فهرس الكتاب

فتح الباري لابن حجر - باب قوله: {الله الصمد} [الإخلاص: 2] «

( قَولُهُ بَابُ قَوْلِهِ اللَّهُ الصَّمَدُ)
ثَبَتَتْ هَذِهِ التَّرْجَمَةُ لِأَبِي ذَرٍّ .

     قَوْلُهُ  وَالْعَرَبُ تُسَمِّي أَشْرَافَهَا الصَّمَدُ.

     وَقَالَ  أَبُو عُبَيْدَةَ الصَّمَدُ السَّيِّدُ الَّذِي يُصْمَدُ إِلَيْهِ لَيْسَ فَوْقَهُ أَحَدٌ فَعَلَى هَذَا هُوَ فَعَلٌ بِفَتْحَتَيْنِ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الشَّاعِرِ أَلَا بَكَّرَ النَّاعِي بِخَيْرِ بَنِي أَسَدِ بِعَمْرِو بْنِ مَسْعُودٍ وَبِالسَّيِّدِ الصَّمَدِ .

     قَوْلُهُ  قَالَ أَبُو وَائِلٍ هُوَ السَّيِّدُ الَّذِي انْتَهَى سُؤْدُدُهُ ثَبَتَ هَذَا لِلنَّسَفِيِّ هُنَا وَقَدْ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ مِنْ طَرِيقِ الْأَعْمَشِ عَنْهُ وَجَاءَ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ فَوَصَلَهُ بِذكر بن مَسْعُودٍ فِيهِ



[ قــ :4711 ... غــ :4975] .

     قَوْلُهُ  حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ كَذَا لِلْجَمِيعِ قَالَ الْمِزِّيُّ فِي الْأَطْرَافِ فِي بَعْضِ النُّسَخِ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ.

قُلْتُ وَهِيَ رِوَايَةُ النَّسَفِيِّ وَهُمَا مَشْهُورَانِ مِنْ شُيُوخِ الْبُخَارِيِّ مِمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ .

     قَوْلُهُ  كَذبَنِي بن آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ فِي رِوَايَةِ أَحْمَدَ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ كَذَّبَنِي عَبْدِي .

     قَوْلُهُ  وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ ثَبَتَ هُنَا فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ وَكَذَا هُوَ عِنْدَ أَحْمَدَ وَسَقَطَ بَقِيَّةُ الرُّوَاةِ عَنِ الْفَرَبْرِيِّ وَكَذَا النَّسَفِيُّ وَالْمُرَادُ بِهِ بَعْضُ بَنِي آدَمَ وَهُمْ مَنْ أَنْكَرَ الْبَعْثَ مِنَ الْعَرَبِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ عُبَّادِ الْأَوْثَانِ وَالدَّهْرِيَّةِ وَمَنِ ادَّعَى أَنَّ لِلَّهِ وَلَدًا مِنَ الْعَرَبِ أَيْضًا وَمِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى .

     قَوْلُهُ  أَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ أَنْ يَقُولَ إِنِّي لَنْ أُعِيدَهُ كَمَا بَدَأْتُهُ كَذَا لَهُمْ بِحَذْفِ الْفَاءِ فِي جَوَابِ أَمَّا وَقَدْ وَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْأَعْرَجِ فِي الْبَابِ الَّذِي قَبْلَهُ فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ فَ.

     قَوْلُهُ  لَنْ يُعِيدَنِي وَفِي رِوَايَةِ أَحْمَدَ أَن يَقُول فليعيدنا كَمَا بَدَأَنَا وَهِيَ مِنْ شَوَاهِدِ وُرُودِ صِيغَةِ أَفْعَلَ بِمَعْنَى التَّكْذِيبِ وَمِثْلُهُ .

     قَوْلُهُ  قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فأتلوها وَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْأَعْرَجِ فِي الْبَابِ قَبْلَهُ وَلَيْسَ بِأَوَّلِ الْخَلْقِ بِأَهْوَنَ مِنْ إِعَادَتِهِ وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى لَفْظِ أَهْوَنَ فِي بَدْءِ الْخَلْقِ وَقَوْلُ مَنْ قَالَ إِنَّهَا بِمَعْنَى هَيِّنٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْأَوْجُهِ .

     قَوْلُهُ  وَأَنَا الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ أَلِدْ وَلَمْ أُولَدُ فِي رِوَايَةِ الْأَعْرَجِ وَأَنَا الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ .

     قَوْلُهُ  وَلَمْ يَكُنْ لِي كُفُوًا أَحَدٌ كَذَا لِلْأَكْثَرِ وَهُوَ وِزَانُ مَا قَبْلَهُ وَوَقَعَ لِلْكُشْمِيهَنِيِّ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَهُوَ الْتِفَاتٌ وَكَذَا فِي رِوَايَةِ الْأَعْرَجِ وَلَمْ يَكُنْ لِي بَعْدَ قَوْلِهِ لَمْ يَلِدْ وَهُوَ الْتِفَاتٌ أَيْضًا وَلَمَّا كَانَ الرَّبُّ سُبْحَانَهُ وَاجِبَ الْوُجُودِ لِذَاتِهِ قَدِيمًا مَوْجُودًا قَبْلَ وُجُودِ الْأَشْيَاءِ وَكَانَ كُلُّ مَوْلُودٍ مُحْدَثًا انْتَفَتْ عَنْهُ الْوَالِدِيَّةُ وَلَمَّا كَانَ لَا يُشْبِهُهُ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ وَلَا يُجَانِسُهُ حَتَّى يَكُونَ لَهُ مِنْ جِنْسِهِ صَاحِبَةٌ فَتَتَوَالَدُ انْتَفَت عَنهُ الولدية وَمِنْ هَذَا .

