فهرس الكتاب

شرح السيوطى - بَابُ فَضْلِ الْمَدِينَةِ ، وَدُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا

رقم الحديث 1360 [1360] إِن إِبْرَاهِيم حرم مَكَّة قَالَ النَّوَوِيّ ذكرُوا فِيهِ احْتِمَالَيْنِ أَحدهمَا أَنه حرمهَا بِأَمْر الله إِلَيْهِ وَالثَّانِي أَنه دَعَا لَهَا فَحَرمهَا الله بدعوته فأضيف التَّحْرِيم إِلَيْهِ لذَلِك

رقم الحديث 1361 [1361] لابتيها قَالَ الْعلمَاء اللابتان الحرتان الْوَاحِدَة لابة وَهِي الأَرْض الملبسة حِجَارَة سَوْدَاء وللمدينة لابتان شرقية وغربية وَهِي بَينهمَا

رقم الحديث 1362 [1362] لَا يقطع عضاهها بِكَسْر الْعين الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الضَّاد الْمُعْجَمَة كل شجر فِيهِ شوك الْوَاحِدَة عضاهة وعضيهة

رقم الحديث 1363 [1363] الْمَدِينَة خير لَهُم يَعْنِي المرتحلين عَنْهَا إِلَى غَيرهَا لَا يَدعهَا أحد رَغْبَة عَنْهَا أَي كَرَاهِيَة لَهَا قَالَ القَاضِي اخْتلف فِي هَذَا فَقيل هُوَ مُخْتَصّ بِمدَّة حَيَاته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقيل هُوَ عَام أبدا وَهَذَا أصح لأوائلها بِالْمدِّ الشدَّة والجوع وجهدها بِالْفَتْح الشدَّة كنت لَهُ شَفِيعًا أَو شَهِيدا قَالَ القَاضِي سُئِلت قَدِيما عَن هَذَا الحَدِيث وَلم خص سَاكن الْمَدِينَة بالشفاعة هُنَا مَعَ عُمُوم شَفَاعَته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وادخاره إِيَّاهَا قَالَ فأجبت عَنهُ بِجَوَاب شاف مقنع فِي أوراق اعْترف بصوابه كل وَاقِف عَلَيْهِ قَالَ وأذكر مِنْهُ هُنَا لمعا تلِيق بِهَذَا الْموضع قَالَ بعض شُيُوخنَا أَو هُنَا للشَّكّ وَالْأَظْهَر عندنَا أَنَّهَا لَيست للشَّكّ لِأَن هَذَا الحَدِيث رَوَاهُ جَابر بن عبد الله وَسعد بن أبي وَقاص وَابْن عمر وَأبي هُرَيْرَة وَأَسْمَاء بنت عُمَيْس وَصفِيَّة بنت أبي عبيد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِهَذَا اللَّفْظ وَيبعد اتِّفَاق جَمِيعهم أَو رواتهم على الشَّك وتطابقهم فِيهِ على صِيغَة وَاحِدَة بل الْأَظْهر أَنه قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَكَذَا فَأَما أَن يكون أعلم بِهَذِهِ الْجُمْلَة هَكَذَا وَإِمَّا أَن يكون أَو للتقسيم وَيكون شَهِيدا لبَعض أهل الْمَدِينَة وشفيعا لباقيهم وَأما شَفِيعًا للعاصين وشهيدا للمطيعين وَأما شَهِيدا لمن مَاتَ فِي حَيَاته وشفيعا لمن مَاتَ بعده أَو غير ذَلِك وَهَذِه زَائِدَة على الشَّفَاعَة للمذنبين أَو للعاصين فِي الْقِيَامَة وعَلى شَهَادَته على جَمِيع الْأمة وَقد قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي شُهَدَاء أحد أَنا شَهِيد على هَؤُلَاءِ فَيكون لتخصيصهم بِهَذَا كُله مزية وَزِيَادَة منزلَة وحظوة قَالَ وَقد يكون أَو بِمَعْنى الْوَاو فَيكون لأهل الْمَدِينَة شَفِيعًا وشهيدا قَالَ وَإِذا جعلنَا أَو للشَّكّ كَمَا قَالَ الْمَشَايِخ فَإِن كَانَت اللَّفْظَة الصَّحِيحَة شَهِيدا انْدفع الإعتراض لِأَنَّهَا زَائِدَة على الشَّفَاعَة المدخرة الْمُجَرَّدَة لغَيرهم وَإِن كَانَت شَفِيعًا فاختصاص أهل الْمَدِينَة ان هَذِه شَفَاعَة أُخْرَى غير الْعَامَّة الَّتِي هِيَ إِخْرَاج عصاة أمته من النَّار ومعافاة بَعضهم بِشَفَاعَتِهِ فِي الْقِيَامَة وَتَكون هَذِه الشَّفَاعَة بِزِيَادَة الدَّرَجَات أَو تَخْفيف السَّيِّئَات أَو بِمَا شَاءَ الله من ذَلِك أَو بإكرامهم يَوْم الْقِيَامَة بأنواع من الْكَرَامَة كإيوائهم إِلَى ظلّ الْعَرْش أَو كَونهم فِي بروج أَو على مَنَابِر أَو الْإِسْرَاع بهم إِلَى الْجنَّة أَو غير ذَلِك من خُصُوص الكرامات الْوَارِدَة لبَعْضهِم دون بعض وَالله اعْلَم لَا يُرِيد أحد أهل الْمَدِينَة بِسوء إِلَّا أذابه الله فِي النَّار قَالَ القَاضِي هَذِه الزِّيَادَة وَهِي قَوْله فِي النَّار تدفع إِشْكَال الْأَحَادِيث الَّتِي لم يذكر فِيهَا وَبَين أَن هَذِه حِكْمَة فِي الْآخِرَة قَالَ وَقد يكون المُرَاد بِهِ من أرادها فِي حَيَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كفي الْمُسلمُونَ أمره واضمحل كَيده كَمَا يضمحل الرصاص فِي النَّار أَو يكون ذَلِك لمن أرادها فِي الدُّنْيَا فَلَا يمهله الله وَلَا يُمكن لَهُ سُلْطَانا بل يذهبه الله عَن قريب كَمَا انْقَضى شَأْن من حاربها أَيَّام بني أُميَّة مثل مُسلم بن عقبَة فَإِنَّهُ هلك فِي مُنْصَرفه عَنْهَا ثمَّ هلك يزِيد بن مُعَاوِيَة مرسله على غثر ذَلِك وَغَيرهمَا مِمَّن صنع صنيعهما

