فهرس الكتاب

فتح الباري لابن حجر - باب قوله: {ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر، أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم} [النساء: 102]

( قَولُهُ بَابُ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى من مطر الْآيَةَ)
كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَلَهُ عَنِ الْمُسْتَمْلِي بَابُ قَوْلِهِ وَلَا جُنَاحَ إِلَخْ وَسَقَطَ لِغَيْرِهِ بَابُ وَزَادُوا أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أسلحتكم



[ قــ :4346 ... غــ :4599] قَوْله حجاج هُوَ بن مُحَمَّد ويعلى هُوَ بن مُسْلِمٍ .

     قَوْلُهُ  إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُم مرضى قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَكَانَ جَرِيحًا فِي رِوَايَةٍ كَانَ بِغَيْرِ وَاوٍ كَذَا وَقَعَ عِنْده مُخْتَصرا ومقول بن عَبَّاسٍ مَا ذُكِرَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَقَولُهُ كَانَ جَرِيحًا أَيْ فَنَزَلَتِ الْآيَةُ فِيهِ.

     وَقَالَ  الْكَرْمَانِيُّ يَحْتَمِلُ هَذَا وَيَحْتَمِلُ أَنَّ التَّقْدِيرَ قَالَ بن عَبَّاسٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ يَقُولُ مَنْ كَانَ جَرِيحًا فَحُكْمُهُ كَذَلِكَ فَكَانَ عَطْفُ الْجَرِيحِ عَلَى الْمَرِيضِ إِلْحَاقًا بِهِ عَلَى سَبِيلِ الْقِيَاسِ أَوْ لِأَنَّ الْجَرْحَ نَوْعٌ مِنَ الْمَرَضِ فَيَكُونُ كُلُّهُ مَقُولَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنِ بن عَبَّاسٍ.

قُلْتُ وَسِيَاقُ مَا أَوْرَدَهُ غَيْرُ الْبُخَارِيِّ يَدْفَعُ هَذَا الِاحْتِمَالَ فَقَدْ وَقَعَ عِنْدَ أَبِي نُعَيْمٍ فِي الْمُسْتَخْرَجِ مِنْ طَرِيقِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيِّ عَنْ حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ جَرِيحًا وَهُوَ ظَاهر فِي أَن فَاعل قَالَ هُوَ بن عَبَّاسٍ وَأَنَّهُ لَا رِوَايَةَ لِابْنِ عَبَّاسٍ فِي هَذَا عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ .

     قَوْلُهُ  فِي الْآيَةِ الْكَرِيمَة أَن تضعوا أسلحتكم رَخَّصَ لَهُمْ فِي وَضْعِ السِّلَاحِ لِثِقَلِهَا عَلَيْهِمْ بِسَبَب مَا ذكر مِنَ الْمَطَرِ أَوِ الْمَرَضِ ثُمَّ أَمَرَهُمْ بِأَخْذِ الْحَذَرِ خَشْيَةَ أَنْ يَغْفُلُوا فَيَهْجُمَ الْعَدُوُّ عَلَيْهِمْ