَاغِيَةُ (2)) .
أَبُو عَوَانَةَ فِي (مُسْنَدِهِ) ، وَأَبُو يَعْلَى مِنْ حَدِيْثِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ البَاهِلِيِّ:حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ عِيْسَى، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بنُ وَهْبٍ:أَنَّ عَمَّاراً قَالَ لِعُثْمَانَ: حَمَلْتَ قُرَيْشاً عَلَى رِقَابِ النَّاسِ عَدَوْا عَلَيَّ، فَضَرَبُوْنِي.
فَغَضِبَ عُثْمَانُ، ثُمَّ قَالَ: مَا لِي وَلِقُرَيْشٍ؟ عَدَوْا عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَضَرَبُوْهُ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ لِعَمَّارٍ: (تَقْتُلُكَ الفِئَةُ البَاغِيَةُ، وَقَاتِلُهُ فِي[ النَّارِ (1)) .
وَأَخْرَجَ أَبُو عَوَانَةَ أَيْضاً مِثْلَهُ: مِنْ حَدِيْثِ القَاسِمِ الحُدَانِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ ابْنِ الحَنَفِيَّةِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عُثْمَانَ.
وَأَخْرَجَ أَبُو عَوَانَةَ: مِنْ طَرِيْقِ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي الهُذَيْلِ، عَنْ عَمَّارٍ:قَالَ لِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (تَقْتُلُكَ الفِئَةُ البَاغِيَةُ (2)) .
وَفِي البَابِ عَنْ عِدَّةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ، فَهُوَ مُتَوَاتِرٌ (3) .
قَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ سُئِلَ عَنْ هَذَا، فَقَالَ:فِيْهِ غَيْرُ حَدِيْثٍ صَحِيْحٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
وَكَرِهَ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي هَذَا بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا.
الثَّوْرِيُّ: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي لَيْلَى الكِنْدِيِّ، قَالَ:جَاءَ خَبَّابٌ إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ: ادْنُ، فَمَا أَحَدٌ أَحَقُّ بِهَذَا المَجْلِسِ مِنْكَ، إِلاَّ عَمَّارٌ.
الثَّوْرِيُّ: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بنِ مُضَرِّبٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَيْنَا كِتَابُ[ عُمَرَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي بَعَثْتُ إِلَيْكُم عَمَّارَ بنَ يَاسِرٍ أَمِيْراً، وَابْنَ مَسْعُوْدٍ مُعَلِّماً وَوَزِيْراً، وَإِنَّهُمَا لَمِنَ النُّجَبَاءِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، فَاسْمَعُوا لَهُمَا، وَأَطِيْعُوا، وَاقْتَدُوا بِهِمَا، وَقَدْ آثَرْتُكُم بِابْنِ أُمِّ عَبْدٍ عَلَى نَفْسِي.
رَوَاهُ: شَرِيْكٌ، فَقَالَ: آثَرْتُكُم بِهِمَا عَلَى نَفْسِي (1) .
وَيُرْوَى: أَنَّ عُمَرَ جَعَلَ عَطَاءَ عَمَّارٍ سِتَّةَ آلاَفٍ.
مُغِيْرَةُ: عَنْ إِبْرَاهِيْمَ:أَنَّ عَمَّاراً كَانَ يَقْرَأُ يَوْم الجُمُعَةِ عَلَى المِنْبَرِ بِيَاسِيْنَ (2) .
وَقَالَ زِرٌّ: رَأَيْتُ عَمَّاراً قَرَأَ: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} وَهُوَ عَلَى المِنْبَرِ، فَنَزَلَ، فَسَجَدَ.
شُعْبَةُ: عَنْ قَيْسٍ، سَمِعَ طَارِقَ بنَ شِهَابٍ يَقُوْلُ:إِنَّ أَهْلَ البَصْرَةِ غَزَوْا نَهَاوَنْدَ، فَأَمَدَّهُم أَهْلُ الكُوْفَةِ وَعَلَيْهِم عَمَّارٌ، فَظَفِرُوا.
فَأَرَادَ أَهْلُ البَصْرَةِ أَنْ لاَ يَقْسِمُوا لأَهْلِ الكُوْفَةِ شَيْئاً.
