فهرس الكتاب

أم سلمة واسمها هند بنت أبي امية، واسمه سهيل

129 أم سلمة واسمها هند بنت أبي امية، واسمه سهيل.
ويقال له زاد الركب بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم وكانت عند أبي سلمة بن عبد الأسد فهاجر بها الى أرض الحبشة الهجرتين جميعاً.
ومات أبو سلمة سنة اربع من الهجرة فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عن ابن ام سلمة ان ابا سلمة جاء الى ام سلمة فقال: لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً احب الي من كذا وكذا لا أدري ما عدل به.
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يصيب احداً مصيبة فيسترجع عند ذلك ويقول اللهم عندك احتسب مصيبتي هذه، اللهم اخلفني فيها خيراً منها، الا أعطاه الله عز وجل".
قالت ام سلمة: فلما أُصِبت بابي سلمة قلت: اللهم عندك احتسب مصيبتي هذه ولم تطب نفسي ان اقول: اللهم اخلفني فيها بخير منها.
ثم قالت: مَن خير من ابي سلمة اليس اليس؟ ثم قالت ذلك.
فلما انقضت عِدتها ارسل اليها ابو بكر يخطبها فأبت.
ثم أرسل اليها عمر يخطبها فابت.
ثم أرسل اليها رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبها فقالت: مرحباً برسول الله صلى الله عليه وسلم ان فيّ خلالاً ثلاثاً: امرأة شديدة الغيرة، وانا امرأة مُصْبية، وانا امرأة ليس لي ها هنا احد اوليائي فيزوجني.
فغضب عمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم اشد مما غضب لنفسه حين ردته.
فأتاها عمر فقال: انت التي تردّين رسول الله صلى الله عليه وسلم بما تردينه؟ فقالت: يا بْنَ الخطاب لي كذا وكذا.
فاتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "اما ما ذكرت من غيرتك فاني ادعو الله عز وجل ان يذهبها عنك: واما ما ذكرت من صِبْيَتك فان الله عز وجل سيكفيكهم.
واما ما ذكرتِ من انه ليس من أوليائك احد شاهد فليس من أوليائك احد شاهد ولا غائب يكرهني".
وقال لابنها: زوّج رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوّجه.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما اني لم انقصكِ مما أعطيت فلانة1.
قال ثابت: قلت لابن ام سلمة: ما اعطى فلانة؟ قال: اعطاها جرّتين تضع فيهما حاجتها، ورحىً ووسادة من أدم حشْوها ليف.
ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بابنها.
فلما راته وضعت زينب اصغر ولدها في حجرها فلما رآها انصرف واقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بابنتها، فوضعتها في حجرها واقبل عمار مسرعاً بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتزعها من حُجرها وقال: هاتي هذه المشقوحة التي قد منعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته.
فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما يرها في حجرها قال: اين زناب قالت: أخذها عمار.
فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهله.
قال: وكانت في النساء كأنها ليست فيهن لا تجد ما يجدْن من الغيرة.
توفيت ام سلمة في سنة تسع وخمسين، وقيل سنة اثنتين وستين.
وقُبرت بالبقيع وهي ابنة أربع وثمانين سنة رضي الله عنها.