رقم الحديث 1365 [1365] هَذَا جبل يحبنا ونحبه قَالَ النَّوَوِيّ الصَّحِيح الْمُخْتَار أَن أحدا يحب حَقِيقَة جعل الله فِيهِ تمييزا يحب بِهِ كَمَا حن الْجذع الْيَابِس وكما سبح الْحَصَى إِلَى غير ذَلِك وَقيل المُرَاد أَهله فَحذف الْمُضَاف

رقم الحديث 1366 [1366] من أحدث فِيهَا حَدثا أَي أَتَى فِيهَا إِثْمًا فَعَلَيهِ لعنة الله قَالُوا المُرَاد هُنَا الْعَذَاب الَّذِي يسْتَحقّهُ على ذَنبه والطرد عَن الْجنَّة أول الْأَمر وَلَيْسَ هِيَ كلعنة الْكفَّار الَّذين يبعدون من رَحْمَة الله كل الإبعاد لَا يقبل الله مِنْهُ صرفا وَلَا عدلا قيل الصّرْف الْفَرِيضَة وَالْعدْل النَّافِلَة وَقيل عَكسه وَقيل الصّرْف التَّوْبَة وَالْعدْل الْفِدْيَة قَالَ القَاضِي قيل مَعْنَاهُ لَا يقبل ذَلِك مِنْهُ قبُول رضى وَإِن قبل قبولا آخر قَالَ وَقد يكون الْقبُول هُنَا بِمَعْنى تَكْفِير الذَّنب بهما قَالَ وَيكون معنى الْفِدْيَة هُنَا أَنه لَا يجد فِي الْقِيَامَة أحدا يفتدي بِهِ بِخِلَاف غَيره من المذنبين الَّذين يتفضل الله عَلَيْهِم بِأَن يفديهم من النَّار باليهود وَالنَّصَارَى كَمَا ثَبت فِي الصَّحِيح فَقَالَ بن أنس أَو آوى بِالْمدِّ أَي ضم إِلَيْهِ وَحمى مُحدثا قَالَ الْمَازرِيّ رُوِيَ بِكَسْر الدَّال وَفتحهَا قَالَ فَمن فتح أَرَادَ الإحداث نَفسه وَمن كسرهَا أَرَادَ فَاعل الْحَدث قَالَ القَاضِي كَانَ بن أنس ذكر أَبَاهُ هَذِه الزِّيَادَة وَسَقَطت لَفْظَة بن فِي بعض النّسخ وَالصَّوَاب إِثْبَاتهَا لِأَن سِيَاق الحَدِيث من أَوله إِلَى آخِره من كَلَام أنس فَلَا وَجه لاستدراك أنس بِنَفسِهِ قَالَ مَعَ أَن هَذِه اللَّفْظَة قد وَقعت فِي أول الحَدِيث فِي سِيَاق كَلَام أنس فِي أَكثر الرِّوَايَات قَالَ وَسَقَطت عِنْد السَّمرقَنْدِي قَالَ وسقوطها هُنَاكَ يشبه أَن يكون هُوَ الصَّحِيح وَلِهَذَا استدركت فِي آخر الحَدِيث

