فهرس الكتاب

مطرف بن عبد الله بن الشخير

من الطبقة الثانية مطرف بن عبد الله بن الشخير ... ومن الطبقة الثانية "من أهل البصرة": 492 مطرف بن عبد الله بن الشخير يكنى أبا عبد الله.
سليمان بن المغيرة قال: كان مطرف بن عبد الله إذا دخل بيته سبحت معه آنية بيته.
ثابت قال: قال مطرف: لو أخرج قلبي في يدي هذه اليسار، وجيء بالخير فجعل في هذه اليمنى ما استطعت أن أولج قلبي منه شيئاً حتى يكون الله يضعه.
غيلان قال: كان مطرف يلبس البرانس، ويلبس المطارف، ويركب الخيل ويغشى السلطان غير أنك كنت إذا أفضيت إليه أفضيت إلى قرة عين.
عن ثابت البناني قال: كان مطرف يسكن البادية فإذا كان يوم الجمعة يركب فيجيء إلى الجمعة، قال فمر بمقابر فنعس فرأى أهل القبور على أفواه القبور، فقالوا: هذا يذهب إلى الجمعة.
قال: وتعرفون يوم الجمعة من غيره؟ قالوا: نعم، ونعرف ما يقول الطير في جو السماء.
قال: ما يقول؟ قالوا: يقول سلام سلام ليوم صالح.
عن ثابت البناني.
قال: قال مطرف بن عبد الله: ما مدحني أحد قط إلا تصاغرت إلي نفسي، عن ثابت، عن مطرف قال: لأن يسألني ربي عز وجل يوم القيامة فيقول: يا مطرف ألا فعلت؟ أحب إلي من أن يقول: لم فعلت.
عن ثابت عن مطرف بن عبد الله أنه كان يقول: يا إخوتاه اجتهدوا في العمل فإن يكن الأمر كما نرجو من رحمة الله وعفوه كاهنت لنا درجات في الجنة، وإن يكن الأمر شديداً كما نخاف ونحاذر لم نقل: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} فاطر: 37، نقول قد عملنا فلم ينفعنا ذلك.
عن خلف بن الوليد عن رجل من بني نهشل.
قال: قال مطرف بن عبد الله وهو بعرفة: اللهم لا ترد الجميع، من أجلي.
ثابت قال: مات عبد الله بن مطرف، فخرج مطرف على قومه في ثياب حسنة وقد ادهن فغضبوا وقالوا: يموت عبد الله ثم تخرج في ثياب مثل هذه مدهناً؟ قال: فأستكين لها وقد وعدني ربي تبارك عليها ثلاث خصال كل خصلة منها أحب إلي من الدنيا كلها؟ قال الله عز وجل: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} البقرة فأستكين لها بعد هذا؟ قال ثابت: وقال مطرف: ما من شيء أعطي به في الآخرة قدر كوز من ماء إلا وددت أنه أخذ مني في الدنيا.
غيلان قال: سمعت مطرفاً يقول: إني وجدت ابن آدم كالشيء الملقى بين يدي الله تعالى وبين الشيطان، فإن أراد الله أن ينعشه اجتره إليه؛ وإن أراد به غير ذلك خلى بينه وبين عدوه.
المعلى بن زياد قال: كان إخوان مطرف بن عبد الله عنده، فخاضوا في ذكر الجنة فقال مطرف: لا أدري ما تقولون؟ حال ذكر النار بيني وبين الجنة.
عن ثابت، عن مطرف، أنه أقبل من مبداه فجعل يسير بالليل فأضاء له سوطه.
عن أبي العلاء، عن مطرف أنه قال: ما أوتي عبد بعد الإيمان أفضل من العقل وكان مطرف يقول: إن هذا الموت قد أفسد على أهل النعيم نعيمهم فاطلبوا نعيماً لا موت فيه.
عن بكر بن عبد الله المزني قال: قال مطرف بن عبد الله: لو علمت متى أجلي لخشيت علي ذهاب عقلي، ولكن الله من على عباده بالغفلة عن الموت، ولولا الغفلة ما تهنأوا بعيش ولا قامت بينهم الأسواق.
عن الأعمش قال: قال لي مطرف بن عبد الله: وجدت الغفلة التي ألقاها الله عز وجل في قلوب الصديقين من خلقه رحمة رحمهم بها، ولو ألقى في قلوبهم الخوف على قدر معرفتهم به ما هنأهم العيش.
عن أبي العلاء، عن أخيه يعني مطرفاً، قال: إذا استوت سريرة العبد وعلانيته قال الله عز وجل هذا عبدي حقاً.
محمد بن واسع قال: كان مطرف يقول: اللهم ارض عنا، فإن لم ترض عنا فاعف عنا، فإن المولى قد يعفو عن عبده وهو عنه غير راض.
عن سكين بن عبد العزيز، عن أبيه عن مطرف قال: إذا دخلتم على المريض فإن استطعتم أن يدعو لكم، فإنه قد حرك.
سفيان قال: قال مطرف: إن أقبح ما طلب به الدنيا عمل الآخرة.
عن حميد بن هلال قال: كان بين مطرف وبين رجل من قومه شيء، فكذب على مطرف.
فقال له مطرف: إن كنت كاذباً فعجل الله حتفك.
فمات الرجل مكانه قال: فاستعدي أهله زياداً على مطرف، فقال لهم زياد: هل ضربه؟ هل مسه بيده؟ فقالوا: لا.
فقال: دعوة رجل صالح وافقت قدراً.
فلم يجعل لهم شيئاً.
أبو بكر السهمي قال: حدثني شيخ لنا يكنى أبا بكر أن مطرف بن الشخير قال لبعض إخوانه: يا فلان إذا كانت لك حاجة فلا تكلمني فيها ولكن اكتبها في رقعة ثم ادفعها إلي فإني أكره أن أرى في وجهك ذل السؤال.
وقال الشاعر: لا تحسبن الموت موت البلى ... وإنما الموت سؤال الرجال كلاهما موت ولكن ذا ... أشد من ذاك لذل السؤال وقال أيضاً: ما اعتاض باذل وجهه بسؤاله ... عوضاً وإن نال الغنى بسؤال وإذا السؤال مع النوال وزنته ... رجح السؤال وخف كل نوال فإذا ابتليت ببذل وجهك سائلاً ... فابذله للمتكرم المفضل عن غيلان قال: كان مطرف يقول: كأن القلوب ليست منا وكأن الحديث يعنى به غيرنا.
أسند مطرف عن عثمان بن عفان، وعلي، وأبي بن كعب، وأبي ذر، وأبيه عبد الله بن الشخير، في آخرين.
وتوفي في ولاية الحجاج العراق بعد الطاعون الجارف.
وكان الطاعون سنة سبع وثمانين في خلافة الوليد بن عبد الملك.
وكان مطرف أكبر من الحسن البصري بعشرين سنة.