فَقَالَ رَجُلٌ تَمِيْمِيٌّ: أَيُّهَا الأَجْدَعُ! تُرِيْدُ أَنْ تُشَارِكَنَا فِي غَنَائِمِنَا؟فَقَالَ عَمَّارٌ: خَيْرُ أُذُنَيَّ سَبَبْتَ، فَإِنَّهَا أُصِيْبَتْ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
قَالَ: فَكَتَبَ فِي ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ.
فَكَتَبَ عُمَرُ: إِنَّ الغَنِيْمَةَ لِمَنْ شَهِدَ الوَقْعَةَ (3) .
قَالَ الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ:رَأَيْتُ عَمَّاراً يَوْمَ اليَمَامَةِ عَلَى صَخْرَةٍ وَقَدْ أَشْرَفَ يَصِيْحُ: يَا مَعْشَرَ المُسْلِمِيْنَ! أَمِنَ الجَنَّةِ تَفِرُّوْنَ، أَنَا عَمَّارُ بنُ يَاسِرٍ، هَلُمُّوا إِلَيَّ.
وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى أُذُنِهِ قَدْ قُطِعَتْ، فَهِيَ تَذَبْذَبُ، وَهُوَ يُقَاتِلُ أَشَدَّ القِتَالِ (4) .
[ قَالَ الشَّعْبِيُّ: سُئِلَ عَمَّارٌ عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَقَالَ: هَلْ كَانَ هَذَا بَعْدُ؟قَالُوا: لاَ.
قَالَ: فَدَعُوْنَا حَتَّى يَكُوْنَ، فَإِذَا كَانَ تَجَشَّمْنَاهُ لَكُم (1) .
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي الهُذَيْلِ: رَأَيْتُ عَمَّاراً اشْتَرَى قَتّاً بِدِرْهَمٍ، وَحَمَلَهُ عَلَى ظَهْرِهِ، وَهُوَ أَمِيْرُ الكُوْفَةِ (2) .
الأَعْمَشُ: عَنْ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الحَارِثِ بنِ سُوَيْدٍ:أَنَّ رَجُلاً مِنَ الكُوْفَةِ وَشَى بِعَمَّارٍ إِلَى عُمَرَ.
فَقَالَ لَهُ عَمَّارٌ: إِنْ كُنْتَ كَاذِباً فَأَكْثَرَ اللهُ مَالَكَ وَوَلَدَكَ، وَجَعَلَكَ مُوَطَّأَ العَقِبَيْنِ (3) .
وَيُقَالُ: سَعَوْا بِعَمَّارٍ إِلَى عُمَرَ فِي أَشْيَاءَ كَرِهَهَا لَهُ، فَعَزَلَهُ وَلَمْ يُؤَنِّبْهُ.
وَقِيْلَ: إِنَّ جَرِيْراً سَأَلَهُ عُمَرُ عَنْ عَمَّارٍ، فَقَالَ:هُوَ غَيْرُ كَافٍ وَلاَ عَالِمٍ بِالسِّيَاسَةِ.
الأَعْمَشُ: عَنْ حَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ:سَأَلَهُمْ عُمَرُ عَنْ عَمَّارٍ، فَأَثْنَوْا عَلَيْهِ، وَقَالُوا:وَاللهِ مَا أَنْتَ أَمَّرْتَهُ عَلَيْنَا، وَلَكِنَّ اللهَ أَمَّرَهُ.
فَقَالَ عُمَرُ: اتَّقُوا اللهَ، وَقُوْلُوا كَمَا يُقَالُ، فَوَاللهِ لأَنَا أَمَّرْتُهُ عَلَيْكُم، فَإِنْ كَانَ صَوَاباً فَمِنَ قِبَلِ اللهِ، وَإِنْ كَانَ خَطَأً إِنَّهُ مِنْ قِبَلِي.
دَاوْدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ (4) : عَنِ الشَّعْبِيِّ:قَالَ عُمَرُ لِعَمَّارٍ: أَسَاءكَ عَزْلُنَا إِيَّاكَ؟قَالَ: لَئِنْ قُلْتَ ذَاكَ، لَقَدْ سَاءنِي حِيْنَ اسْتَعْمَلْتَنِي، وَسَاءنِي حِيْنَ عَزَلْتَنِي (5) .
[ رَوَى البَهِيُّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ:مَا أَعْلَمُ أَحَداً خَرَجَ فِي الفِتْنَةِ يُرِيْدُ اللهَ إِلاَّ عَمَّاراً، وَمَا أَدْرِي مَا صَنَعَ (1) .
