فهرس الكتاب

السري بن المغلس السقطي

272 السري بن المغلس السقطي يكنى ابا الحسن خال ابي القاسم الجنيد واستاذه وقد ذكرنا في اخبار معروف انه دعا له وقال اغنى الله قلبك فوقع الزهد في قلبه حينئذ.
عن ابي القاسم سليمان بن محمد الضراب قال حدثني بعض اخواني ان سريا السقطي مرت به جارية معها اناء فيه شيء فسقط من يدها فانكسر فاخذ سري شيئا من دكانه فدفعه اليها بدل ذلك الاناء فنظر إليه معروف الكرخي فاعجبه ما صنع فقال له معروف بغض الله اليك الدنيا.
وعن مظفر بن سهل المقري قال سمعت علان الخياط وجرى بيني وبينه مناقب سري السقطي فقال علان كنت جالسا مع سري يوما فوافته امرأة فقالت يا ابا الحسن انا من جيرانك اخذ ابني الطائف وانا اخشى ان يؤذيه فان رأيت ان تجيء معي او تبعث اليه.
قال علان فتوقعت ان يبعث إليه فقام وكبر وطول في صلاته فقالت المراة يا ابا الحسن الله الله في هوذا اخشى ان يؤذيه السلطان فسلم وقال لها انا في حاجتك.
قال علان فما برحت حتى جاءت امرأة الى المراة فقالت الحقي قد خلوا ابنك.
قال علان واي شيء يتعجب من هذا اشتري كر لوز بستين دينارا وكتب في روزنامجه ثلاثة دنانير ربحه فصار كر اللوز بتسعين دينارا فاتاه الدلال وقال اريد ذاك اللوز فقال: خذه فقال بكم قال بثلاثة وستين دينار قال له الدلال ان اللوز قد صار الكر بتسعين فقال له قد عقدت بيني وبين الله عقدا لا احله: ليس ابيعه الا بثلاثة وستين دينارا فقال له الدلال اني قد عقدت بيني وبين الله تعالى لا اغش مسلما لست اخذ منك الا بتسعين دينارا فلا الدلال اشترى منه ولا سري باعه فكيف لا يستجاب دعاء من هذا فعله؟.
وعن ابن ابي الورد قال دخلت على سري السقطي وهو يبكي ودورقه مكسور فقلت ما لك قال انكسر الدورق فقلت انا اشتري لك بدله فقال لي تشتري بدله وانا اعرف من اين الدانق الذي نشتري به الدورق ومن عمله ومن اين طينه واي شيء اكل عامله حتى فرغ من عمله.
وعن سعيد بن عثمان قال سمعت سري بن المفلس يقول غزونا ارض الروم فمررت بروضة خضرة فيها الخيار وحجر منقور فيه ماء المطر فقلت في نفسي لئن اكلت يوما حلالا فاليوم فنزلت عن دابتي وجعلت اكل من ذلك الخيار وشربت من ذلك الماء فاذا هاتف يهتف بي يا سري النفقة التي بلغت لها الى ها هنا من أين؟ وعن الجنيد قال سمعت سري بن المغلس يقول اشتهي منذ ثلاثين سنة جزرة اغمسها في الدبس واكلها فما يصح لي.
وعن حسن المسوحي قال دفع الي سري السقطي قطعة فقال اشتر لي باقلي من رجل قدره داخل الباب فطفت الكرخ كله فلم اجد الا من قدره خارج الباب فرجعت إليه فقلت خذ قطعتك فاني لا اجد الا من قدره خارج.
وعن ابي عبيد علي بن الحسين بن حرب القاضي قال سمعت سريا السقطي يقول اني لاذكر مجيء الناس الي فاقول اللهم هب لهم من العلم ما يشغلهم عني فاني لا اريد مجيبئهم ولا ان يدخلوا علي.
وعن علي بن عبد الحميد الغضائري قال سمعت السري السقطي ودققت عليه الباب فقام الى الباب فسمعته يقول اللهم اشغل من يشغلني عنك بك.
قال ابن المقري وزادني بعض اصحابنا عنه انه قال فكان من بركة دعائه اني حججت اربعين حجة على رجلي من حلب ذاهبا وراجعا.
وعن جنيد قال دخلت على سري وهو جالس يبكي وبين يديه كوز مكسور.
