تشاهد الان : جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم .

تعريف عام جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم
البيان القيمة
رقم الرواي : 2099
اسم الراوي : جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم
الكنية : أبو عبد الله
اسم الشهرة جعفر بن أبي طالب القرشي
النسب
اللقب الطيار, أبو المساكين, ذو الجناحين
الوصف
اللقب
الرتبة صحابي
الطبقة 1
سنة الوفاة
سنة الميلاد
عمر الراوي
الاقامة
بلد الوفاة
الاقرباء
الموالي
روي له
# العالم القول
1 أبو حاتم بن حبان البستي هاجر إلى الحبشة وإلى المدينة جميعا وقتل يوم مؤتة
2 ابن حجر العسقلاني صحابي جليل استشهد في غزوة مؤتة
3 الذهبي أحد السابقين الأولين والشهداء المرزوقين، أسلم قديما، وهاجر الهجرتين
4 محمد بن إسماعيل البخاري هاجر إلى الحبشة، ثم هاجر إلى المدينة فقتل يوم مؤتة
0
# التلميذ الكنية النسب اللقب
1 إبراهيم بن الفضل بن سليمان أبو إسحاق المدني, المخزومي
2 إسماعيل بن رافع بن عويمر أبو رافع الأنصاري, المدني, المزني ابن أبي عويمر
3 تمام بن العباس بن عبد المطلب القرشي, الهاشمي
4 عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم أبو جعفر المدني, القرشي, الهاشمي قطب السخاء
5 عبد الله بن جعفر بن أحمد بن عاصم أبو الفتح
6 عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف أبو العباس المدني, القرشي, الهاشمي الحبر, البحر
7 عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل أبو عبد الرحمن المكي, المدني, القرشي, العدوي ابن عمر
8 عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب بن عامر بن عتر بن بكر بن عامر بن عذر بن وائل بن ناجية بن حماهر بن الأشعر أبو موسى الأشعري
9 عمير بن إسحاق أبو محمد المكي, القرشي, الهاشمي
10 هند بنت حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم أم سلمة المخزومي, القرشي أم المؤمنين
[944] سي جعفر بن أبي طالب واسمه عَبْد مناف بْن عَبْدِ المطلب بْن هاشم القرشي الهاشمي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطيار

ابن عم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، أخو علي، وعقيل، وأم هانئ
أسلم قديما، وهاجر الهجرتين
واستعمله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ على غزوة مؤتة بعد زيد بْن حارثة، واستشهد بها وهي بأرض البلقاء .

روى عن
1- النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ سي

روى عنه
1- ابنه عَبْد اللَّهِ بْن جعفر بْن أبي طالب
2- وعبد اللَّه بْن مسعود
3- وعمرو بْن العاص
4- وأم سلمة زوج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ
5- وبعض أهله سي

علماء الجرح والتعديل

قال 1 خليفة بْن خياط 1: 2 جعفر، وعلي، وعقيل بنو أبي طالب، وأمهم فاطمة بنت أسد بْن هاشم، استشهد جعفر يوم مؤتة بناحية الشام في حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، سنة سبع وقال في موضع آخر: سنة ثمان، وهو الصحيح 2 .


وقال 1 مُحَمَّد بْن سعد، عن هشام بْن مُحَمَّدِ بْنِ السائب بْن الكلبي، عَنْ أَبِيهِ 1: 2 كَانَ اسم أبي طالب عَبْد مناف، وكَانَ له من الولد طالب، وعقيل، وجعفر، وكَانَ بينه، وبين عقيل في السن عشر سنين، وهو قديم الإسلام من مهاجرة الحبشة، وقتل يوم مؤتة شهيدا، وهو ذو الجناحين يطير بهما في الجنة حيث شاء، وعلي بْن أبي طالب، وكَانَ بينه وبين جعفر في السن عشر سنين، وقال في الطبقة الثانية: جعفر بْن أبي طالب، وأمه فاطمة بنت أسد بْن هاشم 2 .

قال 1 مُحَمَّد بْن عمر 1: 2 هاجر جعفر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية، ومعه امرأته أسماء بنت عميس، وولدت له هناك عَبْد اللَّهِ، وعونا، ومحمدا، فلم يزل بأرض الحبشة حتى هاجر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إلى المدينة، ثم قدم عليه جعفر من أرض الحبشة، وهو بخيبر سنة سبع 2 وكذلك قال مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ.

قال 1 مُحَمَّد بْن عمر 1: 2 وقد روي لنا أن أميرهم في الهجرة الثانية إلى أرض الحبشة جعفر بْن أبي طالب 2

وقال 1 يونس بْن بكير، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ 1 2 في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة من بني هاشم: جعفر بْن أبي طالب، قتل يوم مؤتة شهيدا أميرا لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، له عقب، وكَانَ يقال: إنه أول من عقر من المسلمين دابته عند الحرب معه امرأته أسماء بنت عميس 2 .

وقال 1 يعقوب بْن سفيان 1: 2 ذكر إسماعيل بْن أبي أويس، عَنْ أَبِيهِ، عن الحسن بْن زيد، أن عليا أول ذكر أسلم، ثم أسلم زيد بْن حارثة حب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، ثم جعفر بْن أبي طالب، وكَانَ أَبُو بكر الرابع في الدخول في الإسلام أو الخامس 2 .

$ وقال عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ " ضَرَبَ لِجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِسَهْمِهِ، وأَجْرِهِ يَعْنِي يَوْمَ بَدْرٍ " *

قال الواقدي: ولم يذكره أصحابنا .

$ وقال كثير النواء، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مليل: سمعت عليا، يقول: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: " إن لكل نبي سبعة نقباء نجباء، وإني أعطيت أربعة عشر، فعدني، وابني، وحمزة، وجعفرا، وأبا بكر، وعمر، وابن مسعود، وحذيفة، والمقداد، وسلمان، وعمارا، وبلالا، وأبا ذر " .

$ وقال عَبْد اللَّهِ بْن زياد اليمامي، عن عكرمة بْن عمار، عن إسحاق بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي طلحة، عن أنس بْن مالك، قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: " إنا معشر بني عَبْد المطلب سادة أهل الجنة، أنا، وحمزة، وجعفر وعلي، والحسن، والحسين، والمهدي " *

$ وقال مِسْعَرٌ، عَنْ عَوْنِ بْن أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ: لَمَّا قَدِمَ جَعْفَرُ عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ قَبَّلَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وقال: " مَا أَدْرِي أَنَا بِقُدُومِ جَعْفَرٍ أَسَرُّ أَوْ بِفَتْحِ خَيْبَرَ "، وكَانَا فِي يَوْمٍ واحِدٍ *

$ وقال عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ قَدِمَ جَعْفَرُ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي يَوْمِ فَتْحِ خَيْبَر، فَقَبَّلَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وقال: " مَا أَدْرِي بِأَيِّهِمَا أَنَا أَشَدُّ فَرَحًا بِفَتْحِ خَيْبَرَ أَمْ بَقُدُومِ جَعْفَرٍ ". وكَذَلِكَ رُوِيَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ *

