فهرس الكتاب

فتح البارى لابن رجب - باب الخطبة بعد العيد

باب
الخطبة يوم العيد
فيه ثلاثة أحاديث:
الأول:
[ قــ :933 ... غــ :962 ]
- نا أبو عاصم: أنا ابن جريج: أخبرني الحسن بن مسلم، عن طاوس، عن ابن عباس، قال: شهدت العيد مع رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأبي بكر وعمر وعثمان، فكلهم كانوا يصلون قبل الخطبة.

فيهِ: دليل على أنهم كانوا يخطبون للعيدين، وأنهم كانوا يخطبون بعد الصَّلاة.

وخرجه فيما بعد من طريق عبد الرزاق، بسياق طويل.




[ قــ :934 ... غــ :963 ]
- نا يعقوب بن إبراهيم: نا أبو اسامة: نا عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، قال: كانَ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأبو بكر وعمر يصلون العيدين قبل الخطبة.

وقد خرجه مسلم بنحوه من حديث أبي أسامة وعبدة بن سليمان كلاهما، عن عبيد الله.

وقد قال الإمام أحمد - في رواية ابنه عبد الله -: ما سمعت من أحد يقول في هذا الحديث: ( ( أبو بكر وعمر) ) إلا عبدة.

كذا قال، وكأنه لم يسمعه من أبي أسامة.




[ قــ :935 ... غــ :964 ]
- نا سليمان بن حرب: نا شعبة، عن عدي بن ثابت، عن سعيد بن
جبير، عن ابن عباس، قالَ: إن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صلى يوم الفطر ركعتين، لم يصل قبلهما ولا بعدهما، ثم أتى النساء ومعه بلال، فأمرهن بالصدقة، فجعلن يلقين، تلقي المرأة خرصها وسخابها.

ظاهره: أنه بعد الصلاة خطب النساء، وليس كذلك، وإنما خطب الرجال ثم أتى النساء بعد الرجال، وسيأتي ذلك من حديث طاوس.

و ( ( الخرص) ) ، و ( ( القرط) ) حلقة في الإذن، وربما كانت فيها حبة.

و ( ( السخاب) ) : قلادة تتخذ من أنواع الطيب.

وفي الحديث: دليل على جواز صدقة المرأة بدون إذن زوجها.




[ قــ :936 ... غــ :965 ]
- نا آدم: نا شعبة: نا زبيد، قال: سمعت الشعبي، عن البراء بن عازب، قالَ: قال النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ( ( إن أول ما نبدأ في يومنا هذا، أن نصلي، ثم نرجع فننحر، فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا، ومن نحر قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله، ليس من النسك في شيء) ) ، فقال رجل من الأنصار - يقال له: أبو بردة بن نيار -: يا رسول الله، ذبحت، وعندي جذعة خير من مسنة؟ قالَ: ( ( اجعله مكانه، ولن توفي - أو تجزي - عن أحد بعدك) ) .

في هذا الحديث: دليل على أن الخطبة كانت بعد الصَّلاة؛ لقوله: ( ( إن أول ما نبدأ به يومنا هذا أن نصلي) ) ولو كانَ يخطب قبل، لكان أول ما بدأ به الخطبة.
وهذا القول قاله في خطبته، كما خرجه البخاري فيما بعد، عن سليمان بن حرب، عن
شعبة، بهذا الإسناد.

وقد تقدم: أن الإمام أحمد خرجه من رواية أبي جناب الكلبي، عن يزيد بن
البراء، عن أبيه، أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قاله قبل الصَّلاة، ثم صلى، ثم خطب، وذكر أنه قال في خطبته: ( ( من كان منكم عجل ذبحا فإنما هي جزرة اطعمها أهله) ) - وذكر قصة أبي بردة -، ثم قال: ( ( يا بلال) ) قال: فمشى، واتبعه رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حتى أتى النساء، فقال: ( ( يا معشر النسوان، تصدقن، الصدقة خير لكن) ) .
قال: فما رأيت يوما قط أكثر خدمة مقطوعة، ولا قلادة، ولا قرطا من ذلك اليوم.
وقال الإمام أحمد - أيضا -: نا يحيى بن آدم: نا أبو الأحوص، عن منصور، عن الشعبي، عن البراء بن عازب، قال: خطبنارسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يوم النحر بعد الصلاة - ولم يزد على ذَلِكَ.

وأما ذكر الخطبتين في العيد، فخرجه ابن ماجه من رواية إسماعيل بن مسلم: نا أبو الزبير، عن جابر، قال: خرج رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يوم الفطر - أو أضحى - فخطب قائما، ثم قعد قعدة، ثم قام.

وإسماعيل، هو المكي.
ضعيف جدا.