فهرس الكتاب

طاوس بن كيسان

ذكر المصطفين من طبقات أهل اليمن من التابعين ومن بعدهم من الطبقة الثانية طاوس بن كيسان ... ذكر المصطفين من طبقات أهل اليمن من التابعين ومن بعدهم فمن الطبقة الثانية: 243 طاووس بن كيسان يكنى ابا عبد الرحمن قال الواقدي كان طاووس مولى بحير بن ريسان الحميري وكان ينزل الجند وقال الفضل بن دكين هو مولى لهمدان وقال عبد المنعم بن ادريس هو مولى لابن هوذة الهمداني.
عن الحسن بن حصين قال رأيت طاووساً مر برءاس بمكة وقد أخرج رأسا فلما رآه صعق.
وعن عبد الله بن بشر أن طاووساً اليماني كان له طريقان إلى المسجد طريق في السوق وطريق آخر فكان يأخذ في هذا يوما وفي هذا يوما فاذا مر في طريق السوق فراى تلك الرؤوس المشوية لم يتعش تلك الليلة وقد روي لنا لم ينعس.
وعن مسعر عن رجل قال اتى طاووس رجلا في السحر فقالوا هو نائم فقال ما كنت ارى ان احدا ينام في السحر.
وعن عبد الرزاق قال حدثني ابي قال كان طاووس يصلي في غداة باردة فمر به محمد بن يوسف أخو الحجاج بن يوسف او ايوب بن يحيى وهو ساجد في موكبه فامر بساج او طليسان مرتفع فطرح عليه فلم يرفع راسه حتى فرغ من حاجته فلما سلم نظر فإذا الساج عليه قال فانتفض ولم ينظر إليه ومضى الى منزله.
وعن أبي اسحاق الضعناني قال دخل طاووس ووهب بن منبه على محمد بن يوسف اخي الحجاج وكان عاملا علينا في غداة باردة فقعد طاووس على الكرسي فقال محمد يا غلام هلم ذلك الطيلسان فالقه على ابي عبد الرحمن.
فألقوه عليه فلم يزل يحرك كتفيه حتى ألقى عنه الطيلسان وغضب محمد بن يوسف فقال له وهب والله ان كنت لغنياً أن تغضبه علينا لو أخذت الطيلسان فبعته واعطيت ثمنه المساكين فقال نعم لولا ان يقال من بعدي أخذه طاووس فلا يصنع فيه ما اصنع لفعلت.
وعن النعمان بن الزبير ان محمد بن يوسف وأيوب بن يحيى بعثا الى طاووس بخمسمائة دينار وقالوا للرسول ان اخذها منك فان الامير سيكسوك ويحسن اليك فخرج بها حتى قدم على طاووس فقال يا أبا عبد الرحمن نفقة بعث بها إليك الأمير قال ما لي بها من حاجة قال فأراده على قبضها فأبى فغفل طاووس فرمى بها في كوة في البيت ثم ذهب فقال لهم قد أخذها فلبثوا حينا ثم بلغهم عن طاووس شيء يكرهونه فقال ابعثوا إليه فليبعث الينا بما لنا فجاءه الرسول فقال: المال الذي بعث به اليك الامير قال ما قبضت منه شيئا فرجع الرسول فاخبرهم فعرفوا انه صادق.
فقيل للرجل الذي ذهب بها فبعثوه إليه فقال المال الذي جئتك به يا ابا عبد الرحمن فقال هل قبضت منك شيئا قال لا قال فهل تدري اين وضعته؟ قال نعم في تلك الكوة قال فابصره حيث وضعته قال فمد يده فاذا هو بالصرة قد بنت عليها العنكبوت فاخذها فذهب بها اليهم.
وعن سفيان قال جاء ابن لسليمان بن عبد الملك فجلس الى جنب طاووس فلم يلتفت إليه فقيل له جلس اليك ابن امير المؤمنين فلم تلتفت إليه قال اردت ان يعمل ان لله عبادا يزهدون فيما في يديه.
وعن سفيان عن عمرو قال ما رأيت احدا اشد تنزها مما في ايدي الناس من طاووس.