$ وقال أَبُو إِسْحَاقَ، عن البراء: اعتمر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ في ذي القعدة، فأبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام
وذكر الحديث، قال: فخرج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فتبعته ابنة حمزة تنادي يا عم يا عم، فتناولها علي فأخذ بيدها، وقال لفاطمة: " دونك بنت عمك احمليها "، فاختصم فيها علي، وجعفر، وزيد، قال علي: أنا أخذتها، وهي ابنة عمي، وقال جعفر: ابنة عمي، وخالتها تحتي، وقال زيد: ابنة أخي، فقضى بها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لخالتها، وقال: " الخالة بمنزلة الأم "، وقال لعلي: " أنت مني، وأنا منك "، وقال لجعفر: " أشبهت خلقي، وخلقي "، وقال لزيد: " أنت أخونا ومولانا " . *

$ وقال نافع، عن ابن عمر: أمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، في غزوة مؤتة زيد بْن حارثة، قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: " إن قتل زيد، فجعفر، وإن قتل جعفر، فعبد اللَّه بْن رواحة "، قال ابن عمر: كنت فيهم في تلك الغزوة، فالتمسنا جعفر بْن أبي طالب، فوجدناه في القتلى، ووجدنا فيما أقبل من جسده بضعا وتسعين من طعنة ورمية . *

وقال 1 إسماعيل بْن أبي خالد، عن الشعبي كَانَ ابن عمر إذا حيا ابْن جعفر، 1: 2 قال: " السلام عليك يا ابن ذي الجناحين "، 2

وقال 1 أَبُو هريرة 1: 2 " ما احتذى النعال ،ولا انتعل، ولا ركب الكور أحد بعد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ خير من جعفر بْن أبي طالب " 2 .

$ أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْبُخَارِيِّ الْمَقْدِسِيُّ، وأَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ بْنِ تَغْلِبَ الشَّيْبَانِيُّ، وأُمُّ أَحْمَدَ زَيْنَبُ بِنْتُ مَكِّيِّ بْنِ عَلِيِّ بْنِ كَامِلٍ الْحَرَّانِيِّ، وأُمُّ أَحْمَدَ زَيْنَبُ بِنْتُ أَحْمَدَ بْنِ كَامِلِ بْنِ عُمَرَ الْمَقْدِسِيِّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَبَرْزَدَ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ خَيْرُونَ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْمُسْلِمَةِ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْجَرَّاحِ الْوَزِيرُ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّد الْبَغَوِيُّ، قال: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ سَالِمٍ الشَّاشِيُّ، قال: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّه بْنُ عَمْرٍو الْجَزَرِيُّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، قال: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ، فَذَكَرَهُ . ورَوَاهُ وهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، وعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، وخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وزَادَ عَبْدُ الْعَزِيزِ فِي حَدِيثِهِ، قال: وأَنْشَدَ أَبُو هُرَيْرَةَ لِحَسَّانِ بْن ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّه تَعَالَى عَنْهُمَا
== تَأَوَّبَنِي هَمٌّ بِيَثْرِبَ أَعْسَرُ = وهَمٌّ إِذَا مَا نَوَّمَ النَّاسَ مُسْهِرُ
== لِذِكْرَى حَبِيبٍ هَيَّجَتْ لِي عَبْرَةً = سَفُوحًا وأَسْبَابُ الْبُكَاءِ التَّذَكُّرُ
== أَغَرَّ كِصَدْرِ السَّيْفِ مِنْ آلِ هَاشِمٍ = أَبِيٍّ إِذَا سِيمَ الظُّلامَةَ يَجْسُرُ
== رَأَيْتُ خِيَارَ الْمُؤْمِنِينَ تَوَارَدُوا = شَعُوبَ وقَدْ خُلِّفْتُ فِيمَنْ يُؤَخَّرُ
== فَلا يُبْعِدَنَّ اللَّهُ قَتْلِي تَبَايَعُوا = جَمِيعًا ونِيرَانُ الْحُرُوبِ تَسَعَّرُ
== غَدَاةَ غَدَا بِالْمُؤْمِنِينَ يَقُودُهُم ْ = إِلَى الْمَوْتِ مَيْمُونُ النَّقِيبَةِ أَزْهَرُ
== وكُنَّا نَرَى فِي جَعْفَرٍ مِنْ مُحَمَّدٍ = وقَارًا وأَمْرًا حَازِمًا حِينَ يَأْمُرُ
== ومَا زَالَ لِلإِسْلامِ مِنْ آلِ هَاشِم ٍ = دَعَائِمُ عِزٍّ لا يَزُولُ ومَفْخَرُ
== بَهَالِيلُ مِنْهُمْ جَعْفَرٌ، وابْنُ أُمِّهِ = عَلِيٌّ ومِنْهُمْ أَحْمَدُ الْمُتَخَيَّرُ وحَمْزَةُ والْعَبَّاسُ مِنْهُمُ ومِنْهُم ْ = عُقَيْلُ ومَاءُ الْعُودِ مِنْ حَيْثُ يُعْصَرُ
== بِهِمْ تُفْرَجُ اللأْوَاءُ فِي كُلِّ مَأْزِقٍ = عَمَاسٍ إِذَا مَا ضَاقَ بِالنَّاسِ مَصْدَرُ
== وهم أَوْلِيَاءُ اللَّه نَزَّلَ حُكْمَه = عَلَيْهِمْ وفِيهِمْ والْكِتَابُ الْمُطَهَّرُ " *

وقال 1 سعيد المقبري، عَنْ أَبِي هريرة 1: 2 " كنا نسمي جعفر بْن أبي طالب أبا المساكين، قال: وكَانَ يذهب بنا إلى بيته، فإذا لم يجد لنا شيئا أخرج إلينا عكة أثرها عسل، فشققناها، وجعلنا نلعقها " 2 .

وقال 1 زكريا بْن أبي زائدة، عن الشعبي 1: 2 تزوج علي أسماء بنت عميس، فتفاخر ابناها مُحَمَّد بْن جعفر، ومحمد بْن أبي بكر، فَقَالَ كل واحد منهما: أنا خير منك، وأبي خير من أبيك، فَقَالَ علي: " اقضي بينهما يا أسماء "، فقالت: ما رأيت شابا من العرب، كَانَ خيرا من جعفر، ولا رأيت كهلا، كَانَ خيرا من أبي بكر، فَقَالَ علي: " ما تركت لنا شيئا، ولو قلت غير هذا لمقتك "، فقالت أسماء: والله إن ثلاثة أنت أخسهم لخيار 2 .

وقال 1 مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي يحيى بن عباد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزبير، عَنْ أَبِيهِ، قال: حَدَّثَنِي أبي الذي أرضعني، وكَانَ أحد بني مرة بْن عوف، 1
2 قال: والله لكأني أنظر إلى جعفر بْن أبي طالب يوم مؤتة حين اقتحم عن فرس له شقراء، فعقرها، ثم تقدم فقاتل حتى قتل 2 .

