فهرس الكتاب

أم سليم بنت ملحان بن خالد ابن زيد بن حرام

147 ام سليم بنت ملحان بن خالد ابن زيد بن حرام.
وهي الغميصاء وقيل الرميضاء واختلفوا في اسمها فقيل سهلة وقيل رميلة وقيل رميثة وقيل انيفة تزوجها مالك بن النضر فولدت له انس بن مالك ثم قتل فخطبها ابو طلحة.
عن انس قال: خطب ابو طلحة ام سليم قبل ان يسلم فقالت اما اني فيك لراغبة وما مثلك يرد ولكنك رجل كافر وانا امرأة مسلمة فان تسلم فذلك مهري لا اسالك غيره فاسلم ابو طلحة وتزوجها1.
وعنه ان ابا طلحة خطب ام سليم فقالت يا ابا طلحة الست تعلم ان الهك الذي تعبده خشبة نبتت من الارض نجرها حبشي بني فلان قال بلى قالت افلا تستحي ان تعبد خشبة من نبات الارض نجرها حبشي بني فلان لئن انت اسلمت لم ارد منك من الصداق غيره قال حتى انظر في امري فذهب ثم جاء فقال اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله قالت يا انس زوج ابا طلحة1.
عن انس بن مالك قال خطب ابو طلحة ام سليم فقالت ما مثلك يرد ولكن لا يحل ان اتزوجك انا مسلمة وانت كافر فان تسلم فذاك مهري لا اسالك غيره.
فاسلم فتزوجها.
قال ثابت فما سمعنا بمهر قط كان اكرم من مهر ام سليم الاسلام.
وعنه ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يدخل بيتا بالمدينة غير بيت ام سليم الا على ازواجه فقيل له فقال اني ارحمها قتل أخوها معي.
وعنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل على ام سليم فتبسط له النطع فيقيل عندها فتأخذ من عرقة فتجعله في طيبها2.
وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دخلت الجنة فسمعت خشفة بين يدي فاذا هي الغميصاء بنت ملحان ام انس بن مالك" 3.
وعنه قال جاء ابو طلحة يوم حنين يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم من ام سليم فقال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم الم تر الى ام سليم معها خنجر فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تصنعين به يا ام سليم قالت اردت ان دنا احد منهم مني طعنته4.
وعنه قال كان يوم احد رأيت عائشة وام سليم وانهما لمشمرتان ارى خدم سوقهما تنقلان القرب على متونهما ثم تفرغانه في افواه القوم ثم ترجعان فتملانها ثم تجيئان فتفرغانها في افواه القوم.
وعنه قال زار رسول الله صلى الله عليه وسلم ام سليم فصلى في بيتها تطوعا وقال يا ام سليم اذا صليت المكتوبة فقولي سبحان الله عشرا والحمد لله عشرا والله اكبر عشرا ثم سلى الله عز وجل ما شئت فانه يقال لك نعم نعم نعم.
وعنه قال كان ابن لابي طلحة يشتكي فخرج ابو طلحة فقبض الصبي فلما رجع ابو طلحة قال ما فعل ابني قالت ام سليم هو اسكن ما كان فقربت إليه العشاء فتعشى ثم اصاب منها فلما فرغ قالت واروا الصبي فلما اصبح ابو طلحة اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبره فقال: "اعرستم الليلة" قال نعم قال: "اللهم بارك لهما" فولدت له غلاما فقال لي ابو طلحة احمله حتى يأتي به النبي صلى الله عليه وسلم وبعث معه بتمرات فقال: "امعك شيء" قلت نعم تمرات فاخذها النبي صلى الله عليه وسلم فمضغها ثم اخذها من فيه فجعلها في في الصبي ثم حنكه وسماه عبد الله اخرجاه في الصحيحين1.
وعنه قال مات ابن لابي طلحة من ام سليم فقالت لاهلها لا تحدثوا ابا طلحة بابنه حتى اكون انا أحدثه قال فجاء فقربت له عشاء فاكل وشرب وقال ثم تصنعت له احسن ما كانت تصنع له قبل ذلك فوقع بها فلما رات انه قد شبع واصاب منها قالت يا ابا طلحة أرأيت لو ان قوما اعاروا عاريتهم اهل بيت فطلبوا عاريتهم الهم ان يمنعوهم قال لا قالت فاحتسب ابنك.
فانطلق حتى اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبره بما كان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بارك الله لكما في ليلتكما" قال فحملت.
قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وهي معه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اتى المدينة من سفر لا يطرقها طروقا فدنوا من المدينة فضربها المخاص فاحتبس عليها ابو طلحة وانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابو طلحة انك لتعلم يا رب انه ليعجبني ان اخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا خرج وادخل معه اذا دخل وقد احتبست بما ترى قال تقول له ام سليم يا ابا طلحة ما اجد الذي كنت اجد فانطلقنا.
قال فضربها المخاض حين قدمنا فولدت غلاما فقالت لي امي يا انس لا يرضعنه احد حتى تغدو به على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فلما اصبحت احتملته فانطلقت به الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فصادفته ومعه ميسم فلما راني قال: "لعل ام سليم ولدت" قلت نعم فوضع الميسم وجئت به فوضعته في حجره قال ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعجوة من عجوة المدينة فلاكها في فيه حتى ذابت ثم قذفها في في الصبي فجعل الصبي يتلمظ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "انظروا الى حب الانصار التمر" قال فمسح وجهه وسماه عبد الله.
وقد روى لنا من طريق آخر ان الولد مات كان اسمه حفص وكان قد ترعرع.
وعن عباية بن رفاعة عن ام سليم قالت توفي ابن لي وزوجي غائب فقمت فسجيته في ناحية من البيت فقدم زوجي فقمت فتطيبت له فوقع علي ثم ايتته بطعام فجعل يأكل فقلت الا اعجبك من جيراننا قال وما لهم قلت اعيروا عارية فلما طلبت منهم جزعوا فقال بئس ما صنعوا فقلت هذا ابنك فقال لا جرم لا تغلبيني على الصبر الليلة فلما اصبح غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبره فقال اللهم بارك لهم في ليلتهم فلقد رأيت لهم بعد ذلك في المسجد سبعة كلهم قد قرأ القرآن1.