ذِكْرُ مَنْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ ، وَقَالَ : لَا يَجُوزُ بَيْعُ



: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

ذِكْرُ الْبَيَانِ عَمَّا فِي هَذِهِ الْأَخْبَارِ مِنَ الْغَرِيبِ فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ ، وَلَا تُشِفُّوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ ، يَعْنِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ : لَا تُشِفُّوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ ، لَا تُفَضِّلُوا أَنْ تَبِيعُوا إِحْدَاهُمَا زَائِدَةً عَلَى الْأُخْرَى بِهَا ، وَلَكِنْ بِيعُوا كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بِصَاحِبَتِهَا مُتَسَاوِيَتَيْنِ .
يُقَالُ : إِذَا بَاعَ الْبَائِعُ إِحْدَى الذَّهَبَيْنِ بِالْأُخْرَى زَائِدَةً عَلَيْهَا فِي الْوَزْنِ : قَدْ أَشَفَّ فُلَانٌ ذَهَبَهُ عَلَى ذَهَبِ فُلَانٍ ، وَذَلِكَ إِذَا أَخَذَ بِذَهَبِهِ أَكْثَرَ مِنْ وَزْنِهَا مِنْ ذَهَبِ مُبَايِعِهِ .
وَكَذَلِكَ تَقُولُ الْعَرَبُ : قَدْ أَشَفَّ فُلَانٌ بَعْضَ بَنِيهِ عَلَى بَعْضٍ ، إِذَا فَضَّلَ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ .
وَيُقَالُ : مَا أَقْرَبَ شَفِّ بَيْنِهِمَا ، أَيْ فَضْلِ بَيْنِهِمَا ، يُقَالُ : فُلَانٌ حَرِيصٌ عَلَى الشَّفِّ ، يَعْنِي بِهِ : عَلَى الرِّبْحِ .
وَأَمَّا الشَّفُّ : بِفَتْحِ الشِّينِ ، فَالسِّتْرُ الرَّقِيقُ ، وَكُلُّ ثَوْبٍ رَقِيقٍ يُسْتَشَفُّ مَا خَلْفُهُ ، فَهُوَ شَفٌّ ، يُقَالُ مِنْهُ : شَفَّ الثَّوْبُ عَلَى الْمَرْأَةِ فَهُوَ يَشِفُّ شُفُوفًا ، وَذَلِكَ إِذَا بَدَا مَا وَرَاءَهَا مِنْ خَلْفِهَا .
وَمِنْهُ الْخَبَرُ الَّذِي رُوِيَ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّهُ قَالَ : لَا تَكْسُوا نِسَاءَكُمُ الْقَبَاطِيَّ ، فَإِنَّهُ إِلَّا يَشِفُّ فَإِنَّهُ يَصِفُ ، يَعْنِي بِذَلِكَ إِنْ لَمْ يُرَ مَا خَلْفَهُ ، فَإِنَّهُ يَصِفُهَا لِرِقَّتِهِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ الْعِبَادِيِّ :
زَانَهُنَّ الشُّفُوفُ يَنْضَحُ بِالْمِسْـ
ـكِ وَعَيْشٌ مُفَانِقٌ وَحَرِيرُ
يَعْنِي بِالشُّفُوفِ جَمْعَ شَفٍّ .
وَأَمَّا الشَّفِيفُ فَإِنَّهُ الْبَرْدُ ، يُقَالُ مِنْهُ : إِنَّ فُلَانًا لَيَجِدُ فِي أَسْنَانِهِ شَفِيفًا ، أَيْ : بَرْدًا شَدِيدًا .
وَإِنَّ فِي لَيْلَتِنَا هَذِهِ لَشَفًّا شَدِيدًا ، أَيْ : بَرْدًا شَدِيدًا .
وَأَمَّا قَوْلُهُمُ : اسْتَشَفَّ فُلَانٌ مَا فِي الْإِنَاءِ مِنَ الْمَاءِ أَوْ غَيْرِهِ ، فَإِنَّهُ يَعْنِي بِهِ أَنَّهُ شَرِبَهُ كُلَّهُ ، وَمِنْهُ الْمَثَلُ السَّائِرُ : لَيْسَ الرِّيُّ عَنِ التَّشَافِ يَقُولُ : لَيْسَ الرِّيُّ بِأَنْ تَشْرَبَ جَمِيعَ مَا فِي الْإِنَاءِ حَتَّى لَا تُبْقِي فِيهِ شَيْئًا .
وَمِنْهُ الْخَبَرُ الَّذِي رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ إِحْدَى عَشْرَ امْرَأَةً وَصَفْنَ أَزْوَاجَهُنَّ ، أَخْبَرَ أَنَّ إِحْدَاهُنَّ قَالَتْ : زَوْجِي إِنْ أَكَلَ لَفَّ ، وَإِنْ شَرِبَ اشْتَفَّ ، تَعْنِي بِقَوْلِهَا : اشْتَفَّ ، شَرِبَ جَمِيعَ مَا فِي الْإِنَاءِ فَلَمْ يُسْئِرْ فِيهِ شَيْئًا .
وَأَمَّا قَوْلُهُمْ : قَدِ اشْتَافَ فُلَانٌ لِكَذَا ، فَإِنَّهُ يَعْنِي بِهِ أَنَّهُ تَطَاوَلَ لَهُ وَنَظَرَ ، يُقَالُ مِنْهُ : اشْتَافَ فُلَانٌ بِفُلَانٍ فَهُوَ يَشْتَافُ لَهُ اشْتِيَافًا ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ : رَأَيْتُ فُلَانًا يَتَشَوَّفُ لَكَ ، يَعْنِي أَنَّهُ يَتَطَاوَلُ وَيَنْظُرُ .