قال 1 ابن إسحاق 1: 2 فهو أول من عقر في الإسلام، وهو يقول
== يا حبذا الجنة واقترابها = طيبة وبارد شرابها
== والروم روم قد دنا عذابها = علي إن لاقيتها ضرابها 2

أَخْبَرَنَا بذلك أَبُو مُحَمَّد عَبْد الواسع بْن عَبْدِ الكافي بْن عَبْدِ الواسع الأبهري، فيما قرأته عليه، عن كتاب أبي مُحَمَّد عَبْد المجيب بْن أبي القاسم بْن أبي حرب بْن زهير الحربي، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ القادر بْن يوسف اليوسفي، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو الحسين أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ النقور، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو طاهر مُحَمَّد بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ المخلص، قال: أَخْبَرَنَا رضوان بْن أَحْمَدَ بْنِ جالينوس الصيدلاني، قال: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الجبار العطاردي، قال: حَدَّثَنَا يونس بْن بكير عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، فذكره .

$وقال عمرو بْن أبي المقدام ثابت بْن هرمز، عَنْ أَبِيهِ، سأل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عن جعفر بْن أبي طالب، فَقَالَ: رجل: أنا والله أنظر إليه حين طعنه رجل، فمشى إليه في الرمح، فضربه فماتا جميعا، " فدمعت عين رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ".*

$ وقال سَعْدَانُ بْنُ الْوَلِيدِ بَيَّاعُ السَّابَرِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، بَيْنَمَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ جَالِسٌ، وأَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ قَرِيبَةٌ مِنْهُ، إِذْ قال: " يَا أَسْمَاءُ هَذَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مَعَ جِبْرِيلَ، ومِيكَائِيلَ مَرَّ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ لَقِيَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ كَذَا، وكَذَا قَبْلَ مَمَرِّهِ بِثَلاثٍ أَوْ أَرْبَعٍ، فَسَلَّمِ فَرُدِّي عَلَيْهِ السَّلامَ "، وقال: " إِنَّهُ لَقِيَ الْمُشْرِكِينَ فَأَصَابَهُ فِي مَقَادِيمِهِ ثَلاثٌ وسَبْعُونَ بَيْنَ طَعْنَةٍ، وضَرْبَةٍ فَأَخَذَ اللِّوَاءَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى، فَقُطِعَتْ، ثُمَّ أَخَذَهُ بِيَدِهِ الْيُسْرَى، فَقُطِعَتْ، قال: فَعَوَّضَنِي اللَّه مِنْ يَدَيَّ جَنَاحَيْنِ أَطِيرُ بِهِمَا مَعَ جِبْرِيلَ، ومِيكَائِيلَ فِي الْجَنَّةِ آكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا مَا شِئْتُ "، وذَكَر بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ، قال: فَلِذَلِكَ سُمِّيَ الطَّيَّارُ فِي الْجَنَّةِ *

$ وقال الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أُمِّ عِيسَى الْجَزَّارِ، عَنْ أُمِّ جَعْفَرِ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ جَدِّتِهَا أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، قَالَتْ: أَصْبَحْتُ فِي الْيَوْمِ الَّذِي أُصِيبَ فِيهِ جَعْفَرٌ، وأَصْحَابُهُ، فَأَتَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وقَدْ هَيَّأْتُ أَرْبَعِينَ مَنِيئًا مِنْ أُدْمٍ، وعَجَنْتُ عَجِينِي، وأَخَذْتُ بَنِيَّ فَغَسَلْتُ وجُوهَهُمْ ودَهَنْتُهُمْ، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَقَالَ: " يَا أَسْمَاءُ أَيْنَ بَنُو جَعْفَرٍ "، فَجِئْتُ بِهِ إِلَيْهِمْ، فَضَمَّهُمْ إِلَيْهِ، وشَمَّهُمْ، ثُمَّ ذَرَفَتْ عَيْنَاهُ فَبَكَى، فَقُلْتُ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ لَعَلَّهُ بَلَغَكَ عَنْ جَعْفَرٍ شَيْءٌ، فَقَالَ: " نَعَمْ قُتِلَ الْيَوْمَ "، قَالَتْ: فَقُمْتُ أَصِيحُ، واجْتَمَعَ إِلَيَّ النِّسَاءُ، قَالَتْ: فَجَعَلَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، يَقُولُ: " يَا أَسْمَاءُ لا تَقُولِي هُجْرًا ،ولا تَضْرِبِي صَدْرًا "، قَالَتْ: فَخَرَجَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى ابْنَتِهِ فَاطِمَةَ، وهِيَ تَقُولُ: واعَمَّاهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: " عَلَى مِثْلِ جَعْفَرٍ، فَلْتَبْكِ الْبَاكِيَةُ "، ثُمَّ قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: " اصْنَعُوا لآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا، فَقَدْ شُغِلُوا عَنْ أَنْفُسِهِمُ الْيَوْمَ " .أَخْبَرَنَا بذلك أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ بْنِ تَغْلِبَ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَبَرْزَدَ سَمَاعًا، وأَبُو عَلِيِّ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الْحُزَيْفِ، إِجَازَةً، قَالا: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الأَنْصَارِيُّ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ حَيَّوَيْهِ، قال: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عِيسَى بْنِ أَبِي حَيَّةَ، قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُجَاعِ بْنِ الثَّلْجِيِّ، قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ، فَذَكَرَهُ *

$ وقال أَبُو شَيْبَةَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: " رَأَيْتُ جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ مَلَكًا فِي الْجَنَّةِ مُضَرَّجَةً قَوَادِمُهُ بِالدِّمَاءِ يَطِيرُ فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَ " *

$وقال زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وهْرَامَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: " دَخَلْتُ الْجَنَّةَ الْبَارِحَةَ، فَنَظَرْتُ فِيهَا، فَإِذَا جَعْفَرٌ يَطِيرُ مَعَ الْمَلائِكَةِ، وإِذَا حَمْزَةُ مُتَّكِئٌ عَلَى سَرِيرٍ، وذَكَرَ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِهِ " .
أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْبُخَارِيِّ الْمَقْدِسِيُّ، وأَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ بْنِ تَغْلِبَ الشَّيْبَانِيُّ، وأَبُو يَحْيَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادِ بْنِ الْعَسْقَلانِيِّ، وأُمُّ أَحْمَدَ زَيْنَبُ بِنْتُ مَكِّيِّ بْنِ عَلِيٍّ الْحَرَّانِيِّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَبَرْزَدَ، قال: أَخْبَرَنَا الرَّئِيسُ أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُصَيْنِ الشَّيْبَانِيُّ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ الْبَزَّارُ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَنْمَاطِيُّ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، قال: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّه بْنُ عَبْدِ المَجِيدِ، قال: حَدَّثَنَا زَمْعَةُ، فَذَكَرَهُ *

وقال 1 الواقدي 1: 2 خرج جعفر بْن أبي طالب إلى الحبشة سنة خمس من مبعث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وقدم سنة سبع من الهجرة، وقتل سنة ثمان من الهجرة بمؤتة 2 .

وقال 1 خليفة بْن خياط 1 2 سنة ثمان فيها وقعة مؤتة التي أصيب فيها جعفر بْن أبي طالب، وزيد بْن حارثة، وعبد اللَّه بْن رواحة 2 .

وقال ابن إسحاق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جعفر بْن الزبير، عن عروة بْن الزبير: قدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ من عمرة القضاء المدينة في ذي الحجة، فأقام بالمدينة حتى بعث إلى مؤتة في جمادي من سنة ثمان .