رقم الحديث 1368 [1368] اللَّهُمَّ بَارك لَهُم فِي مكيالهم قَالَ القَاضِي الْبركَة هُنَا بِمَعْنى النَّمَاء وَالزِّيَادَة وَتَكون بِمَعْنى الثَّبَات واللزوم قَالَ وَيحْتَمل أَن تكون هَذِه الْبركَة دينية وَهِي مَا يتَعَلَّق بِهَذِهِ الْمَقَادِير من حُقُوق الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي الزكوات وَالْكفَّار فَيكون بِمَعْنى الثَّبَات والبقاء لَهَا لبَقَاء الحكم بهَا بِبَقَاء الشَّرِيعَة وثباتها وَيحْتَمل أَن المُرَاد الْبركَة فِي نفس الْكَيْل فِي الْمَدِينَة بِحَيْثُ يَكْفِي الْمَدّ فِيهَا من لَا يَكْفِيهِ فِي غَيرهَا قَالَ النَّوَوِيّ وَهَذَا هُوَ الظَّاهِر

رقم الحديث 1369 [1369] السَّامِي بِالسِّين الْمُهْملَة

رقم الحديث 1370 [137] الْمَدِينَة حرم مَا بَين عير بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون الْيَاء تَحت إِلَى ثَوْر قَالَ القَاضِي قَالَ مُصعب الزبيرِي لَيْسَ بِالْمَدِينَةِ عير وَلَا ثَوْر قَالُوا وَإِنَّمَا ثَوْر بِمَكَّة قَالَ.

     وَقَالَ  الزبير عير جبل بِنَاحِيَة الْمَدِينَة قَالَ وَأكْثر الروَاة فِي كتاب البُخَارِيّ ذكرُوا عيرًا وَأما ثَوْر فَمنهمْ من يكني عَنهُ بِكَذَا وَمِنْهُم من ترك مَكَانَهُ بَيَاضًا لأَنهم اعتقدوا ذكر ثَوْر هُنَا خطأ.

     وَقَالَ  أَبُو عبيد أصل الحَدِيث من عير إِلَى أحد فَوَهم فِيهِ الرَّاوِي وَكَذَا قَالَ الْحَازِمِي وَغَيره من الْأَئِمَّة.

     وَقَالَ  النَّوَوِيّ يحْتَمل أَن ثورا كَانَ إسما لجبل هُنَاكَ إِمَّا أحد وَإِمَّا غَيره فخفي اسْمه وَذمَّة الْمُسلمين وَاحِدَة يسْعَى بهَا أَدْنَاهُم المُرَاد بِالذِّمةِ هُنَا الْأمان وَمَعْنَاهُ أَن أَمَان الْمُسلمين للْكَافِرِينَ صَحِيح فَإِذا أَمنه أحد من الْمُسلمين وَلَو كَانَ عبدا أَو امْرَأَة حرم على غَيره التَّعَرُّض لَهُ مَا دَامَ فِي أَمَانه

رقم الحديث 1371 [1371] فَمن أَخْفَر مُسلما أَي نقض أَمَانه وَعَهده