     قَوْلُهُ  تَعَالَى أَنَّى يَكُونُ لَهُ ولد وَلم تكن لَهُ صَاحِبَة وَقد تقدم فِي تَفْسِير الْبَقَرَة حَدِيث بن عَبَّاسٍ بِمَعْنَى حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ هَذَا لَكِنْ قَالَ فِي آخِرِهِ فَسُبْحَانِي أَنْ أَتَّخِذَ صَاحِبَةً أَوْ وَلَدًا بَدَلَ قَوْلِهِ وَأَنَا الْأَحَدُ الصَّمَدُ إِلَخْ وَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّ كُلًّا مِنَ الصَّحَابِيَّيْنِ حَفِظَ فِي آخِرِهِ مَا لَمْ يَحْفَظِ الْآخَرُ وَيُؤْخَذُ مِنْهُ أَنَّ مَنْ نَسَبَ غَيْرَهُ إِلَى أَمْرٍ لَا يَلِيقُ بِهِ يُطْلَقُ عَلَيْهِ أَنَّهُ شَتَمَهُ وَسَبَقَ فِي كِتَابِ بَدْءِ الْخَلْقِ تَقْرِيرُ ذَلِكَ .

     قَوْلُهُ  كُفُوًا وَكَفِيئًا وَكِفَاءً وَاحِدٌ أَيْ بِمَعْنًى وَاحِدٍ وَهُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ وَالْأَوَّلُ بِضَمَّتَيْنِ وَالثَّانِي بِفَتْحِ الْكَافِ وَكَسْرِ الْفَاءِ بَعْدَهَا تَحْتَانِيَّةٌ ثُمَّ الْهَمْزَةُ وَالثَّالِثُ بِكَسْرِ الْكَافِ ثُمَّ الْمَدِّ.

     وَقَالَ  الْفَرَّاءُ كُفُوًا يُثَقَّلُ وَيُخَفَّفُ أَيْ يُضَمُّ وَيُسَكَّنُ.

قُلْتُ وَبِالضَّمِّ قَرَأَ الْجُمْهُورُ وَفَتَحَ حَفْصٌ الْوَاوَ بِغَيْرِ هَمْزٍ وَبِالسُّكُونِ قَرَأَ حَمْزَةُ وَبِهَمْزٍ فِي الْوَصْلِ وَيُبَدِّلُهَا وَاوًا فِي الْوَقْفِ وَمُرَادُ أَبِي عُبَيْدَةَ أَنَّهَا لُغَاتٌ لَا قِرَاءَاتٌ نَعَمْ رُوِيَ فِي الشَّوَاذِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ الْعَبَّاسِيِّ أَنَّهُ قَرَأَ بِكَسْرٍ ثُمَّ مَدٍّ وَرُوِيَ عَنْ نَافِعٍ مِثْلُهُ لَكِنْ بِغَيْرِ مَدٍّ وَمَعْنَى الْآيَةِ أَنَّهُ لَمْ يُمَاثِلْهُ أَحَدٌ وَلَمْ يُشَاكِلْهُ أَوِ الْمُرَادُ نَفْيُ الْكَفَاءَةِ فِي النِّكَاحِ نَفْيًا لِلْمُصَاحَبَةِ وَالْأَوَّلُ أَوْلَى فَإِنَّ سِيَاقَ الْكَلَام لنفى الْمُكَافَأَة عَن ذَاته تَعَالَى

( .

     قَوْلُهُ  سُورَةُ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)

سَقَطَتِ الْبَسْمَلَةُ لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ وَتُسَمَّى أَيْضًا سُورَةُ الْفَلَقِ .

     قَوْلُهُ  وقَال مُجَاهِدٌ الْفَلَقُ الصُّبْحُ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ مِنْ طَرِيقِهِ وَكَذَا قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ .

     قَوْلُهُ  وَغَاسِقٍ اللَّيْلِ إِذَا وَقَبَ غُرُوبُ الشَّمْسِ وَصَلَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ بِلَفْظِ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ اللَّيْلُ إِذَا دَخَلَ .

     قَوْلُهُ  يُقَالُ أَبْيَنُ مِنْ فَرَقِ وَفَلَقِ الصُّبْحِ هُوَ قَوْلُ الْفَرَّاءِ وَلَفْظُهُ قُلْ أعوذ بِرَبّ الفلق الْفَلَقُ الصُّبْحُ وَهُوَ أَبْيَنُ مِنْ فَلَقِ الصُّبْحِ وَفَرَقَ الصُّبْحِ .

