فهرس الكتاب

حرف النون

حرف النون
1235 - حَدِيث: النَّاسُ بِزَمَانِهِمْ أَشْبَهُ مِنْهُمْ بِآبَائِهِمْ، أورده الحافظ الصريفيني في بعض أجزائه من قول عمر بن الخطاب، وقال: قال محمد بن أيوب: ارتحلت إلى يحيى بن هشام الغساني من أجله.

1236 - حَدِيث: النَّاسُ على دين ملكيهم، لا أعرفه حديثا. وهو قريب مما قبله، وقد روينا عن الفضيل بن عياض أنه قال ما معناه: لو كانت لي دعوة صالحة لرأيت السلطان أحق بها، فبصلاحه صلاح الرعية، وبفساده فسادهم، ويتأيد بما للطبراني في الكبير والأوسط، عن أبي أمامة مرفوعا: لا تسبوا الأئمة، وادعوا لهم بالصلاح، فإن بصلاحهم لكم صلاح، وللبيهقي عن كعب الأحبار قال: إن لكل زمان ملكا يبعثه اللَّه على نحو قلوب أهله، فإذا أراد صلاحهم بعث عليهم مصلحا، وإذا أراد هلكتهم بعث فيهم مترفيهم، إلى غير ذلك مما بينته في "مفاخر الملوك"، ومنه قول القاسم بن مخيمرة: إنما زمانكم سلطانكم، فإذا صلح سلطانكم صلح زمانكم، وإذا فسد سلطانكم فسد زمانكم، وفي ثالث المجالسة للدينوري أن عمر بن الخطاب لما جيء إليه بتاج كسرى وسواريه، جعل يقلبه بعود في يده، ويقول: واللَّه إن الذي أدى هذا لأمين، قال له رجل: يا أمير المؤمنين، أنت أمين اللَّه، يؤدون إليك ما أديت إلى اللَّه، فإن خنت خانوا، وقد مضى: كما تكونون يولى عليكم.

1237 - حَدِيث: النَّاسُ مَجْزِيُّونَ بِأَعْمَالِهِمْ، في: الجزاء من جنس العمل.

1238 - حَدِيث: النَّاسُ مَعَادِنُ كَمَعَادِنِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، العسكري من حديث قيس بن الربيع عن أبي حصين عثمان بن عاصم عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة به مرفوعا، ولأبي هريرة في المرفوع حديث آخر لفظه: الناس معادن في الخير والشر، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، أخرجه الطيالسي وابن منيع والحارث وغيرهم، كالبيهقي من حديث ابن عون عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة، وأصله في الصحيح، وللديلمي عن ابن عباس مرفوعا: الناس معادن، والعرق دساس، وكثير من العامة يورده بلفظ: للخير معادن.

1239 - حَدِيث: النَّاسُ مُؤْتَمَنُونَ عَلَى أَنْسَابِهِمْ، مضى قريبا في: المؤمن. 1240 - حَدِيث: النَّاسُ نِيَامٌ، فَإِذَا مَاتُوا انْتَبَهُوا، هو من قول علي بن أبي طالب.

1241 - حَدِيث: نَبَاتُ الشَّعْرِ فِي الأَنْفِ أَمَانٌ مِنَ الْجُذَامِ، الطبراني عن عائشة به مرفوعا.

