فهرس الكتاب

شريح بن الحارث بن قيس القاضي

394 شريح بن الحارث بن قيس القاضي يكنى أبا أمية ولاه عمر الكوفة.
عن ابن عون، عن إبراهيم عن شريح، قال: سيعلم الظالمون حظ من نقصوا، إن الظالم ينتظر العقاب والمظلوم ينتظر النصر.
عن ابن سيرين قال: سمعت شريحاً يحلف بالله ما ترك عبد شيئاً لله فوجد فقده قال ابن سيرين: ولا أرى شريحاً حلف إلا على علم.
عن الأعمش قال: اشتكى شريح رجله فطلاها بالعسل وجلس في الشمس، فدخل عليه عواده فقالوا: كيف تجدك؟ قال: صالحاً.
فقالوا: ألا أريتها الطبيب؟ فقال: قد فعلت.
فقالوا: فما قال لك؟ قال: وعد خيراً.
عن إبراهيم عن شريح أنه قضى على رجل باعترافه، فقال: يا أبا أمية قضيت علي بغير بينة فقال: أخبرني ابن أخت خالك عن ميسرة عن شريح أنه افتقد ابناً له، فبعث في طلبه فقال لطالبه: أين أصبته؟ فقال: كان يهارش بالكلاب، فقال: صليت؟ قال: لا.
فقال للرسول: اذهب به إلى المؤدب وقال: ترك الصلاة لأكلب يسعى لها ... طلب الهراش مع الغواة النجس فإذا أتاك فعضه بملامة ... وعظنه موعظة الأديب الكيس وإذا هممت بضربه فبدرة ... وإذا ضربت بها ثلاثاً فاحبس واعلم بأنك ما أتيت فنفسه ... مع ما يجرعني، أعز الأنفس عن عامر: أن ابناً لشريح قال لأبيه: بيني وبين قوم خصومة فانظر فإن كان الحق لي خاصمتهم وإن لم يكن لي الحق لم أخاصمهم، فقص قصته عليه فقال: انطلق فخاصمهم فانطلق إليهم فخاصمهم إليه فقضى على ابنه.
فقال له لما رجع إلى أهله: والله لو لم أتقدم إليك لم ألمك، فضحتني.
فقال: والله يا بني لأنت أحب إلي من ملء الأرض مثلهم، ولكن الله هو أعز علي منك، أن أخبرك أن القضاء عليك فتصالحهم فتذهب ببعض حقهم.
عن الشعبي قال: شهدت شريحاً وجاءته امرأة تخاصم رجلاً فأرسلت عينيها وبكت فقلت: يا أبا أمية ما أظنها إلا مظلومة.
فقال: يا شعبي إن إخوة يوسف جاؤوا أباهم عشاء يبكون.
عن الأعمش قال: سمعتهم يذكرون عن شريح أنه رأى جيراناً له يجولون فقال: ما لكم؟ قالوا: فرغنا اليوم فقال: ما بهذا أمر الفارغ.
عن أبي حيان التيمي قال: أنا أبي قال: كان شريح إذا مات لأهله سنور أمر بها فألقيت في جوف داره ولم يكن لها مثقب شارع إلا في جوف داره اتقاء لأذى المسلمين.
قال أبو نعيم: خرج شريح من عند زياد فلقيه رجل فقال: كبرت سنك ورق عظمك وارتشى ابنك.
قال: فرجع إليه فأخبره فقال: من قال لك؟ قال: لا أعرفه فأعفني.
قال: لا أعفيك حتى تشير علي برجل.
فأشار عليه بأبي بردة فولاه القضاء.
قال المؤلف: أسند شريح عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وغيرهما.
وتوفي سنة ست وسبعين وقيل ثمان وسبعين، وقد بلغ ماية وثمان سنين.