فجلست حتى سكت فقلت ما يبكيك قال كنت صائما فجاءت ابنتي بكوز فيه ماء فعلقته هناكفقالت يبرد لك لتفطر عليه فحملتني عيني ف رأيت كان جارية قد دخلت علي من هذا الباب عليها قميص فضة وفي رجلها نعلان لم ار قدما قط في نعل احسن منهما فقلت لها لمن انت قالت لمن لا يبرد الماء في الكيزان الخضر وضربت بكمها الكوز فرمت به وهو هذا ثم انتبهت.
قال جنيد فمكثت اختلف إليه مدة طويلة أرى الكوز بين يديه مكسوراً عليه التراب وهو لا يرفعه.
وعنه قال قال لي سري ان أمكنك ألا تكون آلة بيتك الا خزفا فافعل قال لي الجنيد وهكذا كانت آلة بيته وسمعت سريا يقول رأيت الفوائد ترد في ظلم الليل قال وكان سري اذا جن عليه الليل دافع اوله ثم دافع ثم دافع فاذا غلبه الامر اخذ في النحيب والبكاء.
جعفر بن محمد بن نصير يقول سمعت الجنيد يقول سمعت السري قال ما ارى لي على احد فضلا قيل ولا على المخنثين قال ولا على المخنثين؟ قال السلمي وسمعت ابا بكر محمد بن عبد الله الرازي يقول سمعت ابا عمر الانماطي يقول سمعت الجنيد يقول سمعت السري يقول من اراد ان يسلم دينه ويستريح قلبه وبدنه ويقل غمه فليعتزل الناس لان هذا زمان عزلة ووحدة.
وعن عبدوس بن القاسم قال سمعت السري يقول كل الدنيا فضول الا خمس خصال خبز يشبعه وماء يرويه وثوب يستره وبيت يكنه وعلم يستعمله.
وعن علي بن عبد الحميد الغضائري قال سمعت السري يقول من لم يعرف قدر النعم سلبها من حيث لا يعلم ومن هانت عليه المصائب احرز ثوابها.
وعنه قال سمعت السري يقول قليل في سنة خير من كثير في بدعة كيف يقل عمل مع تقوى وسمعته يقول اقوى القوة غلبتك نفسك ومن عجز عن ادب نفسه كان عن ادب غيره اعجز ومن اطاع من فوقه اطاعه من دونه ومن خاف الله خافه كل شيء.
وقال ان اغتممت بما ينقص من مالك فابك على ما ينقص من عمرك.
وقال من قلة الصدق كثرة الخلطاء ومن علامة الاستدراج العمي عن عيوب النفس.
وعنه قال سمعت السري يقول اجلد الناس من ملك غضبه ومن تزين للناس بما ليس فيه سقط من عين الله ولن يكمل رجل حتى يؤثر دينه على شهوته ولن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه.
فقالت يبرد لك لتفطر عليه فحملتني عيني ف رأيت كان جارية قد دخلت علي من هذا الباب عليها قميص فضة وفي رجلها نعلان لم ار قدما قط في نعل احسن منهما فقلت لها لمن انت قالت لمن لا يبرد الماء في الكيزان الخضر وضربت بكمها الكوز فرمت به وهو هذا ثم انتبهت.
قال جنيد فمكثت اختلف إليه مدة طويلة أرى الكوز بين يديه مكسوراً عليه التراب وهو لا يرفعه.
وعنه قال قال لي سري ان أمكنك ألا تكون آلة بيتك الا خزفا فافعل قال لي الجنيد وهكذا كانت آلة بيته وسمعت سريا يقول رأيت الفوائد ترد في ظلم الليل قال وكان سري اذا جن عليه الليل دافع اوله ثم دافع ثم دافع فاذا غلبه الامر اخذ في النحيب والبكاء.
جعفر بن محمد بن نصير يقول سمعت الجنيد يقول سمعت السري قال ما ارى لي على احد فضلا قيل ولا على المخنثين قال ولا على المخنثين؟ قال السلمي وسمعت ابا بكر محمد بن عبد الله الرازي يقول سمعت ابا عمر الانماطي يقول سمعت الجنيد يقول سمعت السري يقول من اراد ان يسلم دينه ويستريح قلبه وبدنه ويقل غمه فليعتزل الناس لان هذا زمان عزلة ووحدة.
وعن عبدوس بن القاسم قال سمعت السري يقول كل الدنيا فضول الا خمس خصال خبز يشبعه وماء يرويه وثوب يستره وبيت يكنه وعلم يستعمله.
وعن علي بن عبد الحميد الغضائري قال سمعت السري يقول من لم يعرف قدر النعم سلبها من حيث لا يعلم ومن هانت عليه المصائب احرز ثوابها.