1242 - حَدِيث: نَبْذُ الْقُمَّلِ يُورِثُ النِّسْيَانَ، يروى في حديث مرفوع شديد الوهاء، أورده ابن عدي في ترجمة الحكم بن عبد اللَّه أبي عبد اللَّه الأيلي المتهم بالكذب والوضع من كامله، لفظه: ست منها النسيان: سؤر الفار، وإلقاء القملة وهي حية، والبول في الماء الراكد، وقطع القطار، ومضغ العلك، وأكل التفاح الحامض . وقد اعتمده الجاحظ حيث قال: وفي الحديث أن أكل الحامض، وسؤر الفار، ونبذ القمل، يورث النسيان. قال وفي آخر: إن الذي يلقي القملة لا يكفى الهم، وتزعم العامة أن لبس النعال السود يورث النسيان، قال ابن الجوزي: وقد يورث النسيان أشياء بخاصيتها، مثل الحجامة، وأكل الكزبرة الرطبة، والتفاح الحامض، والمشي بين جملين مقطورين، وكثرة الهم، وقراءة ألواح القبور، والنظر في الماء الدائم، والبول فيه، والنظر إلى المصلوب، ونبد القمل، وأكل سؤر الفار، انتهى. ولا يصح في المرفوع من ذلك شيء، وأورده الخطيب في جامعه عن إبراهيم بن المختار، قال: خمس يورثن النسيان، أكل التفاح، وشرب سؤر الفار، والحجامة في النقرة، وإلقاء القملة، والبول في الماء الراكد، وعليكم باللبان فإنه يشجع القلب، ويذهب بالنسيان، وعن ابن شهاب قال: التفاح يورث النسيان، وفي رواية عنه أنه كان يكره أكل التفاح، وسؤر الفار، ويقول: إنه ينسي، قال: وكان يشرب العسل ويقول: إنه يذكي، وفي رواية عنه أيضا: ما أكلت تفاحا ولا جلدة منذ عالجت الحفظ، ولكن في فتاوى قاضي خان من الحنفية: لا بأس بطرح القملة حية، والأدب أن يقتلها، وكذا قيل: إن المصلي إذا وجد في ثوبه قملة أو برغوثا ولم يسلك الأولى وهو تغافله عنها ولا قتله كما قال نعيم بن حماد عن ابن المبارك عن المبارك بن فضالة عن الحسن رفعه مرسلا: كان يقتل القملة في الصلاة ، يعني مع التحرز عن تعلق جلدها بظفره أو ثيابه: أنه لا بأس أن يلقيها بيده أو يمسكها حتى يفرغ، ولكن قال القمولي: محل إلقائها في غير المسجد، يعني لما عند أحمد في مسنده بسند صحيح عن أبي هريرة مرفوعا: إذا وجد أحدكم القملة في المسجد فليصرها في ثوبه حتى يخرج من المسجد، وعن شيخ قرشي من أهل مكة قال: وجد رجل في ثوبه قملة فأخذها ليطرحها في المسجد فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: لا تفعل ردها في ثوبك حتى تخرج من المسجد، وكذا رواه الحارث، وقال البيهقي: إنه مرسل حسن، ثم روى عن ابن مسعود أنه رأى قملة في ثوب رجل في المسجد، فأخذها فدفنها في الحصى، ثم قال: ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا، قال: ويذكر نحوه عن مجاهد، وعن ابن المسيب يدفنها كالنخامة، وفي ذلك حديث مرفوع عند البزار والطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رفعه: إذا وجد أحدكم القملة في المسجد فليدفنها، وكأن المنهي عنه طرحها فيه بدون دفن، وممن كان يقتل القمل والبراغيث في الصلاة في المسجد معاذ بن جبل، وعن الحسن: لا بأس بقتل القملة في الصلاة ولكن لا يعبث، وقد استطردنا لفوائد. 1243 - حديث: النَّبِيُّ لا يُؤَلِّفُ تَحْتَ الأَرْضِ، لا أصل له وممن صرح ببطلانه العز الديريني في الدرر الملتقطة في المسائل المختلطة ولكنه قال إنه مما نقل عن علماء أهل الكتاب كعبد اللَّه بن سلام وكعب الأحبار انتهى، ولا يصح بل كل ما ورد مما فيه تحديد لوقت يوم القيامة على التعيين فإما أن يكون لا أصل له، كإن أحسنت أمتي فلها يوم وإن أساءت فلها نصف يوم، أو لا يثبت إسناده ومن ذلك ما للديلمي عن أنس مرفوعا: الدنيا كلها سبعة أيام من أيام الآخرة وذلك قول اللَّه عز وجل " وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ " وعن ابن زمل الجهني رفعه أيضا: الدنيا سبعة آلاف سنة أنا في آخرها ألفا لا نبي بعدي ولا أمة بعد أمتي، وفي سابع المجالسة للدينوري من جهة عثمان بن زائدة قال كان كرز مجتهدا في العبادة فقيل له ألا تريح نفسك ساعة؟ قال: كم بلغكم عمر الدنيا، قالوا سبعة آلاف سنة قال فكم بلغكم مقدار يوم القيامة قالوا خمسون آلف سنة قال أفيعجب أحدكم أن يعمل سبع يومه حتى يأمن من ذلك اليوم، وما أورده أبو جعفر الطبري في مقدمة تاريخه عن ابن عباس من قوله الدنيا جمعة من جمع الآخرة كل يوم ألف سنة وعلى تقدير صحته فالأخبار الثابتة في الصحيحين كما قال شيخنا تقتضي أن تكون مدة هذه الأمة نحو الربع أو الخمس لليوم، لما ثبت في حديث ابن عمر: إنما أجلكم فيما مضى قبلكم كما بين صلاة العصر وغروب الشمس، الحديث بمعناه قال فإذا ضم هذا، إلى قول ابن عباس زاد على الألف زيادة كثيرة، والحق أن ذلك لا يعلم حقيقته إلا اللَّه تعالى، وأما حديث سعد بن أبي وقاص رفعه: إني لأرجو أن لا يعجز اللَّه أمتي أن يؤخرهم نصف يوم وإنه قيل لسعد وكم نصف يوم قال خمسمائة سنة، الذي أخرجه أبو داود وصححه الحاكم وغيره، فقد حقق اللَّه رجاءه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد بسطته في بعض الأجوبة، واللَّه تعالى يحسن العاقبة ويختم بخير.