وَيُقَالُ : شِيفَتِ الْجَارِيَةُ لِزَوْجِهَا ، إِذَا زُيِّنَتْ لَهُ وَهُيِّئَتْ ، فَهِيَ تُشَافُ شَوْفًا .
وَأَمَّا الْخَبَرُ الَّذِي رُوِيَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ، وَالْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ، أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ الذَّهَبِ بِالْوَرِقِ نَسَاءً ، فَإِنَّهُ يَعْنِي بِالنَّسَاءِ : التَّأْخِيرَ ، يَقُولُ : نَهَى أَنْ يُبَاعَ أَحَدُهُمَا بِالْآخَرِ بِتَأْخِيرٍ .
يُقَالُ مِنْهُ : بَاعَ فُلَانٌ مَتَاعَهُ مِنْ فُلَانٍ بِنَسِيئَةٍ ، وَبِأَخِرَةٍ ، وَبِنَظِرَةٍ ، وَدَيْنٍ ، كُلُّ ذَلِكَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ .
يُقَالُ : نَسَأْتُ فُلَانًا مَا عَلَيْهِ مِنَ الدَّيْنِ ، إِذَا أَخَّرْتُهُ .
وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ : عَرَفَتْنِي ، نَسَأَهَا اللَّهُ ، أَيْ : أَخَّرَهَا اللَّهُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ اللَّهِ جَلَّ حدثناؤُهُ : { إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ } ، يَعْنِي بِذَلِكَ تَأْخِيرَ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ الَّذِي كَانَتِ الْعَرَبُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ تَفْعَلُهُ فِي جَاهِلِيَّتِهَا ، مِنْ تَأْخِيرِ الْمُحَرَّمِ إِلَى صَفَرَ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمُ : انْتَسَأَ فُلَانٌ عَنْ فُلَانٍ إِذَا تَبَاعَدَ عَنْهُ ، يُقَالُ مِنْهُ : انْتَسِئْ عَنَّا قَلِيلًا ، يُرَادُ بِهِ : تَبَاعَدْ .
وَيُقَالُ : مَا أَجِدُ مُنْتَسَئًا ، أَيْ : مُتَبَاعَدًا ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
إِذَا انْتَسَئُوا فَوْرَ الرَّمَّاحِ أَتَتْهُمُ
عَوَائِرُ نَبْلٍ كَالْجَرَادِ نُطِيرُهَا
وَأَمَّا قَوْلُهُمْ : نَسَأْتُ اللَّبَنَ ، فَهُوَ مَعْنًى غَيْرُ هَذَا ، وَهُوَ أَنْ تَمْذُقَهُ حَلِيبًا ، يُقَالُ مِنْهُ : نَسَأَ فُلَانٌ لَبَنَهُ فَهُوَ يَنْسَأُهُ نَسْأً .
وَيُقَالُ أَيْضًا : نَسَأَ فُلَانٌ الْمَاشِيَةَ ، إِذَا أَخَّرَهَا .
وَنُسِئَتِ الْمَرْأَةُ فَهِيَ تُنْسَأُ نَسْأً ، وَذَلِكَ فِي أَمْرِ بَعْلِهَا ، يُقَالُ : امْرَأَةٌ نَسُوءُ .
وَأَمَّا قَوْلُ رُؤْبَةَ بْنِ الْعَجَّاجِ :
طَيَّرَ عَنْهَا النَّسْءُ حَوْلِيَّ الْعَقَقْ
فَإِنَّهُ يَعْنِي بِالنَّسْءِ بَدْءَ السَّمْنِ ، يُقَالُ مِنْهُ : قَدْ جَرَى النَّسْءُ فِي الدَّوَابِّ ، إِذَا بَدَأَ فِيهَا السَّمْنُ .
وَأَمَّا قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا تَبِيعُوا نَاجِزًا بِغَائِبٍ ، فَإِنَّهُ يَعْنِي بِالنَّاجِزِ الْحَاضِرَ يَقُولُ : لَا تَبِيعُوا حَاضِرَ الذَّهَبِ بِغَائِبِ الْوَرِقِ .
يُقَالُ مِنْهُ : نَجَزَ الْمَالُ ، إِذَا حَضَرَ ، وَمِنْهُ قِيلَ : أَنْجَزَ فُلَانٌ لِفُلَانٍ مَا وَعَدَ ، وَذَلِكَ إِذَا أَوْفَى لَهُ بِهِ فَأَحْضَرَهُ إِيَّاهُ .
وَأَمَّا قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمُ الرَّمَاءَ ، فَإِنَّهُ يَعْنِي بِالرَّمَاءِ الرِّبَا ، وَأَصْلُ الرَّمَاءِ : زِيَادَةُ الشَّيْءِ عَلَى الشَّيْءِ ، يُقَالُ مِنْهُ : أَرْمَى فُلَانٌ عَلَى فُلَانٍ فِي الْقَوْلِ إِذَا زَادَ عَلَيْهِ فِي الْقَوْلِ ، وَأَرْبَى عَلَيْهِ كَذَلِكَ ، فَهُوَ يُرْمِي ، وَيُرْبِي إِرْبَاءً ، وَإِرْمَاءً ، وَمِنَ الْإِرْمَاءِ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
وَأَسْمَرَ خَطِّيٍّ كَأَنَّ كُعُوبَهُ
نَوَى الْقَسْبِ قَدْ أَرْمَى ذِرَاعًا عَلَى عَشْرِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،