فهرس الكتاب

ثابت بم مسلم البناني

ثابت بم مسلم البناني ... 515 ثابت بن مسلم البناني يكنى أبا محمد عن بكر بن عبد الله قال: من سره أن ينظر إلى أعبد رجل أدركناه في زمانه فلينظر إلى ثابت البناني، فما أدركنا الذي هو أعبد منه، تراه في يوم معمعاني بعيد ما بين الطرفين يظل صائماً ويراوح ما بين جبينه وقدمه.
عمرو بن محمد بن أبي رزين قال: قال ثابت البناني: كابدت الصلاة عشرين سنة وتنعمت بها عشرين سنة.
سلام بن مسكين قال: أنبأ ثابت قال: ما دعا الله عز وجل المؤمن بدعوة إلا وكل بحاجته جبرائيل عليه السلام فيقول: لا تعجل بإجابته فإني أحب أن أسمع صوت عبدي المؤمن، وإن الفاجر يدعو الله عز وجل فيوكل جبرائيل بحاجته فيقول: يا جبرائيل أعجل إجابة دعوته فإني أحب أن لا أسمع صوت عبدي الفاجر.
جعفر قال: أنبأ ثابت البناني عن رجل من العباد أنه قال يوماً لإخوانه: إني لأعلم متى يذكرني ربي عز وجل.
قال: ففزعوا من ذلك فقالوا: تعلم حين يذكرك ربك؟ قال: نعم.
قالوا: متى؟ قال: إذا ذكرته ذكرني.
قال: وإني لأعلم حين يستجيب لي ربي عز وجل.
قال: فعجبوا من قوله، قالوا: تعلم حين يستجيب لك ربك؟ قال: نعم.
قالوا: وكيف تعلم ذلك؟ قال: إذا وجل قلبي واقشعر جلدي وفاضت عيني وفتح لي في الدعاء فثم أعلم أن قد استجيب لي.
سهل بن أسلم قال: كان ثابت البناني يصلي كل ليلة ثلاث مائة ركعة، فإذا أصبح ضمرت قدماه فيأخذهما بيده فيعصرهما ثم يقول: مضى العابدون وقطع بي والهفاه.
عن شعبة قال: كان ثابت البناني يقرأ القرآن في كل يوم وليلة ويصوم الدهر.
جعفر بن سليمان قال: حدثنا ثابت البناني قال: كان رجل من العباد يقول: إذا أنا نمت ثم استيقظت ثم أردت أن أعود إلى النوم فلا أنام الله عيني إذاً.
قال جعفر: كنا نراه يعني نفسه.
حميد قال: كنا نأتي أنس بن مالك ومعنا ثابت، فكلما مر بمسجد صلى فيه فكنا نأتي أنساً فيقول: أين ثابت؟ أين ثابت؟ إن ثابتاً دويبة أحبها.
قال عبد الله: وحدثني أبي قال: بلغني أن أنساً قال لثابت: ما أشبه عينك بعيني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فما زال يبكي حتى عمشت عيناه.
جعفر بن سليمان قال: اشتكى ثابت البناني عينه فقال له الطبيب: اضمن لي خصلة تبرأ عينك قال: وما هي؟ قال: لا تبك قال: وما خير في عين لا تبكي؟ حماد بن زيد قال: رأيت ثابتاً البناني يبكي حتى تختلف أضلاعه.
عن هشام قال: ما رأيت قط أصبر على طول المقام والسهر من ثابت البناني، صحبناه مرة إلى مكة فكنا إن نزلنا ليلاً فهو قائم يصلي وإلا فمتى شئت أن تراه أو تحس به مستيقظاً ونحن نسير إما باكياً وإما تالياً.
مبارك بن فضالة قال: كان ثابت البناني يقوم الليل ويصوم النهار.
وكان يقول: ما شيء أجده في قلبي ألذ عندي من قيام الليل.
جعفر قال: سمعت ثابتاً يقول: ما تركت في المسجد الجامع سارية إلا وقد ختمت القرآن عندها وبكيت عندها.
جعفر قال: أخبرنا محمد بن ثابت البناني قال: ذهبت ألقن أبي وهو في الموت فقلت: يا أبت قل لا إله إلا الله فقال: يا بني خل عني فإني في وردي السادس أو السابع.
شبان بن جسر عن أبيه قال: أنا، والله الذي لا إله إلا هو، أدخلت ثابتاً البناني لحده ومعي حميد الطويل أو رجل غيره، شك محمد، قال: فلما سوينا عليه اللبن سقطت لبنة فإذا أنا به يصلي في قبره.
فقلت للذي معي: ألا ترى؟ قال: اسكت فلما سوينا عليه وفرغنا أتينا ابنته فقلنا لها: ما كان عمل ثابت؟ قالت: وما رأيتم؟ فأخبرناها.
قالت: كان يقوم الليل خمسين سنة فإذا كان السحر قال في دعائه: اللهم إن كنت أعطيت أحداً من خلقك الصلاة في قبره فأعطنيها.
فما كان الله عز وجل ليرد ذلك الدعاء.
إبراهيم بن الضمة المهلبي قال: حدثني الذين كانوا يمرون بالجص بالأسحار قالوا: كنا إذا مررنا بجنبات قبر ثابت سمعنا قراءة القرآن.
أسند ثابت عن ابن عمرو وابن الزبير وشداد وأنس في آخرين.
وتوفي في ولاية خالد بن عبد الله على العراق.