فهرس الكتاب

كتاب السبق والرمي

كتاب السبق والرمي

حديث ابن عمر : أن النبي صلى الله عليه وسلم سابق بين الخيل التي قد ضمرت من الحفيا إلى ثنية الوداع وسابق بين الخيل التي لم تضمر من الثنية إلى مسجد بني زريق متفق عليه . قوله : ويقال : إن بينهما خمسة أميال أو ستة هو في البخاري من قول سفيان .

قوله : روي أن العضباء ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت لا تسبق فجاء أعرابي على قعود له فسبقها فاشتد ذلك على المسلمين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن حقا على الله أن لا يرفع شيئا من الدنيا إلا وضعه البخاري من حديث حميد عن أنس .

حديث سلمة بن الأكوع : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم من أسلم يتناضلون في السوق فقال : ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا متفق عليه .

حديث عقبة بن عامر في الرمي ، رواه الحاكم وأصله في الصحيحين .

حديث أبي هريرة : لا سبق إلا في خف أو نصل أو حافر أحمد وأصحاب السنن والشافعي والحاكم من طرق & وصححه ابن القطان وابن دقيق العيد وأعل الدارقطني بعضها بالوقف ورواه الطبراني وأبو الشيخ من حديث ابن عباس . ( تنبيه ) قوله لا سبق وهو بفتح السين والباء الموحدة مفتوحة أيضا ما يجعل السابق على سبقه من جعل قاله الخطابي وابن الصلاح وحكى ابن دريد فيه الوجهين .

قوله : روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : رهان الخيل طلق ، أي حلال ، أبو نعيم في معرفة الصحابة من طريق يزيد بن عبد الرحمن عن يحيى بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أمه حميدة أو عبيدة عن أبيها بهذا قال أبو نعيم اسم أبيها رفاعة بن رافع .

حديث عثمان : أنه قيل له أكنتم تراهنون على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : نعم ، لم أره من حديث عثمان ، ورواه البيهقي من طريق سليمان حرب عن حماد بن زيد أو سعيد بن زيد عن واصل مولى أبي عيينة ، حدثني موسى بن عبيد قال : كنا في الحجر بعدما صلينا الغداة ، فلما أسفرنا إذا فينا عبد الله بن عمر فجعل يستقرينا رجلا رجلا ، يقول : صليت يا فلان ، قال يقول ههنا حتى أتى علي فقال : أي صليت يا ابن عبيد ؟ قلت ههنا فقال بخ بخ ما نعلم صلاة أفضل عند الله من صلاة الصبح جماعة يوم الجمعة ، فسألوه : أكنتم تراهنون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : نعم لقد راهن على فرس يقال لها سبحة فجاءت سابقة ورواه أحمد والدارمي والدارقطني والبيهقي # من حديث أبي لبيد ، أتينا أنس بن مالك فقلنا : أكنتم تراهنون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم ، لقد راهن رسول الله صلى الله عليه وسلم على فرس يقال لها سبحة جاءت سابقة ، فبهش لذلك ، وأعجبه قوله : سبحة من قولهم فرس سباح إذا كان حسن مد اليدين في الجري وقوله فبهش بالباء والشين المعجمة أي هش وفرح .

حديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تسابق هو وعائشة ، الشافعي وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان والبيهقي من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : سابقت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبقته فلما حملت اللحم سابقته فسبقني فقال : هذه بتلك ، واختلف فيه على هشام فقيل هكذا وقيل عن رجل عن أبي سلمة ، وقيل عن أبيه وعن أبي سلمة ، عن عائشة .

