فهرس الكتاب

شرح السيوطى - بَابُ مِنْ فَضَائِلِ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

رقم الحديث 2372 [2372] أرسل ملك الْمَوْت ورد فِي أثر عَن وهب اسْمه عزرائيل قَالَ الْجُزُولِيّ فِي شرح الرسَالَة وَمَعْنَاهُ عبد الْجَبَّار صَكه أَي لطمه ففقأ بِالْهَمْز عينه قَالَ الْمَازرِيّ أنكر بعض الْمَلَاحِدَة هَذَا الحَدِيث وَقَالُوا كَيفَ يجوز على مُوسَى فقء عين ملك الْمَوْت قَالَ وَأجَاب الْعلمَاء عَن هَذَا بأجوبة مِنْهَا انه لَا يمْتَنع أَن يكون الله تَعَالَى قد أذن لَهُ فِي ذَلِك وَالله تَعَالَى يفعل فِي خلقه مَا يَشَاء وَمِنْهَا أَن مُوسَى لم يعلم أَنه ملك الْمَوْت وَظن أَنه رجل قَصده يُرِيد نَفسه فدافعه عَنْهَا وَهَذَا جَوَاب بن خُزَيْمَة وَغَيره من الْمُتَقَدِّمين وَاخْتَارَهُ الْمَازرِيّ وَالْقَاضِي وَقَالا لما عرفه فِي الْمرة الثَّانِيَة استسلم لَهُ متن ثَوْر أَي ظَهره ثمَّ مَه هِيَ مَا الاستفهامية وصلت ب هَاء السكت أَي ثمَّ مَاذَا يكون رمية بِحجر أَي قدر مَا يبلغهُ الْكَثِيب هُوَ الرمل المستطيل المحدودب أجب رَبك أَي للْمَوْت تَوَارَتْ بِمَعْنى وارت أَي سترت رب أمتني من الأَرْض المقدسة فِي نُسْخَة أدنني قَالَ النَّوَوِيّ وَكِلَاهُمَا صَحِيح قَالَ بَعضهم إِنَّمَا سَأَلَ الإدناء وَلم يسْأَل نفس بَيت الْمُقَدّس لِأَنَّهُ خَافَ أَن يكون قَبره مَشْهُورا عِنْدهم فيفتتن بِهِ النَّاس

رقم الحديث 2373 [2373] لَا تفضلوا بَين الْأَنْبِيَاء هُوَ مَحْمُول على تَفْضِيل يُؤَدِّي إِلَى تنقيص الْمَفْضُول أَو يُؤَدِّي إِلَى الْخُصُومَة والفتنة كَمَا هُوَ سَبَب الحَدِيث أَو مُخْتَصّ بالتفضيل فِي نفس النُّبُوَّة وَلَا تفاضل فِيهَا وَإِنَّمَا التَّفَاضُل بالخصائص وفضائل أُخْرَى قَالَ النَّوَوِيّ وَلَا بُد من اعْتِقَاد التَّفْضِيل بعد أَن قَالَ الله تَعَالَى تِلْكَ الرُّسُل فضلنَا بَعضهم على بعض فَإِنَّهُ ينْفخ فِي الصُّور الحَدِيث قَالَ القَاضِي هَذَا من أشكل الْأَحَادِيث لِأَن مُوسَى قد مَاتَ فَكيف تُدْرِكهُ الصعقة وَإِنَّمَا يصعق الْأَحْيَاء وَقَوله مِمَّن اسْتثْنى الله يدل على أَنه كَانَ حَيا وَلم يَأْتِ أَن مُوسَى رَجَعَ إِلَى الْحَيَاة وَلَا أَنه حَيّ كَمَا جَاءَ فِي عِيسَى قَالَ وَيحْتَمل أَن هَذِه الصعقة صعقة فزع بعد الْمَوْت حِين تَنْشَق السَّمَاوَات وَالْأَرْض فتنتظم حِينَئِذٍ الْآيَات وَالْأَحَادِيث يُؤَيّدهُ قَوْله فأفاق لِأَنَّهُ إِنَّمَا يُقَال أَفَاق من الغشي وَأما الْمَوْت فَيُقَال بعث مِنْهُ وصعقة الطّور لم تكن موتا قَالَ وَأما قَوْله فَلَا أَدْرِي أَفَاق قبلي فَيحْتَمل أَنه قَالَه قبل أَن يعلم أَنه أول من تَنْشَق عَنهُ الأَرْض على الْإِطْلَاق وَيجوز أَن يكون مَعْنَاهُ أَنه من الزمرة الَّذين هم أول من تَنْشَق عَنْهُم الأَرْض فَيكون مُوسَى من تِلْكَ الزمرة وَهِي وَالله أعلم زمرة الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام