فهرس الكتاب

شرح السيوطى - بَابُ قَضَاءِ الصَّلَاةِ الْفَائِتَةِ ، وَاسْتِحْبَابِ تَعْجِيلِ قَضَائِهَا

رقم الحديث 680 [680] قفل من غَزْوَة خَيْبَر كَذَا فِي الْأُصُول وَهُوَ الصَّوَاب.

     وَقَالَ  الْأصيلِيّ إِنَّمَا هُوَ حنين بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالنُّون قَالَ النَّوَوِيّ وَهَذَا غَرِيب ضَعِيف قَالَ وَاخْتلفُوا هَل كَانَ هَذَا النّوم مرّة أَو مرَّتَيْنِ قَالَ وَظَاهر الْأَحَادِيث مَرَّتَانِ الْكرَى بِفَتْح الْكَاف النعاس وَقيل النّوم عرس قَالَ الْخَلِيل وَالْجُمْهُور التَّعْرِيس نزُول الْمُسَافِرين آخر اللَّيْل للنوم والاستراحة أَيْضا.

     وَقَالَ  أَبُو زيد هُوَ النُّزُول أَي وَقت كَانَ من ليل أَو نَهَار وَفِي الحَدِيث معرسون فِي نحر الظهيرة أكلأ بِهَمْزَة آخِره أَي أرقب واحفظ واحرس مواجه الْفجْر مستقبله بِوَجْهِهِ فَفَزعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَي انتبه وَقَامَ فَقَالَ أَي بِلَال قَالَ النَّوَوِيّ كَذَا فِي روايتنا وَنسخ بِلَادنَا وَحكى عِيَاض عَن جمَاعَة أَنهم ضبطوه أَيْن بِلَال بِزِيَادَة نون

رقم الحديث 681 [681] عبد الله بن رَبَاح بِفَتْح الرَّاء وباء مُوَحدَة لَا يلوي لَا يعْطف أبهار اللَّيْل بِالْمُوَحَّدَةِ وَتَشْديد الرَّاء أَي انتصف فنعس بِفَتْح الْعين وَالنُّعَاس مُقَدّمَة النّوم وَهُوَ ريح لَطِيفَة تَأتي من قبل الدِّمَاغ يُغطي على الْعين وَلَا تصل الْقلب فَإِذا وصلت الْقلب كَانَت نوما فدعمته أَي أَقمت ميله عَن النّوم وصرت تَحْتَهُ كالدعامة للْبِنَاء فَوْقهَا تهور اللَّيْل أَي ذهب أَكْثَره مَأْخُوذ من تهور الْبناء وَهُوَ انهدامه كَاد ينجفل أَي يسْقط حفظك الله بِمَا حفظت بِهِ نبيه أَي بِسَبَب حفظك نبيه بميضأة بِكَسْر الْمِيم وهمزة بعد الضَّاد الْإِنَاء الَّذِي يتَوَضَّأ بِهِ كالركوة فَتَوَضَّأ مِنْهَا وضُوءًا دون وضوء مَعْنَاهُ وضُوءًا خَفِيفا مَعَ أَنه أَسْبغ الْأَعْضَاء وَنقل عِيَاض عَن بعض شُيُوخه أَن المُرَاد تَوَضَّأ وَلم يسْتَنْج بل استجمر بالأحجار قَالَ النَّوَوِيّ وَهُوَ غلط يهمس بِفَتْح الْيَاء وَكسر الْمِيم من الهمس وَهُوَ الْكَلَام الْخَفي فَإِذا كَانَ الْغَد فليصلها عِنْد وَقتهَا مَعْنَاهُ إِذا فَاتَتْهُ صَلَاة فقضاها لَا يتَغَيَّر وَقتهَا ويتحول فِي الْمُسْتَقْبل بل يبْقى كَمَا كَانَ فَإِذا كَانَ الْغَد صلى صَلَاة الْغَد فِي وَقتهَا الْمُعْتَاد وَلَا يتَحَوَّل وَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَن يقْضِي الْفَائِتَة مرَّتَيْنِ مرّة فِي الْحَال وَمرَّة فِي الْغَد ثمَّ قَالَ مَا ترَوْنَ النَّاس صَنَعُوا إِلَى آخِره مَعْنَاهُ أَنه لما صلى بهم الصُّبْح وَقد سبقهمْ النَّاس وَانْقطع هُوَ وَهَذِه الطَّائِفَة الْيَسِيرَة عَنْهُم قَالَ مَا تظنون النَّاس يَقُولُونَ فِينَا فَسكت الْقَوْم فَقَالَ أما أَبُو بكر وَعمر فَيَقُولَانِ للنَّاس إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وراءكم وَلَا تطيب نَفسه أَن يخلفكم وَرَاءه ويتقدم بَين أَيْدِيكُم فَيَنْبَغِي لكم أَن تنتظروه حَتَّى يلحقكم.