الأَسْوَدُ بنُ شَيْبَانَ: حَدَّثَنَا أَبُو نَوْفَلٍ بنُ أَبِي عَقْرَبٍ، قَالَ:كَانَ عَمَّارُ بنُ يَاسِرٍ قَلِيْلَ الكَلاَمِ، طَوِيْلَ السُّكُوْتِ، وَكَانَ عَامَّةُ قَوْلِهِ: عَائِذٌ بِالرَّحْمَنِ مِنْ فِتْنَةٍ، عَائِذٌ بِالرَّحْمَنِ مِنْ فِتْنَةٍ، فَعَرَضَتْ لَهُ فِتْنَةٌ عَظِيْمَةٌ (2) .
الأَعْمَشُ: عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ زِيَادٍ:قَالَ عَمَّارٌ: إِنَّ أُمَّنَا - يَعْنِي عَائِشَةَ - قَدْ مَضَتْ لِسَبِيْلِهَا، وَإِنَّهَا لَزَوْجَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَلَكِنَّ اللهَ ابْتَلاَنَا بِهَا، لِيَعْلَمَ إِيَّاهُ نُطِيْعُ، أَوْ إِيَّاهَا (3) .
وَأَخْرَجَ نَحْوَهُ: البُخَارِيُّ مِنْ حَدِيْثِ أَبِي وَائِلٍ.
قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ:قَالَ عَمَّارٌ لِعَلِيٍّ: مَا تَقُوْلُ فِي أَبْنَاءِ مَنْ قَتَلْنَا؟قَالَ: لاَ سَبِيْلَ عَلَيْهِم.
قَالَ: لَوْ قُلْتَ غَيْرَ ذَا خَالَفْنَاكَ.
الأَعْمَشُ: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ حُمَيْدٍ:قَالَ عَمَّارٌ لِعَلِيٍّ يَوْمَ الجَمَلِ: مَا تُرِيْدُ أَنْ تَصْنَعَ بِهَؤُلاَءِ؟فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: حَتَّى نَنْظُرَ لِمَنْ تَصِيْرُ عَائِشَةُ.
فَقَالَ عَمَّارٌ: وَنَقْسِمُ عَائِشَةَ؟قَالَ: فَكَيْفَ نَقْسِمُ هَؤُلاَءِ؟قَالَ: لَوْ قُلْتَ غَيْرَ ذَا مَا بَايَعْنَاكَ.
[ الثَّوْرِيُّ: عَنْ حَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي البَخْتَرِيِّقَالَ:قَالَ عَمَّارٌ يَوْمَ صِفِّيْنَ: ائْتُوْنِي بِشُرْبَةِ لَبَنٍ.
قَالَ: فَشَرِبَ، ثُمَّ قَالَ:قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِنَّ آخِرَ شَرْبَةٍ تَشْرَبُهَا مِنَ الدُّنْيَا شَرْبَةُ لَبَنٍ) .
ثُمَّ تَقَدَّمَ، فَقُتِلَ (1) .
سَعْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الزُّهْرِيُّ: عَنْ أَبِيْهِ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ:سَمِعَ عَمَّاراً بِصِفِّيْنَ يَقُوْلُ: أَزِفَتِ الجِنَانُ، وَزُوِّجْتُ الحُوْرَ العِيْنَ، اليَوْمَ نَلْقَى حَبِيْبَنَا مُحَمَّداً -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
مُسلمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ: حَدَّثَنَا رَبِيْعَةُ بنُ كُلْثُوْمٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ:كُنْتُ بِوَاسِطٍ، فَجَاءَ أَبُو الغَادِيَةِ عَلَيْهِ مُقَطَّعَاتٌ، وَهُوَ طُوَالٌ، فَلَمَّا قَعَدَ، قَالَ:كُنَّا نَعُدُّ عَمَّاراً مِنْ خِيَارِنَا، فَإِنِّي لَفِي مَسْجِدِ قُبَاءَ إِذْ هُوَ يَقُوْلُ - وَذَكَرَ كَلِمَةً -: لَوْ وَجَدْتُ عَلَيْهِ أَعْوَاناً لَوَطِئْتُهُ.
فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّيْنَ، أَقْبَلَ يَمْشِي أَوَّلَ الكَتِيْبَةِ، فَطَعَنَهُ رَجُلٌ، فَانْكَشَفَ المِغْفَرُ عَنْهُ، فَأَضْرُبُهُ، فَإِذَا رَأْسُ عَمَّارٍ.