     قَوْلُهُ  وَقَبَ إِذَا دَخَلَ فِي كُلِّ شَيْءٍ وَأَظْلَمَ هُوَ كَلَامُ الْفَرَّاءِ أَيْضًا وَجَاءَ فِي حَدِيثٍ مَرْفُوعٍ أَنَّ الْغَاسِقَ الْقَمَرُ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَالْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ فَقَالَ يَا عَائِشَةُ اسْتَعِيذِي بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ هَذَا قَالَ هَذَا الْغَاسِقُ إِذَا وَقَبَ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ



[ قــ :471 ... غــ :4976] .

     قَوْلُهُ  حَدثنَا سُفْيَان هُوَ بن عُيَيْنَة قَوْله عَاصِم هُوَ بن بَهْدَلَة الْقَارئ وَهُوَ بن أبي النجُود قَوْله وَعَبدَة هُوَ بن أَبِي لُبَابَةَ بِمُوَحَّدَتَيْنِ الثَّانِيَةُ خَفِيفَةٌ وَضُمَّ أَوَّلُهُ .

     قَوْلُهُ  سَأَلْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ سَيَأْتِي فِي تَفْسِيرِ السُّورَةِ الَّتِي بَعْدَهَا بِأَتَمَّ مِنْ هَذَا السِّيَاقِ وَيُشْرَحُ ثَمَّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى قَوْله سُورَة قل أعوذ بِرَبّ النَّاس وَتسَمى سُورَة النَّاس قَوْله.

     وَقَالَ  بن عَبَّاس الوسواس إِذا ولد خنسه الشَّيْطَان فَإِذا ذُكِرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ذَهَبَ وَإِذَا لَمْ يُذْكَرِ اللَّهُ ثَبَتَ عَلَى قَلْبِهِ كَذَا لِأَبِي ذَر وَلغيره وَيذكر عَن بن عَبَّاس وَكَأَنَّهُ أولى لِأَن إِسْنَاده إِلَى بن عَبَّاسٍ ضَعِيفٌ أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ وَالْحَاكِمُ وَفِي إِسْنَادِهِ حَكِيمُ بْنُ جُبَيْرٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ وَلَفْظُهُ مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا عَلَى قَلْبِهِ الْوَسْوَاسُ فَإِذَا عَمِلَ فَذَكَرَ اللَّهَ خَنَسَ وَإِذَا غَفَلَ وَسْوَسَ وَرَوَيْنَاهُ فِي الذِّكْرِ لِجَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارس من وَجه آخر عَن بن عَبَّاسٍ وَفِي إِسْنَادِهِ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ وَفِيهِ مَقَالٌ وَلَفْظُهُ يَحُطُّ الشَّيْطَانُ فَاهُ عَلَى قلب بن آدَمَ فَإِذَا سَهَا وَغَفَلَ وَسْوَسَ وَإِذَا ذَكَرَ اللَّهَ خَنَسَ وَأَخْرَجَهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ مِنْ وَجه آخر عَن بن عَبَّاسٍ وَلَفْظُهُ يُولَدُ الْإِنْسَانُ وَالشَّيْطَانُ جَاثِمٌ عَلَى قَلْبِهِ فَإِذَا عَقَلَ وَذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ خَنَسَ وَإِذَا غَفَلَ وَسْوَسَ وَجَاثِمٌ بِجِيمٍ وَمُثَلَّثَةٍ وَعَقَلَ الْأُولَى بِمُهْمَلَةٍ وَقَافٍ وَالثَّانِيَةُ بِمُعْجَمَةٍ وَفَاءٍ وَلِأَبِي يَعْلَى مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ نَحْوُهُ مَرْفُوعًا وَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ وَلِسَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ مِنْ طَرِيقِ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ قَالَ سَأَلَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ ربه أَن يرِيه مَوضِع الشَّيْطَان من بن آدَمَ فَأَرَاهُ فَإِذَا رَأْسُهُ مِثْلُ رَأْسِ الْحَيَّةِ وَاضِعٌ رَأْسَهُ عَلَى ثَمَرَةِ الْقَلْبِ فَإِذَا ذَكَرَ الْعَبْدُ رَبَّهُ خَنَسَ وَإِذَا تَرَكَ مَنَّاهُ وَحَدَّثَهُ قَالَ بن التِّينِ يُنْظَرُ فِي قَوْلِهِ خَنَسَهُ الشَّيْطَانُ فَإِنَّ الْمَعْرُوفَ فِي اللُّغَةِ خَنَسَ إِذَا رَجَعَ وَانْقَبَضَ.