وعن ابن ابي رواد قال رأيت طاووسا واصحابه اذا صلوا العصر استقبلوا القبلة ولم يكلموا احدا وابتهلوا في الدعاء.
وعن الصلت بن راشد قال كنت عند طاووس فساله سلم بن قتيبة عن شيء فزبره وانتهره قال قلت هذا سلم بن قتيبة صاحب خرسان قال ذاك اهون له علي.
وعن عبد الرزاق قال قدم طاووس مكة فقدم امير قال فقيل له ان من فضله ومن ومن فلو اتيته قال ما لي إليه حاجة قالوا انا نخافه عليك قال فما هو كما تقولون.
وعن ابن طاووس قال قلت لابي اريد ان اتزوج فلانة قال اذهب فانظر اليها قال فذهبت فلبست من صالح ثيابي وغسلت راسي وادهنت فلما راني في تلك الهيئة قال اقعد لا تذهب.
وعن بلال بن كعب قال كان طاووس اذا خرج من اليمن يعني الى مكة لم يشرب الا من تلك المياه القديمة الجاهلية.
وعن يوسف بن اسباط قال مر طاووس بنهر قد كرى فارادت بغلته ان تشرب فابى ان يدعها يعني كراه السلطان.
وعن عبد المنعم بن ادريس عن ابيه قال صلى وهب بن منبه وطاووس اليماني الغداة بوضوء العتمة اربعين سنة.
وعن ابن جريح قال قال لي عطاء قال لي طاووس يا عطاء لا تنزلن حاجتك بمن أغلق دونك ابوابه وجعل عليها حجابه ولكن انزلها بمن بابه مفتوح لك الى يوم القيامة امرك ان تدعوه وضمن لك ان يستجيب لك.
وعن أحمد بن أبي الحواري قال سمعت ابا سليمان قال كان طاووس يفترش فراشه ثم يضطجع فيتقلى كما تتقلى الحبة في المقلى ثم يثب فيدرجه ويستقبل القبلة حتى الصباح ويقول طير ذكر جهنم نوم العابدين.
وعن ليث عن طاووس قال ما من شيء يتكلم به ابن آدم الا احصي عليه حتى انينه في مرضه.
وعن عبد الله بن ابي صالح المكي قال دخل طاووس يعودني فقلت يا ابا عبد الرحمن ادع الله لي فقال ادع لنفسك فانه يجيب المضطر اذا دعاه.
وعن سفيان قال قال طاووس ان الموتى يفتنون في قبورهم سبعا فكانوا يستحبون ان يطعم عنهم تلك الايام.
وعن داود بن ابراهيم ان الاسد حبس الناس ليلة في طريق الحج فدق الناس بعضهم بعضا فلما كان في السحر ذهب عنهم فنزل الناس يمينا وشمالا فالقوا انفسهم فناموا وقام طاووس يصلي فقال ابن طاووس الا تنام فقد نصبت الليلة فقال طاووس ومن ينام السحر؟ ادرك طاووس خلقا كثيرا من الصحابة واكثر روايته عن ابن عباس.
وروي عنه من كبار التابعين مجاهد وعطاء وعمرو بن دينار وابو الزبير ومحمد ابن المنكدر والزهري ووهب بن منبه.
وعن عبد الملك بن ميسرة عن طاووس قال ادركت خمسين من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعن سفيان قال قلت لعبيد الله بن ابي يزيد مع من كنت تدخل على ابن عباس قال مع عطاء والعامة وكان طاووس يدخل مع الخاصة.
ذكر وفاته رحمه الله: توفي طاووس بمكة قبل يوم التروية بيوم وكان هشام بن عبد الملك قد حج في تلك السنة وهو خليفة سنة ست ومائة فصلى على طاووس وكان له يوم مات بضع وتسعون سنة.
وعن ضمرة عن ابن شوذب قال شهدت جنازة طاووس بمكة سنة ست ومائة فسمعتهم يقولون رحمك الله ابا عبد الرحمن حج اربعين حجة رحمه الله.