فهرس الكتاب

يزيد بن هارون

377 يزيد بن هارون يكنى أبا خالد، مولى لبني سليم، وقيل أصله من بخارى.
علي بن المديني قال: ما رأيت رجلاً قط أحفظ من يزيد بن هارون.
قال أبو جعفر أحمد بن سنان: ما رأيت عالماً قط أحسن صلاة من يزيد بن هارون يقوم كأنه أسطوانة، وكان يصلي بين المغرب والعشاء والظهر والعصر لم يكن يفتر من صلاة الليل والنهار، هو وهشيم جميعاً معروفان بطول الصلاة بالليل والنهار.
عاصم بن علي قال: كان يزيد بن هارون إذا صلى العتمة لا يزال قائماً حتى يصلي الغداة بذلك الوضوء نيفاً وأربعين سنة.
أبو جعفر محمد بن إسماعيل الصائغ بمكة قال: قال رجل ليزيد بن هارون: كم حزبك؟ فقال: وأنام من الليل شيئاً؟ إذاً لا أنام الله عيني.
محمد بن الربيع بن الحكم قال: سمعت يزيد بن هارون يقول: من طلب الرئاسة في غير أوانها حرمه الله إياها في أوانها.
الحسن بن عرفة قال: رأيت يزيد بن هارون بواسط وهو أحسن الناس عينين، ثم رأيته بعين واحدة، ثم رأيته وقد ذهبت عيناه فقلت: يا أبا خالد ما فعلت العينان الجميلتان؟ فقال: ذهب بهما بكاء الأسحار.
أبو نافع ابن بنت يزيد بن هارون قال: كنت عند أحمد بن حنبل وعنده رجلان، فقال أحدهما: يا أبا عبد الله رأيت يزيد بن هارون في المنام فقلت له: يا أبا خالد ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي وشفعني وعاتبني.
قال: قلت غفر لك وشفعك قد عرفت، ففيم عاتبك؟ قال: قال لي يا يزيد أتحدث عن حريز بن عثمان؟ قال: قلت يا رب ما علمت إلا خيراً.
قال: يا يزيد إنه كان يبغض أبا الحسن علي بن أبي طالب.
قال: وقال الآخر: وأنا رأيت يزيد بن هارون في المنام؟ فقلت له: هل أتاك منكر ونكير؟ قال: إي والله، وسألاني من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ قال: قلت: ألمثلي يقال هذا وأنا أعلم الناس هذا في دار الدنيا؟ فقالا لي: صدقت فنم نومة العروس لا بؤس عليك.
حوثرة بن محمد المقري قال: رأيت يزيد بن هارون في المنام بعد موته بأربع ليال فقلت: ما فعل الله بك؟ تقبل مني الحسنات، وتجاوز عن السيئات، ووهب لي التبعات.
قلت: وما كان بعد ذلك؟ قال: هل يكون من الكريم إلا الكرم؟ غفر لي ذنوبي وأدخلني الجنة.
قلت: بم نلت؟ قال: بمجالس الذكر وقول الحق وصدقي في الحديث وطول قيامي في الصلاة وصبري على الفقر، قلت: منكر ونكير حق؟ قال: إي والله، والله الذي لا إله إلا هو لقد أقعداني وسألاني: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فجعلت أنفض لحيتي البيضاء من التراب.
فقلت: مثلي يسأل؟ أنا يزيد بن هارون الواسطي، وكنت في دار الدنيا ستين سنة أعلم الناس.
فقال أحدهما: صدق، هو يزيد بن هارون، من نومة العروس ولا روعة عليك بعد اليوم.
قال أحدهما: أكنت تكتب عن حريز بن عثمان؟ قلت: نعم وكان ثقة في الحديث.
قال: ثقة ولكنه كان يبغض علياً، أبغضه الله تعالى.
قال المؤلف: أسند يزيد بن هارون عن يحيى بن سعيد الأنصاري، وسليمان التميمي، وعاصم الأحوال، وحميد الطويل، وداود بن أبي هند، وعبد الله بن عون، وحسين المعلم في خلق كثير.
وكان مولده ثمان عشرة ومائة.
وتوفي في سنة ست ومائتين وهو ابن سبع أو ثمان وثمانين سنة.
انتهى ذكر أهل واسط