حديث : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صارع ركانة على شياه ، أبو داود ، والترمذي من حديث أبي الحسن العسقلاني عن أبي جعفر بن محمد بن ركانة : أن ركانة صارع النبي صلى الله عليه وسلم . قال ركانة : وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : فرق ما بيننا وبين أهل الكتاب العمائم على القلانس وقال الترمذي غريب وليس إسناده بالقائم وروى أبو داود في المراسيل عن سعيد بن جبير قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبطحاء فأتى عليه يزيد بن ركانة أو ركانة بن يزيد ، ومعه أعنز له ، فقال له : يا محمد هل لك أن تصارعني ، قال : ما تسبقني قال شاة من غنمي فصارعه فصرعه فأخذ شاة فقال ركانة : هل لك في العود ، ففعل ذلك مرارا ، فقال : يا محمد والله ما وضع جنبي أحد إلى الأرض وما أنت بالذي تصرعني يعني فأسلم فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم غنمه . إسناده صحيح إلى سعيد بن جبير إلا أن سعيدا لم يدرك ركانة قال البيهقي وروي موصولا قلت : هو في أحاديث أبي بكر الشافعي وفي كتاب السبق والرمي لأبي الشيخ من رواية عبد الله بن يزيد المدني عن حماد ، عن عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مطولا ، ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة من حديث أبي أمامة مطولا ، وإسنادهما ضعيفان وروى عبد الرزاق عن معمر عن يزيد بن أبي زياد أحسبه ، عن عبد الله بن الحارث قال : صارع النبي صلى الله عليه وسلم أبا ركانة في الجاهلية وكان شديدا ، فقال : شاة بشاة فصرعه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : عاودني في أخرى فصرعه النبي صلى الله عليه وسلم فقال عاودني فصرعه الثالثة فقال أبو ركانة ماذا أقول لأهلي شاة أكلها الذئب وشاة نشرت فما أقول في الثالثة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما كنا لنجمع عليك أن نصرعك ونغرمك خذ غنمك هكذا وقع فيه أبو ركانة وكذا أخرجه أبو الشيخ من طريقه يزيد & فيه ضعف والصواب ركانة . ( تنبيه ) قال الحافظ عبد الغني بن سعيد ما روي من مصارعة النبي صلى الله عليه وسلم أبا جهل لا أصل له وحديث ركانة أمثل ما روي في مصارعة النبي صلى الله عليه وسلم .

حديث : من أدخل فرسا بين فرسين وقد أمر أن يسبقهما فهو قمار وإن لم يؤمر أن يسبقهما فليس بقمار أحمد وأبو داود وابن ماجه والحاكم والبيهقي وابن حزم وصححه من حديث أبي هريرة قال الطبراني في الصغير تفرد به سعيد بن بشير عن قتادة عن سعيد بن المسيب وتفرد به عنه الوليد وتفرد به عنه هشام بن خالد ، قلت : رواه أبو داود عن محمود بن خالد عن الوليد لكنه أبدل قتادة بالزهري ورواه أبو داود وباقي من ذكر قبل من طريق سفيان بن حسين عن الزهري وسفيان هذا ضعيف في الزهري وقد رواه معمر وشعيب وعقيل عن الزهري عن رجال من أهل العلم قاله أبو داود قال وهذا أصح عندنا وقال أبو حاتم أحسن أحواله أن يكون موقوفا على سعيد بن المسيب فقد رواه يحيى بن سعيد عن سعيد قوله انتهى وكذا هو في الموطأ عن الزهري عن سعيد قوله ، وقال ابن أبي خيثمة سألت ابن معين عنه ، فقال : هذا باطل ، وضرب على أبي هريرة وقد غلط الشافعي سفيان بن حسين في روايته عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة حديث الرجل جبار وهو بهذا الإسناد أيضا . ( تنبيه ) وقع في الحلية لأبي نعيم من حديث الوليد عن سعيد بن عبد العزيز عن الزهري وقوله ابن عبد العزيز خطأ الدارقطني والصواب سعيد بن بشير كما عند الطبراني والحاكم وحكى الدارقطني في العلل أن عبيد بن شريك رواه عن هشام بن عمار عن الوليد عن سعيد بن بشير عن قتادة عن ابن المسيب عن أبي هريرة وهو وهم أيضا فقد رواه أصحاب هشام عنه عن الوليد عن سعيد & الزهري قلت : وقد رواه عبدان عن هشام مثل ما قال عبيد أخرجه ابن عدي عنه وقال : إنه غلط فتبين بهذا أن الغلط فيه من هشام ، وذلك أنه تغير حفظه في الآخر .