وعنه قال سمعت السري يقول قليل في سنة خير من كثير في بدعة كيف يقل عمل مع تقوى وسمعته يقول اقوى القوة غلبتك نفسك ومن عجز عن ادب نفسه كان عن ادب غيره اعجز ومن اطاع من فوقه اطاعه من دونه ومن خاف الله خافه كل شيء.
وقال ان اغتممت بما ينقص من مالك فابك على ما ينقص من عمرك.
وقال من قلة الصدق كثرة الخلطاء ومن علامة الاستدراج العمي عن عيوب النفس.
وعنه قال سمعت السري يقول اجلد الناس من ملك غضبه ومن تزين للناس بما ليس فيه سقط من عين الله ولن يكمل رجل حتى يؤثر دينه على شهوته ولن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه.
وعن الجنيد قال سمعت سريا يقول ما احب ان اموت حيث اعرف اخاف الا تقبلني الارض فافتضح.
وقال سمعت سريا يقول اني لانظر الى انفي في كل يوم مرتين مخافة ان يكون قد اسود وجهي.
احمد بن عبد الله قال اخبرني جعفر بن محمد في كتابه قال سمعت الجنيد قال سمعت السري بن مغلس يقول لو احسست بانسان يريد ان يدخل علي فقلت بلحيتي كذا وامر يده على لحيته كانه يريد تسويتها من أجل دخول الداخل لخفت ان يعذبني الله على ذلك بالنار.
وسمعته يقول أحب ان اكل اكلة ليس لله علي فيها تبعة ولا لمخلوق علي فيها منة فما اجد الى ذلك سبيلا.
وسمعته يقول خرجنا يوما من مكة فلما اصحرنا رأيت في مجرى السيل طاقة بقل فمددت يدي فاخذتها وقلت الحمد لله ورجوت ان تكون حلالا ليس لمخلوق فيها منة فقال لي بعض من راني وقد اخذتها يا ابا الحسن التفت فالتفت فاذا مثل تلك الطاقة كثير فقال لي خذ فقلت له الطاقة الاولى ليس لاحد فيها منة وهذا بدلالتك وانما اريد ما لا منة فيه لمخلوق ولا لله فيه تبعة.
قال وسمعته يقول كنت بطرسوس فكان معي في الدار فتيان متعبدون وكان في الدار تنور يخبزون فيه فانكسر التنور فعملت بدله من مالي فتورعوا ان يخبزوا فيه.
وقال له رجل كيف انت؟ فانشا يقول: من لم يبت والحب حشو فؤاده ... لم يدر كيف تفتت الاكباد وسمعته يقول اللهم ما عذبتني بشيء فلا تعذبني بذل الحجاب.
وسمعته يقول اذا فاتني جزء من وردي لا يمكنني ان اقضيه ابدا.
وسمعته يقول اذا ابتدا الانسان ثم كتب الحديث فتر واذا ابتدا بكتبه الحديث ثم تنسك نفذ.
وذكر له اهل الحقائق من العباد فقال اكلهم اكل المرضى ونومهم نوم الغرقى.
وسمعته يقول احذر لا تكون ثناء منشورا وعيبا مستورا.
وسمعته يقول وقد ذكر الناس فقال لا تعمل لهم شيئا ولا تترك لهم شيئا ولا تعط لهم شيئا ولا تكشف لهم عن شيءيريد بهذا ان تكون اعمالك كلها لله تعالى.
قال وسمعت الحسن البزار يقول سألت احمد بن حنبل عن السري بعد قدومه من الثغر فقال اليس الشيخ الذي يعرف بطيب الغذاء قلت بلى فقال هو على سترة عندنا قبل ان يخرج.
وقد كان السري يكثر من ذكر طيب الغذاء وتصفية القوت وشدة الورع حتى انتشر ذلك وبلغ احمد بن حنبل.
قال الجنيد وكان السري يقول لنا ونحن حوله انا لكم عبرة يا معشر الشباب اعملوا فانما العمل في الشبيبة وكان يقول من الناس ناس لو مات نصف احدهم ما انزجر النصف الاخر ولا احسبني الا منهم.
وسمعت السري يقول قلوب المؤمنين معلقة بالسوابق وقلوب الابرار معلقة بالخواتيم هؤلاء يقولون بماذا يختم لنا واولئك يقولون ماذا سبق من الله لنا؟.
