فهرس الكتاب

ذكر المصطفيات من عابدات مكة المجهولات الاسماء

ذكر المصطفيات من عابدات مكة المجهولات الاسماء 233 جارية سوادء عن المثنى بن الصباح قال كان عطاء ومجاهد يختلفان الى جارية سوداء في ناحية مكة تبكيهما ثم يرجعان.
234 عابدة اخرى عن مالك بن دينار قال رأيت امرأة بمكة من أحسن الناس عينين قال فكان النساء يجئن فينظرن اليها فاخذت في البكاء فقيل لها تذهب عيناك فقالت ان كنت من اهل الجنة فيبدلني الله عينين احسن من هاتين وان كنت من اهل النار فسيصيبهما اشد من هذا فبكت حتى ذهبت إحدى عينيها رحمها الله.
235 عابدة أخرى عن ابي عبد الرحمن المغازلي قال كانت حكيمة مجاورة بمكة فدخلنا عليها ذات يوم فقالت لها امرة كانت تخدمها اخوانك جاؤوك يحبون ان يسمعوا كلامك.
قال فبكت طويلا ثم اقبلت علينا فقالت اخوتي وقرة عيني مثلوا القيامة نصب ابصار قلوبكم وردوا على انفسكم ما قدم تقدم عن اعمالكم فما ظننتم انه يجوز في ذلك اليوم فارغبوا الى السيد في قبوله وتمام النعمة فيه وما خفتم ان يرد في ذلك اليوم عليكم فخذوا في اصلاحه من اليوم ولا تغفلوا عن انفسكم فترد عليكم حيث لا يوجد البدل ولا يقدر على الفداء.
قال ثم بكت طويلا ثم أقبلت علينا فقالت إخوتي وقرة عيني إنما صلاح الأبدان وفسادها من حسن النية وسوئها اخواني وقرة عيني انما نال المتقون المحبة لمحبتهم له وانقطاعهم إليه ولولا الله ورسوله ما نالوا ذلك ولكنهم احبوا الله ورسوله فاحبهم عباد الله لحبهم الله ورسوله اخواني وقرة عيني كلم الخوف قلوب اهله فاقتطعهم والله شغلهم عن مطاعم اللذات والشهوات اخوتي وقرة عيني بقدر ما تعرضون عن الله يعرض عنكم بخيره وبقدرما تقبلون عليه كذلك يقبل عليكم ويزيدكم من فضله والله واسع كريم.
236 عابدة أخرى عن ابن أبي رواد قال كان عندنا إمرأة بمكة تسبح كل يوم اثنتي عشرة ألف تسبيحة فأتت فلما بلغت القبر اختلست من ايدي الرجال رحمها الله.
237 عابدة أخرى عن ابن شوذب قال كتب عبدة بن ابي لبابة الى شريك يقال له الحسن بن الخزاز ادفع ثلاث مائة درهم الى احوج اهل بيت بمكة فسال فدل على اهل بيت فوقف بهم فخرجت إليه امرأة كبيرة حسنة السمت فقال لها بعث الي بثلاث مائة درهم وامرت ان ادفعها الى احوج اهل بيت بمكة فقالت المراة ان كنت امرت بهذا فما نحن هم وما لنا فيها من حق وانا اعرف اهل بيت احوج منا.
فسالها فدلته عليهم فاعطاهم الدراهم وكتب الى عبدة يخبره بحال المراة فكتب عبدة ان اضعفها اعطها ستمائة درهم.
وقد ذكرنا نحو هذه الحكاية عن عابدة من اهل المدينة.
238 عابدة أخرى عن أبي الحسن الرام وكان من خيار الناس قال كانت امرأة بمكة يأتيها العباد فيتحدثون عندها ويتواعظون فقالت لهم يوما حجبت قلوبكم الدنيا عن الله عز وجل فلو جليتموهما لجالت في ملكوت السموات ولأتتكم بطرف الفوائد.
239 عابدة أخرى عن صالح بن عبد الكريم قال دللت على امرأة بمكة او بالمدينة تتعبد فاتيتها وهي تتكلم قال فاحسنت حتى سكتت قال فصبرت حتى تفرق الناس عنها ثم دنوت منها فقلت لقد تكلمت ولقد خشيت عليك العجب فقالت انما العجب من شيء هو منك فاما ما كان من غيرك ففيم العجب ثم قالت: وله خصائص مصطفون لحبه ... اختارهم في سالف الازمان اختارهم من قبل فطرة خلقه ... بودائع وبحكمة وبيان ثم قالت انهض اذا شئت.
240 عابدة اخرى عن عبد الرحمن بن الحكم قال كانت عجوز من قريش بمكة تاوي في سرب ليس لها بيت غيره فقيل لها اترضين بهذا فقالت أوليس هذا لمن يموت كثيراً.
241 عابدة اخرى عن محمد بن بكار قال كانت عندنا بمكة امرأة عابدة فكانت لا تمر بها ساعة الا وهي صارخة فقيل لها يوما إنا لنراك على حال ما نرى غيرك عليها فان كان بك داء عالجناك.
قال فبكت وقالت من لي بعلاج هذا الداء وهل اقرح قلبي الا التفكر في نيل معالجته أوليس عجيبا ان اكون حية بين اظهركم وفي قلبي من الاشتياق الى ربي عز وجل مثل شعل النار التي لا تطفا حتى اصير الى الطبيب الذي عنده برء دائي وشفاء قلب قد انضجه طول الاحزان في هذه الدار التي لا اجد فيها على البكاء مسعدا؟ انتهى ذكر اهل مكة.