     وَقَالَ  عِيَاضٌ كَذَا فِي جَمِيعِ الرِّوَايَاتِ وَهُوَ تَصْحِيفٌ وَتَغْيِيرٌ وَلَعَلَّهُ كَانَ فِيهِ نَخَسَهُ أَيْ بِنُونٍ ثُمَّ خَاءٍ مُعْجَمَةٍ ثُمَّ سِينٍ مُهْمَلَةٍ مَفْتُوحَاتٌ لِمَا جَاءَ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ يَعْنِي الْمَاضِيَ فِي تَرْجَمَةِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ لَكِن اللَّفْظ الْمَرْوِيّ عَن بن عَبَّاسٍ لَيْسَ فِيهِ نَخَسَ فَلَعَلَّ الْبُخَارِيَّ أَشَارَ إِلَى الْحَدِيثَيْنِ مَعًا كَذَا قَالَ وَادَّعَى فِيهِ التَّصْحِيفَ ثُمَّ فَرَّعَ عَلَى مَا ظَنَّهُ مِنْ أَنَّهُ نَخَسَ وَالتَّفْرِيعُ لَيْسَ بِصَحِيحٍ لِأَنَّهُ لَوْ أَشَارَ إِلَى حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ لَمْ يَخُصَّ الْحَدِيثَ بِابْنِ عَبَّاسٍ وَلَعَلَّ الرِّوَايَةَ الَّتِي وَقَعَتْ لَهُ بِاللَّفْظِ الْمَذْكُورِ وَتَوْجِيهُهُ ظَاهِرٌ وَمَعْنَى يَخْنِسُهُ يَقْبِضُهُ أَيْ يَقْبِضُ عَلَيْهِ وَهُوَ بِمَعْنَى قَوْلِهِ فِي الرِّوَايَتَيْنِ اللَّتَيْنِ ذكرناهما عَن بن فَارس وَسَعِيد بن مَنْصُور وَقد أخرجه بن مرْدَوَيْه من وَجه آخر عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ الْوَسْوَاسُ هُوَ الشَّيْطَانُ يُولَدُ الْمَوْلُودُ وَالْوَسْوَاسُ عَلَى قَلْبِهِ فَهُوَ يَصْرِفُهُ حَيْثُ شَاءَ فَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ خَنَسَ وَإِذَا غَفَلَ جَثَمَ عَلَى قَلْبِهِ فَوَسْوَسَ.

     وَقَالَ  الصَّغَانِيُّ الْأُولَى خَنَسَهُ مَكَانَ يَخْنِسُهُ قَالَ فَإِنْ سَلِمَتِ اللَّفْظَةُ مِنَ التَّصْحِيفِ فَالْمَعْنَى أَخَّرَهُ وَأَزَالَهُ عَنْ مَكَانِهِ لِشِدَّةِ نَخْسِهِ وَطَعْنِهِ بِإِصْبَعِهِ





[ قــ :4713 ... غــ :4977] .

     قَوْلُهُ  حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ وَحَدَّثَنَا عَاصِمٌ عَنْ زِرٍّ الْقَائِلُ وَحَدَّثَنَا عَاصِمٌ هُوَ سُفْيَانُ وَكَأَنَّهُ كَانَ يَجْمَعُهُمَا تَارَةً وَيُفْرِدُهُمَا أُخْرَى وَقَدْ قَدَّمْتُ أَنَّ فِي رِوَايَةِ الْحُمَيْدِيِّ التَّصْرِيحُ بِسَمَاعِ عَبْدَةَ وَعَاصِمٍ لَهُ مِنْ زِرٍّ .

     قَوْلُهُ  سَأَلْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ.

قُلْتُ أَبَا الْمُنْذِرِ هِيَ كُنْيَةُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَلَهُ كُنْيَةٌ أُخْرَى أَبُو الطُّفَيْلِ .

     قَوْلُهُ  يَقُولُ كَذَا وَكَذَا هَكَذَا وَقَعَ هَذَا اللَّفْظُ مُبْهَمًا وَكَأَنَّ بَعْضَ الرُّوَاةِ أَبْهَمَهُ اسْتِعْظَامًا لَهُ وَأَظُنُّ ذَلِكَ مِنْ سُفْيَانَ فَإِنَّ الْإِسْمَاعِيلِيَّ أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ الْعَلَاءِ عَنِ سُفْيَانَ كَذَلِكَ عَلَى الْإِبْهَام وَكنت أَظُنُّ أَوَّلًا أَنَّ الَّذِي أَبْهَمَهُ الْبُخَارِيُّ لِأَنَّنِي رَأَيْتُ التَّصْرِيحَ بِهِ فِي رِوَايَةِ أَحْمَدَ عَنْ سُفْيَانَ وَلَفْظُهُ.

قُلْتُ لِأَبِي إِنَّ أَخَاكَ يَحُكُّهَا مِنَ الْمُصْحَفِ وَكَذَا أَخْرَجَهُ الْحُمَيْدِيُّ عَنْ سُفْيَانَ وَمِنْ طَرِيقِهِ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْمُسْتَخْرَجِ وَكَأَنَّ سُفْيَانَ كَانَ تَارَةً يُصَرِّحُ بِذَلِكَ وَتَارَةً يُبْهِمُهُ وَقد أخرجه أَحْمد أَيْضا وبن حِبَّانَ مِنْ رِوَايَةِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمٍ بِلَفْظِ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ كَانَ لَا يَكْتُبُ الْمُعَوِّذَتَيْنِ فِي مُصْحَفِهِ وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ بِلَفْظِ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ فِي الْمُعَوِّذَتَيْنِ وَهَذَا أَيْضًا فِيهِ إِبْهَامٌ وَقَدْ أَخْرَجَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي زِيَادَاتِ الْمُسْنَدِ وَالطَّبَرَانِيّ وبن مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيِّ قَالَ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ يَحُكُّ الْمُعَوِّذَتَيْنِ مِنْ مَصَاحِفِهِ وَيَقُولُ إِنَّهُمَا لَيْسَتَا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ قَالَ الْأَعْمَشُ وَقَدْ حَدَّثَنَا عَاصِمٌ عَنْ زِرٍّ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ قُتَيْبَةَ الَّذِي فِي الْبَابِ الْمَاضِي وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ وَفِي آخِرِهِ يَقُولُ إِنَّمَا أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَعَوَّذَ بهما قَالَ الْبَزَّار وَلم يُتَابع بن مَسْعُودٍ عَلَى ذَلِكَ أَحَدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ وَقَدْ صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَرَأَهُمَا فِي الصَّلَاةِ.