وقال 1 الزبير بْن بكار 1: 2 كانت سنه يوم قتل إحدى وأربعين سنة 2 .

وقال 1 إسماعيل بْن بهرام 1: 2 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ من ولد جعفر الطيار، أن جعفر الطيار عمر ثلاثا وثلاثين سنة 2 .

وقال 1 يَحْيَى بْن الحسن بْن جعفر العلوي النسابة 1: 2 حَدَّثَنَا داود وهو ابْن القاسم، قال: حَدَّثَنِي غير واحد عن جعفر بْن مُحَمَّد، قال: قتل جعفر وهو ابْن خمس وعشرين سنة 2 .

قال 1 داود 1: 2 وبلغني عن غير جعفر بْن مُحَمَّد، أنه قتل وهو ابن ثلاثين سنة 2 . قال داود: وحديث جعفر أصحهما عندنا .

قال يَحْيَى بْن الحسن: وقالت أسماء بنت عميس ترثي جعفر بْن أبي طالب

== يا جعفر الطيار خير مصرف = للخيل يوم تطاعن وشياح
== قد كنت لي جبلا ألوذ بظله = فتركتني أمشي بأجرد ضاح
== قد كنت ذات حمية ما عشت لي= أمشي البراز وأنت كنت جناحي
== وإذا دعت قمرية شجنا لها = يوما على فنن بكيت صباحي
== فاليوم أخشع للذليل وأتقي = منه وأدفع ظالمي بالراح