وعن ابي عباس المؤدب قال دخلت على سري السقطي يوما فقال لاعجبنك من عصفور يجيء فيسقط على هذا الرواق فأكون قد اعددت له لقيمة فافتها في كفي فيسقط على أطراف أناملي فياكل فما كان في وقت من الاوقات سقط على الرواق ففتت الخبز في يدي فلم يسقط على يدي كما كان ففكرت في سري ما العلة في وحشته مني فوجدتني قد اكلت ملحا مطيبا فقلت في نفسي انا تائب من الملح المطيب فسقط على يدي فاكل وانصرف.
وعن الجنيد قال دخلت على سري فقال الا اعجبك من عصفور؟ فذكره.
وعن ابي القاسم الجوهري قال دخلت على سري فقال لاعجبنك من عصفور فذكر نحوه.
وعن ابي عبيد بن حربوية قال سمعت السري السقطي يقول من النذالة ان ياكل الانسان بدينه.
وعن علي بن عبد الحميد قال سمعت السري السقطي يقول من حاسب نفسه استحيا الله من حسابه وسمعته يقول من عرف ما يطلب هان عليه ما يبذل.
وعن ابي عبيد بن حربوية قال سمعت سريا السقطي يقول سلب الدنيا عن اوليائه وحماها عن اصفيائه واخرجها من قلوب اودائه لانه لم يرضها لهم.
وعن احمد بن محمد الصوفي قال سمعت السري بن مغلس يقول انقطع من انقطععن الله بخصلتني واتصل من اتصل بالله باربع خصال فاما من انقطع عن الله فانه يتخطى الى نافلة بتضييع فرض والثاني عمل بظاهر الجوارح لم يواطىء عليه صدق القلوب واما الذي اتصل به المتصلون فبلزوم الباب والتشمير في الخدمة والصبر على المكاره وصيانات الكرامات.
وعن ابي بكر النساخ قال سمعت السري يقول لو علمت ان جلوسي في البيت افضل من خروجي الى المجلس ما خرجت ولو علمت ان جلوسي معكم افضل من جلوسي في البيت ما جلست ولكني ان دخلت اقتضاني العلم لكم وان خرجت نافرتني الحقيقة فانا عند منافرتي مستحى وانا عند اقتضاء العلم محجوج.
وعن الجنيد قال سمعت السري يقول وددت ان حزن الخلق كلهم علي.
وسمعته يقول ان في النفس لشغلا عن الناس.
وعن محمد بن علي الحربي قال سمعت سريا يقول حمدت الله مرة وانا استغفر الله من ذلك الحمد منذ ثلاثين سنة قيل وكيف ذلك قال كان لي دكان وكان فيه متاع فوقع الحريق في سوقنا فقيل لي فخرجت اتعرف خبر دكاني فلقيت رجلا فقال ابشر فان دكانك قد سلم فقلت الحمد لله ثم افكرت فرايتها خطيئة.
وعن الجنبيد بن محمد قال دخلت على سري السقطي فسلمت وجلست فقال لي اقرب مني فقربت منه فاخذ بيدي وقال لي اعلم يا بني ان الشوق والانس يرفرفان على القلب فان وجدا هنالك الهيبة والاجلال حلا والا رحلا.
وععن ابن مسروق قال سمعت سريا يقول ثلاث من كن فيه استكمل الايمان من اذا غضب لم يخرجه غضبه عن الحق واذا رضي لم يخرجه رضاه إلى الباطل واذا قدر لم يتناول ما ليس له.
وعن جنيد قال سمعت سريا يقول اذا فاتني شيء من وردي لم اقدر ان اعيده.
قال جنيد كان سري متصل الشغل وكان اذا فاته شيء لا يقدر ان يعيده وكذا كان عمر بن الخطاب لم يكن له وقت ينام فيه فكان ينعس وهو قاعد فقيل له يا امير المؤمنين الا تنام فقال كيف انام ان نمت بالنهار ضيعت امور المسلمين وان نمت بالليل ضيعت حظي من الله عز وجل.
وعنه قال أخبرنا سري السقطي قال صليت ليلة ثم جلست ساعة ومددت رجلي فنوديت في سري يا سري من جالس الملوك ينبغي ان يحسن الادب.
وعن حسن البزار قال كان احمد بن حنبل ها هنا وكان بشر بن الحارث ههنا وكنا نرجو ان يحفظنا الله بهما ثم ماتا وبقي سري فاني ارجو ان يحفظنا الله بسري.
وعن الجنبيد قال ما رأيت اعبد لله من السري السقطي اتت عليه ثمان وسبعون سنة ما رئي مضطجعا الا في علة الموت.