قوله : روي أن النبي صلى الله عليه وسلم سابق بين الخيل وجعل بينهما سبقا ابن حبان وابن أبي عاصم في الجهاد من حديث عاصم بن عمر ، عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر به ، وزاد : وجعل بينهما محللا ، ورواه ابن أبي عاصم من طريق عاصم بن عمر هذا عن نافع ، وعاصم هذا ضعيف واضطرب فيه رأي ابن حبان فصحح حديثه تارة وقال في الضعفاء : لا يجوز الاحتجاج به وقال في الثقات يخطئ ويخالف وفي الكتاب المترجم لأبي إسحاق الجوزجاني وابن أبي عاصم في الجهاد من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا جلب ولا جنب وإذا لم يدخل المتراهنان فرسا يستبقان على السبق به فهو حرام وفي إسناده رجل مجهول وروى أحمد وابن أبي عاصم من حديث نافع عن ابن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سابق بين الخيل وراهن وهو أقوى من الذي قبله ويدل على أنه لا يشترط المحلل وكذا أخرج أحمد حديث أنس : لقد راهن رسول الله على فرس يقال له سبحة فسبق الناس فبهش لذلك وأعجبه . قوله : روي أن # النبي صلى الله عليه وسلم مر بحزبين من الأنصار يتناضلون وقد سبق أحدهما الآخر فأقرهما على ذلك يأتي .

قوله : وقد روي عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه قيل له : كيف كنتم تقاتلون العدو ؟ فقال : إذا كانوا على مائتين وخمسين ذراعا قاتلناهم بالسهام ثم بالحجارة وإذا كانوا على أقل من ذلك قاتلناهم بالسيف . الطبراني وأبو نعيم في المعرفة من طريق حسين بن السائب بن أبي لبابة عن أبيه قال : لما كان ليلة بدر قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن معه : كيف تقاتلون ؟ فقام عاصم بن ثابت بن أبي الأفلح فأخذ القوس وأخذ النبل فقال : أي رسول الله إذا كان القوم قريبا من مائتي ذراع أو نحو ذلك كان الرمي بالقسي وإذا دنى القوم حتى تنالهم الحجارة كانت المراضخة فإذا دنوا حتى تنالهم الرماح كانت المداعسة حتى تتقصف الرماح ثم كانت المجالدة بالسيوف فقال صلى الله عليه وسلم : بهذا أنزلت الحرب من قاتل فليقاتل قتال عاصم السياق لأبي نعيم قوله : رووا أنه لم يرم إلى أربعمائة إلا عقبة بن عامر لم أر هذا .

– حديث : ما بين الهدفين روضة من رياض الجنة لم أجده هكذا إلا عند صاحب مسند الفردوس من جهة ابن أبي الدنيا بإسناده عن مكحول عن أبي هريرة رفعه تعلموا الرمي فإن ما بين الهدفين روضة من رياض الجنة وإسناده ضعيف مع انقطاعه وروى البيهقي من حديث جابر بلفظ : وجبت محبتي على من مشى بين الغرضين وفي سنن سعيد بن منصور عن إبراهيم بن يزيد التيمي عن أبيه قال : رأيت حذيفة بالمدائن يشتد بين الهدفين وروى الطبراني في فضل الرمي من طريق سعيد بن المسيب عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من مشى بين الغرضين كان له بكل خطوة حسنة