روى له: النسائي في اليوم والليلة حديثا واحدا من رواية ابنه عَبْد اللَّهِ بْن جعفر عن بعض أهله عنه في كلمات الفرج، والمحفوظ في ذلك حديث عَبْد اللَّهِ بْن جعفر عن علي بْن أبي طالب، والله أعلم
جَعْفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ عَبْدِ مَنَافٍ الهَاشِمِيُّ *السَّيِّدُ، الشَّهِيْدُ، الكَبِيْرُ الشَّأْنِ، عَلَمُ المُجَاهِدِيْنَ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، ابْنُ عَمِّ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَبْدِ مَنَافٍ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ (1) قُصَيِّ الهَاشِمِيُّ، أَخُو عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ، وَهُوَ أَسَنُّ مِنْ عَلِيٍّ بِعَشْرِ سِنِيْنَ.
هَاجَرَ الهِجْرَتَيْنِ، وَهَاجَرَ مِنَ الحَبَشَةِ إِلَى المَدِيْنَةِ، فَوَافَى المُسْلِمِيْنَ وَهُمْ عَلَى خَيْبَرَ إِثْرَ أَخْذِهَا، فَأَقَامَ بِالمَدِيْنَةِ أَشْهُراً، ثُمَّ أَمَّرَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى جَيْشِ غَزْوَةِ مُؤْتَةَ بِنَاحِيَةِ الكَرَكِ، فَاسْتُشْهِدَ.
وَقَدْ سُرَّ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَثِيْراً بِقُدُوْمِهِ، وَحَزِنَ -وَاللهِ- لِوَفَاتِهِ.
رَوَى شَيْئاً يَسِيْراً.
وَرَوَى عَنْهُ: ابْنُ مَسْعُوْدٍ، وَعَمْرُو بنُ العَاصِ، وَأُمُّ سَلَمَةَ، وَابْنُهُ عَبْدُ اللهِ.
حُدَيْجُ بنُ مُعَاوِيَةَ: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ، قَالَ:بَعَثَنَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى النَّجَاشِيِّ ثَمَانِيْنَ رَجُلاً: أَنَا، وَجَعْفَرٌ، وَأَبُو مُوْسَى، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عُرْفُطَةَ، وَعُثْمَانُ بنُ مَظْعُوْنٍ.
وَبَعَثَتْ قُرَيْشٌ عَمْرَو بنَ العَاصِ، وَعُمَارَةَ بنَ الوَلِيْدِ بِهَدِيَّةٍ، فَقَدِمَا عَلَى النَّجَاشِيِّ، فَلَمَّا دَخَلاَ سَجَدَا[ لَهُ، وَابْتَدَرَاهُ، فَقَعَدَ وَاحِدٌ عَنْ يَمِيْنِهِ، وَالآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ، فَقَالاَ:إِنَّ نَفَراً مِنْ قَوْمِنَا نَزَلُوا بِأَرْضِكَ، فَرَغِبُوا عَنْ مِلَّتِنَا.
قَالَ: وَأَيْنَ هُمْ؟قَالُوا: بِأَرْضِكَ.
فَأَرْسَلَ فِي طَلَبِهِم.
فَقَالَ جَعْفَرٌ: أَنَا خَطِيْبُكُم.
فَاتَّبَعُوْهُ، فَدَخَلَ، فَسَلَّمَ.
فَقَالُوا: مَا لَكَ لاَ تَسْجُدُ لِلْمَلِكِ؟قَالَ: إِنَّا لاَ نَسْجُدُ إِلاَّ لِلِّهِ.
قَالُوا: وَلِمَ ذَاكَ؟قَالَ: إِنَّ اللهَ أَرْسَلَ فِيْنَا رَسُوْلاً، وَأَمَرَنَا أَنْ لاَ نَسْجُدَ إِلاَّ لِلِّهِ، وَأَمَرَنَا بِالصَّلاَةِ، وَالزَّكَاةِ.
فَقَالَ عَمْرٌو: إِنَّهُم يُخَالِفُوْنَكَ (1) فِي ابْنِ مَرْيَمَ وَأُمِّهِ.
قَالَ: مَا تَقُوْلُوْنَ فِي ابْنِ مَرْيَمَ وَأُمِّهِ؟قَالَ جَعْفَرٌ: نَقُوْلُ كَمَا قَالَ اللهُ: رُوْحُ اللهِ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى العَذْرَاءِ البَتُوْلِ الَّتِي لَمْ يَمَسَّهَا بَشَرٌ.
قَالَ: فَرَفَعَ النَّجَاشِيُّ عُوْداً مِنَ الأَرْضِ، وَقَالَ:يَا مَعْشَرَ الحَبَشَةِ وَالقِسِّيْسِيْنَ وَالرُّهْبَانِ! مَا تُرِيْدُوْنَ، مَا يَسُوْؤُنِي هَذَا! أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُوْلُ اللهِ، وَأَنَّهُ الَّذِي بَشَّرَ بِهِ عِيْسَى فِي الإِنْجِيْلِ، وَاللهِ لَوْلاَ مَا أَنَا فِيْهِ مِنَ المُلْكِ، لأَتَيْتُهُ، فَأَكُوْنَ أَنَا الَّذِي أَحْمِلُ نَعْلَيْهِ، وَأُوَضِّئُهُ.
وَقَالَ: انْزِلُوا حَيْثُ شِئْتُم.
وَأَمَرَ بِهَدِيَّةِ الآخَرَيْنِ، فَرُدَّتْ عَلَيْهِمَا.
قَالَ: وَتَعَجَّلَ ابْنُ مَسْعُوْدٍ، فَشَهِدَ بَدْراً (2) .
وَرَوَى نَحْواً مِنْهُ: مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيْهِ (3) .
وَرَوَى نَحْوَهُ: ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بنِ العَاصِ.
مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ[ سَلَمَةَ، قَالَتْ:لَمَّا ضَاقَتْ عَلَيْنَا مَكَّةُ، وَأُوْذِيَ أَصْحَابُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَفُتِنُوا، وَرَأَوْا مَا يُصِيْبُهُم مِنَ البَلاَءِ، وَأَنَّ رَسُوْلَ اللهِ لاَ يَسْتَطِيْعُ دَفْعَ ذَلِكَ عَنْهُم، وَكَانَ هُوَ فِي مَنَعَةٍ مِنْ قَوْمِهِ وَعَمِّهِ، لاَ يَصِلُ إِلَيْهِ شَيْءٌ مِمَّا يَكْرَهُ مِمَّا يَنَالُ أَصْحَابَهُ.
فَقَالَ لَهُم رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِنَّ بِأَرْضِ الحَبَشَةِ مَلِكاً لاَ يُظْلَمُ أَحَدٌ عِنْدَهُ، فَالْحَقُوا بِبِلاَدِهِ حَتَّى يَجْعَلَ اللهُ لَكُم فَرَجاً وَمَخْرَجاً) .
فَخَرَجْنَا إِلَيْهِ أَرْسَالاً، حَتَّى اجْتَمَعْنَا، فَنَزَلْنَا بِخَيْرِ دَارٍ إِلَى خَيْرِ جَارٍ أَمِنَّا عَلَى دِيْنِنَا (1) .
قَالَ الشَّعْبِيُّ: تَزَوَّجَ عَلِيٌّ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ، فَتَفَاخَرَ ابْنَاهَا؛ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ.
فَقَالَ كُلٌّ مِنْهُمَا: أَبِي خَيْرٌ مِنْ أَبِيْكِ.
فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا أَسْمَاءُ! اقْضِي بَيْنَهُمَا.
فَقَالَتْ: مَا رَأَيْتُ شَابّاً كَانَ خَيْراً مِنْ جَعْفَرٍ، وَلاَ كَهْلاً خَيْراً مِنْ أَبِي بَكْرٍ.
فَقَالَ عَلِيٌّ: مَا تَرَكْتِ لَنَا شَيْئاً، وَلَوْ قُلْتِ غَيْرَ هَذَا لَمَقَتُّكِ.
فَقَالَتْ: وَاللهِ إِنَّ ثَلاَثَةً أَنْتَ أَخَسُّهُم لَخِيَارٌ.
مُجَالِدٌ: عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ، قَالَ:مَا سَأَلْتُ عَلِيّاً شَيْئاً بِحَقِّ جَعْفَرٍ إِلاَّ أَعْطَانِيْهِ.
ابْنُ مَهْدِيٍّ: حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بنُ شَيْبَانَ، عَنْ خَالِدِ بنِ شُمَيْرٍ، قَالَ:قَدِمَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللهِ بنُ رَبَاحٍ، فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَاسٌ، فَقَالَ:حَدَّثَنَا أَبُو قَتَادَةَ، قَالَ:بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَيْشَ الأُمَرَاءِ، وَقَالَ: (عَلَيْكُم زَيْدٌ، فَإِنْ أُصِيْبَ، فَجَعْفَرٌ، فَإِنْ أُصِيْبَ جَعْفَرٌ، فَابْنُ رَوَاحَةَ) .
فَوَثَبَ جَعْفَرٌ، وَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي! مَا كُنْتُ أَرْهَبُ أَنْ[ تَسْتَعْمِلَ زَيْداً عَلَيَّ.
قَالَ: (امْضُوا، فَإِنَّكَ لاَ تَدْرِي أَيُّ ذَلِكَ خَيْرٌ) .
فَانْطَلَقَ الجَيْشُ، فَلَبِثُوا مَا شَاءَ اللهُ.
ثُمَّ إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَعِدَ المِنْبَرَ، وَأَمَرَ أَنْ يُنَادَى: الصَّلاَةُ جَامِعَةٌ.
قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (أَلاَ أُخْبِرُكُم عَنْ جَيْشِكُم، إِنَّهُم لَقُوا العَدُوَّ، فَأُصِيْبَ زَيْدٌ شَهِيْداً، فَاسْتَغْفِرُوا لَهُ، ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ جَعْفَرٌ، فَشَدَّ عَلَى النَّاسِ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ أَخَذَهُ ابْنُ رَوَاحَةَ، فَأَثْبَتَ قَدَمَيْهِ حَتَّى أُصِيْبَ شَهِيْداً، ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ خَالِدٌ) .
وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الأُمَرَاءِ، هُوَ أَمَّرَ نَفْسَهُ.
فَرَفَعَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُصْبُعَيْهِ، وَقَالَ: (اللَّهُمَّ (1) هُوَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوْفِكَ، فَانْصُرْهُ) .
فَيَوْمَئِذٍ سُمِّيَ: سَيْفَ اللهِ.
ثُمَّ قَالَ: (انْفِرُوا، فَامْدُدُوا إِخْوَانَكُم، وَلاَ يَتَخَلَّفَنَّ أَحَدٌ) .
فَنَفَرَ النَّاسُ فِي حَرٍّ شَدِيْدٍ (2) .
ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:حَدَّثَنِي أَبِي الَّذِي أَرْضَعَنِي، وَكَانَ مِنْ بَنِي مُرَّةَ بنِ عَوْفٍ، قَالَ:لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى جَعْفَرٍ يَوْمَ مُؤْتَةَ، حِيْنَ اقْتَحَمَ عَنْ فَرَسٍ لَهُ شَقْرَاءَ، فَعَقَرَهَا، ثُمَّ قَاتَلَ (3) حَتَّى قُتِلَ (4) .
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ عَقَرَ فِي الإِسْلاَمِ، وَقَالَ:[ يَا حَبَّذَا الجَنَّةُ وَاقْتِرَابُهَا .
طَيِّبَةٌ وَبَارِدٌ شَرَابُهَاوَالرُّوْمُ رُوْمٌ قَدْ دَنَا عَذَابُهَا .
عَلَيَّ إِنْ لاَقَيْتُهَا ضِرَابُهَاالوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:ضَرَبَهُ رُوْمِيٌّ، فَقَطعَهُ بِنِصْفَيْنِ، فَوُجِدَ فِي نِصْفِهِ بِضْعَةٌ وَثَلاَثُوْنَ جُرْحاً.
أَبُو أُوَيْسٍ (1) : عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ:فَقَدْنَا جَعْفَراً يَوْمَ مُؤْتَةَ، فَوَجَدْنَا بَيْنَ طَعْنَةٍ وَرَمْيَةٍ بِضْعاً وَتِسْعِيْنَ، وَجَدْنَا ذَلِكَ فِيْمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ (2) .
أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ: عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، قَالَ:جَمَعْتُ جَعْفَراً عَلَى صَدْرِي يَوْمَ مُؤْتَةَ، فَوَجَدْتُ فِي مُقَدَّمِ جَسَدِهِ بِضْعاً وَأَرْبَعِيْنَ مِنْ بَيْنِ ضَرْبَةٍ وَطَعْنَةٍ (3) .
[ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ: عَنْ عَمْرِو بنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيْهِ:سَأَلَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ جَعْفَرٍ، فَقَالَ رَجُلٌ:رَأَيْتُهُ حِيْنَ طَعَنَهُ رَجُلٌ، فَمَشَى إِلَيْهِ فِي الرُّمْحِ، فَضَرَبَهُ، فَمَاتَا جَمِيْعاً (1) .
سَعْدَانُ بنُ الوَلِيْدِ: عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:بَيْنَمَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَالِسٌ وَأَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ قَرِيْبَةٌ، إِذْ قَالَ: (يَا أَسْمَاءُ! هَذَا جَعْفَرٌ مَعَ جِبْرِيْلَ وَمِيْكَائِيْلَ مَرَّ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ لَقِي المُشْرِكِيْنَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا فَسَلَّمَ، فَرُدِّي عَلَيْهِ السَّلاَمَ) .
وَقَالَ: (إِنَّهُ لَقِي المُشْرِكِيْنَ، فَأَصَابَهُ فِي مَقَادِيْمِهِ ثَلاَثٌ وَسَبْعُوْنَ، فَأَخَذَ اللِّوَاءَ بِيَدِهِ اليُمْنَى، فَقُطِعَتْ، ثُمَّ أَخَذَ بِاليُسْرَى، فَقُطِعَتْ.
قَالَ: فَعَوَّضَنِي اللهُ مِنْ يَدَيَّ جَنَاحَيْنِ أَطِيْرُ بِهِمَا مَعَ جِبْرِيْلَ وَمِيْكَائِيْلَ فِي الجَنَّةِ، آكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا (2)) .
وَعَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ:دَخَلَ عَلَيَّ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَدَعَا بَنِي جَعْفَرٍ، فَرَأَيْتُهُ شَمَّهُم، وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ.
فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! أَبَلَغَكَ عَنْ جَعْفَرٍ شَيْءٌ؟قَالَ: (نَعَمْ، قُتِلَ اليَوْمَ) .
فَقُمْنَا نَبْكِي، وَرَجَعَ، فَقَالَ: (اصْنَعُوا لآلِ جَعْفَرٍ طَعَاماً، فَقَدْ شُغِلُوا عَنْ أَنْفُسِهِم) (3) .
[ وَعَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:لَمَّا جَاءتْ وَفَاةُ جَعْفَرٍ، عَرَفْنَا فِي وَجْهِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الحُزْنَ (1) .
أَبُو شَيْبَةَ العَبْسِيُّ: حَدَّثَنَا الحَكَمُ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (رَأَيْتُ جَعْفَرَ بنَ أَبِي طَالِبٍ مَلَكاً فِي الجَنَّةِ، مُضَرَّجَةً قَوَادِمُهُ بِالدِّمَاءِ، يَطِيْرُ فِي الجَنَّةِ (2)) .
عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ المَدِيْنِيُّ: عَنِ العَلاَءِ، عَنْ أَبِيْهِ:عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوْعاً: (رَأَيْتُ جَعْفَراً لَهُ جَنَاحَانِ فِي الجَنَّةِ) (3) .
وَجَاءَ نَحْوُهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَالبَرَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
وَيُقَالُ: عَاشَ بِضْعاً وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-.
[ عَبْدُ اللهِ بنُ نُمَيْرٍ: عَنِ الأَجْلَحِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ:لَمَّا رَجَعَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ خَيْبَرَ تَلَقَّاهُ جَعْفَرٌ، فَالْتَزَمَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَقَالَ: (مَا أَدْرِي بِأَيِّهِمَا أَنَا أَفْرَحُ: بِقُدُوْمِ جَعْفَرٍ، أَمْ بِفَتْحِ خَيْبَرَ (1)) .
وَفِي روَايَةِ مُحَمَّدِ بنِ رَبِيْعَةَ، عَنْ أَجْلَح:فَقَبَّلَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَضَمَّهُ، وَاعْتَنَقَهُ.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: آخَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَ جَعْفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ، وَمُعَاذِ بنِ جَبَلٍ.
فَأَنْكَرَ هَذَا الوَاقِدِيُّ، وَقَالَ: إِنَّمَا كَانَتِ المُؤَاخَاةُ قَبْلَ بَدْرٍ، فَنَزَلَتْ آيَةُ المِيْرَاثِ، وَانْقَطَعَتْ المُؤَاخَاةُ، وَجَعْفَرٌ يَوْمَئِذٍ بِالحَبَشَةِ.
حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ: عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ:أَنَّ ابْنَةَ حَمْزَةَ لَتَطُوْفُ بَيْنَ الرِّجَالِ، إِذْ أَخَذَ عَلِيٌّ بِيَدِهَا، فَأَلْقَاهَا إِلَى فَاطِمَةَ فِي هَوْدَجِهَا، فَاخْتَصَمَ فِيْهَا هُوَ، وَجَعْفَرٌ، وَزَيْدٌ.
