فهرس الكتاب

فتح الباري لابن حجر - باب الزيارة يوم النحر

( قَولُهُ بَابُ الزِّيَارَةِ يَوْمَ النَّحْرِ)
أَيْ زِيَارَةِ الْحَاجِّ الْبَيْتَ لِلطَّوَافِ بِهِ وَهُوَ طَوَافُ الْإِفَاضَةِ وَيُسَمَّى أَيْضًا طَوَافَ الصَّدْرِ وَطَوَافَ الرُّكْنِ .

     قَوْلُهُ  وقَال أَبُو الزُّبَيْرِ إِلَخْ وَصَلَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَأَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِ سُفْيَانَ وَهُوَ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي الزبير بِهِ قَالَ بن الْقَطَّانِ الْفَاسِيُّ هَذَا الْحَدِيثُ مُخَالِفٌ لِمَا رَوَاهُ بن عُمَرَ وَجَابِرٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ طَافَ يَوْمَ النَّحْرِ نَهَارًا انْتَهَى فَكَأَنَّ الْبُخَارِيَّ عَقَّبَ هَذَا بِطَرِيقِ أَبِي حَسَّانٍ لِيَجْمَعَ بَيْنَ الْأَحَادِيثِ بِذَلِكَ فَيُحْمَلُ حَدِيثُ جَابِرٍ وبن عمر على الْيَوْم الأول وَحَدِيث بن عَبَّاسٍ هَذَا عَلَى بَقِيَّةِ الْأَيَّامِ .

     قَوْلُهُ  وَيُذْكَرُ عَن أبي حسان عَن بن عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَزُورُ الْبَيْتَ أَيَّامَ مِنًى وَصَلَهُ الطَّبَرَانِيُّ من طَرِيق قَتَادَة عَنهُ.

     وَقَالَ  بن الْمَدِينِيِّ فِي الْعِلَلِ رَوَى قَتَادَةُ حَدِيثًا غَرِيبًا لَا نَحْفَظُهُ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ قَتَادَةَ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ هِشَامٍ فَنَسَخْتُهُ مِنْ كِتَابِ ابْنِهِ مُعَاذِ بْنِ هِشَامٍ وَلَمْ أَسْمَعهُ مِنْهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ قَتَادَةَ حَدَّثَنِي أَبُو حَسَّانٍ عَن بن عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَزُورُ الْبَيْتَ كُلَّ لَيْلَةٍ مَا أَقَامَ بِمِنًى.

     وَقَالَ  الْأَثْرَمُ.

قُلْتُ لِأَحْمَدَ تَحْفَظُ عَنْ قَتَادَةَ فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالَ كَتَبُوهُ مِنْ كِتَابِ مُعَاذٍ قُلْتُ فَإِنَّ هُنَا إِنْسَانًا يَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ مُعَاذٍ فَأَنْكَرَ ذَلِكَ وَأَشَارَ الْأَثْرَمُ بِذَلِكَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ فَإِنَّ مِنْ طَرِيقِهِ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَأَبُو حَسَّانٍ اسْمُهُ مُسْلِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَدْ أَخْرَجَ لَهُ مُسلم حَدِيثا غير هَذَا عَن بن عَبَّاسٍ وَلَيْسَ هُوَ مِنْ شَرْطِ الْبُخَارِيِّ وَلِرِوَايَةِ أبي حسان هَذِه شَاهد مُرْسل أخرجه بن أبي شيبَة عَن بن عُيَيْنَة حَدثنَا بن طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يفِيض كل لَيْلَة



[ قــ :1658 ... غــ :1732] .

     قَوْلُهُ  وقَال لَنَا أَبُو نُعَيْمٍ إِلَخْ ثُمَّ قَالَ رَفَعَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ وَصله بن خُزَيْمَةَ وَالْإِسْمَاعِيلِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بِلَفْظِ أَبِي نُعَيْمٍ وَزَادَ فِي آخِرِهِ وَيَذْكُرُ أَيِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَهُ وَفِيهِ التَّنْصِيصُ عَلَى الرُّجُوعِ إِلَى مِنًى بَعْدَ الْقَيْلُولَةِ فِي يَوْمِ النَّحْرِ وَمُقْتَضَاهُ أَنْ يَكُونَ خَرَجَ مِنْهَا إِلَى مَكَّةَ لِأَجْلِ الطَّوَافِ قَبْلَ ذَلِكَ ثُمَّ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ حَدِيثَ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ حَجَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَفَضْنَا يَوْمَ النَّحْرِ أَيْ طُفْنَا طَوَافَ الْإِفَاضَةِ وَهُوَ مُطَابِقٌ لِلتَّرْجَمَةِ وَذَكَرَ فِيهِ قِصَّةَ صَفِيَّةِ وَسَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَيْهِ فِي بَاب إِذا حَاضَت الْمَرْأَة بعد مَا أفاضت قَرِيبًا





[ قــ :1659 ... غــ :1733] .

     قَوْلُهُ  وَيُذْكَرُ عَنِ الْقَاسِمِ وَعُرْوَةَ وَالْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ أَفَاضَتْ صَفِيَّةُ يَوْمَ النَّحْرِ وَغَرَضُهُ بِهَذَا أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ لَمْ يَنْفَرِدْ عَنْ عَائِشَةَ بِذَلِكَ وَإِنَّمَا لَمْ يَجْزِمْ بِهِ لِأَنَّ بَعْضَهَمْ أَوْرَدَهُ بِالْمَعْنَى كَمَا نُبَيِّنُهُ أَمَّا طَرِيقُ الْقَاسِمِ فَهِيَ عِنْدَ مُسْلِمٍ مِنْ طَرِيقِ أَفْلَحَ بْنِ حُمَيْدٍ عَنْهُ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كُنَّا نَتَخَوَّفُ أَنْ تَحِيضَ صَفِيَّةُ قَبْلَ أَنْ تُفِيضَ فَجَاءَنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَحَابِسَتُنَا صَفِيَّةُ قُلْنَا قَدْ أَفَاضَتْ قَالَ فَلَا إِذًا وَرَوَاهُ أَحْمَدُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْهَا أَنَّ صَفِيَّةَ حَاضَتْ بِمِنًى وَكَانَتْ قَدْ أَفَاضَتْ الْحَدِيثَ.
وَأَمَّا طَرِيقُ عُرْوَةَ فَرَوَاهُ الْمُصَنِّفُ فِي الْمَغَازِي مِنْ طَرِيقِ شُعَيْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْهُ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ صَفِيَّةَ حَاضَت بعد مَا أَفَاضَتْ وَأَخْرَجَهُ الطَّحَاوِيُّ عَقِبَ رِوَايَةِ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ بِلَفْظِ أَكُنْتِ أَفَضْتِ يَوْمَ النَّحْرِ قَالَتْ نَعَمْ أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقِ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ بِهِ.

     وَقَالَ  نَحْوَهُ.
وَأَمَّا طَرِيقُ الْأَسْوَدِ فَوَصَلَهَا الْمُصَنِّفُ فِي بَابِ الْإِدْلَاجِ مِنَ الْمُحَصَّبِ بِلَفْظِ حَاضَتْ صَفِيَّةُ الْحَدِيثَ وَفِيهِ أَطَافَتْ يَوْمَ النَّحْرِ فَقيل نعم