فهرس الكتاب

فتح البارى لابن رجب - باب الصلاة في كسوف الشمس

باب
الصلاة في كسوف الشمس

فيه أربعة أحاديث:
الحديث الأول:
[ قــ :1006 ... غــ :1040 ]
- نا عمرو بن عون: نا خالد، عن يونس، عن الحسن، عن أبي بكرة، قال: كنا عند النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأنكسفت الشمس، فقام النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يجر رداءه، حتى دخل المسجد، [فدخلنا] ، فصلى بنا ركعتين، حتى انجلت الشمس، فقال: ( ( إن الشمس والقمر لاينكسفان لموت أحد، فإذا رأيتموهما فصلوا، وادعوا، حتى يكشف ما
بكم)
)
.

سماع الحسن من أبي بكرة صحيح عند علي بن المديني والبخاري وغيرهما، وخالف فيه ابن معين، وقد سبق ذلك.
وقد ذكر البخاري - فيما بعد - أن مبارك بن فضالة رواه عن الحسن، قال: حدثني أبو بكرة.

وخرجه الإمام أحمد كذلك.

وقد رواه قتادة، عن الحسن، عن النعمان بن بشير، عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

خرج حديثه النسائي.

وهذا مخالف لروايات أصحاب الحسن، عنه، عن أبي بكرة.

وجر النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رداءه هاهنا؛ لأنه قام عجلا دهشا، كما في حديث أبي موسى: ( ( فقام فزعا يخشى أن تكون الساعة) ) ، وسيأتي - فيما بعد.

وإنما يكره جر الرداء تعمدا لذلك.

وفي رواية الإمام أحمد لهذا الحديث: ( ( فقام يجر ثوبه مستعجلاً) ) .

وقوله: ( ( فصلى بنا ركعتين) ) ، لم يذكر صفة الركعتين.

وقد رواه ابن علية ويزيد بن زريع، عن يونس، فزادا في الحديث: ( ( فصلى بهم ركعتين نحو ما يصلون) ) .

وخرجه ابن حبان في ( ( صحيحه) ) من رواية أشعث، عن الحسن، عن أبي
بكرة، عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أنه صلى في كسوف الشمس والقمر ركعتين، مثل صلاتكم.
وخرجه النسائي، ولم يذكر: ( ( القمر) ) ، وعنده: ( ( مثل صلاتكم هذه) ) .

وقال ابن حبان: أراد به مثل صلاتكم في الكسوف.

وهذا التأويل متجه في رواية ابن علية ويزيد بن زريع، عن يونس - أيضا.

وبذلك تأولها البيهقي 0
والمتبادر إلى الفهم: التشبيه بصلاة ركعتين، يتطوع بهما.

وهذا مما تعلّق به من قال: إن صلاة الكسوف ليس فيها ركوع زائد، وسيأتي ذكره - إن شاء الله سبحانه تعالى 0
وفيه دليل على أن صلاة الكسوف تستدام حتى تنجلي الشمس.

وقوله: ( ( إنهما لا يكسفان لموت أحد) ) ، إشارة إلى قول الناس: ( ( إن الشمس كسفت لموت إبراهيم عليه السلام) ) .

وفي رواية خرجها البخاري - فيما بعد -: ( ( وذلك أن ابنا للنبي مات، يقال له: إبراهيم، فقال الناس في ذلك) ) .

و [روى] هذا الحديث محمد بن دينار الطاحي، عن يونس، فزاد في الحديث: ( ( وإن الله إذا تجلى لشيء من خلقه خشع له) ) .

خرجه الدارقطني.

[وقال] -: تابعه: نوح بن قيس، عن يونس.
وخرجه - أيضا - من رواية بكار بن يونس: [ثنا] حميد، عن الحسن، عن أبي بكرة - بهذه الزيادة - أيضا
ورويت هذا.........................
.