قَالَ: يَقُوْلُ مَوْلَىً لَنَا: لَمْ أَرَ أَبْيَنَ ضَلاَلَةً مِنْهُ (2) .
عَفَّانُ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا كُلْثُوْمُ بنُ جَبْرٍ، عَنْ أَبِي الغَادِيَةِ، قَالَ:سَمِعْتُ عَمَّاراً يَقَعُ فِي عُثْمَانَ يَشْتِمُهُ، فَتَوَعَّدْتُهُ بِالقَتْلِ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّيْنَ، جَعَلَ عَمَّارٌ يَحْمِلُ عَلَى النَّاسِ، فَقِيْلَ: هَذَا عَمَّارٌ.
فَطَعَنْتُهُ فِي رُكْبَتِهِ، فَوَقَعَ، فَقَتَلْتُهُ، فَقِيْلَ: قُتِلَ عَمَّارٌ.
وَأُخْبِرَ عَمْرُو بنُ العَاصِ، فَقَالَ:سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (إِنَّ قَاتِلَهُ وَسَالِبَهُ فِي النَّارِ) (3) .
[ لَيْثُ بنُ أَبِي سُلَيْمٍ: عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو مَرْفُوْعاً: (قَاتِلُ عَمَّارٍ وَسَالِبُهُ فِي النَّارِ (1)) .
قَالَ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ: عَنْ قَيْس، أَوْ غَيْرِهِ:قَالَ عَمَّارٌ: ادْفِنُوْنِي فِي ثِيَابِي، فَإِنِّي رَجُلٌ مُخَاصِمٌ (2) .
وَعَنْ عَاصِمِ بنِ ضَمْرَةَ: أَنَّ عَلِيّاً صَلَّى عَلَى عَمَّارٍ، وَلَمْ يَغْسِلْهُ (3) .
قَالَ أَبُو عَاصِمٍ: عَاشَ عَمَّارٌ ثَلاَثاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً، وَكَانَ لاَ يَرْكَبُ عَلَى سَرْجٍ، وَيَرْكَبُ رَاحِلَتَهُ.
عَبْدُ اللهِ بنُ طَاوُوْسٍ: عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ، قَالَ:لَمَّا قُتِلَ عَمَّارٌ، دَخَلَ عَمْرُو بنُ حَزْمٍ عَلَى عَمْرِو بنِ العَاصِ، فَقَالَ:قُتِلَ عَمَّارٌ، وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (تَقْتُلُهُ الفِئَةُ البَاغِيَةُ) .
فَقَامَ عَمْرٌو فَزِعاً إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ؟قَالَ: قُتِلَ عَمَّارٌ.
قَالَ: قُتِلَ عَمَّارٌ، فَكَانَ مَاذَا؟قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (تَقْتُلُهُ الفِئَةُ البَاغِيَةُ) .
قَالَ: أَنَحْنُ قَتَلْنَاهُ؟! وَإِنَّمَا قَتَلَهُ عَلِيٌّ وَأَصْحَابُهُ، جَاؤُوا بِهِ حَتَّى أَلْقَوْهُ بَيْنَ رِمَاحِنَا -أَوْ قَالَ: بَيْنَ سُيُوْفِنَا (4) -.
قُلْتُ: كَانَتْ صِفِّيْنُ فِي صَفَرٍ، وَبَعْضِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ.
قَرَأْتُ عَلَى الحَافِظِ عَبْدِ المُؤْمِنِ بنِ خَلَفٍ: أَخْبَرَكُم يَحْيَى بنُ أَبِي السُّعُوْدِ، أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ، أَنْبَأَنَا ابْنُ طَلْحَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ الفَارِسِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ[ أَحْمَدَ بنِ يَعْقُوْبَ، حَدَّثَنَا جَدِّي، حَدَّثَنَا خَلَفُ بنُ سَالِمٍ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بنُ جَرِيْرٍ، حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ:لَمَّا كَانَ اليَوْمُ الَّذِي أُصِيْبَ فِيْهِ عَمَّارٌ، إِذَا رَجُلٌ قَدْ بَرَزَ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ، جَسِيْمٌ عَلَى فَرَسٍ جَسِيْمٍ، ضَخْمٌ عَلَى ضَخْمٍ، يُنَادِي: يَا عِبَادَ اللهِ! - بِصَوْتٍ مُوْجَعٍ - رُوْحُوا إِلَى الجَنَّةِ - ثَلاَثَ مِرَارٍ - الجَنَّةُ تَحْتَ ظِلاَلِ الأَسْلِ.