وعن القاسم بن عبد الله البزار قال سمعت سري بن المغلس يقول لو ان رجلا دخل الى بستان فيه من جميع ما خلق الله تعالى من الاشجار عليها من جميع ما خلق الله تعالى من الاطيار فخاطبه كل طائر منها بلغته وقال السلام عليك يا ولي الله فسكنت نفسه الى ذلك كانت في يدها اسيرا.
وعن ابراهيم بن السري السقطي قال سمعت ابي يقول عجبت لمن غدا وراح في طلب الارباح وهو مثل نفسه لا يربح ابدا وسمعت ابي يقول لو اشفقت هذه النفوس على اديانها شفقتها على اولادها لاقت السرور في معادها.
وعن الجنيد بن محمد قال سمعت سريا يقول لولا الجمعة والجماعة لسددت على نفسي الباب ولم اخرج.
وعن ابن مسروق قال سمعت سريا يقول لاخوانه الدهر ثلاثة أيام يوم مضى بؤسه وشدته وغمه لم يبق منه شيء واليوم الذي انت فيه صديق مودع لك طويل الغيبة عنك سريع الرحلة عنك وغدا في يديك تأميله ولعلك من غير اهله.
وقال امس اجل واليوم عمل وغدا امل.
وقال الجنيد كنت نائماً عند سري رحمه الله فانبهني فقال لي يا جنيد رأيت كأني قد وقفت بين يدي الله تعالى فقال لي يا سري خلقت الخلق فكلهم ادعى محبتي وخلقت الدنيا فهرب مني تسعة اعشارهم وبقي معي العشر وخلقت الجنة فهرب مني تسعة اعشار العشر وبقي معي عشر العشر فسلطت عليهم ذرة من البلاء فهرب مني تسعة اعشار عشر العشر فقلت للباقين معي لا الدنيا اردتم ولا الجنة اخذتم ولا من النار هربتم فماذا تريدون قالوا انك تعلم ما نريد فقلت لهم فاني مسلط عليكم من البلاء بعدد انفاسكم.
ما لا تقوم له الجبال الرواسي اتصبرون قالوا اذا كنت انت المبتلي لنا فافعل ما شئت فهؤلاء عبادي حقا.
وعنه قال كنت يوما عند السري بن مغلس وكنا خاليين وهو متزر بمئزر فنظرت الى جسده كانه جسد سقيم دنف مضني كاجهد ما يكون فقال انظر الى جسدي هذا لو شئت أن أقول ان ما بي من المحبة لله تعالى لكان كما اقول وكان وجهه اصفر ثم اشرب حمرة حتى تورد ثم اعتل فدخلت عليه اعوده فقلت له كيف تجدك فقال: كيف اشكو الى طبيبي ما بي؟ ... والذي بي اصابني من طبيبي فاخذت المروحة اروحه فقال لي كيف يجد روح المروحة من جوفه يحترق من داخل ثم أنشأ يقول: القلب محترق والدمع مستبق ... والكرب مجتمع والصبر مفترق كيف القرار على من لا قرار له ... مما جناه الهوى والشوق والقلق؟ يا رب ان كان شيء فيه لي فرج ... فامنن علي به بي ما دام بي رمق وعنه قال دخلت على سري السقطي وهو في النزع فجلست عند راسه فوضعت خدي على خذه فدمعت عيناي فوقع دمعي على خده ففتح عينيه فقال لي من انت قلت انا خادمك الجنيد فقال مرحبا فقلت له ايها الشيخ اوصني بوصية انتفع بها بعدك قال أياك ومصاحبة الاشرار وان تنقطع عن الله بصحبة الاخيار.
وقد رواها جعفر الخلدي عن الجنيد ايضا.
اسند سري عن هشيم وابي بكر بن عياش ويزيد بن هارون وغيرهم وصحب معروفا الكرخي.
قال ابو عبيد علي بن الحسين ين حرب القاضي توفي سري بن المغلس يوم الثلاثاء لست خلون من رمضان سنة ثلاث وخمسين ومائتين.
وعن ابي الحسن بن مقسم المقري قال مات سري سنة احدى وخمسين ومائتين.
وقال المصنف رحمه الله والاول اصح.
وعن ابي عبيد بن حربوية قال حضرت جنازة سري السقطي فسررت فحدثنا رجل عن آخر انه حضر جنازة سري السقط فلما كان في بعض الليل راه في النوم فقال له مافعل الله بك قال غفر لي ولمن حضر جنازتي وصلى علي فقلت: فاني ممن حضر جنازته وصلىعليك قال فاخرج درجا فنظر فيه فلم ير لي فيه اسما فقلت بلى قد حضرت قال فنظر فاذا اسمي في الحاشية رحمه الله ورضي عنه.