قُلْتُ هُوَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ وَزَادَ فِيهِ بن حِبَّانَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا تَفُوتَكَ قِرَاءَتُهُمَا فِي صَلَاةٍ فَافْعَلْ وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الصَّحَابَةِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْرَأَهُ الْمُعَوِّذَتَيْنِ.

     وَقَالَ  لَهُ إِذَا أَنْتَ صَلَّيْتَ فَاقْرَأْ بِهِمَا وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ وَلِسَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ مِنْ حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الصُّبْحَ فَقَرَأَ فِيهِمَا بِالْمُعَوِّذَتَيْنِ وَقَدْ تَأَوَّلَ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْبَاقِلَّانِيُّ فِي كِتَابِ الِانْتِصَارِ وَتَبِعَهُ عِيَاضٌ وَغَيْرُهُ مَا حُكِيَ عَنِ بن مَسْعُود فَقَالَ لم يُنكر بن مَسْعُودٍ كَوْنَهُمَا مِنَ الْقُرْآنِ وَإِنَّمَا أَنْكَرَ إِثْبَاتَهُمَا فِي الْمُصْحَفِ فَإِنَّهُ كَانَ يَرَى أَنْ لَا يَكْتُبَ فِي الْمُصْحَفِ شَيْئًا إِلَّا إِنْ كَانَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَذِنَ فِي كِتَابَتِهِ فِيهِ وَكَأَنَّهُ لَمْ يَبْلُغْهُ الْإِذْنُ فِي ذَلِكَ قَالَ فَهَذَا تَأْوِيلٌ مِنْهُ وَلَيْسَ جَحْدًا لِكَوْنِهِمَا قُرْآنًا وَهُوَ تَأْوِيلٌ حَسَنٌ إِلَّا أَنَّ الرِّوَايَةَ الصَّحِيحَةَ الصَّرِيحَةَ الَّتِي ذَكَرْتُهَا تَدْفَعُ ذَلِكَ حَيْثُ جَاءَ فِيهَا وَيَقُولُ إِنَّهُمَا لَيْسَتَا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ نَعَمْ يُمْكِنُ حَمْلُ لَفْظِ كِتَابِ اللَّهِ عَلَى الْمُصْحَفِ فَيَتَمَشَّى التَّأْوِيلُ الْمَذْكُورُ.

