فهرس الكتاب

هرم بن حيان العبدي

488 هرم بن حيان العبدي كان عاملاً لعمر بن الخطاب رضي الله عنه.
قتادة، عن هرم بن حيان قال: ما رأيت كالنار نام هاربها، ولا كالجنة نام طالبها.
عدي بن أبي عمارة قال: قال هرم بن حيان: ما آثر الدنيا على الآخرة حكيم ولا عصى الله كريم.
وعن الأصمعي، عن صالح المري قال: قال هرم بن حيان: صاحب الكلام على إحدى المنزلتين: إن قصر فيه حصر، وإن أغرق فيه أثم.
ابن شوذب قال: قال هرم بن حيان: لو قيل لي إنك من أهل النار لم أترك العمل لئلا تلومني نفسي فتقول: لم فعلت؟ لم ضيعت؟ وفي رواية أخرى: تقول لي ألا صنعت؟ ألا فعلت؟.
عن الحسن قال: خرج هرم بن حيان وعبد الله بن عامر يؤمان الحجاز، فجعلت أعناق رواحلهما تتخالجان الشجر.
فقال هرم لابن عامر أتحب أنك شجرة من هذه الشجر؟ فقال ابن عامر: لا والله، لما أرجو من ربي عز وجل.
فقال هرم: لكني والله لوددت أني شجرة من هذه الشجر أكلتني هذه الراحلة ثم قذفتني بعراً ولم أكابد الحساب، يا ابن عامر إني أخاف الداهية الكبرى إما إلى الجنة وإما إلى النار، قال الحسن: وكان هرم أفقه الرجلين وأعلمهما بالله عز وجل.
مطر الوراق قال: بات هرم بن حيان العبدي عند حممة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: فبات حممة ليلته يبكي كلها حتى أصبح.
فلما أصبح قال له هرم: يا حممة ما أبكاك؟ قال: ذكرت ليلة صبيحتها تبعثر القبور فيخرج من فيها.
قال: وبات حممة عند هرم بن حيان فبات ليلته يبكي حتى أصبح فسأله حين أصبح: ما الذي أبكاك؟ قال: ذكرت ليلة صبيحتها تناثر نجوم السماء فأبكاني ذاك.
قال: وكانا يصطحبان أحياناً بالنهار فيأتيان سوق الريحان فيسألان الله الجنة ويدعوان ثم يأتيان الحدادين فيعوذان من النار ثم يتفرقان إلى منازلهما.
عن أبي نضرة أن عمر رضي الله عنه بعث هرم بن حيان على الخيل، فغضب رجل فأمر به فوجئت عنقه.
ثم أقبل على أصحابه فقال: لا جزاكم الله خيراً ما نصحتموني حين قلت ولا كففتموني عن غضبي، والله لا ألي لكم عملاً.
ثم كتب إلى عمر: يا أمير المؤمنين لا طاقة لي بالرعية فابعث إلي عملك.
عن الحسن قال: مات هرم بن حيان في يوم صائف شديد الحر.
فما نفضوا أيديهم عن قبره جاءت سحابة تسير حتى قامت على قبره فلم تكن أطول منه ولا أقصر، فرشته حتى روته ثم انصرفت.
عن قتادة قال: أمطر قبر هرم بن حيان من يومه، وأنبت العشب من يومه.
قلت: لا يحفظ لهرم مسند أصلاً.