1244 - حَدِيث: النَّبِيُّ وَصَاحِبَاهُ، يقال في اعتضاد المرء بصاحبه، وقد قال البخاري في سورة الفتح من صحيحه في قوله {كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ} شطأه السيل ينبت الحبة عشرا وثمانيا فيقوى بعضه ببعض، كذلك قوله {فَآزَرَهُ} قواه، ولو كانت واحدة لم تقم على ساق، وهو مثل ضربه اللَّه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ خرج وحده، ثم قواه بأصحابه كما قوى الحبة بما ينبت منها، وفي التنزيل أيضا {سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ} ونحوه: المؤمن للمؤمن كالبنيان.

1245 - حَدِيث: النَّدَمُ تَوْبَةٌ، الطبراني في الكبير وأبو نُعيم في الحلية من حديث ابن أبي سعيد الأنصاري عن أبيه به مرفوعا بزيادة: والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وسنده ضعيف، وقد مضى في: التائب، وهو عند ابن ماجه من حديث عبد الكريم الجزري عن زياد بن أبي مريم عن ابن معقل قال دخلت مع أبي على ابن مسعود فسمعته يقول قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الندم توبة، قال نعم ومن هذا الوجه أخرجه الطيالسي في مسنده ولكن قال عن زياد وليس بابن أبي مريم وقال عن عبد اللَّه بن معقل ولفظه: دخلت مع أبي وأنا إلى جنبه عند عبد اللَّه فقال قال له أبي أسمعت من رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال نعم سمعت رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: الندم توبة، وأخرجه الطبراني في الكبير وآخرون، وفي سنده اختلاف كثير.

1246 - حديث: النساء ينصر بعضهن بعضا، هو من قول عكرمة فيما رويناه في فوائد أبي عمرو بن السماك من طريق وهيب بن خالد عن أيوب عنه، بل هو في باب الثياب الخضر من اللباس من صحيح البخاري، لكن بدون بيان أنه قول عكرمة.

1247 - حَدِيث: النِّسَاءُ حَبَائِلُ الشَّيْطَانِ، في: الشباب شعبة من الجنون.

1248 - حَدِيث: النِّسْيَانُ طَبْعُ الإِنْسَانِ، لا أعرفه بهذا اللفظ، وللطبراني في الكبير من حديث جعفر بن أبي وحشية عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رفعه: ما من مسلم إلا وله ذنب يصيبه الفينة بعد الفينة، إن المؤمن نسَّاء، إن ذكر ذكر، ومن حديث داود بن علي بن عبد اللَّه بن عباس عن أبيه عن جده ابن عباس رفعه: إن المؤمن خلق مفتنا توابا نسَّاء إذا ذكر ذكر، وأخرجه أبو نُعيم أيضا.

