فهرس الكتاب

مسلم بن يسار

503 مسلم بن يسار يكنى أبا عبد الله.
مولى طلحة بن عبيد الله التيمي.
كذا قال ابن سعد.
وقال البخاري ومسلم بن الحجاج هو مولى بني أمية.
وقال أبو بكر الخطيب: مولى عثمان بن عفان.
ميمون بن جابان قال: ما رأيت مسلم بن يسار ملتفتاً في صلاته قط، خفيفة ولا طويلة.
لقد انهدمت ناحية من المسجد ففزع أهل السوق لهدته وإنه لفي المسجد في صلاة فما التفت.
عبد الجبار بن النضر السلمي قال: حدثني رجل من آل محمد بن سيرين قال: رأيت مسلم بن يسار رفع رأسه من السجود في المسجد الجامع فنظرت إلى موضع سجوده كأنه قد صب فيه الماء من كثرة دموعه.
جعفر بن حيان قال: ذكر لمسلم بن يسار قلة التفاته في الصلاة فقال: وما يدريكم أين قلبي؟.
عن ابن شوذب قال: كان مسلم بن يسار يقول لأهله إذا دخل في صلاته في بيته: تحدثوا فلست أسمع حديثكم.
عبد الحميد بن عبد الله بن مسلم بن يسار عن أبيه قال: كان مسلم إذا دخل المنزل سكت أهل البيت فلا يسمع لهم كلام، وإذا قام يصلي تكلموا وضحكوا.
ابن عون قال: رأيت مسلم بن يسار يصلي كأنه وتد لا يميل على قدم مرة ولا على قدم مرة ولا يتحرك له ثوب ولا يتروح على رجل.
عن حبيب بن الشهيد أن مسلم بن يسار كان قائماً يصلي فوقع حريق إلى جنبه فما شعر به حتى طفئت النار.
عبد الحميد بن عبد الله بن مسلم بن يسار قال: حدثني أبي قال: رأيت مسلماً وهو ساجد، وهو يقول في سجوده: متى ألقاك وأنت عني راض؟ ويذهب في الدعاء ثم يقول: متى ألقاك وأنت عني راض.
عن ابن عون قال: كان مسلم بن يسار إذا كان في غير صلاة كأنه في صلاة.
ابن المبارك قال: قال مسلم بن يسار لأصحابه يوم التروية: هل لكم في الحج؟ فقالوا خرف الشيخ.
وعلى ذلك لنطيعه.
قال: من أراد ذلك فليخرج فخرجوا إلى الجبان برواحلهم فقال: خلوا أزمتها.
فأصبحوا وهم ينظرون إلى جبال تهامة.
سليمان بن المغيرة قال: جاء مسلم بن يسار إلى دجلة وهي تقذف بالزبد، فمشى على الماء ثم التفت إلى أصحابه فقال: هل تفقدون شيئاً؟.
لقي مسلم بن يسار جماعة من الصحابة.
وتوفي في سنة مائة أو إحدى ومائة في خلافة عمر بن عبد العزيز.
مالك بن دينار قال: رأيت أبا عبد الله مسلم بن يسار في منامي بعد موته بسنة؛ فسلمت عليه فلم يرد السلام فقلت: ما يمنعك أن ترد علي السلام؟ فقال: أنا ميت فكيف أرد عليك السلام؟ قال: قلت له فماذا لقيت بعد الموت؟ قال: فدمعت عينا مالك عند ذلك وقال: لقيت والله أهوالاً عظاماً شداداً.
قال فقلت: فما كان بعد ذلك؟ قال: وما تراه يكون من الكريم؟ قبل منا الحسنات وعفا لنا عن السيئات وضمن عنا التبعات.
قال: ثم شهق مالك شهقة خر مغشياً عليه.
قال: فلبث بعد ذلك أياماً مريضاً من غشيته ثم مات فيرون أنه انصدع قلبه فمات رحمه الله.