حديث رقم - من كتاب الشريعة للآجري - كِتَابُ الْإِيمَانِ وَالتَّصْدِيقِ بِأَنَّ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ مَخْلُوقَتَانِ

نص الحديث

1091 وَحَدَّثَنَـا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ قَالَ : حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْأَوْدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَـا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ : وَحَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ سَيَّارٍ قَالَ : حَدَّثَنَـا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَا : حَدَّثَنَـا ابْنُ لَهِيعَةَ , عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ , عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيِّ , عَنْ وَفَاءَ بْنِ شُرَيْحٍ الْحَضْرَمِيِّ , عَنْ رُوَيْفِعِ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَقَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ فِي حَدِيثِهِ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , يَقُولُ : مَنْ قَالَ : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَنْزِلْهُ الْمَقْعَدَ الْمُقَرَّبَ عِنْدَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَجَبَتْ لَهُ شَفَاعَتِي قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ : وَهَذِهِ الْفَضِيلَةُ فِي الْقُعُودِ عَلَى الْعَرْشِ لَا نَدْفَعُهَا وَلَا نُمَارِي فِيهَا , وَلَا نَتَكَلَّمُ فِي حَدِيثٍ فِيهِ فَضِيلَةٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ يَدْفَعُهُ وَلَا يُنْكِرُهُ . قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ : وَهَذَا الْحَدِيثُ يُقَارِبُ الْأَحَادِيثَ فِي مَعْنَى يُقْعِدُهُ عَلَى الْعَرْشِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللَّهُ : فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ : إِيشْ مَعْنَى قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : { وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ } أَهِيَ نَافِلَةٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دُونَ غَيْرِهِ مِنَ النَّاسِ ؟ وَهَلْ قِيَامُ اللَّيْلِ وَاجِبٌ عَلَى غَيْرِهِ ؟ أَوْ نَافِلَةٌ لَهُ خَاصَّةً ؟ قِيلَ لَهُ : مَعْنَاهُ مَعْنًى حَسَنٌ اعْلَمْ أَنَّهُ كَانَ قِيَامُ اللَّيْلِ وَاجِبًا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَعَلَى أُمَّتِهِ وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : { يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا } فَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , يَقُومُهُ وَأُمَّتُهُ , وَيَصْعُبُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ تَقْدِيرُ اللَّيْلِ لِلْقِيَامِ , فَتَفَضَّلَ اللَّهُ الْكَرِيمُ عَلَى نَبِيِّهِ وَعَلَى أُمَّتِهِ فَنَسَخَ عَنْهُ وَعَنْهُمْ قِيَامَ اللَّيْلِ ؛ وَهُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : { وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ } إِلَى آخِرِ السُّورَةِ , فَصَارَ قِيَامُ اللَّيْلِ مَنْ شَاءَ قَامَهُ , وَمَنْ شَاءَ لَمْ يَقُمْهُ إِذَا أَدَّى فَرَائِضَهُ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ , فَمَنْ قَامَهُ كَفَّرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ , وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : { نَافِلَةً لَكَ } مَعْنَاهُ : أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ غَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ , فَلَيْسَ لَكَ ذُنُوبٌ تُكَفَّرُ عَنْكَ , وَإِنَّمَا قِيَامُكَ اللَّيْلَ وَجَمِيعُ أَعْمَالِ الطَّاعَاتِ فَضْلٌ لَكَ فِي دَرَجَاتِكَ عِنْدَ رَبِّكَ عَزَّ وَجَلَّ نَافِلَةً لَكَ , وَسَائِرِ أُمَّتِكَ مَا عَمِلُوهُ مِنَ الطَّاعَاتِ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ وَغَيْرِهِ , إِنَّمَا يَعْمَلُونَ فِي كَفَّارَاتِ الذُّنُوبِ , وَأَنْتَ فَلَا ذُنُوبَ لَكَ تُكَفِّرُهَا قِيَامُ اللَّيْلِ نَافِلَةٌ لَكَ يَا مُحَمَّدُ *

اختر أحد أحاديث التخريج لعرضه هنا

اختر طريقة التخريج المناسبة لك :