1249 - حَدِيث: نُصْرَةُ اللَّه لِلْعَبْدِ خَيْرٌ مِنْ نُصْرَتِهِ لِنَفْسِهِ، هو بمعناه عند ابن أبي حاتم في تفسيره من جهة وهيب بن الورد، قال: يقول اللَّه: ابن آدم إذا ظلمت فاصبر وارض بنصرتي، فإن نصرتي لك خير من نصرتك لنفسك، وأورده عبد اللَّه بن أحمد في زوائد الزهد لأبيه عنه قال: بلغني أنه مكتوب في التوراة، وذكره، وقد مضى حديث: من دعا على من ظلمه فقد انتصر، وهو مشعر بمعنى هذا الحديث.

1250 - حَدِيث: النَّظَرُ إِلَى الْوَجْهِ الْحَسَنِ يَجْلُو الْبَصَرَ، وَالنَّظَرُ إِلَى الْوَجْهِ الْقَبِيحِ يُورِثُ الْقَلَحَ، أبو نُعيم في الحلية بسند ضعيف عن جابر بالشطر الأول فقط، وبسند آخر أشد ضعفا من الأول بالشطر الثاني، وللديلمي عن عائشة مرفوعا: النظر إلى الوجه الحسن والخضرة والماء يحيي القلب ويجلي عن البصر الغشاوة، وعن ابن عباس مرفوعا: النظر إلى الوجه القبيح يورث الكلح، وقد مضى في المثلثة له شواهد.

1251 - حَدِيث: نَظْرَةٌ فِي وَجْهِ الْعَالِمِ أَحَبُّ إِلَى اللَّه مِنْ عِبَادَةِ سِتِّينَ سَنَةً صِيَامًا وَقِيَامًا، في نسخة سمعان ابن المهدي عن أنس مرفوعا، وكذا أورده الديلمي بلا سند عن أنس مرفوعا بلفظ: النظر إلى وجه العالم عبادة، وكذا الجلوس معه والكلام والأكل، ولا يصح.

1252 - حَدِيث: نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ، البخاري عن سعيد بن أبي هند عن ابن عباس به مرفوعا، وفي لفظ لغيره من حديث يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا: نعمتان الناس فيهما متغابنون، الصحة والفراغ، وفي الباب عن أنس وغيره، وكان الحسن البصري يقول: ابن آدم نعمتان عظيمتان المغبون فيهما كثير، الصحة والفراغ، فمهلا مهلا الثواء ههنا قليل، في حديث ذكره أخرجه العسكري، وقال: الصحة عند بعضهم الشباب قال: والعرب تجعل مكان الصحة الشباب، كما قالوا: بالقلب الفارغ والشباب المقبل تكسب الآثام، وكان يقال: إن لم يكن الشغل محمدة فإن الفراغ مفسدة، ولا تفرغ قلبك من فكر، ولا ولدك من تأديب، ولا عبدك من مصلحة، فإن القلب الفارغ يبحث عن السوء، واليد الفارغة تنازع إلى الآثام، وقال أبو العتاهية:
علمت يا مجاشع بن مسعدة ... أن الشباب والفراغ والجدة ... مفسدة للمرء أي مفسدة
وعن بعضهم بلفظ: للدين بدل: للمرء، ونقل البيهقي في الحادي والسبعين من الشعب لأبي عصمة محمد بن أحمد السختياني:
أبلغنا خير بني آدم ... وما على أحمد إلا البلاغ
الناس مغبونون في نعمة ... صحة أبدانهم والفراغ
قال العسكري: وسمعت أبا بكر ابن دريد يقول: إن أفضل النعم العافية والكفاية، لأن الإنسان لا يكون فارغا حتى يكون مكتفيا، والعافية هي الصحة، ومن عوفي وكفي فقد عظمت عليه النعمة، ومن كلمات بعض الصوفية: سيروا إلى اللَّه عرجا ومكاسير، ولا تنتظروا الصحة فإن الصحة بطالة. 1253 - حَدِيث: نِعْمَ الإِدَامُ الْخَلُّ، مسلم والأربعة عن جابر به مرفوعا، وهو عند البيهقي في الشعب من وجه آخر عن جابر، وفيه قصة، ولمسلم والترمذي عن عائشة كالأول، وأخرجه الحاكم عن أم هانئ، وفيه قصة، وزاد: لا يفقر بيت فيه خل، وأفرد بعض الحفاظ طرقه.