فَقَالَ عَلِيٌّ: ابْنَةُ عَمِّي، وَأَنَا أَخْرَجْتُهَا.
وَقَالَ جَعْفَرٌ: ابْنَةُ عَمِّي، وَخَالَتُهَا تَحْتِي.
فَقَضَى بِهَا لِجَعْفَرٍ، وَقَالَ: (الخَالَةُ وَالِدَةٌ) .
فَقَامَ جَعْفَرٌ، فَحَجلَ حَوْلَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَارَ عَلَيْهِ.
فَقَالَ: (مَا هَذَا؟) .
قَالَ: شَيْءٌ رَأَيْتُ الحَبَشَةَ يَصْنَعُوْنَهُ بِمُلُوْكِهِم (3) .
[ أُمُّهَا: سلْمَى بِنْتُ عُمَيْسٍ، وَخَالَتُهَا: أَسْمَاءُ.
ابْنُ إِسْحَاقَ: عَنِ ابْنِ قُسَيْطٍ (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ:سَمِعَ النَّبِيَّ يَقُوْلُ لِجَعْفَرٍ: (أَشْبَهَ خَلْقُكَ خَلْقِي، وَأَشْبَهَ خُلُقُكَ خُلُقِي، فَأَنْتَ مِنِّي وَمِنْ شَجَرَتِي (2)) .
إِسْرَائِيْلُ: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ البَرَاءِ، وَعَنْ هُبَيْرَةَ بنِ مَرْيَمَ، وَهَانِئ بنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالاَ (3) :إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِجَعْفَرٍ: (أَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي) (4) .
[ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ (ح) .
وَعَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ:أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ ذَلِكَ لِجَعْفَرٍ (1) .
قَالَ الشَّعْبِيُّ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا سَلَّمَ عَلَى عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَر، قَالَ:السَّلاَم عَلَيْك يَا ابْنَ ذِي الجَنَاحَيْنِ (2) .
ابْنُ إِسْحَاقَ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - فِي شَأْنِ هِجْرَتِهِم إِلَى بِلاَدِ النَّجَاشِيِّ، وَقَدْ مَرَّ بَعْضُ ذَلِكَ - قَالَتْ:فَلَمَّا رَأَتْ قُرَيْشٌ ذَلِكَ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يُرْسِلُوا إِلَيْهِ، فَبَعَثُوا عَمْرَو بنَ العَاصِ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ أَبِي رَبِيْعَةَ، فَجَمَعُوا هَدَايَا لَهُ، وَلِبَطَارِقَتِهِ.
فَقَدِمُوا عَلَى المَلِكِ، وَقَالُوا: إِنَّ فِتْيَةً مِنَّا سُفَهَاءَ فَارَقُوا دِيْنَنَا، وَلَمْ يَدْخُلُوا فِي دِيْنِكَ، وَجَاؤُوا بِدِيْنٍ مُبْتَدَعٍ لاَ نَعْرِفُهُ، وَلَجَؤُوا إِلَى بِلاَدِكَ، فَبُعِثْنَا إِلَيْكَ لِتَرُدَّهُم.
فَقَالَتْ بَطَارِقتُهُ: صَدَقُوا أَيُّهَا المَلِكُ.
فَغَضِبَ، ثُمَّ قَالَ: لاَ لَعْمْرُ اللهِ، لاَ أَرُدُّهُم إِلَيْهِم حَتَّى أُكَلِّمَهُم، قَوْمٌ لَجَؤُوا إِلَى بِلاَدِي، وَاخْتَارُوا جِوَارِي، فَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَبْغَضَ إِلَى عَمْرٍو وَابنِ أَبِي رَبِيْعَةَ مِنْ أَنْ يَسْمَعَ المَلِكُ كَلاَمَهُم.
فَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُوْلُ النَّجَاشِيِّ، اجْتَمَعَ القَوْمُ، وَكَانَ الَّذِي يُكَلِّمُهُ جَعْفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ.
فَقَالَ النَّجَاشِيُّ: مَا هَذَا الدِّيْنُ؟قَالُوا: أَيُّهَا المَلِكُ! كُنَّا قَوْماً عَلَى الشِّرْكِ، نَعْبُدُ الأَوْثَانَ، وَنَأْكُلُ المَيْتَةَ، وَنُسِيْءُ الجِوَارَ، وَنَسْتَحِلُّ المَحَارِمَ وَالدِّمَاءَ، فَبَعَثَ اللهُ إِلَيْنَا نَبِيّاً مِنْ أَنْفُسِنَا، نَعْرِفُ وَفَاءهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ، فَدَعَانَا إِلَى أَنْ نَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ، وَنَصِلَ الرَّحِمَ، وَنُحْسِنَ الجِوَارَ، وَنُصَلِّيَ، وَنَصُوْمَ.
قَالَ: فَهَلْ مَعَكُم شَيْءٌ مِمَّا جَاءَ بِهِ؟ - وَقَدْ دَعَا أَسَاقِفَتَهُ،[ فَأَمَرَهُمْ، فَنَشَرُوا المَصَاحِفَ حَوْلَهُ -.
فَقَالَ لَهُمْ جَعْفَرٌ: نَعَمْ.
فَقَرَأَ عَلَيْهِم صَدْراً مِنْ سُوْرَةِ {كهيعص} .
فَبَكَى - وَالله - النَّجَاشِيُّ، حَتَّى أَخْضَلَ لِحْيَتَهُ، وَبَكَتْ أَسَاقِفَتُهُ حَتَّى أَخْضَلُوا مَصَاحِفَهُم، ثُمَّ قَالَ:إِنَّ هَذَا الكَلاَمَ لَيَخْرُجُ مِنَ المِشْكَاةِ الَّتِي جَاءَ بِهَا مُوْسَى، انْطَلِقُوا رَاشِدِيْنَ، لاَ وَاللهِ، لاَ أَرُدُّهُم عَلَيْكُم، وَلاَ أُنْعِمُكُم عَيْناً.
فَخَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ، فَقَالَ عَمْرٌو:لآتِيَنَّهُ غَداً بِمَا أَسْتَأْصِلُ بِهِ خَضْرَاءهُم، فَذَكَرَ لَهُ مَا يَقُوْلُوْنَ فِي عِيْسَى (1) .
قَالَ شَبَابٌ: عَلِيٌّ، وَجَعْفَرٌ، وَعَقِيْلٌ، أُمُّهُم: فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ.
قَالَ الوَاقِدِيُّ: هَاجَرَ جَعْفَرٌ إِلَى الحَبَشَةِ بِزَوْجَتِهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، فَوَلَدَتْ هُنَاكَ: عَبْدَ اللهِ، وَعَوْناً، وَمُحَمَّداً (2) .
وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: أَسْلَمَ جَعْفَرٌ بَعْدَ أَحَدٍ وَثَلاَثِيْنَ نَفْساً (3) .
إِسْمَاعِيْلُ بنُ أُوَيْسٍ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الحَسَنِ بنِ زَيْدٍ:أَنَّ عَلِيّاً أَوَّلُ ذَكَرٍ أَسْلَمَ، ثُمَّ أَسْلَمَ زَيْدٌ، ثُمَّ جَعْفَرٌ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ الرَّابِعَ أَوِ الخَامِسَ.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ البَاقِرُ: ضَرَبَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْم بَدْرٍ لِجَعْفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ بِسَهْمِهِ، وَأَجْرِهِ.
وَرُوِيَ مِنْ وُجُوْهٍ:أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا قَدِمَ جَعْفَرٌ، قَالَ: (لأَنَا بِقُدُوْمِ جَعْفَرٍ أَسَرُّ مِنِّي بِفَتْحِ خَيْبَرَ) (4) .
[ فِي رِوَايَةٍ: تَلَقَّاهُ، وَاعْتَنَقَهُ، وَقبَّلَهُ.
وَفِي (الصَّحِيْحِ) مِنْ حَدِيْثِ البَرَاءِ، وَغَيْرِهِ:أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِجَعْفَرٍ: (أَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي (1)) .
أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:مَا احْتَذَى النِّعَالَ، وَلاَ رَكِبَ المَطَايَا بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَفْضَلُ مِنْ جَعْفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ (2) .
يَعْنِي: فِي الجُوْدِ وَالكَرَمِ.
رَوَاهُ: جَمَاعَةٌ عَنْ خَالِدٍ، وَلَهُ عِلَّةٌ، يَرْوِيْهِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
ابْنُ عَجْلاَنَ: عَنِ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:كُنَّا نُسَمِّي جَعْفَراً أَبَا المَسَاكِيْنِ، كَانَ يَذْهَبُ بِنَا إِلَى بَيْتِهِ، فَإِذَا لَمْ يَجِدْ لَنَا شَيْئاً، أَخْرَجَ إِلَيْنَا عُكَّةً أَثَرُهَا عَسَلٌ، فَنشُقُّهَا، وَنَلْعَقُهَا (3) .
[ 35 -
56 جعفر بن أبي طالب.