– حديث : أنه صلى الله عليه وسلم مر بحزبين من الأنصار يتناضلون فقال : أنا من الحزب الذي فيه ابن الأدرع لم أره هكذا وإنما هذا حديث سلمة بن الأكوع أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على ناس من أسلم يتناضلون فقال : ارموا وأنا مع ابن الأدرع الحديث وفيه ارموا وأنا معكم كلكم وقد تقدم وهو متفق عليه وفي رواية للحاكم والبيهقي ولقد رموا عامة يومهم ثم تفرقوا على السواء ما نضل بعضهم بعضا ورواه الحاكم أيضا من حديث ابن عباس ورواه هو وابن حبان من حديث أبي هريرة بلفظ : خرج النبي صلى الله عليه وسلم وقوم من أسلم يرمون ، فقال : ارموا بني إسماعيل ، فإن أباكم كان راميا ارموا وأنا مع ابن الأدرع فأمسك القوم فقالوا : يا رسول الله من كنت معه غلب ، قال : ارموا وأنا معكم كلكم . ( فائدة ) اسم ابن الأدرع محجن سماه ابن أبي خيثمة في روايته من طريق ابن إسحاق عن سفيان بن فروة الأسلمي ، عن أشياخ من قومه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال مر بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتناضل ، فينا محجن بن الأدرع الحديث ، وليس في طريق من طرقهم أنهم من الأنصار .

حديث : لا جلب ، ولا جنب في الرهان ، تقدم في الزكاة ومن طرقه التي لم تتقدم الدالة على أنه في الرهن ما رواه ابن أبي عاصم في الجهاد من حديث الأعرج عن أبي هريرة بلفظ لا جلب ولا جنب وإذا أدخل المرتهنان فرسا يستبقان على سبقه فهو حرام وقد تقدم أن الجوزجاني أخرجه أيضا ولا دلالة فيه لاحتمال افتراق الحكمين .

حديث : من أجلب على الخيل يوم الرهان فليس منا ابن أبي عاصم والطبراني من حديث ابن عباس وإسناد ابن أبي عاصم لا بأس به . حديث عمر : علموا أولادكم الرمي والمشي بين الغرضين لم أجده هكذا ، وفي ابن حبان . والبيهقي من طريق شعبة عن عاصم عن أبي عثمان : أتانا كتاب عمر ونحن مع عتبة بن فرقد بأذربيجان فذكر الحديث وفيه : وارموا الأغراض وامشوا بين الهدفين وروى البيهقي بإسناد ضعيف عن أبي رافع رفعه : حق الولد على الوالد أن يعلمه الكتابة والسباحة والرمي .

قوله : ويروى الرمي بين الغرضين عن عقبة بن عامر وابن عمر وأنس انتهى . أما حديث عقبة بن عامر فرواه مسلم من طريق عبد الرحمن بن شماسة المهري أن رجلا قال لعقبة بن عامر تختلف بين هذين الغرضين وأنت كبير يشق عليك فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من علم الرمي ثم تركه فليس منا وأما حديث ابن عمر فرواه الطبراني وسعيد بن منصور من طريق مجاهد قال : رأيت ابن عمر يشتد بين الغرضين ويقول : أنا بها وإسناده حسن وأما حديث أنس فأخرجه الطبراني في كتاب الرمي بسند صحيح عن ثمامة بن عبد الله بن أنس قال : كان أنس يجلس ويطرح له الفراش ويرمي ولده بين يديه فخرج علينا يوما فقال : يا بني بئيس ما ترمون ثم أخذ القوس فرمى فما أخطأ القرطاس ورويناه بعلو في جزء الأنصاري ( فائدة ) روى النسائي من حديث عطاء بن أبي رباح رأيت جابر بن عبد الله وجابر بن عمير الأنصاري يرميان فمل أحدهما فجلس فقال # الآخر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل شيء ليس من ذكر الله فهو لغو وسهو إلا أربع خصال مشي الرجل بين الغرضين وتأديب فرسه وملاعبته أهله وتعليم السباحة