1254 - حَدِيث: نِعْمَ الأَمِيرُ إِذَا كَانَ بِبَابِ الْفَقِيرِ، وَبِئْسَ الْفَقِيرُ إِذَا كَانَ بِبَابِ الأَمِيرِ، ابن ماجه بسند ضعيف بمعنى الشطر الثاني عن أبي هريرة رفعه، وأورده الغزالي بتمامه، ولفظه: شرار العلماء الذين يأتون الأمراء، وخيار الأمراء الذين يأتون العلماء، وللديلمي عن عمر بن الخطاب مرفوعا: إن اللَّه يحب الأمراء إذا خالطوا العلماء، ويمقت العلماء إذا خالطوا الأمراء، لأن العلماء إذا خالطوا الأمراء رغبوا في الدنيا، وإذا خالطهم الأمراء رغبوا في الآخرة، وفي ترجمة علي بن الحسن بن علي الصندلي من طبقات الحنفية أن السلطان ملك شاه قال له: لم لا تجيء إلي، قال: لأني أردت أن تكون من خير الملوك حيث تزور العلماء، ولا أكون من شر العلماء حيث أزور الملوك، وسلف: ما من عالم أتى صاحب سلطان طوعا إلا كان شريكه في كل لون يعذب به في نار جهنم، وكذا سلف: الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا ويتبعوا السلطان، وفي السادس والستين من الشعب مما يدخل هنا الكثير، ومنه: وما ازداد أحد من السلطان قربا إلا ازداد من اللَّه بعدا، وهو في: من بدا جفا، وقول الثوري: إذا رأيت القارئ يلوذ بالسلطان فاعلم أنه لص، وإذا رأيته يلوذ بالأغنياء فاعلم أنه مرائي، وإياك أن تخدع ويقال لك ترد مظلمة وتدفع عن مظلوم، فإن هذه خدعة إبليس اتخذها القراء سلما، وقوله أيضا: إني لألقى الرجل أبغضه فيقول لي: كيف أصبحت فيلين له قلبي، فكيف بمن أكل ثريدهم، ووطئ بساطهم، ومن ثم ورد: اللَّهم لا تجعل للفاجر عندي نعمة يرعاه بها قلبي، وقال أبو إسحاق السبيعي: من أغناه اللَّه عن أبواب الأمراء وأبواب الأطباء فهو سعيد، وعنده أيضا في السابع عشر عن بشر بن الحارث قال: ما أقبح أن يطلب العالم فيقال: هو بباب الأمير، وعن الفضيل بن عياض قال: آفة القراء العجب، واحذروا أبواب الملوك، فإنها تزيل النعم، فقيل له: يا أبا علي كيف تزول النعم؟ قال: الرجل يكون عليه من اللَّه نعمة ليست له إلى خلق حاجة، فإذا دخل إلى هؤلاء الملوك فرأى ما بسط لهم في الدور والخدم استصغر ما هو فيه، فمن ثم تزول النعم، ولقي ابن عمر ناسا خرجوا من عند مروان فقال: من أين جئتم قالوا: من عند الأمير، قال: فهل كل حق رأيتموه تكلمتم به وأعنتم عليه؟ وكل منكر رأيتموه أنكرتموه ورددتموه عليه؟ قالوا: لا واللَّه بل يقول ما ينكر فنقول قد أصبت أصلحك اللَّه، ثم إذا خرجنا من عنده نقول قاتله اللَّه ما أظلمه وأفجره، فقال: كنا نعد هذا نفاقا لمن كان هكذا على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، أخرجه أحمد وغيره. واللَّه المستعان. 1255 - حديث: نِعْمَ الْبَيْتُ الْحَمَّامُ، فَإِنَّهُ يَذْهَبُ بِالْوَسَخِ، وَيُذَكِّرُ الآخِرَةَ، ابن منيع في مسنده عن عمار بن محمد عن يحيى بن عبيد اللَّه بن موهب عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا، ويحيى ضعيف.

