فهرس الكتاب

صفوان بن سليم الزهري

184 صفوان بن سُليم الزهري مولى حميد بن عبد الرحمن بن عوف يكنى أبا عبد الله.
عن عبد العزيز بن أبي حازم قال: عادَلني صفوان بن سُليم إلى مكة فما وضع جنبه في المحمل حتى رجَع.
وعن سليمان بن سالم قال: كان صفوان بن سليم في الصيف يصلّي بالليل في البيت، فإذا كان الشتاء صلّى في السطح لئلا ينام.
عن أبي ضمرة أنس بن عياض قال: رأيت صفوان بن سليم ولو قيل له غداً القيامة، ما كان عنده مَزيد على ما هو عليه من العبادة.
وعن أبي علقمة المديني قال: كان صفوان بن سليم لا يكاد يخرج من مسجد النبيّ صلى الله عليه وسلم فإذا أراد أن يخرج بكى وقال: أخشى أن لا أعود إليه.
وعن محمد بن أبي منصور قال: قال صفوان بن سليم أعطى الله عهداً أن لا أضع جنبي على فراشٍ حتى الحق بربي قال: فبلغني أن صفوان عاش بعد ذلك أربعين سنة لم يضع جنبه فلما نزل به الموت قيل له: رحمك الله ألا تضطجع؟ قال ما وفيتُ لله بالعهد إذاً.
قال: فأُسنِد فما زال كذلك حتى خرجت نفسه، قال: ويقول أهل المدينة، انه ثَفِنتْ جبهته من اثر السجود.
وعن أبي مروان مولى بني تميم قال: انصرفت مع صفوان بن سليم من العيد إلى منزله فجاء بخبز يابس فجاء سائل فوقف على الباب وسأل فقام صفوان إلى كوّة في البيت فأخذ منها شيئا فأعطاه فاتّبعت ذلك السائل لأنظر ما أعطاه.
فإذا هو يقول: أعطاه الله افضل ما أعطى أحداً من خلْقه فقلت ما أعطاك؟ قال: أعطاني ديناراً.
وعن سفيان قال: جاء رجل من أهل الشام فقال: دلّوني على صفوان بن سليم؟ فإني رأيته دخل الجنة فقلت: بأي شيء؟ قال: بقميص كساه إنساناً.
قال بعض إخوان صفوان: سألت صفوان عن قصة القميص قال: خرجت من المسجد في ليلة باردة فإذا رجل عُريان، فنزعت قميصي فكسوته.
عن سعيد بن كثير بن يحيى قال: قدم سليمان بن عبد الملك المدينة وعمر بن عبد العزيز عامله عليها.
قال: فصلى بالناس الظُهر ثم فتح باب المقصورة واستند إلى المحراب واستقبل الناس بوجهه، فنظر إلى صفوان بن سليم عن غير معرفة فقال: يا عمر مَن هذا الرجل، ما رأيت سَمْتاً أحسن منه؟ قال: يا أمير المؤمنين هذا صفوان بن سليم.
قال: يا غلام كيس فيه خمس مائة دينار.
فآتى بكيس فيه خمس مائة دينار فقال لخادمه: ترى هذا الرجل القائم يصلي فوصفه للغلام حتى أثبته فخرج الغلام بالكيس حتى جلس إلى صفوان فلما نظر إليه صفوان ركع وسجد ثم سلم واقبل عليه فقال: ما حاجتك؟ قال: امرني أمير المؤمنين، وهو ذا ينظر إليك واليّ أن ادفع هذا الكيس وفيه خمسُ مائةِ دينارٍ إليك وهو يقول: استعِنْ بهذا على زمانك وعلى عيالك.
فقال صفوان للغلام: ليس أنا بالذي أرسلت إليه.
فقال له الغلام: ألست صفوان بن سليم؟ قال: بلى أنا صفوان بن سليم.
قال: فإليك أُرسِلت.
قال: اذهب فاستثبت فإذا أثبت فهلم.
فقال الغلام: فأمسك الكيس معك واذهبُ.
قال: لا، إذا أمسكتُ كنتُ قد أخذتُ، ولكن اذهب فاستثبت فأنا ها هنا جالس.
فولّى الغلام فأخذ صفوان نعليْه وخرج فلم يُرَ بها حتى خرج سليمان من المدينة.
أبو مصعب قال لي ابن أبي حازم: دخلت أنا وأبي نسأل عنه، يعني صفوان بن سليم وهو في مصلاّه فما زال به أبي حتى ردّه إلى فراشه فأخبرْتني مولاته أنْ ساعةَ خرجتُم ماتَ.
أسند صفوان بن سليم عن ابن عمر وجابر بن عبد الله وعبد الله بن جعفر وسهل بنحنيف في آخرين، وسمع من كبار التابعين كسعيد بن المسيب وأبي سلمة وعروة وسالم وعكرمة وطاوس في خلقٍ كثير.
عن أبي بكر بن صدقة قال: ذُكر لأحمد بن حنبل صفوان بن سليم وقلّةُ حديثه وأشياء خولف فيها.
فقال: هذا رجل إنما كان يُستشفَى بحديثه ويُستنزَل القَطْرُ بذكْره.
توفي صفوان بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين ومائة.