     وَقَالَ  بَاقِي النَّاس إِنَّه سبقكم فالحقوه فَإِن أطاعوا أَبَا بكر وَعمر رشدوا فَإِنَّهُمَا على الصَّوَاب لَا هلك بِضَم الْهَاء هُوَ الْهَلَاك غمري بِضَم الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَفتح الْمِيم وبالراء الْقدح الصَّغِير أَحْسنُوا الْمَلأ بِفَتْح الْمِيم وَاللَّام وَآخره همزَة مَنْصُوب مفعول أَحْسنُوا وَهُوَ الْخلق وَالْعشرَة يُقَال مَا أحسن مَلأ فلَان أَي خلقه وعشرته إِن ساقي الْقَوْم آخِرهم هَذَا من آدَاب شَارِب المَاء وَاللَّبن وَنَحْوهمَا وَفِي مَعْنَاهُ مَا يفرق على الْجَمَاعَة من الْمَأْكُول كلحم وَفَاكِهَة ومشموم وَغير ذَلِك

رقم الحديث 682 [682] سلم بن زرير بزاي فِي أَوله مَفْتُوحَة ثمَّ رَاء مكررة فأدلجنا ليلتنا هُوَ بِإِسْكَان الدَّال وَهُوَ سير اللَّيْل كُله وَأما ادلجنا بِفَتْح الدَّال الْمُشَدّدَة فَمَعْنَاه سرنا آخر اللَّيْل هَذَا هُوَ الْأَشْهر فِي اللُّغَة وَقيل لُغَتَانِ بِمَعْنى ومصدر الأول إدلاج بالإسكان وَالثَّانِي إدلاج بِكَسْر الدَّال الْمُشَدّدَة بزغت الشَّمْس هُوَ أول طُلُوعهَا فَكَانَ أول من اسْتَيْقَظَ منا أَبُو بكر فِيهِ الاعتناء بِبَيَان أول من صدر مِنْهُ الْفِعْل وَهُوَ أصل فِي اعْتِبَار الْأَوَائِل وَقد صنف النَّاس فِي ذَلِك وَكُنَّا لَا نوقظ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من مَنَامه قَالَ الْعلمَاء كَانُوا يمتنعون من إيقاظه لما كَانَ يتوقعونه من الإيحاء إِلَيْهِ فِي الْمَنَام سادلة مُرْسلَة مزادتين المزادة أكبر من الْقرْبَة قَالَت أيهاه أيهاه هُوَ لُغَة فِي هَيْهَات هَيْهَات وَمَعْنَاهُ الْبعد من الْمَطْلُوب واليأس مِنْهُ كَمَا قَالَت بعده لَا مَاء لكم أَي لَيْسَ لكم مَاء حَاضر وَلَا قريب وَفِي هَذِه اللَّفْظَة سَبْعَة وَثَلَاثُونَ لُغَة نظمها بعض الْفُضَلَاء فِي بَيت فَقَالَ ثلث وَنون وَلَا وابدأ بهمز وَهَا هَيْهَات هيهاب هايهات لَو حسبا فَأتى النَّاس المَاء جامين رواء أَي نشاطا مستريحين فِي مَسْجِد الْجَامِع من بَاب إِضَافَة الْمَوْصُوف إِلَى صفته وَهُوَ عِنْد الْكُوفِيّين سَائِغ والبصريون يؤولونه بِتَقْدِير مَسْجِد الْمَكَان الْجَامِع كَمَا حفظته ضبط بِضَم التَّاء وَفتحهَا وَأما الْهَاء فِي أَجْزَائِهَا فَهِيَ سَاكِنة فِي الْكَلِمَتَيْنِ للْوَقْف على لُغَة من يُبدل التَّاء فِي هَيْهَات هَاء فِي الْوَقْف موتمة بِضَم الْمِيم وَكسر التَّاء أَي ذَات أَيْتَام براويتها الراوية عِنْد الْعَرَب هِيَ الْجمل الَّذِي يحمل المَاء وَأهل الْعرف قد يستعملونه فِي المزاد اسْتِعَارَة وَالْأَصْل الْبَعِير فمج المج زرق المَاء بالفم فِي العزلاوين تَثْنِيَة عزلاء بِالْمدِّ وَهُوَ الثقب لأسفل المزادة الَّتِي يفرغ مِنْهُ وَيُطلق أَيْضا على فمها الْأَعْلَى كَمَا قَالَ هُنَا العلياوين وَالْجمع العزالي بِكَسْر اللَّام وغسلنا صاحبنا يَعْنِي الْجنب وَهُوَ بتَشْديد السِّين أَي أعطيناه مَا يغْتَسل بِهِ تنضرج بِفَتْح التَّاء وَإِسْكَان النُّون وَفتح الضَّاد الْمُعْجَمَة وبالجيم أَي تَنْشَق ويروى بتاء أُخْرَى بدل النُّون وَهُوَ بِمَعْنَاهُ وَالْأول هُوَ الْمَشْهُور لم نزرأ بنُون مَفْتُوحَة ثمَّ رَاء سَاكِنة ثمَّ زَاي ثمَّ همزَة أَي لم ننقص كَانَ من أمره ذيت وذيت هُوَ بِمَعْنى كَيْت وَكَيْت الصرم بِكَسْر الصَّاد أَبْيَات مجتمعة قبيل الصُّبْح بِضَم الْقَاف أخص من قبل وأصرح فِي الْقرب وَكَانَ أجوف جليدا أَي رفيع الصَّوْت يخرج صَوته من جَوْفه والجليد الْقوي لَا ضير أَي لَا ضَرَر عَلَيْكُم فِي هَذَا النّوم وَتَأْخِير الصَّلَاة بِهِ

رقم الحديث 684 [684] لَا كَفَّارَة لَهَا إِلَّا ذَلِك أَي لَا يُجزئهُ إِلَّا الصَّلَاة