1256 - حَدِيث: نِعْمَ الدَّوَاءِ الأرْزُ، صَحِيحٌ سَلِيمٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ، الديلمي من حديث حمزة الزيات عن أبان بن أبي عياش عن أنس به مرفوعا، ولا يصح، وفي الأطعمة للدارمي حديث: تسبيحه في البطن.

1257 - حَدِيث: نِعْمَ الصِّهْرُ الْقَبْرُ، في: دفن البنات من المكرمات.

1258 - حَدِيث: نِعْمَ صَوْمَعَةُ الرَّجُلِ بَيْتُهُ، يَكُفُّ بَصَرَهُ وَسَمْعَهُ وَقَلْبَهُ وَلِسَانَهُ، العسكري من حديث ثور بن يزيد عن سليم بن عامر عن أبي الدرداء به مرفوعا، ومن هذا الوجه أخرجه البيهقي في الشعب لكن موقوفا، ولفظه: يكف بصره وفرجه، وإياكم والأسواق فإنها تلغي وتلهي، وعزاه بعضهم للطبراني عن أبي أمامة، وللعسكري من حديث الحسن قال: البيوت صوامع المؤمنين، وله شواهد كثيرة، منها: قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبعض أصحابه: كن حلساً من أحلاس بيوتك، وفي لفظ: الزم بيتك، وصنف ابن البنا جزءاً في السكوت ولزوم البيوت . 1259 - حَدِيث: نِعْمَ الْعَبْدُ صُهَيْبٌ، لَوْ لم يخف للَّه لَمْ يَعْصِهِ، اشتهر في كلام الأصولين وأصحاب المعاني وأهل العربية من حديث عمر، وذكر البهاء السبكي أنه لم يظفر به في شيء من الكتب، وكذا قال جمع جم من أهل اللغة، ثم رأيت بخط شيخنا أنه ظفر به في مشكل الحديث لأبي محمد ابن قتيبة لكن لم يذكر له ابن قتيبة إسنادا وقال: أراد أن صهيبا إنما يطيع اللَّه حبالا لمخافة عقابه، انتهى. وقد أخرج أبو نُعيم في الحلية من طريق عبد اللَّه بن الأرقم قال: حضرت عمر عند وفاته مع ابن عباس والمسور بن مخرمة فقال عمر: سمعت رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: إن سالما شديد الحب لله عز وجل لو كان لا يخاف اللَّه ما عصاه، وسنده ضعيف، وعنده من حديث عمر أيضا قال: لو استخلفت سالما مولى أبي حذيفة، فسألني ربي: ما حملك على ذلك لقلت: رب سمعت نبيك صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: إنه يحب اللَّه حقا من قلبه، قلت: وهذا يؤيد تأويل ابن قتيبة الماضي.

1260 - حَدِيث: نِيَّةُ الْمُؤْمِنِ أَبْلَغُ مِنْ عَمَلِهِ، العسكري في الأمثال، والبيهقي في الشعب، من جهة ثابت عن أنس به مرفوعا، وقال ابن دحية: لا يصح، وقال البيهقي: إسناده ضعيف، انتهى. وله شواهد منها عن سهل بن سعد الساعدي مرفوعا: نية المؤمن خير من عمله، وعمل المنافق خير من نيته، وكل يعمل على نيته، فإذا عمل المؤمن عملا نار في قلبه نور، أخرجه الطبراني، وكذا هو عنده وعند العسكري من حديث النواس بن سمعان، ولفظ العسكري: نية المؤمن خير من عمله، ونية الفاجر شر من عمله، وأخرجه الديلمي من حديث أبي موسى الأشعري بالجملة الأولى، وزاد: وإن اللَّه عز وجل ليعطي العبد على نيته ما لا يعطيه على عمله، وذلك أن النية لا رياء فيها، والعمل يخالطه الرياء، وهي وإن كانت ضعيفة فبمجموعها يتقوى الحديث، وقد أفردت فيه وفي معناه جزءا، بل في عاشر المجالسة للدينوري إلمام ببعض ما وجه به فيراجع.