فهرس الكتاب

فتح الباري لابن حجر - باب من رأى العدو فنادى بأعلى صوته: يا صباحاه، حتى يسمع الناس

( قَولُهُ بَابُ مَنْ رَأَى الْعَدُوَّ فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ يَا صَبَاحَاهْ حَتَّى يَسْمَعَ النَّاسُ)
ذَكَرَ فِيهِ حَدِيثَ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ فِي قِصَّةِ غَطَفَانَ وَفَزَارَةَ وَسَيَأْتِي شَرْحُهُ فِي غَزْوَةِ ذِي قَرَدٍ مِنْ كِتَابِ الْمَغَازِي وَقَولُهُ



[ قــ :2905 ... غــ :3041] يَا صَبَاحَاهْ هُوَ مُنَادًى مُسْتَغَاثٌ وَالْأَلِفُ لِلِاسْتِغَاثَةِ وَالْهَاءُ لِلسَّكْتِ وَكَأَنَّهُ نَادَى النَّاسَ اسْتِغَاثَةً بِهِمْ فِي وَقْتِ الصَّباح.

     وَقَالَ  بن الْمُنِيرِ الْهَاءُ لِلنُّدْبَةِ وَرُبَّمَا سَقَطَتْ فِي الْوَصْلِ وَقَدْ ثَبَتَتْ فِي الرِّوَايَةِ فَيُوقَفُ عَلَيْهَا بِالسُّكُونِ وَكَانَتْ عَادَتُهُمْ يُغِيرُونَ فِي وَقْتِ الصَّبَاحِ فَكَأَنَّهُ قَالَ تَأَهَّبُوا لِمَا دَهَمَكُمْ صَبَاحًا وَقَولُهُ الرُّضَّعُ بِتَشْدِيدِ الْمُعْجَمَةِ بِصِيغَةِ الْجَمْعِ وَالْمُرَادُ بِهِمُ اللِّئَامُ أَيِ الْيَوْمُ يَوْمُ هَلَاكِ اللِّئَامِ وَقَولُهُ فَأَسْجِحْ بخمزة قَطْعٍ أَيْ أَحْسِنْ أَوِ ارْفُقْ وَقَولُهُ يُقْرَوْنَ بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَالتَّخْفِيفِ مِنَ الْقِرَى وَالرَّاءُ مَفْتُوحَةٌ وَمَضْمُومَةٌ وَقِيلَ مَعْنَى الضَّمِّ يَجْمَعُونَ الْمَاءَ وَاللَّبَنَ وَقِيلَ يَغْزُونَ بِغَيْنٍ مُعْجَمَةٍ وَزَايٍ وَهُوَ تَصْحِيفٌ قَالَ بن الْمُنِيرِ مَوْضِعُ هَذِهِ التَّرْجَمَةِ أَنَّ هَذِهِ الدَّعْوَةَ لَيْسَتْ مِنْ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ الْمَنْهِيِّ عَنْهَا لِأَنَّهَا استغاثة على الْكفَّار