     وَقَالَ  غير القَاضِي لم يكن اخْتِلَاف بن مَسْعُودٍ مَعَ غَيْرِهِ فِي قُرْآنِيَّتِهِمَا وَإِنَّمَا كَانَ فِي صِفَةٍ مِنْ صِفَاتِهِمَا انْتَهَى وَغَايَةُ مَا فِي هَذَا أَنَّهُ أَبْهَمَ مَا بَيَّنَهُ الْقَاضِي وَمَنْ تَأَمَّلَ سِيَاقَ الطُّرُقِ الَّتِي أَوْرَدْتُهَا لِلْحَدِيثِ اسْتَبْعَدَ هَذَا الْجَمْعَ.
وَأَمَّا قَوْلُ النَّوَوِيِّ فِي شَرْحِ الْمُهَذَّبِ أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّ الْمُعَوِّذَتَيْنِ وَالْفَاتِحَةَ مِنَ الْقُرْآنِ وَأَنَّ مَنْ جَحَدَ مِنْهُمَا شَيْئا كفر وَمَا نقل عَن بن مَسْعُودٍ بَاطِلٌ لَيْسَ بِصَحِيحٍ فَفِيهِ نَظَرٌ وَقَدْ سَبَقَهُ لِنَحْوِ ذَلِكَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ فَقَالَ فِي أَوَائِلِ الْمُحَلَّى مَا نُقِلَ عَنِ بن مَسْعُودٍ مِنْ إِنْكَارِ قُرْآنِيَّةِ الْمُعَوِّذَتَيْنِ فَهُوَ كَذِبٌ بَاطِلٌ وَكَذَا قَالَ الْفَخْرُ الرَّازِيُّ فِي أَوَائِلِ تَفْسِيرِهِ الْأَغْلَبُ عَلَى الظَّنِّ أَنَّ هَذَا النَّقْلَ عَن بن مَسْعُودٍ كَذِبٌ بَاطِلٌ وَالطَّعْنُ فِي الرِّوَايَاتِ الصَّحِيحَةِ بِغَيْرِ مُسْتَنَدٍ لَا يُقْبَلُ بَلِ الرِّوَايَةُ صَحِيحَةٌ وَالتَّأْوِيلُ مُحْتَمَلٌ وَالْإِجْمَاعُ الَّذِي نَقَلَهُ إِنْ أَرَادَ شُمُولَهُ لِكُلِّ عَصْرٍ فَهُوَ مَخْدُوشٌ وَإِنْ أَرَادَ استقراره فَهُوَ مَقْبُول وَقد قَالَ بن الصَّبَّاغِ فِي الْكَلَامِ عَلَى مَانِعِي الزَّكَاةِ وَإِنَّمَا قَاتَلَهُمْ أَبُو بَكْرٍ عَلَى مَنْعِ الزَّكَاةِ وَلَمْ يَقُلْ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِذَلِكَ وَإِنَّمَا لَمْ يَكْفُرُوا لِأَن الْإِجْمَاع لم يكن اسْتَقر قَالَ وَنَحْنُ الْآنَ نُكَفِّرُ مَنْ جَحَدَهَا قَالَ وَكَذَلِكَ مَا نقل عَن بن مَسْعُودٍ فِي الْمُعَوِّذَتَيْنِ يَعْنِي أَنَّهُ لَمْ يَثْبُتْ عِنْدَهُ الْقَطْعُ بِذَلِكَ ثُمَّ حَصَلَ الِاتِّفَاقُ بَعْدَ ذَلِكَ وَقَدِ اسْتَشْكَلَ هَذَا الْمَوْضِعَ الْفَخْرُ الرَّازِيُّ فَقَالَ إِنْ قُلْنَا إِنَّ كَوْنَهُمَا مِنَ الْقُرْآنِ كَانَ متواترا فِي عصر بن مَسْعُود لزم تَكْفِير من أنكرهما وَإِنْ قُلْنَا إِنَّ كَوْنَهُمَا مِنَ الْقُرْآنِ كَانَ لم يتواتر فِي عصر بن مَسْعُودٍ لَزِمَ أَنَّ بَعْضَ الْقُرْآنِ لَمْ يَتَوَاتَرْ قَالَ وَهَذِهِ عُقْدَةٌ صَعْبَةٌ وَأُجِيبَ بِاحْتِمَالِ أَنَّهُ كَانَ متواترا فِي عصر بن مَسْعُود لَكِن لم يتواتر عِنْد بن مَسْعُودٍ فَانْحَلَّتِ الْعُقْدَةُ بِعَوْنِ اللَّهِ تَعَالَى .