فَثَارَ النَّاسُ، فَإِذَا هُوَ عَمَّارٌ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ قُتِلَ.
وَبِهِ: حَدَّثَنَا جَدِّي يَعْقُوْبُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي البَخْتَرِيِّ الطَّائِيِّ، قَالَ:قَاوَلَ عَمَّارٌ رَجُلاً، فَاسْتَطَالَ الرَّجُلُ عَلَيْهِ.
فَقَالَ عَمَّارٌ: أَنَا إِذاً كَمَنْ لاَ يَغْتَسِلُ يَوْمَ الجُمُعَةِ.
فَعَادَ الرَّجُلُ، فَاسْتَطَالَ عَلَيْهِ (1) .
فَقَالَ لَهُ عَمَّارٌ: إِنْ كُنْتَ كَاذِباً، فَأَكْثَرَ اللهُ مَالَكَ وَوَلَدَكَ، وَجَعَلَكَ يُوْطَأُ عَقِبُكَ.
وَبِهِ: حَدَّثَنَا جَدِّي، حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بنُ جَرِيْرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ بنِ زُفَرَ، عَنْ عَمَّارٍ، أَنَّهُ قَالَ:ثَلاَثَةٌ مَنْ كُنَّ فِيْهِ، فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الإِيْمَانَ -أَوْ قَالَ: مِنْ كَمَالِ الإِيْمَانِ-: الإِنْفَاقُ مِنَ الإِقْتَارِ، وَالإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِكَ، وَبَذْلُ السَّلاَمِ لِلْعَالَمِ (2) .
قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي الفَتْحِ، وَالفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ، قَالاَ:أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الأُرْمَوِيُّ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ عُمَرَ السُّكَّرِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الصُّوْفِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ،[ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُجَالِدٍ، عَنْ بَيَانٍ (1) ، عَنْ وَبَرَةَ، عَنْ هَمَّامٍ، قَالَ:قَالَ عَمَّارٌ: رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَا مَعَهُ إِلاَّ خَمْسَةُ أَعْبُدٍ، وَامْرَأَتَانِ، وَأَبُو بَكْرٍ (2) .
أَخْرَجَهُ: البُخَارِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ؛ شَيْخٌ لَهُ، يُقَالُ: هُوَ ابْنُ حَمَّادٍ الآمِلِيُّ.
وَقِيْلَ: عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي الخُوَارِزْمِيُّ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ.
وَهُوَ فَرْدٌ غَرِيْبٌ، مَا أَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ بَيَانِ بنِ بِشْرٍ سِوَى إِسْمَاعِيْلُ، وَلَمْ يُخْرِجْهُ سِوَى البُخَارِيُّ.
الأَعْمَشُ، وَغَيْرُهُ: عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ:رَأَى أَبُو مَيْسَرَةَ عَمْرَو بنَ شُرَحْبِيْلَ ذَا الكَلاَعِ وَعَمَّاراً فِي قِبَابٍ بِيْضٍ بِفِنَاءِ الجَنَّةِ.
فَقَالَ: أَلَمْ يَقْتُلْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً؟قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ وَجَدْنَا اللهَ وَاسِعَ المَغْفِرَةِ (3) .
آخِرُ التَّرْجَمَةِ، وَالحَمْدُ للهِ.
85 - أَخْبَار
61 ياسر بن عامربن مالك أبو عمار.

قدمة فحالف أبا حذيفة بن المغيرة فزوجه أبو حذيفة أمة له يقال لها سُمية بنت خياط فولدت له عمّاراً.

رحمهم الله.

ثم جاء الله بالإسلام فأسلم ياسر وعمار.

فلما أسلم ياسر أخذته بنو مخزوم فجعلوا يعذبونه، ليرجع عن دينه.

قال عثمان بن عفان: أقبلت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيدي حتى أتينا على أبي عمار وعمار وأمه وهم يعذبون فقال ياسر: الدهر هكذا فقال النبي: " اصبر اللهم اغفر لآل ياسر وقد فعلتَ" 2.

رضي الله عنه.