أمه فاطمة بنت أسد وكان أسن من علي عليه السلام بعشر سنين وله من الولد عبد الله وبه يكنى ومحمد وعون ولد بأرض الحبشة امهم اسماء بنت عميس أسلم جعفر قديما وهاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية ومعه امرأته أسماء فلم يزل هنالك حتى قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو بخير سنة سبع فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما ادري بايهما أنا افرح بقدوم جعفر أم بفتح خيبر".

عن أم سلمة قالت لما نزلنا أرض الحبشة جاورنا بها خير جار النجاشي.

آمننا على ديننا وعبدنا الله لا نؤذي فلما بلغ ذلك قريشا ائتمروا أن يبعثوا إلى النجاشي فينا رجلين جلدين وان يهدوا إلى النجاشي هدايا مما يستطرف من متاع مكة فجمعوا له أدما كثيراً ولم يتركوا منن بطارقته بطريقا إلا اهدوا له هدية ثم بعثوا بذلك عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي وعمرو بن العاص وقالوا لهما ادفعا إلى كل بطريق هديته قبل ان تكلموا النجاشي فيهم ثم قدموا إلى النجاشي هداياه ثم سلوه ان يسلمهم إليكم قبل ان يكلمهم.

فخرجا فقدما على النجاشي فدفعا إلى كل بطريق هديته وقالا أنه قد صبا إلى بلدكم منا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينكم وجاؤوا بدين مبتدع وقد بعثنا إلى الملك فيهم أشراف قومهم ليردهم إليهم فإذا كلمنا الملك فيهم فأشيروا على الملك بأن يسلمهم إلينا ولا يكلمهم فان قومهم أعلى بهم عينا فقالوا: نعم.

ثم قربوا هداياهم إلى النجاشي فقبلها منهم ثم كلماه فقالا له أيها الملك أنه قد صبا إلى بلدك منا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك وجاؤوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنت وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم لتردهم إليهم فهم أعلى بهم عينا واعلم بما عابوا عليهم فقالت بطارقته صدقوا فأسلمهم إليهما.

فغضب النجاشي ثم قال لا هيم الله إذا لا أسلمهم إليهما ولا اكاد قوما جاورني نزلوا بلادي واختاروني على من سواي حتى أدعوهم فاسألهم ماذا يقول هذان في أمرهم فان كانوا كما يقولان سلمتهم إليهما وان كانوا على غير ذلك منعتهم منهما وأحسنت جوارهم ما جاوروني.

قال ثم أرسل إلى أصحاب رسول الله.

صلى الله عليه وسلم فلما أن جاءهم رسوله اجتمعوا ثم قال بعضهم لبعض: ما تقولون للرجل إذا جئتموه؟ قالوا نقول والله ما علمنا وما أمرنا بهنبينا.

صلى الله عليه وسلم كائن في ذلك ما هو كائن.

فلما جاؤوه، وقد دعا النجاشي أساقفته فنشروا مصاحفهم حوله، سألهم فقال: ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا في ديني ولا في دينٍ آخر من هذه الأمم؟ قالت: وكان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب فقال له: أيها الملك كنا قوماً أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار، يأكل القويُّ الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله عز وجل إلينا رسولاً منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله عز وجل لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآبائنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار وكفٍ عن المحارم والدماء.

ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة.

وامرنا أن نعبد الله لا نشرك به شيئاٌ، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام فصدّقناه وآمنا به فعبدنا الله عز وجل وحده لم نشرك به شيئاً، وحرَّمنا ما حرًّم علينا واحلننا ما أحل لنا فعدا علينا قومنا فعذّبونا وفَتنونا على ديننا ليردونا إلى عبادة الأوثان وان نستحل ما كنا نستحل من الخبائث فلما قهرونا وظلمونا وشقوا علينا وحالوا بيننا وبين قومنا خرجنا إلى بلدك فاخترناك على من سواك ورغبنا في جوارك ورجونا ان لا يظلم عندك ايها الملك.

قالت فقال له النجاشي هل معك مما جاء به عن وجل شيء قالت فقال له جعفر نعم قال قال فاقره علي فقرا عليه صدرا من {كهيعص} مريم: 1 فبكى والله النجاشي حتى اخضل ليحته وبكت اساقفته حتى اخضلوا مصاحفكم ثم قال النجاشي ان هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة انطلقا فوالله لا أسلمهم إليكم أبداً.

قالت فلما خرج من عنده قال عمرو بن العاص والله لاتينه غدا اعيبهم عنده بما استاصل به خضراءهم فقال له عبد الله بن أبي ربيعة وكان اتقى الرجلين فينا لا تفعل فان لهم أرحاما.

فقال والله لأخبرنه انهم يزعمون أن عيسى ابن مريم عبد.

قالت ثم غدا عليه من الغد فقال له أيها الملك انهم يقولون في عيسى ابن مريم قولا عظيما فأرسل إليهم فاسألهم عما يقولون فيه.

قالت فأرسل إليهم يسألهم عنه قالت ولم ينزل بنا مثلها فاجتمع القوم فقال بعضهم لبعض ماذا تقولون في عيسى إذا سألكم عنه قالوا نقول والله فيه ما قال فيه الله عز وجل وما جاء به نبينا كائن في ذلك ما هو كائن.

فلما دخلوا عليه قال لهم ما تقولون في عيسى ابن مريم قال له جعفر بن أبي طالب نقول فيه الذي جاء به نبينا.

صلى الله عليه وسلم هو عبد الله وروحه ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول قال فضرب النجاشي يده إلى الأرض فأخذ منها عودا ثم قال ما عدا عيسى ابن مريم ما قتل هذا العود ثم قال اذهبوا فانتم سيوم بأرضي والسيوم الآمنون من سبكم غرم ثم من سبكم غرم ثم من سبكم غرم ردوا عليهما هداياهما فلا حاجة لنا بها فوالله ما أخذ الله مني الرشوة حين رد علي ملكي رواه الإمام أحمد بن حنبل1 رضي الله عنه.

وعن أبي بردة عن أبيه قال امرنا رسول الله.

صلى الله عليه وسلم أن ننطلق مع جعفر بن أبي طالب إلى أرض النجاشي فبلغ ذلك قريشا فبعثوا عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد وجمعوا للنجاشي هدية فآتياه بها فقبلها ثم قالا أن ناسا من أرضنا رغبوا عن ديننا وهم في أرض الملك فبعث إلينا فقال لنا جعفر لا يتكلم منكم أحداً أنا خطيبكم اليوم فلما انتهينا بدرنا من عنده فقال اسجدوا للملك فقال جعفر لا نسجد إلا الله فذكر نحو الحديث المتقدم فقال النجاشي مرحبا بكم وبمن جئتم من عنده وأنا أشهد أنه رسول الله وانه بشر به عيسى عليه السلام ولولا ما أنا فيه من الملك لاتيته حتى أقبل نعله.

وعن عمير بن إسحاق قال حدثني عمرو بن العاص قال لما آتينا باب النجاشي ناديت ائذن لعمرو بن العاص فنادى جعفر من خلفي ائذن لحزب الله فسمع صوته فادن له قبلي.

وعن أبي هريرة قال كان جعفر يحب المساكين ويجلس إليهم ويحدثهم ويحدثونهم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسميه أبا المساكين2.

ذكر وفاته رضي الله عنه: قتل جعفر بن أبي طالب بمؤتة سنة ثمان من الهجرة.

عن ابن عمر قال وجدنا فيما أقبل من بدن جعفر ما بين منكبيه تسعين ضربة ما بين طعنة برمح وضربه بسيف.

وعن أنس بن مالك ان النبي.

صلى الله عليه وسلم نعى جعفرا وزيدا نعاهما قبل ان يجيء خبرهما وعيناه تذرفان.