     قَوْلُهُ  سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ قِيلَ لِي قُلْ فَقُلْتُ قَالَ فَنَحْنُ نَقُولُ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقَائِلُ فَنَحْنُ نَقُولُ إِلَخْ هُوَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَوَقَعَ عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ فِي الْأَوْسَط أَن بن مَسْعُودٍ أَيْضًا قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ لَكِنِ الْمَشْهُورُ أَنَّهُ مِنْ قَوْلِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فَلَعَلَّهُ انْقَلَبَ عَلَى رَاوِيهِ وَلَيْسَ فِي جَوَابِ أُبَيٍّ تَصْرِيحٌ بِالْمُرَادِ إِلَّا أَنَّ فِي الْإِجْمَاعِ عَلَى كَوْنِهِمَا مِنَ الْقُرْآنِ غُنْيَةً عَنْ تَكَلُّفِ الْأَسَانِيدِ بِأَخْبَارِ الْآحَادِ وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ خَاتِمَةٌ اشْتَمَلَ كِتَابُ التَّفْسِيرِ عَلَى خَمْسِمِائَةِ حَدِيثٍ وَثَمَانِيَةٍ وَأَرْبَعِينَ حَدِيثًا مِنَ الْأَحَادِيثِ الْمَرْفُوعَةِ وَمَا فِي حُكْمِهَا الْمَوْصُولُ مِنْ ذَلِكَ أَرْبَعُمِائَةِ حَدِيثٍ وَخَمْسَةٌ وَسِتُّونَ حَدِيثًا وَالْبَقِيَّةُ مُعَلَّقَةٌ وَمَا فِي مَعْنَاهُ الْمُكَرَّرُ مِنْ ذَلِكَ فِيهِ وَفِيمَا مَضَى أَرْبَعُمِائَةٍ وَثَمَانِيَةٍ وَأَرْبَعُونَ حَدِيثًا وَالْخَالِصُ مِنْهَا مِائَةُ حَدِيثٍ وَحَدِيثٍ وَافَقَهُ مُسْلِمٌ عَلَى تَخْرِيجِ بَعْضِهَا وَلَمْ يُخَرِّجْ أَكْثَرَهَا لِكَوْنِهَا لَيْسَتْ ظَاهِرَةً فِي الرّفْع وَالْكثير مِنْهَا من تفاسير بن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا وَهِيَ سِتَّةٌ وَسِتُّونَ حَدِيثًا حَدِيثُ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى فِي الْفَاتِحَةِ وَحَدِيثُ عُمَرَ أُبَيٌّ أَقْرَؤُنَا وَحَدِيثُ بن عَبَّاس كَذبَنِي بن آدَمَ وَحَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ لَا تُصَدِّقُوا أَهْلَ الْكِتَابِ وَحَدِيثُ أَنَسٍ لَمْ يَبْقَ مِمَّنْ صَلَّى الْقبْلَتَيْنِ غَيْرِي وَحَدِيث بن عَبَّاسٍ كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ الْقِصَاصُ وَحَدِيثُهُ فِي تَفْسِير وعَلى الَّذين يطيقُونَهُ وَحَدِيث بن عُمَرَ فِي ذَلِكَ وَحَدِيثُ الْبَرَاءِ لَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ كَانُوا لَا يَقْرَبُونَ النِّسَاءَ وَحَدِيثُ حُذَيْفَةَ فِي تَفْسِيرِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَحَدِيث بن عمر فِي نِسَاؤُكُمْ حرث لكم وَحَدِيثُ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ فِي نُزُولِ وَلَا تعضلوهن وَحَدِيثُ عُثْمَانَ فِي نُزُولِ وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ ويذرون أَزْوَاجًا وَحَدِيث بن عَبَّاس فِي تَفْسِيرهَا وَحَدِيث بن مَسْعُود فِي الْمُتَوفَّى عَنْهَا زَوجهَا وَحَدِيث بن عَبَّاس عَن عمر فِي أيود أحدكُم وَحَدِيث بن عُمَرَ فِي وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ وَحَدِيث بن عَبَّاسٍ فِي حَسْبُنَا اللَّهُ وَحَدِيثُ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ يَعْفُونَ عَنِ الْمُشْرِكِينَ الْحَدِيثَ وَوَقَعَ فِي آخِرِ حَدِيثِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ فِي قِصَّةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي وَحَدِيث بن عَبَّاسٍ كَانَ الْمَالُ لِلْوَلَدِ وَحَدِيثُهُ كَانَ إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ كَانَ أَوْلِيَاؤُهُ أَحَقُّ بِامْرَأَتِهِ وَحَدِيثُهُ فِي وَلكُل جعلنَا موَالِي وَحَدِيثُهُ كُنْتُ أَنَا وَأُمِّي مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَحَدِيثُهُ فِي نُزُولِ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أنفسهم وَحَدِيثُهُ فِي نُزُولِ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى من مطر وَحَدِيث بن مَسْعُودٍ فِي يُونُسَ بْنِ مَتَّى وَحَدِيثُ حُذَيْفَةَ فِي النِّفَاقِ وَحَدِيثُ عَائِشَةَ فِي لَغْوِ الْيَمِينِ وَحَدِيثُهَا عَنْ أَبِيهَا فِي كَفَّارَةِ الْيَمِينِ وَحَدِيثُ جَابر فِي نزُول قل هُوَ الْقَادِر وَحَدِيث بن عمر فِي الْأَشْرِبَة وَحَدِيث بن عَبَّاسٍ فِي نُزُولِ لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ وَحَدِيثُ الْحُرِّ بْنِ قَيْسٍ مَعَ عُمَرَ فِي قَوْله خُذ الْعَفو وَحَدِيث بن الزبير فِي تَفْسِيرهَا وَحَدِيث بن عَبَّاسٍ فِي تَفْسِيرِ الصُّمُّ الْبُكْمُ وَحَدِيثُهُ فِي تَفْسِير إِن يكن مِنْكُم عشرُون صَابِرُونَ وَحَدِيثُ حُذَيْفَةَ مَا بَقِيَ مِنْ أَصْحَابِ هَذِهِ الْآيَةِ إِلَّا ثَلَاثَة وَحَدِيث بن عَبَّاس فِي قصَّته مَعَ بن الزُّبَيْرِ وَفِيهِ ذِكْرُ أَبِي بَكْرٍ فِي الْغَارِ وَحَدِيثه فِي تَفْسِير يثنون صُدُورهمْ وَحَدِيث بن مَسْعُود فِي هيت لَك وبل عَجِبْتَ وَحَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي صِفَةِ مُسْتَرِقِي السّمع وَحَدِيث بن عَبَّاس فِي تَفْسِير عضين وَحَدِيث بن مَسْعُودٍ فِي الْكَهْفِ وَمَرْيَمَ مِنْ تِلَادِي وَحَدِيثُهُ كُنَّا نقُول للحي إِذا كَثُرُوا وَحَدِيث بن عَبَّاس فِي تَفْسِير وَمَا جعلنَا الرُّؤْيَا وَحَدِيثُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ فِي الْأَخْسَرِينَ أعمالا وَحَدِيث بن عَبَّاسٍ فِي تَفْسِيرِ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ الله على حرف وَحَدِيث عَائِشَة فِي نزُول وَليَضْرِبن بِخُمُرِهِنَّ وَحَدِيث بن عَبَّاس فِي لرادك إِلَى معاد وَحَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ فِي الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ وَحَدِيث بن عَبَّاسٍ فِي جَوَابِ إِنِّي أَجِدُ فِي الْقُرْآنِ أَشْيَاءَ تَخْتَلِفُ عَلَيَّ وَحَدِيثُ عَائِشَةَ فِي تَفْسِيرِ وَالَّذِي قَالَ لوَالِديهِ أُفٍّ لَكمَا وَحَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ فِي الْبَوْلِ فِي المغتسل وَحَدِيث بن عَبَّاسٍ فِي تَفْسِيرِ أَدْبَارِ السُّجُودِ وَحَدِيثُهُ فِي تَفْسِيرِ اللَّاتِ وَحَدِيثُ عَائِشَةَ فِي نُزُولِ بَلِ السَّاعَة موعدهم وَحَدِيث بن عَبَّاسٍ فِي تَفْسِيرِ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ وَحَدِيثُ أَنَسٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ فِي فضل الْأَنْصَار وَحَدِيث بن عَبَّاسٍ فِي تَفْسِيرِ عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ وَحَدِيثُهُ فِي ذِكْرِ الْأَوْثَانِ الَّتِي كَانَتْ فِي قَوْمِ نُوحٍ وَحَدِيثُهُ فِي تَفْسِيرِ تَرْمِي بِشَرَرٍ كالقصر وَحَدِيثُهُ فِي تَفْسِيرِ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ وَحَدِيثه فِي تَفْسِير فَليدع نَادِيَةَ وَحَدِيثُ عَائِشَةَ فِي تَفْسِيرِ ذِكْرِ الْكَوْثَرِ وَحَدِيثُ بن عَبَّاسٍ فِي تَفْسِيرِهِ بِالْخَيْرِ الْكَثِيرِ وَحَدِيثُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فِي الْمُعَوِّذَتَيْنِ وَفِيهِ مِنَ الْآثَارِ عَنِ الصَّحَابَةِ فَمَنْ بَعْدَهُمْ خَمْسُمِائَةٍ وَثَمَانُونَ أَثَرًا تَقَدَّمَ بَعْضُهَا فِي بَدْءِ الْخَلْقِ وَغَيْرِهِ وَهِيَ قَلِيلَةٌ وَقَدْ بَيَّنْتُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهَا فِي موضعهَا وَللَّه الْحَمد كتاب فَضَائِل الْقُرْآن ثبتَتْ الْبَسْمَلَة وَكتاب لأبي ذَر وَوَقع لغبره فَضَائِل الْقُرْآن حسب قَوْله كَيْفَ نَزَلَ الْوَحْيُ وَأَوَّلُ مَا نَزَلَ كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ نَزَلَ بِلَفْظِ الْفِعْلِ الْمَاضِي وَلِغَيْرِهِ كَيْفَ نُزُولُ الْوَحْيِ بِصِيغَةِ الْجَمْعِ وَقَدْ تَقَدَّمَ الْبَحْثُ فِي كَيْفِيَّةِ نُزُولِهِ فِي حَدِيثُ عَائِشَةَ أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ فِي أَوَّلِ الصَّحِيحِ وَكَذَا أَوَّلُ نُزُولِهِ فِي حَدِيثِهَا أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ لَكِنَّ التَّعْبِيرَ بِأَوَّلِ مَا نَزَلَ أَخَصُّ مِنَ التَّعْبِيرِ بِأَوَّلِ مَا بُدِئَ لِأَنَّ النُّزُولَ يَقْتَضِي وجود من ينزل بِهِ سَوَاءٌ وَقَعَ ذَلِكَ فِي النَّوْمِ أَوْ فِي الْيَقَظَةِ.
وَأَمَّا انْتِزَاعُ ذَلِكَ مِنْ أَحَادِيثِ الْبَابِ فَسَأَذْكُرُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى عِنْدَ شَرْحِ كل حَدِيث مِنْهَا قَوْله قَالَ بن عَبَّاسٍ الْمُهَيْمِنُ الْأَمِينُ الْقُرْآنُ أَمِينٌ عَلَى كُلِّ كِتَابٍ قَبْلَهُ تَقَدَّمَ بَيَانُ هَذَا الْأَثَرِ وَذِكْرُ مَنْ وَصَلَهُ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ الْمَائِدَةِ وَهُوَ يَتَعَلَّقُ بِأَصْلِ التَّرْجَمَةِ وَهِيَ فَضَائِلُ الْقُرْآنِ وَتَوْجِيهُ كَلَام بن عَبَّاسٍ أَنَّ الْقُرْآنَ تَضَمَّنَ تَصْدِيقَ جَمِيعِ مَا أُنْزِلَ قَبْلَهُ لِأَنَّ الْأَحْكَامَ الَّتِي فِيهِ إِمَّا مُقَرِّرَةٌ لِمَا سَبَقَ وَإِمَّا نَاسِخَةٌ وَذَلِكَ يَسْتَدْعِي إِثْبَاتَ الْمَنْسُوخِ وَإِمَّا مُجَدِّدَةٌ وَكُلُّ ذَلِكَ دَالٌّ عَلَى تَفْضِيلِ الْمُجَدِّدِ ثُمَّ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ فِي الْبَابِ سِتَّةَ أَحَادِيثَ الأول وَالثَّانِي حَدِيثا بن عَبَّاسٍ وَعَائِشَةَ مَعًا